|
|||||
|
قام معالي وزير الخارجية الإيرانية السابق الدكتور كمال خرازي يرافقه سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الحاج محمد فتحعلي ووفد مرافق كبير بزيارة تجمع العلماء المسلمين في لبنان، وكان في استقبالهم رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ أحمد الزين ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله وأعضاء مجلس الأمناء والهيئة الإدارية. كلمة القاضي الشيخ أحمد الزين بداية رحب رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ أحمد الزين بالوفد قائلاً: نحييكم أيها الإخوة الكرام العلماء بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لنتشرف بتحية تهنئة واستقبال معالي الوزير الدكتور كمال الخرازي وسائر الوفد المرافق الكريم مرحبين في دارهم، دار تجمع العلماء المسلمين في لبنان، شاكرين للجمهورية الإسلامية الإيرانية أفضالها التي ابتدأت منذ عدة عقود من الزمن بقرار من السيد الإمام الخميني قدس سره بإقامة وتأسيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان، واستمر هذا التأييد وهذه المؤازرة من قبل سماحة الإمام السيد الخامنائي حفظه الله ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكريمة. إننا في هذا اللقاء الطيب نعبَّر عن وفائنا وولائنا وحبنا وتقديرنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الولي الفقيه السيد الخامنائي حفظه الله، مؤكدين ومكررين ترحيبنا لوفد الإيراني الكبير. معالي الوزير، سعادة السفير أهلاً وسهلاً بكم جميعاً والحمد لله رب العالمين. كلمة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله ثم ألقى رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله كلمة التجمع قائلاً: إنه لمن دواعي سرورنا في تجمع العلماء المسلمين أن نستقبل في مركزنا معالي وزير الخارجية الإيرانية السابق الدكتور كمال خرازي وهو صاحب الباع الطويل في العمل الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي مهد لما وصلت إليه اليوم من إنجازات، فنحن ننظر إلى مسيرة الجمهورية باعتبارها مسيرة تكاملية يكون لكل مرحلة فيها أثر في المحصلة النهائية. معالي الوزير لقد كان لتجمع العلماء المسلمين إبان ممارستكم لمهامكم في وزارة الخارجية علاقة مميزة معكم ساهمت في تطوير عمل التجمع من خلال دعمكم على كافة المستويات، ونحن إذ نحتفظ بهذه الذكرى الجميلة يهمنا أن نطلعكم عما يلي: أولاً: كما كنا نقول لكم في تلك الأوقات حافظ التجمع على خطه الوحدوي ووقوفه في وجه الفتنة ومع الصعاب العظيمة التي مر بها استطاع الخروج منتصراً وإن كان في الجسد بعض الجراح التي لا تؤثر على سلامته بل تزيده قوة ومناعة. ثانياً: لقد كان للتجمع دور مشهود في عملية تحرير لبنان في العام 2000 من رجس العدو الصهيوني وفي الانتصار الإلهي العظيم في العام 2006 وكنا وما زلنا ندعم المقاومة من خلال تحريض الشباب المسلم المجاهد على الجهاد والقتال ضد العدو الصهيوني وصنيعته العدو التكفيري اليوم. ثالثاً: بذلت العديد من الدول أموالاً طائلة كي تقضي على أو تُضعف هذا التجمع ظناً منهم أن الذي يربط أعضائه به هو المادة، فإذا بهم يُصدمون أنهم لم يستطيعوا التأثير على أي واحد منهم وكما كنت تعرفنا في التسعينيات كان عددنا أربعون عالماً، أما اليوم وبحمد الله نحن أكثر من مائتين وخمسين عالماً، وهناك