|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات أقرأُ طيفَكَ أُنشِد في صهوات الليل الدائر بالوجدِ أغاني الطينِ الطافحِ بالتوقِ أعبق مثلَ نسيمٍ يخرج من ثغر البرقِ أفرش من عبقي ورداً فوق سرير الأوردةِ النشوانة يستلقي أُصبحُ شيئاً سمْحاً، أقرأ طيفَكَ لمحاً يختصر الأشكالَ بديعاً وبغمر الشوقِ أدقّ على قرصِ الليلِ وأرقص، أرقص نشوانَ الروحِ ومن فرحي العارمِ.. أبكي. للمشتاق مطرٌ يهمي على الزيتون، والصمتُ بذارْ... أيها المشتاقُ، هل في البال يمٌّ أم يَمامْ؟! أيها الطائر أخبرني أقمحاً في حقول الغيب تلقى أم غمامْ؟!! كلما ضجّ الأسى داخلَ عشبٍ ذَبلَ العشُّ وطارتْ كلُّ أسرابِ الكلامْ. الشاعر يحيا في المنفى إن فجَّرَ في أصدافِ الكلماتِ الياقوتْ أو أثخنَ في الثلجِ النارْ أو أضرمَ في الخمرِ ضفائرَ مُهْرتهِ أو أطفأ في الخمر حرائقَ مهجتهِ فالشاعر في كلِّ الأسبابْ مكتوبٌ مكبوتْ يحمل حلمَ النعشِ ويُدفن وعداً في تابوتْ الشاعر ينشأ في المنفى يبحث عن ظلٍّ أخْضَرْ.. عن قمرٍ عنبي العينينْ.. عن طفلةِ روحٍ ويَدَيْنْ.. عن سنبلةٍ تطمر كحنان الأمْ.. عن لغةٍ تمطر في الوصل ويحلو في المنفى الضمْ.. عن سيفٍ ماسيٍّ يخرق قلبَ الضيْمْ.. عن نارٍ تقذف للثلج مَشيمَتَها فيصيح الرعدُ ويَهمي الغيمْ.. الشاعر يُبعث في الظلمةْ.. يتوحّد بالكلمةْ وإذا فار التنّورْ.. يخلع منفاهُ ويعيشُ الأُمّةْ. وصية غداً.. يا صغيري إذا استأثرتْكَ السواقي وناداكَ نهرُ البنفسجِ واستحضرتْكَ الفصولُ ودبّتْ بكَ الرعشةُ الحانيةْ ورمْتَ التفتّحَ عبر الهواءِ لتصبحَ غصناً وريفاً فكن واثقاً من نشيدكَ.. إنّ هديلَ الظلالِ قريرُ الشجرْ.. وإنّ ضفافَ السواقي مآقٍ تبثّ الفصولَ أغاني القمرْ غداً.. يا صغيري إذا ما كبرتَ وشاهدتَ قبحَ المرايا يطارد يومَكْ وراحتْ تقوِّض فوضى المدينةِ حلْمَكْ فلا تبتئسْ.. أرسلِ الطرفَ صوبَ النجوم وطوّفْ بعينيكَ قل باعتدادٍ كبيرْ: أبي عاش حيَّ الضميرْ يوزع أنفاسَهُ في تتبّعِ لحنِ السواقي يتوق لحبٍ يضمّ البلاد ويمهرُ ذاتَهْ شموعاً بدرب الظلام.. وفوق زهور السلام يذيب حياتَهْ. ماذا أجيب الأغبياءْ ماذا أجيب هؤلاءْ عن نجمةٍ هوتْ بقلبي ذات ليلةٍ حزينة كوجه الحب والميلادْ.. عن نجمةٍ حاصرها الأوغادْ.. وأضرموا برأسها الضجيجَ والغبارَ.. صادروا الهواءْ.. ماذا أجيب الأشقياءْ.. وهمْ يهدّمون مجرى النهرِ.. همْ يؤرّقون جفنَ الزهرِ.. همْ.. وهمْ في القلب يطفئونَ شعلةَ الأشواقِ والغناءْ؟ ماذا أجيب الأغبياءْ إذا حضنتُ النهرَ في صدري ولملمتُ العبيرَ في العيون الباكية؟ إذا توسدتُ الهوى والحلمَ في قلب؟.. ماذا يقول الحاقدون... هؤلاءْ إذا زرعتُ في شراييني محبةَ الوطنْ وعن عيونهِ مسحتُ دمعةَ الشجنْ ماذا يقول هؤلاء السفهاءْ؟!!. نشور إلى أينَ تمضي؟!.. إلى أي حزنٍ ستبقى تدورْ.. تفتّش في الطرقاتِ.. تقلِّبُ تحتَ الصخورْ؟!.. عن الشمس.. عن خضرةٍ؟!.. عن بلاد؟!.. وعن وطنٍ يحتويكَ بملءِ المدى؟!.. ستشقى كثيراً.. وسوف تحبّ الشقاءَ الذي فيه تحيا النشورا. نملة أنا لا أفتّشُ يا قصيدةُ عن قميصٍ كلُّنا في زحمةِ الزمنِ المعتِّمِ عورةٌ.. من قالَ إن الليلَ ستّارُ العيوبْ؟! أنا لا يضيرُ سنابلي الشقراءَ إن أرختْ ضفائَرَها على البؤساءِ والغرباءِ.. لكنْ مؤلمٌ للجذْرِ إن خبزَتْ طحيني "نملةٌ" ورمتْ بأوراقي النديةِ في الدروبْ وسَعتْ تعضّ أناملي كي لا أخطَّ على اليبابِ جداولي.