|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات حزن راحَ من العمرِ ما لم يُحصهِ قلبي من النبضِ الكليلْ.. ضاقَ الطريقُ على خطايَ.. فعدتُ أرشف وشوشاتِ الحزنِ من أُفقِ الرَّحيلْ.. كُلُّ الجهاتِ تنام عن عيني.. وترمي في جفونِ الوقت ثلجاً لا يذوبُ ولا يكابدهُ المسيلْ.. حتّى الفصولُ.. تهبُّ في رؤايَ برداً لاذعاً فأرى دمي في الليل سنبلةً لها سبعٌ من الرَّجفاتِ.. أو لوناً من الحزنِ الطويلْ. هل للحروفِ مكانْ؟ تُرى هل للحروفِ في جوفِ الليالي حين الصلاةِ مكانْ؟!.. تزدحمُ المشاعرُ بالهتافاتِ ويصلى القلبُ نار الوجيبِ.. وينعتقُ في سرِّ الليالي ألفُ قيدٍ من يدِ السجَّانْ.. أي ربي.. هل للحروفِ في هذا الليلِ مكان؟؟.. عليٌّ ارتقى تخومَ المواجعِ.. واعتلى بالجرحِ صهوة الخلودِ.. وامتلكَ الجنانْ.. هل للحروفِ مكانْ؟؟. نوافذُ الصباح حزينةٌ نوافذُ الصّباحْ وكلَّ ليلةٍ تجيءُ وحدَها قوافلُ الجراحْ.. تُريقُ في حلوقنا مدادَها وتنتضي متونَ وقعِها كأنَّما.. من صوتنا المُباحْ. أسرار أيتها القبرات الطالعات إلى أسرار روحي تنقرين حباتها برفق لن تتأخري بالوصول.. فأنا لا أملك أسراراً سوى أنني أحبّ الناس الطيبين.. والأشجار الخضراء والأرض الدافئة. عصافير وأشجار من حسن حظ العصافير أنها لا تمتلك غير ثوب من الزقزقات ومروحة صغيرة من الريش الناعم ومن حسن حظ الأشجار أنها تمنح الخضرة والظل والثمر ثم.. تموت واقفة. أتوحدُ بك الوجوه المزدحمة بالكلماتِ في مساءات الشعر تحاصر صمتي تحلِّقُ بي إلى أجواء من مطرٍ غامضٍ يهطل على قلبي.. فأشعر بأنني أحرق المسافات وأتوحد بك حتى احتراق العظام!. لماذا؟!! للدموع مساحة الروح.. وللعيون أضمومة أحزان تتناثر في فضاء القلب... ما الذي يحدث؟.. لماذا ينزف القلب من نوافذه كلّها؟... لماذا تتمزق الأحلام كمسوّدات متعبة لشاعر حزين؟!. ضياع أعماقنا الشاحبة.. تعلق رؤوسنا على أعواد مشانق الكلمات العنيدة.. وعندما نحاول أن نؤجج توقها للحياة تخذلنا وتمضي متدحرجة في مسارب الضياع.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي عبد الرحمن الداخل ـ فراقُ البين أيهــا الركب الميمــِّـمُ أرضي أُقْرِ منْ بعضي الســـلامَ لبعضِ إنَّ جســميَ كمـا عَلِمْتَ بأرضٍ وفـــؤادي ومـــالكيه بأرضِ قَــدَّرَ البَيْنُ بيننــا فــافترقنا وطوى البين عــن جفونيَ غُمْضي قــد قضى اللهُ بالفُــراقِ علينا فعســى باجْتِماعنا سـوفَ يقضى إبراهيم طوقان ـ سهاد المحب مسَّــهدون وَهُم حَيرى مَحاجرهم تَنوطهـــا بِنُجوم اللَيل أَســبابُ أَن يَخْـبُ للحُـبِّ في أَكبادهم قَبس سَـقَتهُم مِن شَــراب المهل أَكوابُ وَكَيفَ يَبغون عَن نار الهَـوى حِوَلاً وَعِندَهُـم قاصِرات الطَـرف أَترابُ ابن دريد الأزدي ـ العقل زينة وَأَفضَلُ قِسـَـــمِ اللهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ فَلَيسَ مِـنَ الخَيراتِ شَـيءٌ يُقارِبُه فَزَينُ الفَتى فـي الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ وَإِن كانَ مَحظــوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه يَعيشُ الفَتى بِالعَقــلِ في كُلِّ بَلدَةٍ عَلى العَقلِ يَجري عِلمُــهُ وَتَجارِبُه وَيُزري بِهِ فـي الناسِ قِلَّـةُ عَقلِـهِ وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِــــبُه إِذا أَكمَلَ الرَحمانُ لِلمَـرءِ عَقلَــهُ فَقَـد كَمُلَـت أَخـلاقُهُ وَمَــآرِبُه إبراهيم عبد القادر المازني ـ العُمرُ والأمنيات أَضَعْتُ شـــبابي بينَ حُلْمٍ وغفلةٍ وأنفقتُ عمري في الأماني الكواذبِ ولم يَبْقَ لي شـيءٌ وقد فاتني الصبا وأدبرَ مثلَ السَّهمِ عن قوسِ ضاربِ تعودُ الغصونُ الصفرُ خضراً وريفةً مرنحةً بعد الـــذَّوْيِ والمعاطب وليس لِمـا يمضي من العمرِ مُرْجِعٌ ولا فرصةٌ فـاتت لهــا كرُّ آيبِ وما خيرُ علـمٍ في الحــياة وفطنةٍ إذا حَالَ ضَعْفُ العزمِ دونَ المطالب كأنَّ لنا عمــــرينِ، عمراً نريقُهُ وآخرَ مذخوراً لنا في المغـــايب ألا ليتَ عمرَ المــرءِ يُرفَى كثوبِهِ ويُرْفَعُ منه جـانبٌ بعــد جـانب سليمان بن وهب ـ نوائب الدهر نوائبُ الدهــــرِ أدَّبَتْنــي وإنمـــا يُوعَـــظُ الأَرِيبُ قد ذُقْتُ حُلْـــواً وذُقْتُ مُرَّاً كذاكَ عيشُ الفـتى.. ضُرُوبُ ما مــــرَّ بؤسٌ ولا نعـيمٌ إلا ولي فيهِمــــا نَصِيبُ كذاك مَنْ صَاحَــبَ الليالـي تَغْذُوهُ من دُرِّهــا الخُطُوبُ عبد الرحيم محمود ـ تنزَّه الإلهُ بَغى في قِســـمَةِ الأَرزاقِ ناسُ وَقالـــوا هكَذا قَسَـمُ الإلهُ وَقالـــــوا إِنْ أَحَبُّ اللهُ عَبداً بِرِزقَتِهِ المَقْــــدِرَةَ اِبتَلاهُ دَعَونا إِن يَكُن هــــذا صَحيحاً يَرَ الفُقَـــراءُ مَعبوداً خَلاهُ رَأَيتُ القَلبَ إِمّـــا ضاقَ صَبراً بِمَحبوبٍ لِحِرمانٍ سَـــلاهُ لَقَد وَصَفوا الإِلهَ بَشَــــرِّ ظُلمٍ بِمــا كَذَبوا تَنَزَّهَ في عُـلاهُ
|
||||