الكثير ممن يطلب الانتساب إلا أن قدرتنا على الاستيعاب الآن غير متاحة. رابعاً: يظن البعض أن الانجازات الضخمة التي حققناها هي بسبب تمويل ضخم نحصل عليه ولكن ما أؤكده لمعاليكم أن ما ننجزه هو أقل بكثير من طموحاتنا ولكنه قطعاً أكبر بكثير وكثير جداً من إمكاناتنا. خامساً: لقد وفق التجمع أن يكون له خلال السنوات الماضية إسهامات واضحة في تأسيس اتحاد علماء بلاد الشام برئاسة العلامة المرحوم الشيخ محمد توفيق رمضان البوطي والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الذي يرأسه العضو المؤسس في التجمع العلامة الشيخ ماهر حمود. كما وكان لنا الأثر البارز في تأسيس هيئة دعم المقاومة في فلسطين ونشاطات وجمعيات أخرى. سادساً: لم يقتصر عملنا على الصعيد الإسلامي بل انطلقنا للحوار الإسلامي – المسيحي، وكان لنا لقاءات في الفاتيكان مع لجنة الحوار الإسلامي المسيحي، وهنا في لبنان لدينا هيئة حوارية إسلامية مسيحية اسمها "اللقاء التشاوري الإسلامي المسيحي" الذي يضم ممثلين عن الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في لبنان كافة. سابعاً: لقد وقعنا اتفاقيات كثيرة للتعاون مع عدة جهات إسلامية وغير إسلامية على سبيل المثال: الاتفاق مع جمعية نهضة العلماء في اندونيسيا، والاتفاق مع مجمع الشيخ كفتارو في سوريا، والاتفاق مع الحوزة العلمية في قم، وكذلك مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، وأيضاً مع جمعية الصداقة اللبنانية الإيطالية وغيرها من الجمعيات والهيئات العالمية. أسمحوا لي أن أقدم لكم درع التجمع تقديراً لجهودكم في رفع راية الوحدة الإسلامية. كلمة الوزير خرازي واختتم اللقاء بكلمة لمعالي الوزير الدكتور كمال خرازي جاء فيها: نحن نعتبر أن هذا التجمع هو ثمرة من القرارات الصائبة التي اتخذها سماحة الإمام الخميني قدس سره، منذ انطلاق الثورة الإسلامية اتخذ الإمام الخميني رضوان الله عليه قراراً بتأسيس وإنشاء العديد من المؤسسات والمنظمات التي لعبت لاحقاً دوراً كبيراً في إيران، نعتز ونفتخر بسماحة الإمام الخميني الذي اتخذ هذا القرار في تلك السنوات من إنشاء تجمع العلماء المسلمين الذي يضم نخبة من علماء المسلمين سنة وشيعة الذين يعملون جنباً إلى جنب في مجال تعزيز وترسيخ الوحدة الإسلامية، وهذا الأمر هو أكبر دليل على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترمي دوماً إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين، إن الدعايات المغرضة والمشبوهة التي تصدر للأسف الشديد من قبل بعض دول الأطراف في هذه المرحلة و التي تهدف في نهاية المطاف إلى إيقاع الفتنة وإلى التباعد فيما بين المسلمين، أنا اعتقد أن هناك مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق هذا التجمع الكريم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الفتنة في ظل السنوات القليلة الماضية وفي ظل هذه التطورات السريعة المتلاحقة التي شهدنا من خلالها وجود شعارات التطرف والتكفير والإرهاب الذي يعمل على العبث بمقدرات الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم الإسلامي. عملية التنوير وعملية توعية الرأي العام على مستوى الجمهور، الجمهور المسلم السني والشيعي هذا الأمر من أهم الواجبات الملقاة على عاتق علماء الإسلام، ولا شك بأن هذا التجمع الكريم بإمكانه أن ينهض بمثل هذه المسؤولية، إذا أردنا