|
|||||
|
بيان المجلس المركزي حول ذكرى النكسة و17 أيار عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الدوري وصدر عنه البيان التالي: إن تاريخ الصراع مع الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني شهد خلال الفترة الماضية حالات نهوض وانتصار وفي أحيان أخرى حالات انتكاسات وهزائم، وقد استطاع العالم المستكبر أن ينُتج لنا معوقات للنهوض وعلى رأسها تفتيت الأمة من خلال سايكس بيكو وزرع الجرثومة السرطانية الكيان الصهيوني بدءاً من وعد بلفور إلى النكبة والنكسة، غير ان حالات القوة التي تمتلكها الأمة من خلال الإسلام ومفاهيمه أنتجت لنا في مراحل عديدة محطات انتصار كانت ذروتها في المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين التي أذاقت العدو الصهيوني طعم الهزيمة لأول مرة في تاريخه ما أدى إلى تضافر قوى الشر العالمية للعمل على ضرب المقاومة من خلال السعي لإيقاع الفتنة بين أبناء الأمة وافتعال حروب تقسيمية جديدة في العالم العربي وعلى وجه الخصوص حاضنة المقاومة سوريا. إننا في تجمع العلماء المسلمين وبمناسبة الذكرى 68 للنكبة ومرور مائة عام على سايكس بيكو واتفاق الذل في السابع عشر من أيار، يهمنا أن نؤكد على ما يلي: أولاً: إن النكبة ستبقى حاضرة في واقعنا ما دام حال الأمة على الوضع الذي هو عليه اليوم، وإن خروجنا من النكبة إلى العز والانتصار يكون من خلال اعتماد نهج المقاومة والسعي لوحدة الأمة بأطيافها كافة، مسلمين ومسيحيين وطوائف أخرى والتوجه نحو العدو الوحيد لأمتنا ألا وهو العدو الصهيوني ومن يدعمه من الاستكبار العالمي. ثانياً: لم يكتف العالم المستكبر بما أنتجته اتفاقية سايكس بيكو من تقسيم للعالم الإسلامي إذ إنهم يعتبرون أن هناك دولاً ما زالت كبيرة ولا بد من تقسيمها، لذا عملوا من خلال عناوين خادعة كالحرية والاستقلال وما اصطلح على تسميته زوراً بالربيع العربي لتقسيم العالم الإسلامي أكثر مما هو مقسم، ولكي لا نقع مرة أخرى باتفاقيات بين الدول المستكبرة على إعادة تقسيم العالم الإسلامي لا بد من دعوة واضحة لإيقاف الاقتتال الداخلي والتوجه جميعاً لقتال العدو الصهيوني وبذلك يفشل مشروع التقسيم الجديد. ثالثاً: تمر في هذه الأيام ذكرى الاتفاقية المشؤومة في السابع عشر من أيار بين بعض المتآمرين في لبنان والكيان الصهيوني، هذه الاتفاقية التي كان للتجمع دورٌ كبير في إسقاطها عبر الاعتصام الشهير في مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد والذي كان باكورة أعمال المقاومة السياسية المتزامنة مع المقاومة العسكرية، والتي أعطت الأمثولة في أن مصير هذا الكيان الصهيوني لن يكون بالتطبيع معه بل بالعمل لزواله الذي سيكون حتماً بحسب الوعد الإلهي وبالتمسك بالوحدة ونهج المقاومة. رابعاً: استنكر التجمع الإجراءات المصرفية التي تتخذ بحق المقاومة وحزب الله امتثالاً لإملاءات أمريكية، واعتبر أن في ذلك خرق فاضح للسيادة اللبنانية وأن على القطاع المصرفي التعاطي بحكمة مع هذا الأمر لأن العمل به وتوسيع إطاره سيؤدي حتماً إلى الإضرار بالاقتصاد اللبناني وليس فئة خاصة منه، وفي نفس الإطار شجع التجمع على الحوار بين مصرف لبنان والقطاع المصرفي وكتلة الوفاء للمقاومة للخروج بعلاجات عملية لا تؤذي الاقتصاد اللبناني ولا تمس بالسيادة الوطنية وتحمي المقاومة. ************************************************************************** بيان