الانتخابات الأمريكية والقضية الفلسطينية

السنة الخامسة عشر ـ العدد 172  ـ (جمادي الثانية  1437 هـ ) ـ (نيسان2016 م)

بقلم: عدنان أبو ناصر

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

"عندما يتعلق الأمر بإسرائيل لا توجد منطقة حيادية". هذا ما قاله المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ماركو روبيو عندما اشتبك مع مرشح حزبه الآخر الملياردير دونالد ترامب في المناظرة التلفزيونية الأخيرة قبل عقد الانتخابات التمهيدية في 12 ولاية بما يسمى يوم الثلاثاء العظيم.

وقال روبيو إن إسرائيل عرضت على الفلسطينيين صفقات جدية لكنهم الطرف الذي لا يمكن الثقة به. وأضاف "إن الفلسطينيين يعلمون أطفالهم ذوي الرابعة من العمر بأن قتل اليهود أمر عظيم، وإن الجيش الإسرائيلي يدافع عن نفسه أمام صواريخ حماس وإرهاب الفلسطينيين"، على حد زعمه.

ربما كان هجوم روبيو متوقعاً، فقد أيد اللوبي الإسرائيلي ترشحه في الكونغرس، وتعهد الملياردير اليهودي شلدون أدليسون بدعم حملته بملايين الدولارات. ومن ناحية أخرى، تعهد السيناتور كروز بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس حال انتخابه.

طقوس انتخابية مملة

مرة أخرى تعود الانتخابات الأمريكية من جديد إلى واجهة الأحداث العالمية، لتحتل عناوين الصحف ونشرات الأخبار وتتصدر اهتمامات وكالات الأنباء العالمية، وهذا العام - مثله مثل كل أربعة أعوام - هو عام انتخابات ستسيطر حتما على اهتمامات الرأي العام العالمي. 

وسينتظر العالم بما فيهم الأمريكيون إلى نهاية هذا الصيف ليعرفوا المرشح النهائي لكل حزب عند اجتماع الحزبين، في حين أمريكا والعالم سينتظر إلى أول ثلاثاء في نوفمبر القادم ليعرفوا من سيفوز في الانتخابات الأمريكية، وسينتظرون أيضا إلى يناير 2017م حتى يسلم باراك أوباما السلطة للرئيس )أو الرئيسة) الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.

وينظر الكثير من الجماهير الأمريكية إلى انتخابات الرئاسة كأنها مباراة في كرة القدم الأمريكية أو مباريات الورد سيريز للبيسبول أو نهائي كرة السلة الأمريكية، فهي مباريات أو معارك رياضية ينتظرون في نهايتها خروج فائز في المباراة. هذه هي الطقوس الانتخابية التي تحدث كل أربع سنوات للرئاسة الأمريكية، وهناك انتخابات في الظل لمجلسي النواب والشيوخ ولحكام الولايات وغيرها من المناصب في الولايات كل عامين تقريباً.

ومنطقة الشرق الأوسط معنية بالولايات المتحدة، فقدر هذه المنطقة أن تكون الولايات المتحدة الطرف الأكثر تأثيراً على الوضع السياسي والعسكري للمنطقة، وباعتبار الرئيس الأمريكي هو صاحب سلطة كبيرة في السياسة الأمريكية فإن المنطقة معنية بموضوع الرئاسة الأمريكية. وجميع دول المنطقة معنية بسؤال من سيكون الرئيس الأمريكي القادم؟ بل لنقل أن كل دول العالم معنية بمن سيكون الرئيس الأمريكي القادم، لأن الولايات المتحدة دولة "عظمى" ولها تأثيرها الكبير على السياسات الدولية والأزمات التي يمر بها العالم، أو هكذا تبدو الأمور.

