|
|||||
|
دُرُوبٌ مُوِجعَةٌ.. إلى عين السكّةِ..! لِنهارٍ أَسودَ أُغْمِضُ عَينيَّ الدَّامِعَتَينِ وأَفتَحُ قلبي حتّى يَتَّسِعَ لأَحْزانِ الكُرَةِ الأرضيَّةِ حينَ يكونُ الناسُ حَقِيقيِّينَ.. ولو لِدَقَائقَ يُؤْلمهُمْ وَجَعي المَنْقُوعُ بِمَائِكَ يا "بُرجَنا".. منذُ القَرْنِ السَّابعِ لِلهِجْرَةِ.. يُؤْلمهُمْ هذا الشَّلَلُ المُمْتَدُّ مِنَ الوِجْدَانِ.. إلى الأعصابِ.. إلى الأفكارِ.. إلى... الإنسانْ.. الأيامُ هيَ الطَّيْنُ البَشَرِيُّ المُتَناثِرُ بينَ النّارِ وبينَ الماءِ.. وأَفْتَحُ قلبي كالبركانِ لأُبْصِرَ أكثرَ تحتَ الأَنْقَاضِ.. لأَلْمَحَ أحلامَ الأطفالِ تَطيرُ معَ السُّحُبِ السَّوداءِ لِتَسْكُنَ في الشَّمْسِ ونَفْسِي تَتَشَظَّى في الفَجْرِ حَمَامَاتٍ بيضاءَ تَحُطُّ على أَطْرَافِ الحارةِ تُصْغِي لأَنينِ حَمَائِمِهَا.. وتُمارِسُ ثَوْرَتَها العَفْوِيَّةَ: هذا الدويُّ يعصفُ بالأرجاءْ.. وذاكَ الغبارُ يصنعُ غمام السماء.. فَيا ضاحيتي! فَلْتَمتَدِّي فَوْقَ تُراثِكِ إنَّ الدَّنَسَ الشَّيْطَانيَّ يَحُومُ ويَدْنُو.. والأحزمةُ الناسفةُ منتشرةٌ.. والأشلاءْ فَلْتُخفِي تَحْتَكِ كُلَّ كُنُوزِ دم الأحباب.. انْتَظِري عادلَ لِيغمرَ أوجاعنا.. وارقبي بسمةَ حيدر.. وعِيْشِي الآنَ الشهادةَ.. وانتشلينا كالإِعْصَارِ... **** أباركُ النخوة العربيةَ.. وأمقتُ قهوتها.. حين يصبحُ طعمُها باريسيا.. الكلُّ وقفَ دقيقةَ صمتٍ على الضحايا بباريس وابتهلوا.. هل نستنكرُ وقوف أشقائنا العرب صمتاً منذ فجرِ بترولهم أبديا؟.. شيمتُهم الكرمُ.. والشهامةُ في صمتهم.. فصمتاً كصمتِ القبور.. عربيُّ السِّماتِ أنا.. وقرآني العربيُّ وجهُ حضارتي.. أنا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.. مَفْجُوعٌ حتّى الإِيمَانِ بِأَنَّ الأرضَ سَتَخْرُجُ عَنْ مِحْوَرِهَا ذاتَ نَهارٍ.. والأَحْقَادَ سَتُمْطِرُ.. تُمْطِرُ حتَّى تَنْفَلِقَ المَعْمُورَةُ نِصْفَيْنِ: أنا في النِّصْفِ الأَوَّلِ.. والتاريخُ يُفَكِّكُهُ التّكفيرُ في النِّصْفِ الآخَرِ... مَنْ سَيَقِيكم حينَ تَدُورُ عليكم دَائِرَةُ السَّوْءِ؟.. أليسَ لعربانِ الجزيرة خُيُولٌ في جَنَباتِ الشَّامِ؟؟ وفُرْسَانٌ.. وسُيوفٌ ذَرِّيَّهْ؟.. أَوَ لَيْسَ صاحبُّ السموِّ الكبتاغونيِّ فخرَ شهامتكم؟.. وجلالةُ الملكِ المهزوزِ يُشَاهِدُ أثناءَ النَّوْمِ كوابيسَ فَيَنْهَضُ مَذْعُورَاً وَيُلَوِّحُ لِلرَّايَاتِ الغَربيَّةْ؟.. أَوَ ليسَ لِناسِكِ يا بُرجنا مِنْ بَعْدِ العَصْفِ جملةُ استنكارٍ ضدَّ الوَحْشِيَّهْ؟.. مَنْ سَيَقِينَا نحنُ المنكوبينَ بالطّعناتِ إذا أَصْبَحْنَا نَشْرَبُ قَهْوتَنَا بالحديد والبارودِ خلفَ نَوافِذِنَا المَخْلُوعَةِ والجُدْرَانُ تَمِيْلُ علينا؟.. كيفَ تَركنا درب عين السكةِ مشرعاً للإرهابِ يَعِيْثُ فَسَادَاً؟.. كيفَ سَنَشْرَبُ مِنْ عينِ الدِّلبةِ؟؟ أَنَشْرَبُ مِنْ أَوْرِدَةِ المَظْلُومينَ؟!.. حَرامٌ أَنْ نَنْسَابَ معَ الشَّهَواتِ ونُهْمِلَ ما لا يُهْمَلُ.. هذا وَقْتٌ كي نَرْتَدَّ عَنِ العبثيةِ بعضَ الشَّيْءِ.. نُقِيْمَ قِيَامَتَنَا بِيَدَيْنَا.. وَنَزِيْدَ النَّارَ.. وَنَقْتُلَ.. نَقْتُلَ مَنْ يَقْتُلُنَا.. حينَ يَكُونُ النَّاسُ حَقِيْقِيِّينَ ولو لِدَقَائِقَ لنْ يَأْكُلَنَا سِرْبُ جَرَادِ القَرْنِ الواحدِ والعِشْرِينَ.. ولن تَمْضَغَنا أفْوَاهُ الأحْقادْ.. وَسَنُشْرِقُ.. نُشْرِقُ.. نحوَ العَالَمِ مِنْ أوطاننا إلى فلسطين...
|
||||