حول الأوضاع السياسية في المنطقة والهجوم على حلب واليمن وغزة تعليقاً على الأوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة ولبنان أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي: يستمر التصعيد العسكري في أكثر من منطقة في العالم وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تُظهِر نفسها أنها تسعى لحلول سياسية من خلال المفاوضات سواء في سوريا أو اليمن، في حين أنها في واقع الأمر تمارس سياستها المعهودة المبنية على الكذب والخداع وتشجع القوى المرتبطة بها ومنها بعض القوى التكفيرية على الاستمرار في التصعيد العسكري علَّها تستطيع الحصول على مكتسبات أفضل. وتستمر العمليات العسكرية التي تجعل دول المنطقة وخاصة الدول الخليجية محتاجة لها أكثر، وتنفق أموالاً طائلة في إطار التسلح والأمور اللوجيستية الأخرى التي تحتاجها الحرب. إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع يهمنا أن نؤكد على ما يلي: أولاً: في خضم ما أشرنا إليه من تصاعد الحروب في المنطقة يقوم الكيان الصهيوني بارتكاب مجازر ويقصف بلا رحمة قطاع غزة ولا من حراك من قبل أي مسؤول عربي بل إننا نرى على شاشات التلفزة أن تركي الفيصل يجتمع مع مستشار الأمن القومي الصهيوني السابق يعقوب عميدور ويستجديه أن يقبل المبادرة السعودية للسلام والتي هي في الواقع استسلام حقيقي للعدو الصهيوني. ثانياً: مع موافقة السلطات السورية على الهدنة تلبية لدعوة روسية ناتجة عن اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية قامت القوى التكفيرية بهجوم شرس وسافر بأكثر من منطقة في سوريا، بالأخص في حلب وعادت وسائل الإعلام المسخرة للحرب على سوريا ببث الأكاذيب والصور والفيديوهات المزورة كوسيلة يائسة وفاشلة من وسائل الحرب الإعلامية، وقد أحسنت الإدارة الروسية عندما كشفت اليوم عن أن أمريكا تخادع ولا تتصرف بمسؤولية، وهنا فإننا نرى أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد المتاح ولا بد من تحرير كامل محافظة حلب وأما موضوع المدنيين فإن خسائر خوض الحرب ستكون حتماً أقل بكثير من خسائر معارك الاستنزاف. ثالثاً: أيضاً في اليمن فمع موافقة أنصار الله والجيش اليمني وحزب المؤتمر الشعبي العام على المبادرة الدولية ومشاركتهم بفعالية في مفاوضات الكويت تواصل القوات السعودية مدعومة بالقوى التكفيرية أعمالها العسكرية ضاربة عرض الحائط كل المبادرات الخيرة، ولا يستطيع أحد أن يقنع الناس أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك القدرة على إيقاف الحرب والضغط للوصول إلى حلول سلمية، بل أنها مستفيدة من استمرار الاستنزاف لموارد الأمة لمصلحة الكيان الصهيوني. رابعاً: على الصعيد اللبناني دعا تجمع العلماء المسلمين المواطنين للمشاركة بفعالية بالانتخابات البلدية وتأييد الجهات المخلصة للوطن والتي تتمتع بمصداقية وتسعى من أجل التطوير والإنماء، فإن الصوت هنا مسؤولية شرعية يجب أن يكون الإنسان من خلاله مبرئ الذمة أمام الله فيما يختاره. ودعا التجمع القوى والفعاليات السياسية للخروج من المحاصصة والفئوية للمصلحة العامة وإنماء البلدات وتطويرها. ************************************************************************** بيان حول اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين تعليقاً على اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي: