|
|||||||
|
﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ صدق الله العلي العظيم. الآية الكريمة تتحدث عن ظلم فرعون لشعب مصر في ذلك الزمان، ومن ثم يبشر الله سبحانه وتعالى بأن الحكم في النهاية للمستضعفين والمظلومين، فمهما ساد الظلم وعم الفساد سيأتي يوماً يهلك الله وبأيدي عباده المستضعفين هذه الطواغيت والملوك والسلاطين الظالمين. فكلنا يعرف قصة فرعون وكيف قضى في اليم هو وجنوده عندما حاول اللحاق بنبي الله موسى(ع) فزال معه العلو والإستكبار ثم توالت الأيام وجاء غيره وغيره من الملوك والسلاطين المستكبرين الذين ظلموا وجاروا ثم انتهوا بفضل جماعة مؤمنة بالله صابرة ومجاهدة. ولا نذهب بعيداً فما زالت صور صدام حسين ومعمر القذافي ماثلة أمام أعين العالم بأسره. صدام سجن وقتل وشرد وحارب المؤمنين ومن أعظم جرائمه قتل السيد باقر الصدر وأخته بنت الهدى، وسرعان ما جرى عدل الله سبحانه وتعالى عليه وقُتِل شر قتلة وبأيدي ظالمين مثله " وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين"، فدماء الشهيد الصدر وأخته انتصرت على ظلمه وجوره. ومعمر القذافي ظلم شعبه وجوعهم ومن جرائمه أنه أختطف السيد موسى الصدر ورفيقيه وأخفاهم ولا زال مصيرهم مجهول حتى الآن، فكانت نهايته أن هام في الشوارع والأحياء يختبئ من مكان إلى مكان حتى عثر عليه أبناء رعيته في مصرف مجارير مختبئ فتكاثروا عليه وضربوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فما كان من قتله إلا جزاء له بما اقترفت يداه. في الجزيرة العربية لا زال بني سعود يحكمون ويتسلطون على رقاب العباد، يسجنون ويقتلون ويقطعون الأيادي وللأسف كله تحت اسم الدين والشريعة وإقامة الحد. وهنا يتساءل أحدنا كم من صور سُربت لعدد كبير من ملوك السعودية وهم يجتمعون مع رؤوساء دول أجنبية والخمور أمامهم ويتساءل المرء لما لا تنفذ أحكام الشريعة والدين في هذه الحالة أوليس الدين يأمرنا بتجنب شرب الخمر ويحرم علينا الجلوس إلى طاولة عليها خمور؟؟.. "لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها" وهذا الحديث لا خلاف عليه. لماذا لا يُقام الحد على الأمير أو الملك في هذه الحالة؟؟؟.. وآخر ما نسمعه عن العائلة الحاكمة في أطهر أرض في بلاد الحجاز أنهم يطبعون مع إسرائيل!! أوليست إسرائيل عدوة المسلمين والعرب؟! أولم يحذرنا الله من أعداء الدين وهم اليهود ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُود﴾. أمور كثيرة وكثيرة نسمعها ونراها ويعرفها العالم عن تجاوزات لهذه العائلة الحاكمة الفاسدة. فلماذا يُحاكم الشعب ويُسجن العبد ويُجلد ويُقطع رأسه تحت حجة أسمها إقامة الحد؟؟؟ ورأس الهرم في هذه المملكة يسرح ويمرح ويتخطى كل الخطوط الحمراء؟ ما هذه إلا حجج واهية يُراد منها الترويع والظلم وهي أحكام سياسية بحتة وليست بأحكام شرعية. هذه أحكام على الشعب المستضعف وتهويل عليه كي لا يطالب بحقه بحياة كريمة، كل ما نراه في المملكة السعودية قمع وقمعٌ وقمع... حتى المسلم عندما يذهب للحج تراهم يلاحقونه ويمنعونه عن التعبير عن آرائه ويضيقون عليه قدر ما استطاعوا، وما حصل في منى في موسم الحج الماضي أكبر دليل على ظلمهم وتحكمهم بالحاج والحجيج. نعم.. إن الذي حصل بمنى ليس صدفة أو حادثة بل هو فعل مفتعل من قبل السلطة الحاكمة وعمل من أعمال الظلم والقمع والجور التي يقوم بها حكام بني سعود. وتتواصل جرائمهم وجورهم حتى وصل بهم الأمر إلى قتل عالم جليل تقي ورع هو الشيخ الشهيد نمر باقر النمر وتحت حجج واهية، وكل ما دعا إليه هو الإصلاح ورفع الظلم عن الشعب. يتكلمون عن الإرهاب أي إرهاب هذا وهل هناك إرهاب أكبر وأعظم من إرهابهم . الإمام الحسين استشهد عندما نادى بالإصلاح. خرج الإمام لطلب الإصلاح ومحاربة الظلم والجور واستشهد. وكان صدى نداؤه وصل إلى كل زمان ومكان "هل من ناصر ينصرني؟؟".. فلبت الشعوب المستضعفة المؤمنة هذا النداء. ومنذ ذلك الحين أخذت ثورة الإمام الحسين تكبر والأمة أخذت تتصدى لكل ظلم وجور والشعوب نهضت بفضل ندائه هذا. والشيخ النمر واحد ممن لبى النداء وخرج مطالباً بالإصلاح والعدل دون أن يحمل سكيناً حتى فكان جهاده مجرد كلمة حق في وجه سلطان جائر ونداؤه بشكل سلمي. فما كان من العائلة الحاكمة وعلى رأسها الملك سلمان إلا أن قامت بسجنه وتعذيبه وانتهى بهم الأمر بقتله ظلماً وجوراً وتعسفاً. إن دماء الشيخ النمر ستبقى تلاحق أفراد هذه العائلة الطاغية حتى ينتهي بهم الأمر كما انتهى بفرعون والنمرود وصولاً إلى صدام حسين ومعمر القذافي وغيرهم الكثير من الظالمين، فتوقعوا لملك السعودية نهاية أسوء من نهايتهم، فهذا جزاء كل ظالم ومفسد في هذه الأرض.. وإن دماء الشيخ نمر باقر النمر ستنبت نصراً ولو بعد حين. |
||||||