|
|||||||
|
يأتي يوم القدس العالمي في وقت مهم من تاريخ القضية الفلسطينية والأمة تمر بمأزق كبير حيث يجهد العالم المستكبر لتوجيه ضربة قاضية للقضية من خلال الفتنة التي يعمل على تسعيرها داخل الأمة والقضاء على إمكانات الشعوب العربية والإسلامية العسكرية المتمثلة بجيوشها، والاقتصادية بضرب مصانعها وبناها التحتية، بحيث بات العالم الإسلامي والعربي المفترض أن يكون في ساح المواجهة مع العدو الصهيوني منشغلاً بالاقتتال والتدمير وكأنه أداة من أدوات الكيان الصهيوني وفي خدمته من حيث يدري أو لا يدري مع القطع بأن الحكام المتآمرين يعلمون علم اليقين أنهم أدوات مسخرة في خدمة هذا الكيان. فمن أيام وعد بلفور المشؤوم حيث قدم الاستكبار العالمي المتمثل ببريطانيا في ذلك الوقت أرض فلسطين للشعب اليهودي "المسكين" كما هو نص الوعد المشؤوم، فأعطى من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق. ابتدأت مسيرة المعاناة الفلسطينية المستمرة حتى اليوم، والشعب الفلسطيني امتشق السلاح الأبيض للدفاع عن القدس الشريف ومنع تهويده وسط صمت عربي مشبوه ومريب فكانت الانتفاضة الجديدة سبباً في تحول قرار التقسيم الزماني والمكاني للقدس الشريف وبالاً على الكيان الصهيوني، وبات المسؤولون هناك يُحَمّل بعضهم البعض مسؤولية ما حصل، وارتقى الجهاد إلى أن نفذ البطل الشهيد عبد الحميد أبو سرور عمليته الاستشهادية داخل القدس الشريف ليعلن أن المقاومة حاضرة ولن يثنيها شيء عن القيام بواجبها حتى لو أنصرف العالم أجمع إلى خيارات أخرى. وهنا يحق لنا أن نسأل حكام العالم العربي، إن هذه الطائرات التي تستعملونها اليوم لقتل الأبرياء في اليمن والجيوش التي تنشرونها لقمع حركات التحرر في أوطانكم أين هي من فلسطين؟! ولمصلحة من خضتم الحرب على سوريا الدولة الوحيدة الممانعة للاستسلام للعدو الصهيوني والداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين ومن المستفيد من هذه الحروب سوى العدو الصهيوني؟؟!. لقد وظفت وسائل الإعلام في العالم العربي كل إمكاناتها من أجل توصيف جيش الصهاينة بأنه الجيش الذي لا يقهر واتجهوا نحو المفاوضات الاستسلامية وكلما تنازلوا أكثر زاد التعنت الصهيوني مستدرجاً تنازلات أكبر، فبعد أن كان المطلب أن يكون القدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين التي لا تبسط سلطتها إلا على جزء بسيط من أرض فلسطين صارت المطالب أن تكون القدس الشرقية هي العاصمة ولا نعرف ماذا سيحصل لاحقاً. في حين أن فئة قليلة من الشعب اللبناني قادت مقاومة أقل ما توصف به هي أنها انعكاس لنور شمس الثورة الإسلامية الإيرانية لتثبت أننا يمكن أن نهزم العدو الصهيوني، فبدلاً من أن يتخذوها نهجاً ويعتمدوها أسلوباً شنوا الحروب عليها وأرادوا تحويلها من قدوة وأسوة إلى تهمة وإشغالها بحروب فُرضت عليها فاضطرت للدخول في هذه المعارك أولاً دفاعاً عن نفسها وثانياً منعاً لاستفحال أمر الجماعات التكفيرية في العالم الإسلامي. أمام هذا الواقع وفي يوم القدس لا بد من اقتراحات عملية للخروج من المأزق الذي تمر فيه القضية الفلسطينية: 1- أن يقوم العلماء بإصدار فتاوى في وجوب تصعيد المقاومة ضد العدو الصهيوني وحرمة الاقتتال الداخلي. 2- أن يقوم العلماء بإصدار فتاوى في اعتبار النهج التكفيري نهجاً خارجاً عن الإسلام وتصدي العلماء لتبيان وفضح هذه الجماعات خاصة في خدمتها للفكر الصهيوني من خلال تبيان أوجه الشبه فيما بينها. 3- تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال في كل المجالات وخاصة في موضوع تثبيت المقدسيين في أراضيهم وبيوتهم. 4- قيام المخلصين من علماء الأمة وقادة الرأي فيها بمساعٍ حميدة من خلال برنامج عملي لإيقاف الحروب في المنطقة وبذل الجهد اللازم للإصلاح. 5- دعم المقاومة في العالم الإسلامي وتوفير مستلزمات المواجهة لها. 6- الدعوة لوحدة الفصائل الفلسطينية وتشكيل غرفة عمليات موحدة وتصعيد عملياتها. 7- دعوة السلطة الفلسطينية لإيقاف كل الاتفاقات ولو أدى الأمر إلى إسقاط السلطة غير الموحدة أصلاً وإعادة إنتاج منظمة التحرير الفلسطينية على أساس التمثيل الحقيقي لقوى الشعب الفلسطيني. 8- قيام وسائل الإعلام بواجبها في نشر أخبار الانتفاضة وتحفيز الشعب الفلسطيني للثورة والانتفاض. 9- تبني شهداء الانتفاضة الأخيرة وإعادة بناء البيوت المهدمة ورعاية عوائل الشهداء والجرحى. 10- استمرار الانتفاضة بانتظار النصر الذي سيأتي حتماً من خلال اجتماع رايات الأمة بقيادة إسلامية رائدة لتحرير فلسطين. رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين(*) |
||||||