من كان مثل الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين لا يمكن أن يُنهي حياته إلا بالشهادة، لقد نال رضوان الله تعالى عليه كل أوسمة الشرف، فكان مجاهداً مقاتلاً على جبهات الحق، ونال شرف قتال العدو الصهيوني وأصيب على مثلث خلدة وهو يصد الاجتياح الصهيوني لبيروت حيث جُرح فنال وسام الجرح، ثم أُسر وهو يسعى لقتال الأمريكي وبعد الأسر عاد لساحة جهاده في لبنان مع العدو الصهيوني. وعندما اندلعت الحرب الصهيونية بالوجه التكفيري على خط المقاومة امتشق سلاحه وكان حاضراً في كل ساحات المواجهة في سوريا إلى أن نال شرف الشهادة كأرفع وسام يوضع على صدره ومن خلاله على صدر المقاومة والنهج الجهادي الإسلامي الأصيل. إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نتقدم من أمين عام حزب الله حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد حسن نصر الله ومن قيادة ومجاهدي حزب الله ومن عائلته الكريمة بالتبريك لهذه الشهادة العظيمة. نعلن أن العدو الصهيوني يقف وراء هذا العمل بغض النظر عن الأداة والكيفية التي اعتمدت في التنفيذ لأن الحقيقة تقول أن الجماعات التكفيرية هم وجه آخر للصهيونية وصنيعة الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جهة أخرى نعتبر أن هذا العمل الجبان دليل على ضعف أعداء المقاومة وإفلاسهم وأن النصر سيكون حليف المقاومة وفي وقتٍ هو أقرب مما يتصوره أعدائها. ************************************************************************** بيان التجمع حول ذكرى الخامس والعشرين من أيار عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وصدر عنها البيان التالي: ستبقى ذكرى الخامس والعشرين من أيار صفحة مشرقة في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية ودرساً تتعلمه الأجيال ويقتدي به الثائرون المناضلون في العالم في كيفية تحرير البلاد المحتلة من رجس الاحتلال. لقد كان لهذا اليوم التاريخي أبعد الأثر في الصراع العربي الصهيوني، وأثبتت إن ما عمل عليه حكام العالم العربي لإقناعنا بأن جيش العدو الصهيوني لا يقهر هو كذب وخداع، ما جعلهم يعملون على محاولة إسقاط المقاومة تارة بالفتنة المذهبية وأخرى بالطائفية وثالثة بالقومية، وقد حرضت الدول المتآمرة على المقاومة على الحرب الداخلية في العالم العربي وخاصة في سوريا في محاولة لضربها وتشويه صورتها. إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع يهمنا أن نؤكد على ما يلي: أولاً: نوجه تحية إكبار وإجلال للمقاومة الإسلامية والجيش البطل والشعب اللبناني بذكرى الانتصار على العدو الصهيوني، ونعتبر أن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي السبيل الوحيد لحفظ أمن لبنان وسيادته واستقلاله. ثانياً: ما زال العدو الصهيوني يتربص بنا الدوائر خاصة في لبنان وما زالت أطماعه في أرضه ومياهه ونفطه مستمرة مع استمراره في احتلال أجزاء عزيزة من لبنان في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولذلك فإن سلاح المقاومة ما زال ضرورة ولا بد من المحافظة عليه وإن المطالبة بنزعه هو خدمة للعدو الصهيوني إن لم يكن تآمراً معه. ثالثاً: نعتبر أن الجماعات التكفيرية التي تعمل على التخريب في بلادنا وخاصة في سوريا ولبنان هي جزء من المؤامرة الصهيونية وصنيعة لها وتهدف إلى نفس أهداف هذا العدو، لذا فإننا نعتبر أن قتال العدو الداعشي هو جزء من