|
|||||||
|
مرثية في تأبين السيد غازي الحسيني ملائكةَ الموّدةِ أكرميهِ بأكفانِ الأئمّةِ زمّليهِ فمِنْ ثوبِ النّبي به خيوطٌ وشاءَتْ بالكرامةِ تنتقيهِ وعاشَ بعزّةِ الأسيادِ حراً وأجفانُ السّيادة ترتضيهِ كشِرْبٍ من معينِ الهَدْيِ عذبٍ شفاءٍ في لواعج وارديهِ أسوقُ شهادةً فيها افتخارٌ وصِدْقٌ منْ مباسم شاهديهِ لقد عرفَتَ به الأخلاقٌ نُبْلاً ومَتْنَ الفِضْل زهواً يمتطيهِ سعى ووعورُ الدربِ اشرأَبَّتْ وقالتْ للنّواتئ إمنعيهِ فجابَهها بعزم ٍ فوق عزم ٍ إلى عرش التّوحُّد يرتجيهِ كعَهْدٍ قدمّوه له بلاءً فوقّعه ويعلم ما يليهِ على جَمْرِ الفضا قد سار حّراً أنوفاً باصطبارٍ يكتويهِ لآخرِ لحظةٍ ما ملّ يوماً وما لليأسِ طَرْقٌ يختليهِ وجاد بنجلهِ فيها شهيداً تقّبل بالفؤادِ رضىً وفيهِ تأمَّلَ أن يؤمَّ القدسَ فتحاً ونادى يا عروسَ النصرِ تيهي ولكنَّ المنيّةَ عاجلته فأوصى في أمانتها بنيهِ وفارقَنَا ووحدتُنَا رؤاه وأودَعَها مسيرةَ عارفيهِ فمن زارَ الضّريحَ يشمُ طيباً يحومُ على الضّريح وقابعيهِ وتنطرحُ المدافعُ باكياتٍ على ذاك الترابِ وساكنيهِ فعّزّز بالحياةِ قلوبَ قوم ٍ وأكرمَ بالمماتِ مشيّعيهِ فهل خبَرتْ سطورُ المجدِ يوماً فقيداً كانَ يرفعُ حامليهِ؟! إلهي فاجعلِ الرحماتِ تترى بفضلك دائماً يرأفْنَ فيهِ وأسكنْه الجنانَ مقامَ صدقٍ أنِلْهُ بروضها ما يشتهيهِ وإنْ راعَ التّجمّعَ موتُ عضوٍ وورّث حسرةً في عاشقيهِ فيا روحَ التّجمّعِ واعذريني بأشبهِ مَنْ فَقَدْنَا كمّليهِ |
||||||