واستطاعت الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أن تصبح "قوة عظمى" في العالم وتخلت بعدها عن مبادئها في التوحد نحو نفسها وانطلقت إلى العالم لتصبح طرفا مؤثرا على مناطق العالم، بما فيها منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد إنشاء الكيان الإسرائيلي ودولته على الأراضي الفلسطينية عام 1948م. وفرضت قوتها في العالم التدخل في شئون المنطقة وخصوصاً النزاع العربي الإسرائيلي. وتخلل هذه العقود التي اشتغلت بالقضية الفلسطينية موضوع احتلال العراق للكويت وظهور تحالف عالمي لإخراج صدام حسين من الكويت. ولكن خلال العقود الخمس الأخيرة من القرن العشرين كانت القضية الفلسطينية هي التي فرضت وجودها على هموم المنطقة واهتمامات الرؤساء الأمريكيين.

ولسنوات طويلة امتدت إلى عقود كانت القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في المنطقة حتى بداية الألفية الحالية، عندما تفجرت قضية الإرهاب مع أحداث 11 سبتمبر 2001م, وظهور القاعدة وما تلاها من التدخل العسكري والغربي في أفغانستان ثم العراق، ثم جاء العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ليظهر ما سمي بـ"الربيع العربي" ثم ظهور "داعش" كقوة إرهابية.

الآن منطقة الشرق الأوسط ممتلئة جداً بأزمات ستنتظر الرئيس الأمريكي القادم، فهناك أزمات في سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس ومصر ولبنان، إضافة إلى بقاء فلسطين القضية الأكثر استمرارا في العالم. والشرق الأوسط لم تعد ملفاً واحداً، بلا مجموعة من الملفات الكبيرة التي تتأزم يوماً بعد يوم. و"نجح" الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يترك جميع هذه الملفات مفتوحة دون أن يغلق أي ملف من هذه الملفات.

ويظل الثابت في السياسة الأمريكية هو بقاء الثوابت التي اعتدنا عليها في سياسة واشنطن الدائمة وهي دعم إسرائيل وعدم فرض الحلول التاريخية عليها، ولهذا فإن تغيير اسم أو شخصية الرئيس الأمريكي ليس له تأثير على مجريات القضية الفلسطينية، فسواء كانت كلنتون أو ساندرز أو كروز أو حتى ترمب أو غير هذه الأسماء التي قد نتفاجأ أبها في مسيرة الانتخابات القادمة. فهناك ثوابت للسياسة الأمريكية لا يستطيع أن يغيرها أي رئيس أمريكي، وحتى باراك أوباما حاول أن يغير مثل هذه السياسات أو يفرض بعض الحلول العادلة للقضية الفلسطينية ولكنه لم يتمكن. ولهذا فإن القناعات المؤكدة أن التغيير في القضية الفلسطينية لن يأتي من البيت الأبيض أو أروقة الكونجرس بل سيأتي من الأرض من الناس في الضفة الغربية وفي غزة، فهم الذين سيفرضون الحلول الحقيقية للقضية. كما يمكن أن نقيس الكثير من الأمور على ذلك، فالسياسة التي اتخذها باراك أوباما كانت تتسم بالتردد والخوف من التداعيات كما هي الحالة في الأزمة السورية. ولهذا لن يحدث اختيار الرئيس الأمريكي القادم أي تأثير يذكر على أوضاع منطقة الشرق الأوسط.

