|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات استنزاف في كلِّ يومٍ يُشْرعُ الإبداعُ بابَهْ.. ويكادُ يسكنني الجفافُ إذا نأى... أو أعلنَ الشعرُ اغْترابَهْ.. مَن سوف يُبقيني ملاكاً أمنح الدنيا بهاءَ صَلاتها؟.. وأقيلُ أمَّاً من رعايتها جمالَ بناتها؟.. مَنْ يا ترى سيقودُ مركبتي إذا ما استنزفتني لعنةٌ تدعى الكتابَةْ؟!!. ارتياب للوقتِ في قلقِ الهويةِ مرصدٌ يمشي على أُفُقِ ظلاميِّ المكانِ كأنه جبلٌ قصيٌّ ليس تشبهُهُ الجبالْ.. للوقت منعكَسٌ نَفوذُ الضوءِ.. هذا الوقتُ.. هذا المكتوي.. بزماننا وبكل أصناف الخيالْ نرتابُ.. لا تاريخنا يُنهي المسافَةَ والتردُّدَ.. بين ما يُروى وما بين اليقينْ نرتابُ. رحلةُ القلب أيتّها الأجنحةُ النّورانيّةُ كم سيطيرُ القلبُ لتكتملَ الرّحلةُ ثم يحطُّ على أوّلِ كلْمةِ حبٍّ في الأرضِ وحين يزقزقُ والأيّامُ تبرعمُ في شجرِ العمرِ تمرُّ شهورٌ خضراءُ تسلِّمُ.. ثم تسافرُ والصّيفُ يجيءُ فيدنو من كوخِهِ مُنْحَنيَ الأغصانْ. فصول العمر الآفاقُ نوافذُ لا تُغْلَقُ والأطيارُ تمرُّ فتنشدُ أغنيةَ اليومِ وترحلُ كلَّ مساءْ أتظلُّ كذلكَ؟!!.. لا تعرفُ كيف تجيءُ بما يغري الوقتَ فتستوقفُ يوماً من عمرِكَ في دائرةِ الأضواءْ؟!.. ستمرُّ عليك فصولُ العمرِ وأنتَ وراءَ الأسرارِ فتهرمُ أفكارُكَ في الصّمتِ وحين تموتُ تموتُ فلا تبكيكَ الكلماتُ ولا تحترقُ الأحزانْ. خذ وقتكَ مَن ذاكَ القادمُ من أعماقِ يقينِهِ تتبعُهُ الأفكارُ الحرّةُ والأنغامُ فيشرقُ معرفةً؟ مهلاً.. قد تدخلُ أرضاً لا تفهمُ إيقاعَ خطاكَ فكيفَ ستصنعُ أرغفةً؟!.. خذ وقتَكَ كي تفهمَ أسرارَ الليلِ وتعزفَ ألحانَكَ.. حتَّى يكتملَ البدرُ وترسُمَ دائرةَ الحبِّ فتُلقي للأرضِ بأعباءِ ديونِكَ ثمَّ تسيرُ خفيفاً لا تشغلُكَ العودةُ إخلاصاً للزّمنِ الميتِ وأيّامِ الإذعانْ خذ وقتَكَ كي يتعتَّقَ خمرُ الغايةِ في أعماقِ الوجدانْ. سيادة لن يقبلَكَ الآخرُ حتَّى تقبلَ بالآخرِ فافتحْ أبوابكَ إنَّ سيادَتَكَ الحرّةَ قد لا تتحقّقُ حتَّى تصبحَ عبداً فاخدمْ إخلاصَكَ أو... كنْ عبداً لسيادةِ إبداعِكَ ولتختصرِ الأزمانَ لتعبرَ... أو تخلقَ نفسَكَ خارجَ سلطانِ الأزمان. القادم قادمٌ.. كالصّباحْ.. يملأُ الكونَ بالنّورِ والحبِّ والنغماتِ الجريئةِ والوعدُ إزاره والوشاحْ.. قادمٌ.. بالعزيمةِ والحقِّ والخطواتِ التي ترتقي بالحياةِ إلى قممِ المجدِ واثقةً بالنّجاحْ.. قادمٌ.. يوقظُ الافتتاحْ.. بسمَةً يشرقُ الفجرُ من تحت أقواسِها ويذوبُ النّدى في ثغورِ الأقاحْ.. روحُهُ.. في أكفِّ السماحْ.. سحُبٌ.. وله من سنا البرقِ ألفُ جناحْ. منفرد خطواتُكَ مُبدِعةٌ فلتتبعكَ الدَّربُ صعوداً.. تلكَ المرتفعاتُ لأوّلِ مَن يتسلَّقُ مجدَ الغايةِ.. منفَرِدٌ أنتَ.. وليس أمامكَ إلا أن توغلَ في العزلَةِ حتَّى تتسلَّقَ قمَّةَ رأسِكَ مُقتطِفاً فاكهةَ الأحلامْ.. مُنطلقاً من أعماقِ الحبِّ تسافرُ مُقتحِماً أسبابَ شقائِكَ كالنّارِ وليسَ أمامكَ إلا أن تتقدَّمَ.. قد نبَّهَكَ القلبُ.. وهيَّأَكَ الصَّمتُ لتنفخَ في أذُنِ القفلِ فينفتح البابُ.. وتخرجُ كالشّمسِ ترفرفُ من حولِكَ أطيارُ الصّبحِ وترقصُ في موكبِكَ الأيّامْ.