مقاومتنا للعدو الصهيوني ويجب تضافر الجهود لرفد هذه الجبهة حتى إسقاط هذا العدو الذي هو آخر سلاح يستعمله العدو الصهيوني ضد خط المقاومة. رابعاً: دعا التجمع للاستفادة من تجربة الانتخابات البلدية والمسارعة إلى إقرار قانون انتخابي نيابي مبني على النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة وفي نفس الوقت ينتخب رئيس للجمهورية يكون قادراً على قيادة المرحلة المقبلة والذي نرى أن الجنرال ميشال عون يعتبر رجل المرحلة المقبلة ولا مصلحة في تضييع الوقت أكثر من ذلك. ************************************************************************** بيان المجلس المركزي حول الأوضاع المحلية والإقليمية عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الأسبوعي وصدر عنه البيان التالي: لا زال التعنت هو سيد الموقف من قِبل بعض الدول العربية المنخرطة في المؤامرة على المنطقة وعلى خط ونهج المقاومة تحديداً والساعية لإرضاء الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، فما زالت خطط إيقاف الحرب في كل من سوريا واليمن تبوء بالفشل بسبب هذا التعنت الذي لا يصب في مصلحة الأمة ولا يُرضي الله ورسوله. إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع يهمنا أن نؤكد على ما يلي: أولاً: في خضم الحرب العبثية الدائرة في المنطقة تقوم القوات الصهيونية بالاعتداء على غزة وتمارس ضغوطاً في الضفة وفي كل فلسطين مستغلة فترة الانشغال العربي لتمرير مخططاتها التي تهدف لاستكمال التهويد للأراضي الفلسطينية، ولذلك فإننا ندعو إلى تحرك جماهيري واسع دعماً للمقاومة في فلسطين وضغطاً على الحكومات لإنهاء حالة الاقتتال العبثي في الأمة. ثانياً: نؤكد على أن الصراع في سوريا لن يصل إلى نتيجة من خلال المفاوضات غير المجدية وأن الحل الوحيد هو بالقضاء على الجماعات التكفيرية وخاصة تلك التي لم تُصنف إلى اليوم كمجموعات إرهابية من قبل المجتمع الدولي مع أنها من أخطر هذه المجموعات كجيش الفتح وجيش الإسلام وأحرار الشام... وإن خدعة وقف إطلاق النار التي أدت إلى إيقاف الهجوم في حلب كان نتيجتها الغدر من قِبل هذه الجماعات بتواطئ أمريكي وإعادة احتلال مناطق تم تحريرها، ما يؤكد على أهمية ما طرحناه في هذا الإطار. ثالثاً: نؤكد على أهمية الوصول إلى تسوية سياسية في اليمن وإنهاء الحرب التدميرية الظالمة التي تشنها السعودية على الشعب المستضعف وندعو إلى تفعيل محادثات الكويت، خاصة أن المطروح من قبل أنصار الله هو ما تم الاتفاق عليه سابقاً قبل الحرب، وما كان قد توافقت عليه كل القوى الفاعلة في اليمن. رابعاً: على الصعيد اللبناني هنأ التجمع أهل بيروت والبقاع على إجراء الانتخابات البلدية بشكل حضاري سواء بالمشاركة أو بالمقاطعة، وقد أكدت هذه الانتخابات على عدم صحة تأجيل الانتخابات النيابية بدعوى الأوضاع الأمنية، لذا فإننا ندعو إلى: 1- استمرار العملية الانتخابية في بقية المناطق بنفس الهدوء الذي مرت به المرحلة الأولى وبمشاركة أكبر. 2- دعوة مجلس النواب للمسارعة في إنجاز قانون انتخاب عصري يعتمد النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة. 3- انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن ما يوفر للوطن عودة كاملة للمؤسسات الدستورية لتعمل بفعالية. ************************************************************************** البيان الختامي للمؤتمر التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية بلندن بفضل الله انعقد المؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية بفندق "هوليداي ان" في الفترة 20-22 مايو/أيار 2016. وتحت عنوان "الدين، الهوية والمواطنة" ساهم المشاركون من مصر والجزائر والمغرب ولبنان والعراق وإيران والبحرين وفرنسا بالإضافة لعدد من العلماء والمفكرين القاطنين في بريطانيا بمستويات عالية من النقاش والتحليل ساهمت في توصيف واقع الأمة واقتراح الحلول والتوصيات. لقد دأب منتدى الوحدة الإسلامية، منذ تأسيسه قبل تسعة أعوام، على جمع أعلام العلم والفكر والثقافة من أبناء الأمة للتحاور والتشاور، ولم يتوقف ذلك برغم المحنة التي فرضت على بلدان العرب والمسلمين، والفتن التي تعصف بشعوبها، وسعي أعدائها لإشغالها بما لا طائل فيه من جدل عقيم ومراء لا يأتي بخير. وانطلاقاً من شعور منظمي المؤتمر بأن المفاهيم التي احتواها عنوان المؤتمر تمثل بعض جوانب الاختلاف المثارة لكسر وحدة أمتي العرب والمسلمين، فقد تركزت البحوث على طرح مناقشات وتحليلات مدعومة بالحقائق والوقائع، بهدف توفير أرضية لاستمرار وحدة الأمة التي ما فتئت هدفا للتفتيت خلافا للتأكيد القرآني على وحدتها: ﴿إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون﴾. ولذلك جاءت مداولات المؤتمر ضمن المحاور التالية: ـ دور الدين في ترسيخ القيم الإنسانية. ـ دور الدين في تحديد هوية المجتمع. ـ مصادر ومحددات هوية المجتمعات. ـ التمسك بالهوية وأثره في تحقيق الاستقلال، والتقدم والنهوض. ـ المواطنة؛ أساس الحقوق والواجبات. ـ الدين وتعزيز الدور الحضاري والإنساني للمجتمعات. ـ خطر غياب القيم الدينية والأخلاقية في الحياة الإنسانية. على الرغم من الظروف القاسية التي تمر بها الأمة، فقد تلاقت قلوب المشاركين، على تعدد أعراقهم ومذاهبهم، على كلمة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" وهيمنت على المؤتمرين قيم الأخوة والتحاب في الله والرغبة في العمل المشترك من أجل إحلال العدل في هذا العالم الذي يسوده الظلم والفساد. وبعد مداولات تواصلت عبر أيام ثلاثة، اصدر المؤتمرون التوصيات التالية: أولاً: إن رسالة الدين تدعو للإيمان والوحدة والتآخي والأخلاق، وما لا ينسجم مع هذه القيم إنما هو بسبب اجتهادات ناجمة عن جهل أو عصبية، لا تنسجم مع روح القرآن الكريم وسيرة نبيه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام. وعليه فمن الضرورة التأكيد على نقاء الدين وسمو رسالته، وتشيجع علماء الدين وفقهائه على مضاعفة الجهود لتوضيح تلك القيم والتواصل في ما بينهم لحفظ وحدة المسلمين ومد جسور التفاهم مع الآخرين من غير المسلمين. ثانياً: أن الإسلام دين الهي للإنسانية كافة خاطبت آياته الكريمة كافة بني البشر، وأعلن رسوله الكريم أنه "إني رسول الله إليكم جميعاً". فمن الضرورة بمكان تأكيد عالمية الإسلام وإنسانيته وانسجام تشريعاته مع ما هو خير من اجتهادات البشر. كما يؤكدون على رفض ما ينسب للإسلام مما لا ينسجم مع القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة بالطرق الشرعية. ثالثاً: إن الإسلام ركن أساس من هوية الأمة، ولأنه يؤكد على وحدة رسالات الأنبياء المنحدرة من سيدنا إبراهيم عليه السلام، فإنه يدعو للتعايش السلمي والاحترام في ما بين المسلمين، وبينهم وغيرهم من ذوي الأديان والأجناس المختلفة. رابعاً: إن