الركض وراء السراب

منذ عقود مضت والأيام والسنون تدور والأحداث تتكرر وتعيد ذاتها في دائرة مفرغة من الكلام الفارغ حول السلام وعملية السلام وإمكانية قيام الدولة الفلسطينية المزعومة, ومنذ عقود أيضاً والقضية الفلسطينية قابعة في مرمى الوعود وفي لعبة ما قبل وبعد موعد الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية, فتارة يوهمون الشعب الفلسطيني بوجوب الانتظار حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأخرى الانتظار حتى ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية وهكذا دواليك مرت عقود من الزمن على لعبة الانتظار والحصار دون أن يحدث أي تقدم ملموس في ما يسمى بعملية السلام التي أصبحت عمليه مطاطية وفضفاضة هدفها الواضح والساطع هو كسب المزيد من الوقت لصالح استمرار الاستيطان الإسرائيلي وفرض الوقائع الجغرافية والديموغرافية على الأرض والقضية الفلسطينية وبالتالي لاحظوا معنا الوعود والأكاذيب الأمريكية كما هي الإسرائيلية التي تتخلل فترة الانتخابات حول السلام المزعوم وفيما بعد وبعد أن تنتهي الانتخابات تعود الأمور إلى ما كانت عليه في الاستمرار والتغول في عملية قضم المزيد من الحقوق والأرض الفلسطينية.. ما هو جارٍ منذ أمد هو ليس الركض وراء السراب فحسب لا بل الاستمرار في تمرير نفس اللعبة ونفس الأكذوبة وهي انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية والرهان الخاسر على سياسة هذا الرئيس الأمريكي أو ذاك أو على سياسة رئيس وزراء إسرائيلي أو آخر والنتيجة هي أن النهج الأمريكي والإسرائيلي نحو القضية الفلسطينية لم يتغير لا بل يزداد إمعاناً في هضم حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصاً إبان فترات الانتخابات الرئاسية الأمريكية الذي يصبح فيها دعم إسرائيل وكسب اللوبي اليهودي لصالح هذا المرشح أو ذاك عملية مرتبطة بقدر ومعيار هضم المزيد من الحقوق الفلسطينية عبر وعود تقديم الدعم للكيان الإسرائيلي بلا حدود وصل إلى حد أن مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وعدت الكيان الإسرائيلي بالسماح له بقتل 200 ألف فلسطيني في حال قام اللوبي اليهودي بدعم حملتها الانتخابية ووصولها إلى كرسي الرئاسة في أمريكا... منذ عهد الرئيس الأمريكي رقم واحد وحتى رقم 44 لم يتغير شيء في نهج الصهيونية والإمبريالية الأمريكية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني. يتاجرون بما لا يملكون تماماً كما هو وعد بلفور 1917الذي وعد الصهاينة بوطن في فلسطين دون أن تكون فلسطين ملكاً له أو حتى تحت سلطته وسلطة بريطانيا في ذلك الحين والشيء نفسه انتهجه وينتهجه جميع رؤساء أمريكا بما فيهم الدجَّال الحالي. مدرسة بلفور ومرجعية الأمم المتحدة الإمبريالية التي قسمت فلسطين هي نفس مدرسة ومرجعية باراك اوباما وسابقيه ولاحقيه من رؤساء أمريكيون.. لا جديد تحت شمس الإمبريالية الأمريكية والغربية منذ عقود مضت وحتى يومنا هذا لكن اللافت للنظر تطور الخطاب الأمريكي بما يتعلق بالشعب الفلسطيني وبلوغه مرحلة خطيرة جداً وهي الفاشية وإباحة قتل وإبادة الشعب الفلسطيني كما جاء في رسالة أرسلتها المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون إلى الملياردير اليهودي الأمريكي، حاييم صابان جاء فيها "أنها في حال تولت رئاسة الولايات المتحدة، ستسمح لإسرائيل بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة، وليس ألفين فقط، في إشارة إلى عدد من قتلتهم إسرائيل خلال العدوان الأخير"!؟

رسالة كلينتون الفاشية

تعتبر هذه الرسالة، التي نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إعلان نوايا واضحاً للسياسة التي تنوي كلينتون انتهاجها، خصوصاً مع إعلان نيتها منح الضوء الأخضر لإسرائيل لقتل ما يقارب 10% من سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الكامل لإسرائيل في حال تم انتخابها رئيسه للولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي ما هو واضح أن كلينتون غارقة في خطاب فاشي وإجرامي يشرعن قتل الشعب الفلسطيني ويُوظف هذا القتل لصالح كسب المعركة الانتخابية في أمريكا عبر أكاذيب فاشيه حيث قالت كلينتون في رسالتها المذكورة أعلاه أيضاً إن "إسرائيل لم تلقن حماس درساً كافياً خلال العدوان الأخير، ولم يتعامل الرئيس أوباما كما يجب مع حلفنا الديمقراطي، وتساهل مع الإسلاميين الفاشيين"، في إشارة لحركتي حماس والجهاد. وأكدت أنها ستمنح، في حال تولت الرئاسة، "الدولة اليهودية كل الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي اللازم من أجل القضاء على حماس، وحتى لو كان الثمن 200 ألف قتيل في غزة، فليكن"! وهذا القول والخطاب ينم ويعبر عن فاشيه أمريكية متجذرة طبَقها جورج بوش في العراق باحتلاله وقتل شعبه وها هي كلينتون تستعمل نفس الخطاب نحو الشعب الفلسطيني وهي كلينتون نفسها التي تدعم بقاء القدس عاصمة الكيان الأبدية؟.