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي بهاء الدين زهير ـ كَيدُ الحاسِدينَ أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَســــــــــــودَ وَتَفضُلا وَيَبطُلُ كَيدُ الحاسِـــــــــــــــدينَ وَيُخذَلا وَقاكَ الَّذي تَخشاهُ مِن كُلِّ حادِثٍ جَميلٌ رَعـــــــــــــــــــــــاكَ اللَهُ فيهِ تَطَــوُّلا فَلا أَدرَكَ الحُسّادُ ما فيكَ أَمَّلوا وَأَدرَكتَ ما فيهِم غَدَوتَ مُؤَمِّلا سَـــــــــــــــــعَيتُ لِأَمرٍ كامِلِيٍّ أَطَعتَهُ أَطَعتَ بِهِ أَمـــــــــــــــــرَ الإِلَهَ المُنَزَّلا وَكانَ مَســــــــــــــيراً فيهِ أَوفى مَسَرَّةٍ وَصارَ فُضولُ الحاسِدينَ تَفَضُّلا جعفر كاشف الغطاء ـ قلب الدهر صبراً جميلاً فلعل وعســـــــــــــــــــــى يورق عود الوصل بعد ما عسا والدهــــــــــــــــــــــــر قاس قلبه وربمـــــــــــا يلين قلب الدهـــــــــر بعدما قســــــــــــا أساءني من بعد ما أحسن بي يا ليته أحســــــــــــــــــــــــن بعدما أسا أطلق دمعي بعـــــــــــــــــــــد ما قيده وقال خذ منه طريقاً يبســـــــــــــــــــــا خضر القزويني ـ إليك يا دهر عني واحر قلباه من دهر فوارسه أضحت تجالد مني فارس الجلد تالله لست الذي لانت عريكته إليه حتى تواري حفرتي جسدي إليك يا دهر عني أنني صعب موارد الذل نفسي قط لم ترد واعلم بأني فتى في الدهر ما ولدت شرواي أنثى غيوراً بل ولم تلد علي شرارة الكتبي ـ سهم الدهر إذا ما صفاك الدهر عيشا مروقا أصابك سهم الدهر سهما مفوقا فلا تأمن الدهر الخؤون صروفه حذاراً وان يصفو لك الدهر رونقا وجار على سبط النبي بنكبة فأردى له ذاك الشباب المؤنقا على الدين والدنيا العفا بعد سيد شبيه رسول اللَه خلقا ومنطقا وخلقا كأن اللَه أودع حسنه إليه انتهى وصلا وفيه تعرقا الجاحظ ـ شكر أَعيدُكَ بِالرَحمنِ أَن تَشَمَّت العُدى فَلِلفَقرِ خَيرٌ مِن شَماتَةِ ذي الغَمرِ فَإِن تَرعَ وُدّي بِالقُبولِ فَأَهلَهُ وَلا يَعرِفُ الأَقدارَ غَيرَ ذَوي القَدرِ وَحَسبُكَ بي إِن شِئتَ وُدّاً وَخِلَّة وَحَسبُكَ بي يَومَ النَزاهَةِ وَالصَبرِ أَلا رُبَّ شُكرٍ دائِرِ الرَسمِ دارِس وَشُكرٍ كَنَقشِ الحَميرِيَّةِ في الصَخرِ الشافعي ـ الحذر تاهَ الأُعَيرِجُ وَاِستَعلى بِهِ الخَطَرُ فَقُل لَهُ خَيرُ ما اِستَعمَلتَهُ الحَذَرُ أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيّامِ إِذ حَسُنَت وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ
|
||||