|
|||||
|
أقام تجمع العلماء المسلمين في مركزه في حارة حريك احتفالاً تأبينياً بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة عضو هيئته العامة سماحة السيد غازي الحسيني، وقد حضر هذا الاحتفال حشد من العلماء والسياسيين تقدمهم نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ورئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد المستشار الثقافي في المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت السيد محمد مهدي شيعتمدار ورئيس لجنة الإعلام النائب حسن فضل الله والنائب الحاج علي عمار والنائب الحاج نواف الموسوي والنائب نوار الساحلي والنواب السابقون: الحاج نزيه منصور والحاج محمد برجاوي والحاج محمد حيدر وممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي وممثل حركة حماس في لبنان الحاج علي بركة وشخصيات أخرى وقوى سياسية وفصائل المقاومة الفلسطينية وشخصيات روحية من مختلف الطوائف اللبنانية. وقد ألقى أمين سر مجلس الأمناء سماحة الشيخ علي خازم كلمة تأبينية في هذا المناسبة هذا نصها: السلام عليك يا سيد غازي... أيها الراحل كما عشت بدون ضجيج زائف وغير متأخر عن موعد ليقام لك. بلى يقام لك, يقام لطهرك, يقام للبراءة في عينيك وللصدق في حديثك وللأمانة في حفظك عهود الأخوَّة والصبر والكفاح والجهاد والشهادة. السيد غازي الحسيني شريك في مسيرة استعادة الدين إلى حياتنا الاجتماعية وهو من دعامات تاريخ الإحياء الديني في لبنان. هذا النازل إلى بيروت من الجبل في أسرة مشغوفة بالتدين عرفته في سبعينيات القرن الماضي وتعرفت إلى أخويه الأكبر المرحوم السيد عبد الله والأصغر المرحوم السيد علي . اشترك بداية الحركة الدينية في أكثر من موقع, في مسجد الشياح وفي مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام في الغبيري. شارك في الحركة الثقافية والمطلبية التي أطلقها الإمام المغيب السيد موسى الصدر وحضر في مجالس العلماء محصناً لدينه ومتعلماً على سبيل النجاة ة وكان حاضراً في ما وسعه من أنشطة. واشترك نهاية في أكثر من هيئة علمائية عضواً في تجمع العلماء المسلمين في لبنان وفي اللقاء العلمائيّ في بيروت. عندما قرر رحمه الله التفرغ لطلب العلوم الدينية معرضاً عن وظيفة الدولة كان يريد استكمال نفسه لنفسه أولاً وليسير بهدى على طريقته في الدعوة والإرشاد، وكان في ذلك موفقاً وسيذكره الكثيرون ممن أعادهم إلى الصراط المستقيم والخلق القويم, كان مبادراً إلى النصح والإرشاد ومحاوراً لبقاً ومنصتاً واعياً ومجيباً عاقلاً ومحدثاً سلساً, كان متواضعاً في كل شيء يحترم كل أحد مهما كان شأنه وخصوصاً مع المستضعفين. ذكَّرني ارتحاله بعد أيام من ذكرى الشهداء القادة بعلاقته بسيد شهداء المقاومة الشهيد السيد عباس الموسوي وبقائد الانتصارين الشهيد الحاج عماد مغنية بحكم الجيرة من جهة وبحكم النشاطات المتمركزة بين الشياح والغبيري في تلك المرحلة من البدايات. يرتحل أبو الشّهيد ويترك لنا أمانة الترّكيز على مفهوم الشّهادة بنوعيه وشكليه: الشّهادة لله عزّ وجلّ والشّهادة في سبيله لنصنع بوعي شهداء على طريق الإسلام الخالص كما صنع في بيته وفي محيطه. قدم سيدنا الراحل ولده البكر "السيد محمد علي" جريحاً متميزاً في هذا الطريق أثناء اقتحام موقع سجد عام 1997 ثم شهيداً عام 1998 بعمر 22 عاماً. وتخرج على يديه العديد من الجرحى والشهداء. لم يتأخر عن المشاركة بأي نشاط من أنشطة التجمع وكان حضوره محبباً لدى إخوانه وكان يحب الاجتماع بهم فيبكر في الوصول حتى لو كان في الجنوب. ولد السيد غازي الحسيني سنة 1944 في بلاد جبيل وتركها مع والده الذي كان موظفاً في سلك الدرك. وبعد أن شارف على إنهاء دراسة الشهادة التكميلية انقطع عن إكمالها وانصرف إلى وظيفة في الدولة ثم تركها و تفرغ لطلب العلوم الدينية سنة 1981م. في معهد الشهيد الأول فدرس على يد ثلة من العلماء، منهم الشيخ حسن عبد الساتر، والشيخ عبد الأمير شمس الدين، والسيد علي الأمين، وفي سنة 1990 تفرغ للإرشاد الديني وارتحل إلى "وادي جيلو" في جبل عامل حيث أسرة زوجته من آل خازم، واستقر في تلك البلاد يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
|
||||