وواصلت كلينتون فاشيتها في رسالتها بالقول: "صحيح أنني أمٌّ وجدّة، لكن حقوق الأطفال لن تجعلني أتردد للحظة بالسماح لإسرائيل بقصف المدارس التي تطلق منها الصواريخ في غزة، لأن هؤلاء يستعملون الأطفال كدروع بشرية، ويستحق الإرهابيون أن يروا جثث أطفالهم تحترق بسبب القنابل والصواريخ", وهنا ما نود قوله إن كلينتون وصلت إلى حضيض الانحطاط والكذب والسفالة بزعمها أن الفلسطينيين يستعملون "الأطفال كدروع بشرية" والحقيقة أن القصف الإسرائيلي في العدوان الأخير على غزه كان يستهدف البيوت الفلسطينية الآمنة ما أدى إلى إبادة عائلات فلسطينية كاملة ومن بينها الكثير من الأطفال ولربما من المجدي أن تعيد الفاشية هيلاري كلينتون رؤية شريط مقتل أطفال عائلة بكر الفلسطينية الذين كانوا يلهون على الشاطئ حين استهدفتهم القوارب الحربية الإسرائيلية وحولتهم إلى أشلاء.. كثيرة هي الجرائم الصهيونية في فلسطين وهي مستمرة حتى يومنا هذا ونحن بدورنا لا نتوقع من الفاشية الأمريكية بشكل عام والفاشية هيلاري كلينتون سوى المزيد من دعم الكيان الغاصب لجعله يمعن في قتل الشعب الفلسطيني!.

لاحظوا محاولة تبرير كلينتون تصريحاتها في أعقاب كشف الرسالة بالقول إنها "قصدت أن تكتب قتل 20 ألف وليس 200 ألف"... وهذا التبرير يعتبر عذراً أقبح من ذنب، فقتل 20 ألف إنسان هو جريمة مروعة وفاشية.. هيلاري كلينتون تمثل الفاشية الأمريكية القذرة والمنحطة التي وصلت إلى حد شرعنه قتل الشعب الفلسطيني من اجل نيل كرسي الرئاسة في أمريكا.

لا جدوى من الرهان

وهكذا فإن أمريكا الرسمية كدوله ومؤسسات معاديه لحقوق الشعب الفلسطيني ولا جدوى من الرهان على مجيء هذا الرئيس الأمريكي أو ذاك كما جرى الرهان على اوباما الذي أمضى وسيمضي ثمانية أعوام من الرئاسة دون أن يحقق أي شيء من وعوده الكاذبة وهنالك مثل عربي يقول: "إن لم تستح أو تخف فأفعل ما تشاء", والواضح أن الرئيس الأمريكي اوباما فاقد للحياء بالكامل ولو كان عنده ذرة واحده من هذه الصفة الثمينة لأعاد جائزة نوبل للسلام واعتذر عن الاحتفاظ بها لأنه لا يستحقها ولم يفعل أي شيء للسلام..