الأفكار التكفيرية والاقصائية والاستئصالية لا تنسجم مع الفهم الإسلامي الصحيح، روحاً أو نصاً، ولا يجوز ترويج ثقافتها أو السكوت عليها، فالناس سواسية أمام الله، والشرع لا يفرق بين الناس إلا على أساس التقوى ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾. مطلوب ترويج ثقافة التعايش السلمي والحوار الهادف والتعاون من أجل خير الأوطان وسلمها وحرية شعوبها. خامساً: إن تمزيق امة المسلمين تناقض روح الإسلام وتعارض رسالة القرآن والوحي الإلهي الذي يؤكد وحدة امة المسلمين: ﴿إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون﴾. ويهيب المشاركون بعلماء الدين والمفكرين ورجال الرأي من كافة مذاهب المسلمين ترويج الفكر الوحدوي المؤسس على التقوى والعلم والفقه، ورفض دعوات التمزيق والتفريق مما يؤدي لكسر شوكة المسلمين، ويسلط الطغاة عليهم بدون رحمة أو إنسانية. سادساً: في زمن الخواء الروحي والغربة النفسية وترويج القيم الشيطانية يهيب المؤتمرون بالعقلاء تركيز قيم الانتماء للدين من جهة، والعمل الايجابي من اجل حرية الشعوب واحترام هويتها والاعتراف بالمواطنة المتساوية، وعدم التمييز بين المواطنين على أساس العرق أو الدين أو المذهب. فالأمم المتحضرة إنما تقوى بتعددية ثقافات شعوبها وانصهار الجميع في بوتقة الوطن، انتماء وحبا وشعورا. سابعاً: تأكيد قوة الدين من خلال تعدد اجتهادات علمائه ومفكريه، ويبعث المشاركون رسالة من القلب لدور العلم وأهل الفقه والقائمين على أمر الحكم ليقوم كل بدوره ضمن منظومة إنسانية تسترشد بالدين وتحترم الإنسان وتعترف بحقوق المواطنة وتحافظ على الهوية، والتخلي عن عقلية الإقصاء وأنماط الاستبداد وسياسات التهميش والتمييز بين أبناء الوطن الواحد. ثامناً: إن المسلمين امة واحدة، تزداد ثراء بتعدد اجتهادات علمائها ومفكريها ضمن الحدود المشروعة. ويدعو المؤتمرون لإعادة دور العقل ليحقق فهما صحيحا للدين ومقاصده، وليشجع الشباب على تفعيله لحمايتهم من السقوط بأحضان الجهل والتطرف، من خلال الاجتهاد المستوفي لشرائطة الشرعية، وتشجيع التواصل بين العلماء والشباب، وملء الفراغ الفكري والفقهي والحركي لسد الثغرات التي ينفذ منها دعاة التطرف والتكفير والعنف والاستبداد. تاسعاً: يحث المؤتمرون المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني لتوسيع دوائر الحوار والتفاهم والتفاعل الفكري والإيديولوجي، ويحذرون من وقوع الأجيال الشابة في شباك أعداء الأمة الذين يدعمون الاستبداد من جهة، ويشجعون التطرف من جهة أخرى، ويزينون لأبناء الأمة رفض الدين كمنظومة عقيدية وقيمية وأخلاقية. عاشراً: يؤكد المؤتمرون على بقاء فلسطين بوصلة الصراع مع المشروع الصهيوني والقضية الأساس لامتنا، وعليها إجماع الأمة. وأكدوا دعمهم لحركات المقاومة، داعين جماهير الأمة وفعالياتها لتوفير الدعم لها حتى التحرير الكامل. حادي عشر: يدعو المشاركون لصحوة إيمانية جديدة تعيد للتدين بريقه، وحركة فكرية منضبطة تحرك كوامن الفكر وتروج الثقافة الايجابية الملتزمة، وحراكات مجتمعية تهدم جدران العزل والإقصاء بين الشعوب، وتبني جسور التواصل بين المكونات المجتمعية، ووعي جماعي بضرورة احتضان الاختلاف في العرق والدين والمذهب والفكر والانتماء الإيديولوجي. فتلك مقومات الأمة الناهضة التي تجمع ولا تفرق وتتقدم ولا تتراجع، وتحمي مواطنيها ولا تقمع، وتوسع آفاق الفكر ولا تضيقها.
|
||||