أن نروج وأن نعمل على نشر الإسلام الأصيل، الإسلام المعتدل الذي ينبذ التفرقة والظلم والقتل والتكفير هذا بطبيعة الحال بحاجة إلى حركة تنويرية وحركة توعية. ونحن نعتبر إذ أنه في هذه المرحلة لهذه المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقنا في التركيز على الوحدة الإسلامية بين المسلمين فنعتقد أنه نظراً للدعايات المغرضة وللحركات المشبوهة التي يقوم بها الأعداء فإنهم لا سمح الله سوف يوفقون في تكريس هذا الانقسام فيما بين المسلمين وفي إلحاق الضرر البالغ في جسم الأمة الإسلامية، في مجال النشر والتبليغ لا يمكننا أن نكتفي بالوسائل التقليدية، وكما تعرفون هناك الآن في عالمنا اليوم الكثير من الوسائل المتطورة والحديثة المتقدمة التي لها بالغ الأثر على الرأي العام وبإمكاننا أن نستفيد من هذه الآليات والوسائل الحديثة والمتقدمة في هذه المهمة التي نصبو إلى تحقيقها، ونحن نعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعي إضافة إلى الفضائيات تفتح مجالاً واسعاً أمام المبلغين كي يعملوا على نشر الوعي لدى جمهور المسلمين، ونحن إن استطعنا أن نُحسِن الاستفادة منها فهذا الأمر يتيح لنا أن نكون جنباً إلى جنب في كل لحظة وفي كل ساعة إلى جانب الإنسان المسلم في بقاع الأرض من خلال وسائل الاتصال الحديثة والمتطورة حتى في مجال الهاتف الخليوي والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وسواها من وسائل الاتصال الحديثة. ومن المستغرب أن المتطرفين لديهم الآن اعتماد واسع على هذه الوسائل الحديثة والمتطورة، وكنت أتابع محضراً يتحدث عن مدى قدرة تنظيم إرهابي وتأثيره مثل داعش في مجال شبكات التواصل الاجتماعي ورأيت كم أنها تحسن استخدام مثل هذه الوسيلة، وسيلة التواصل الحديثة وكيف تستطيع أن ترسل ملفات مع من تريد، وهذا بطبيعة الحال يؤثر بشكل كبير على طريقة عملهم ويدل على أنهم متمكنون من هذه الوسائل الحديثة، وبطبيعة الحال هذا يملي علينا أيضاً أن نتمكن من وسائل التواصل الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي كي نعمق جسور التواصل فيما بين بعضنا البعض وبيننا وبين الجهور الذي نريد أن نحقق، نحن نعتبر أن لبنان يُعتبر من المراكز الثقافية والإعلامية الهامة والمحترمة والفعالة ولديه طلة على مختلف أنحاء دول العام الإسلامي، بإمكان هذا البلد أن يكون مركزاً هادفاً لمثل هذا العمل. من هنا أنا اعتقد أن تجمع العلماء المسلمين ونظراً لوجوده في هذا البلد العزيز الذي يتمتع بقدرات ثقافية وإعلامية ومواقع التواصل الحديثة التي تحدثت عنها بإمكانه أن يستفيد من هذه الطاقات المتاحة لديه من أجل أن يبني جسور تواصل مع كافة الدول الإسلامية ومع كافة الشعوب المسلمة وأن يعمل على نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة والفكر الإسلامي الصحيح الذي يصون الشباب المسلم من الالتحاق بالتيارات المتطرفة والتكفيرية، من هنا نحن نتوجه لله عز وجل أن يأخذ بيدكم أيها العلماء الأجلاء وأن يعينكم على التصدي لهذه المسؤولية التاريخية بكل نجاح وسداد وتوفيق، في مجال المحافظة على الكيان الإسلامي وعلى الكيان الوحدوي ما بين أجنحة العالم الإسلامي وفي مجال مقارعة وتصحيح هذه الصورة المشوهة والبشعة التي يعمل أعداء العالم الإسلامي أن يقدموها للإسلام أمام العالم الغربي. نسأل لكم التوفيق والسداد ونحن دائماً في خدمتكم.
|
||||