وقبل باراك أوباما انتهت فترة رئاسة رئيس أمريكي مجرم حرب وبدأت في حينها فترة رئاسة رئيس أمريكي جديد قيل حوله الكثير من الأقاويل المتفائلة والمتسائلة إلى حد ان البعض العربي قد بشَّر العرب بفجر أمريكي جديد وبرئيس أمريكي شعاره فرض العدل وتعميم السلام على طول وعرض الكره إلى حد أن يحصل على جائزة نوبل للسلام مقدما ومسبقاً قبل أن لا يحرك ساكنا وقبل أن يفعل أي شيء للسلام والعدل, وفي ذاك الوقت2009 وفي هذا الوقت 2016 أيضاً لم يخجل الرئيس الأمريكي لا من استلامه جائزة نوبل للسلام دون حق ودون جهد ولا من استمراره بالاحتفاظ بهذه الجائزة حتى يومنا هذا دون أي حق ودون تحقيق أي سلام في العالم والعكس هو صحيح وهو أن باراك حسين اوباما استمر في الحروب الذي بدأها سلفه سواء في العراق أو أفغانستان وحتى باكستان وتأمر على الشعب السوري ولم يفعل أي شيء للقضية الفلسطينية لا بل إن هذا البهلوان المسمى اوباما قد تبنى برنامج حكومة نتنياهو بالكامل وصمت على الاستيطان ولم يطرح أي مشروع أو خطه حتى لاستئناف المفاوضات الوهمية بين السلطة الفلسطينية وحكومة نتنياهو من جهة وصمت بالكامل على حصار قطاع غزه المستمر منذ أعوام طويلة من جهة ثانية وبالتالي ما حدث أن أداء اوباما السياسي لم يكن أفضل من سلفه بوش لا بل أسوأ بكثير لأنه بدأ رئاسته بالكذب وبخطابه الرنان في جامعة القاهرة بتاريخ 4/6/2009 وهو الخطاب الذي ثبت لاحقاً أنه مجرد خطاب تضليلي وسوقي لم يساو قيمة الحبر الذي كُتب بها.. كذب المنجمون ولو صدقوا وفي حال الرئيس الأمريكي الحالي صدقوا في كل شيء لأن الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية والذي استلم الحكم منذ 20 يناير 2009 لم يخرج عن سرب من سبقوه من رؤساء وظل وفياً للإمبريالية الأمريكية والصهيوني العالمية ومعاديا للقضايا العربية والإسلامية من منطلق الفكر الامبريالي الأمريكي المبني على أساس الانحياز الكامل لإسرائيل والعداء الكامل للقضية والحقوق الفلسطينية والأسوأ من هذا وذاك أن اوباما كأسلافه استعمل ميزان الإمعان بالإجحاف بحق الشعب الفلسطيني من اجل إرضاء اللوبي الصهيوني وكسبه لجانبه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والأمر نفسه تقوم به هيلاري كلينتون في هذه الأثناء, حيث أن هيلاري كلينتون تتعهد, كما ذكرنا, بشرعَنَة قتل 200  ألف فلسطيني في حال تم انتخابها كرئيسه لأمريكا.....احذروا كلينتون لأنها ستكون أكثر فاشيه من سابقيها بما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية إذا تم انتخابها كخليفه لأوباما الدجال !؟

مواقف مكشوفة

باعتبار أن المؤشرات الحالية توضح تصدّر دونالد ترامب في المعسكر الجمهوري، وهيلاري كلينتون في المعسكر الديمقراطي، واستناداً إلى استطلاعات الرأي التي تميل إلى احتمالية وصول هذين المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية، يمكن النظر إلى مواقف هؤلاء المرشحين، خصوصاً حول القضية الفلسطينية، التي يستغلها البعض في كسب تأييد ودعم المعسكر الصهيوني.

في منتصف فبراير الماضي، قال دونالد ترامب: إنه ربما يكون من المتعذر التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وأضاف ترامب: أعتقد أن التوصل إلى اتفاق سيكون صعباً جدّاً جدّاً، وجادل ترامب بأن خبرته في التفاوض على صفقات عقارية صعبة تجعله أفضل شخص مؤهل لأن يصبح رئيساً للولايات المتحدة.