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي محمد بن عبد الله البلنسي ـ مآثرُ لا تُحصى دَانَتْ بِهَجْـر الدُّنى للهِ وازْدَلَــفَت كَريمَة المُنتمَــى مرْضِيّةَ القُـرَبِ قَوّامـةَ الليلِ مَحْـنِياً عَلى خَـصَرٍ صَوّامـــة اليَوْم مَطْوياً عَلى لَهَبِ تَبَايَنتْ واليَتامى هُـــنّ في رَغَبٍ لِمَـــا تَعَوّدْنَ مِنها وَهْي فِي رَهَبِ لَــوْ أن آثَارها تُحصَى لَمَـا كَتبَتْ سِــوى مَآثِرِها الأقْلامُ فـي الكُتُبِ نقُول في خطبهـــا المُلقي طَلْعَتَهُ إنّا بَكَيْناهُ بِالأشْـــعَارِ والخُـطَبِ فَلَــوْ عَقَلْنَا عقْـلَنا عَنهُ ألسُــننا لكِنّها سُـــنَةٌ في شِـرْعَة الأدبِ إبن سهل الأندلسي ـ خيبة يُدنيكَ زورُ الأَمــاني مِنّي وَتَنأى طِــلابا كَأَنَّني حــينَ أَبغــي رِضاكَ أَبغي الشَـبابا وَأَشـــتَهي مِنكَ ذَنباً أَبنــي عَلَـيهِ العِتابا حَـتّى إِذا كــانَ ذَنبٌ فَتَحــتُ لِلعُـذرِ بابا ظَمِئتُ مِنكَ لِوَعـــدٍ فَكانَ وِردي السَرابا لا خابَ سُـــؤلُكَ أَمّا سُــؤلي لَدَيكَ فَخابا سبط بن التعاويذي ـ ضياعُ العمر يا واثِقاً مِن عُمرِهِ بِشَـــبيبَةٍ وَثِقَتْ يَداكَ بِأَضعَفِ الأَســـبابِ ضَيَّعتَ مـا يُجدي عَلَيكَ بَقاؤُهُ وَحَفِظتَ مـا هُوَ مُــؤذِنٌ بِذَهابِ أَلمالُ يُضبَطُ في يَديكَ حِسـابُهُ وَالعُمــرُ تُنفِقُهُ بِغَيرِ حِســـابِ إبن الزقاق البلنسي ـ ثوابُ الصبر همٌّ ســـرى في أضلعي وسرى بي فالبرقُ سَــــوْطي والظلامُ ركابي لأكَلِّـــفنَّ الليلَ عَزْمــاً طالعــاً في كلِّ مظلمةٍ طلوع شـــــهاب ولأعنينَّ الدهــــر أن يصمَ المنى ولـــو انَّني أَنضبتُ ماء شــبابي بالـهـــولِ أُرْكِبُهُ بكلِّ دُجُـــنَّةٍ والســــيرِ أُعملُـــهُ بكلِّ يباب أأُخَيَّ إنَّ الدهرَ يَعجَبُ صَرفُه مـن طــولِ دأبكَ في البكاء ودابي لا تصلُــحُ العـبراتُ إلا لامـرئٍ لـم يدرِ أنَّ العيشَ لمعُ سَـــرَاب إنْ تبْكِهِ فمــن الـــوفـاءِ بكاؤُهُ لكنْ ثوابُ الصبر خــــير ثواب وقُصارُ أعيننا دمـــــوعٌ وكّفٌ وقُصارُه طُوبى وحســــن مآب عبد الله بن المبارك ـ الشباب والمشيب أبإذنٍ نزلتَ بي يا مشـــــيبُ أيُّ عيش وقــد نزلتَ.. يطــيبُ؟ وكفى الشـــيبَ واعظاً غير أنّي آمــلُ العيشَ، والممـــاتُ قريبُ كم أنادي الشــــبابَ إذ بان منّي ونِدايَ مـــوَلِّيـاً مـا يُـجــيبُ عبد الصمد بن المعذل ـ ضحكٌ وبكاء والروضُ لا تنجلــــي أبصاره أبداً إلاّ إذا رمـــدتْ من كثرة المطــرِ إنّ الســـماءَ إذا لم تبكِ مقلُتهـــا لم تضحكِ الأرضُ عن شيءٍ من الزهرِ سبط بن التعاويذي ـ الصبر على الدهر إِصبِر لِدَهــــرٍ قَد نابَ وَاِرتَقِبِ كَم في مَطاوي الأَيّامِ مِن عَجَــبِ كَم شِـــدَّةٍ أَيَّسَـــتكَ مِن فَرَحٍ يَعقُبُهـــا، وَالرَخـــاءُ عَن كَثَبِ فالقَ بِهَزلٍ جَــــدَّ الأُمورِ وَلا تَحفَــلْ بِكَــرِّ الأَحـداثِ وَالنَوبِ فَرُبَّمــــا كانَتِ السَـــلامَةُ مُســـتَفادَةً مِــن مَظِنَّةِ التَعَـبِ
|
||||