تضامناً مع البحرين شعباً وعلماء..
"ما كان حقّاً يوماً يبقى حقاً أبداً
..."

السنة الخامسة عشر ـ العدد 176  ـ (شوال ـ ذو القعدة 1437 هـ ) ـ (آب 2016 م)

بقلم: الدكتور الشيخ حسان عبد الله(*)

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

مصطفى حسن خازم


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

نحن اليوم ومن خلال قناعتنا التامة بأن الحقَّ لا يضيع ولا يتغير.. وانسجاماً مع المقولة الشهيرة لرائد الثورة الفرنسية "جان جاك روسو" التي تقول: "ما كان حقّاً يوماً يبقى حقاً أبداً.. وأما عن القوة والبطش فإنها أمرٌ وقتيٌّ يزول مع الزمن".. ومن خلال شعورنا بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة الإسلامية نعلن تضامننا مع شعب البحرين وعلماء البحرين واستنكارنا للإجراءات اللاقانونية واللاشرعية واللإنسانية بحق الشعب والعلماء والقيم..

إننا نعلن تضامننا ليس بالكلمة فحسب.. ولا بالشعارات.. وإنما امتثالاً لوصية أمير المؤمنين(ع) "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً".. فكيف لا ننصر شعباً ناصر كل قضايا المستضعفين؟!..

ونحن نعيش اليوم أجواء حرب تموز، نتذكر المظاهرات الضخمة التي انطلقت في البحرين دعماً للمقاومة في ذلك الوقت.. ووصلت للتظاهر أمام رمز الشيطان الأكبر في القاعدة الأمريكية في البحرين. كما لا ننسى وقوفهم إلى جانب قضية فلسطين واستنكارهم الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني.

لقد تمادى الحاكم في البحرين في انتهاك حقوق الشعب البحريني ومارس قمعاً همجياً بدلاً من أن يتوجه إلى الحوار مع شعبه لمعرفة معاناته وإعطائه حقوقه.

ودائماً كان يتهم الشعب البحريني بأن تدخلات خارجية تدفعه ليقوم بما يقوم به في حين أن الواقع يشهد أن التدخل الخارجي هو من المملكة السعودية التي تُرسل دباباتها وجنودها لتقمع هذا الشعب الذي أعطى مثالاً حياً للتعبير السلمي عن مطالبه دون كلل ولا ملل.

إن حكومة البحرين التي ابتدأت بإطلاق النار على المتظاهرين ثم تمادت بسجن رموز التحرك السلمي من دون مبرر قانوني صعدت من قمعها ليصل إلى حد هدم المساجد واعتقال العلماء، ثم ترقت لسحب الجنسيات عن مواطنين هم أكثر مواطنة من هؤلاء الحكام المنصبون على الشعب دون إرادته وبفرض من بريطانيا إبان احتلالها للبحرين.

فالمواطنة هي انتماء للأرض وخدمة للإنسان الساكن عليها وليست هوية تُعطي من السلطات ومن أراد شهادة ببحرينيته فمن الشيخ عيسى قاسم يأخذها لا عنه تُنزع.

وما دعانا للتحرك اليوم هو وصول حكومة البحرين إلى مكان بات فيه الخطر يتهدد الشعب البحريني بأكمله فعندما تَنـزع الجنسية عن أكبر علماء البحرين ورمز الاعتدال والوسطية آية الله الشيخ عيسى قاسم وتحَل جمعية الوفاق التي تعتبر الممثل الأكبر لقسم كبير من شعب البحرين وتمنع إمام أكبر صلاة جمعة الشيخ محمد صنقور من إمامة الجمعة وتمنع الشعب من الاحتشاد أمام منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم، ومع ذلك يصبر هذا الشعب ولا يذهب إلى حيث تريد السلطة منه أن يذهب ليتطور الصراع من سلمي إلى عسكري كي تبرر لنفسها زيادة القمع، فهذا يعني أن الأمور وصلت إلى حد لم يعد من الممكن السكوت عنه.

إن هذه السلطة الغاشمة التي لا تريد إعطاء الشعب حقوقه ولو استطاعت لنقلته إلى مكان آخر واشترت شعباً غيره، مصرة على دفع الأمور إلى الاشتباك والحرب الأهلية والدليل على ذلك:

1- محاولة طرد صمام الآمان في البحرين الذي يمنع من الوصول إلى هذا الحد آية الله الشيخ عيسى قاسم وحل جمعية الوفاق واعتقال الشيخ علي سلمان.

2- إرسال جلاوزتها تحت عنوان أنهم من الشعب للاشتباك مع المعتصمين.

3- الإصرار على عدم الحوار مع العلماء والجمعيات التي تمد يدها إلى الحكومة مع كل ما تفعله للوصول إلى حلول سلمية وإعطاء الشعب حقوقه الطبيعية. إننا في تجمع العلماء المسلمين نعلن من هذا الحفل التضامني ما يلي:

أولاً: يجب أن يكون واضحاً أن ما يحصل في البحرين لا علاقة له بصراع مذهبي إنما هو مطالبة من فئة من الشعب بحقوقها، وتعنت من السلطة بعدم إعطاء الشعب هذه الحقوق.

ثانياً: ندعو الشعب البحريني للاحتشاد الدائم والمتواصل أمام منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم حتى تتراجع الحكومة عن قرارها.

ثالثاً: ندعو إلى الاستمرار في الحراك الجماهيري حتى تتراجع السلطة عن قراراتها الظالمة بحق الجمعيات السياسية والثقافية والاجتماعية، وعلى رأسها جمعية الوفاق وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم المجاهد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي السلمان.

رابعاً: ندعو السلطة إلى الاجتماع مع أركان المعارضة على طاولة حوار ووضع خطة طريق للخروج من الأزمة تبتدئ بإلغاء كافة القرارات التعسفية.

خامساً: أما منظمات حقوق الإنسان فنسألها ما هي الإجراءات التي اتخذتها لحماية الديمقراطية في البحرين، وحق الشعب في التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه وهي مطالبة بتصعيد حملاتها وخطاباتها لإرغام الحكومة البحرينية على التراجع عن قراراتها.

سادساً: لما يُسمى بالمجتمع الدولي ما هو هذا الصمت المريب؟ وأين هي العناوين التي أعلنتها في التدخل في سوريا والعراق واليمن ؟ ولماذا لا تستعمل نفس هذه العناوين للتدخل في رفع الظلم عن شعب البحرين؟؟!.. إن ممارسات المجتمع الدولي والأمم المتحدة تؤكد لشعوب العالم العربي والإسلامي إنها إنما أُنشئت لحماية الكيان الصهيوني ومناصرة الظلم، ولم تكن يوماً مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ولو كان شعب البحرين معادياً للمقاومة أو يحمل فكراً تكفيرياً إقصائياً أو متخلياً عن القضية الفلسطينية لدعموه، أما وهو مع المقاومة ونهجها فمصيره  التهميش..

النصر لشعب البحرين في تحقيق مطالبه، الخزي للحكام الظلمة... ولعلماء وشعب البحرين نعاهدكم نحن علماء لبنان سنة وشيعة وشعب المقاومة هنا بالوقوف معكم ومواكبة نشاطاتكم حتى وصولكم إلى حقوقكم المشروعة. والحمد لله رب العالمين.

رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين(*)

 

اعلى الصفحة