وفي أغسطس الماضي قدم ترامب اقتراحاً هزليّاً لحل القضية الفلسطينية، حيث وجَّه رسالة إلى الفلسطينيين بأن يتركوا أرضهم إلى الدولة الإسرائيلية، مقابل أن يمنحهم جزيرة بورتوريكو الأمريكية التي تبلغ مساحتها ألف ميل مربع كتعويض لهم، وأوضح المرشح الأمريكي أنه سيجعل الولايات المتحدة تمول إعادة توطين أربعة ملايين فلسطيني، هم قاطنو الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الولايات المتحدة ستقدم لهم الإسكان المجاني وتدربهم على الأعمال وتضمن لهم حياة طبيعية، وأضاف ترامب: سأبني للفلسطينيين جمهورية بدلًا من "المساجد اللعينة" وبدلًا من أن يقتلوا الإسرائيليين، حسب قوله.

أما المرشحة عن المعسكر الديموقراطي، هيلاري كلينتون، فقد جاءت تصريحاتها أكثر عدوانية من منافسها على الرئاسة الأمريكية، حيث أرسلت مؤخرًا رسالة إلى الملياردير اليهودي الأمريكي، حاييم صابان، ذكرت فيها أنها في حال تولت رئاسة الولايات المتحدة، ستسمح لإسرائيل بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة، وليس ألفين فقط، في إشارة إلى عدد من قتلتهم إسرائيل خلال العدوان الأخير.

وقالت كلينتون في رسالتها: إن إسرائيل لم تلقن حماس درساً كافياً خلال العدوان الأخير، ولم يتعامل الرئيس أوباما كما يجب مع حلفنا الديمقراطي، وتساهل مع الفاشيين، وأكدت أنها ستمنح، في حال تولت الرئاسة، الدولة اليهودية كل الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي اللازم من أجل القضاء على حماس، وفي حال كان الثمن 200 ألف قتيل في غزة، فليكن، حسب تعبيرها.

مواقف هؤلاء المرشحين العدائية تجاه القضية والشعب الفلسطيني، تعتبر إعلان نوايا واضح للسياسة التي ينتوي كل منهما إتباعها مع الشعب الفلسطيني، سواء فيما يختص بالتوصل إلى اتفاق سلام أو على الأقل إدانة الانتهاكات الصهيونية المستمرة تجاه الفلسطينيين، حيث تعتبر أمريكا الداعم السياسي والاقتصادي والعسكري الأول لإسرائيل، ويبدو أن هذه السياسة لن تتغير بتغيير الرؤساء.

وتغيب القضية الفلسطينية عن المعركة الانتخابية، وإذا ما توقعنا تطرق أي من المرشحين لها، فسيكون ذلك غالبا بغية مواساة إسرائيل وتعويضها عن الاتفاق النووي مع إيران. ويبدو أن فكرة ربط الصراع مع الكيان الصهيوني بالمصالح الأمريكية قد عفا عليه الزمن. ويغيب عن المرشحين أن هذه القضية وسياسة الكيل بمكيالين هي بمثابة الغذاء الروحي للتطرف في المنطقة. هل يجوز للولايات المتحدة والمرشحين للرئاسة في الاستمرار في تهميش القضية الفلسطينية؟ ألن يدركوا حيوية التوصل إلى تسوية عادلة لهذه القضية بالنسبة لشعوب المنطقة جميعها؟

لا نتوقع سوى القليل من المرشحين. فما بالك أن كل ما قاله ترامب، الذي ما زال يتصدر قائمة الجمهوريين، أنه يعد الشعب الأمريكي أنه سيجمع أفضل فريق عمل في مجال السياسة الخارجية وأنه سيكون ملماً بمشاكل العالم حال دخوله البيت الأبيض. فهل يكون هذا كافياً لرئيس محتمل لأكبر دولة في العالم؟ وكيف يمكن للمملكة العربية السعودية التعامل مع أمثال ترامب في الانتخابات الأمريكية الجديدة، الذي قال صراحة إن المملكة العربية السعودية تدين بوجودها للولايات المتحدة وعليها أن تدفع مقابل مظلة الحماية الأمريكية.

