ما لي أراني إلى البحرين أنطلقُ |
أرجو العدالة مهما عزت الطرقُ |
والصبر درعي والآمال تؤنسني |
وليس يمنعني رعب ولا قلقُ |
فللبلاد موازينٌ ومحكمةٌ |
لا يستوي مخلصٌ فيها ومرتزقُ |
ستنبري أسطر التاريخ شاهدة |
للقادمين بمن خانوا ومن صدقوا |
واهاً بلادي إذا ما أسرة حكمت |
وسخروا أذرعاً للظلم وانطلقوا |
ويكرهون نصيحاً إن رأى قدَماً |
عن سكة الحق والأخلاق تنزلقُ |
ولقمة الناس أمست تحت سلطتهم |
وللفواحش فاض الليل والشبقُ |
واستيقظ الحرُّ في البحرين يعلِنها |
سلميةً فاستشاط الوغد والنزقُ |
يُشيِّد للناس أسواراً ومعتقلاً |
لربما صوتهم يخبو ويختنقُ |
والنفيُ والضربُ والتشريدُ ديدنُه |
وأنفسُ الشعب بالطغيان تحترقُ |
لن يذعن الحرُّ إن جنسيةٌ سُحِبت |
أو قيَّدوا صادحاً بالحقِّ أو شنقوا |
فصاحب الحقِّ يقوى كلَّما ضغطت |
أصابِعُ البغي حول العنق تنغلِقُ |
ما ضاع حقٌّ وخلف الحق طالبُه |
لو أنَّ كل الورى في ثنيه اتَّفقوا |
لِصاحب الحق صوتٌ راعدٌ سعرٌ |
تكاد جبال الصمِ تنفلقُ |
لابدَّ للحقِّ أن تصفو السماء له |
وتضحك الشمس والأفلاك والأفقُ |
إن الطواغيت إن صاروا جبابرة |
وذلَّ منهم عزيز وارتقى أَبِقُ |
لا تعجبنَّ إذا ما الحق أورثهم |
ما نال عاداً أو الطوفان أو صُعِقوا |
ودع مع الباطل المهزوم شرذمة |
وللعمالة أقوامٌ لها اعتنقوا |
مهما استطالوا وخاضوها فراعنةٌ |
وثبتوا أرجلا بالوهم والتصقوا |
سيُحدِث الشعب مع الطاغين ملحمةً |
دهماء منها قرون الشمس تنسلقُ |
هذا المآل لكل الظالمين ومن |
يخاف من منطق الأحرار إن نطقوا |