وستبقى السياسة الأمريكية التي تتسم بالتخبط وعدم الحرفية في الشرق الأوسط مستمرة إلى حين اقتناعها بأن عليها الإنصات إلى الخبرة النابعة من المنطقة ذاتها. وعلى صعيد آخر، فإن الأمر يتطلب منا إعادة ترتيب أوراقنا، فإن أوروبا على استعداد أكبر للاستماع إلينا من جديد. فإن الدولة الإسلامية لم تنشأ وتترعرع على أساس الأنظمة الاستبدادية وتدني مستويات التعليم والبطالة المتفشية وغياب العدالة الاجتماعية فقط، فإننا نقر بوجاهة كل هذه الأسباب، ولكن إرهاب الدولة الإسلامية يزدهر ويترعرع أيضاً من جراء السياسات المزدوجة والصلف الإسرائيلي المؤيد بشكل مطلق من قبل الإدارات الأمريكية المتتالية. وعلى مرشحي الرئاسة الأمريكية أن يعوا ذلك جيداً.

 وهكذا كانت القضية الفلسطينية دائماً ورقة رابحة في معادلة الانتخابات الأمريكية فكل المرشحين يعلنون في حملاتهم وبرامجهم التأييد المطلق والتحيز التام إلى الدولة العبرية ويعتبرونها قضية داخلية في أمريكا على حساب الشعب الفلسطيني

وما يؤكد ذلك كما ذكرنا ما قالته هيلاري كلينتون في رسالتها التي أرسلتها للملياردير اليهودي الأمريكي "حاييم طابان" تحدثت فيها أنها في حال أصبحت رئيس الولايات المتحدة ستسمح لـ"إسرائيل" بقتل 200  ألف فلسطيني في غزة.

أيضا المرشح الجمهوري العنصري الأمريكي "دونالد ترامب" يعتمد في دعايته الانتخابية على أحد الأثرياء اليهود وهو أحد أكبر ممولي حملته الانتخابية. وهو يعلن التزامه الكبير بتحقيق مصالح "إسرائيل" في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية.

فالسياسة الأمريكية داعمة طول الخط للكيان الصهيوني وكل المرشحين في حلبة السباق  الانتخابي الأمريكي يبعثون برسائل الولاء إلي إسرائيل ويعتبرونها قضية  داخلية في أمريكا لكسب ثقة ودعم الناخب اليهودي.

والقضية الفلسطينية هي ملف قابل للمزايدة في الانتخابات الأمريكية فمنذ إدارة  الرئيس كلينتون لم نجد أي تقدم ملموس في عملية السلام وسرعان ما تتبخر  الوعود التي يطلقها المرشحون وهي في الأغلب تصريحات عبثية وتتركز في 4نقاط  هي نقل العاصمة الإسرائيلية من تل أبيب إلي القدس ووضع المستوطنات وحق  العودة للاجئين حسب القرارين رقم 193 و194وأخيرا ملف الاعتراف بحل الدولتين الأولي للشعب اليهودي والأخرى للشعب الفلسطيني. ومن خلال متابعة  المناظرات والندوات والانتخابات التأهيلية للمرشحين وبرامجهم في الانتخابات الأمريكية يتضح عدم وجود رؤية لأغلبهم وجهل تام حيال ملف القضية  الفلسطينية.

كما أن المرشحين لا ينظرون للقضية الفلسطينية على أنها قضية سياسية ولكن ممكن يتفهموا بعض المطالب الإنسانية فهي ورقة رابحة في الانتخابات الأمريكية للمرشحين لحصد العديد من أصوات اليهود في أمريكا.. ولم يوفوا بشي بالنسبة لهذا الشعب الذي يذبح ويقتل كل يوم؟ واغلب المرشحين للانتخابات الرئاسية  الأمريكية.. يحاولون إرضاء الجماعات اليهودية المتغلغلة داخل كل حزب على حدة.. فإذا وضعت مقارنة بين المتنافسين حاليا داخل الحزب الجمهوري نجدهم  جميعا دون استثناء يوالون ويؤيدون إسرائيل.. ونفس الأمر يحدث بين  المتنافسين الديمقراطيين.. 

اعلى الصفحة