|
|||||
|
قام وفد من الحوزة العلمية في قم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة الشيخ الدكتور حسين علوي مهر بزيارة تجمع العلماء المسلمين في مركزه في حارة حريك حيث كان في استقبالهم رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله وأعضاء من مجلس الأمناء والهيئة الإدارية والمجلس المركزي، وقد ابتدأ الشيخ الدكتور حسان عبد الله بإعطاء صورة للوفد عن تأسيس تجمع العلماء المسلمين والفترات التي مر بها التجمع ابتداء من التأسيس في مواجهة العدوان الصهيوني في العام 1982 وإسقاط اتفاق السابع عشر من أيار إلى مواجهة مشاريع الفتنة المذهبية والطائفية التي لم تتوقف يوماً، ولعلنا نواجه في هذه الأيام أصعب مراحلها إلا أن التجمع استطاع الصمود والخروج من هذه الأزمة في كل مرة أقوى من سابقاتها. وأطلع الشيخ الدكتور حسان عبد الله الوفد على المشاريع التي ينوي التجمع القيام بها ضمن هذا التوجه مع التركيز على أن القضية الأساس تبقى قضية فلسطين التي يعمل التجمع على إبقائها في نفوس الأمة لأنه يرى أن كل الفتن التي تحصل تهدف للوصول إلى هذا الأمر وهو إلهاء الأمة عن قضية فلسطين كي يستطيع العدو الصهيوني إقرار مشاريعه في الوصول إلى السيطرة على الأقصى الشريف بل وكل فلسطين وبناء هيكلها المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وهذا إنشاء الله لن يكون بفضل وعي علماء الأمة وتوجيه أبنائها للوحدة والصمود والمقاومة. وقد تكلم باسم الوفد الشيخ الدكتور حسين أسد بور رئيس مؤسسة الإسراء للعلوم القرآنية بكلمة هذا نصها: قال الله الحكيم في كتابه الكريم: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا﴾ صدق الله العظيم.. في بداية كلمتي أعبر عن سروري لزيارة تجمع العلماء المسلمين ومن ناحية أخرى أعبر عن تعزيتي وحزني بكارثة منى التي أحزنت قلوب المؤمنين في أنحاء العالم الإسلامي، وأتقدم أيضاً بالتبريك في هذا اليوم العظيم (عيد الغدير). أود في هذا المجلس المبارك أن أتكلم حول دور علماء الدين في إيجاد الوحدة وهدم مؤامرات الأعداء. نحن نعيش في زمن اشتدت هجمة الأعداء واعتداؤهم الثقافي ومؤامراتهم المدمرة على الإسلام والمسلمين، وكل هذا بعدما أدركوا قدرة الإسلام وقوة المسلمين إذا عمل المسلمون بالإسلام كما هو حقه ولم يتخلفوا عن تعاليمه، وبعدما شعر الأعداء بالقدرة التي باتت مانعة لتسلطهم على بلاد المسلمين ، وفي هذه الظروف يجب على العلماء أن يؤدوا دورهم كقيادات إسلامية. يجب عليهم أن يحافظوا على الوحدة فيما بينهم وهذا لا يكون إلا بتفاهمهم وتقاربهم وتعاملهم العلمي مع المسائل المهمة وأن يقدموا مصلحة الإسلام والأمة على مصالح أنفسهم ومذهبهم، المهم هو استقلال المسلمين وحفظ كرامتهم. وبعد ذلك أن يعملوا على توحيد الأمة ويحذروا من الفرقة ويبتعدوا عن إثارة الآراء المفرقة. الأمر الآخر على العلماء أن يعِّرفوا الإسلام ويدينوا التكفير ويفضحوا الأساليب التي استخدمها التكفيريون لتفرقة المسلمين.وإدانة كل من يقول بتكفير المسلمين الذين يشهدون بتوحيد الله ورسالة النبي الأعظم محمد (ص). والواجب الأخر على علماء الدين دفع الشبهات والإجابة عنها والتي تبث في الإعلام المرتزق من قبل الاستكبار العالمي وأعداء الدين. ولأجل الوصول إلى هذه الغاية تحاول الحوزة العلمية في قم بمنتهى جهودها وكذلك جامعة المصطفى العالمية الوصول إلى هذه الغاية ولذلك أُسس مركز الإسراء لتعليم التفسير وعلوم القرآن الكريم تحت إشراف المفسر الكبير العلامة المدقق آية الله جوادي آملي. وأنا خادم العلماء في هذا المركز ولكن ليس هذا بكافٍ في الوصول إلى الهدف بل نحن بحاجة إلى محاولة جميع العلماء وجميع الحوزات العلمية في جميع أنحاء عالمنا الإسلامي وهؤلاء الأساتذة الأعزاء في الوفد كلهم يحاولون تحقيق هذه المهمة. أشكر السادة العلماء وخصوصاً رئاسة تجمع العلماء المسلمين على إتاحة الفرصة لنا وأتمنى أن يفتح هذا اللقاء آفاقاً جديدة في التعاون بين علماء الأمة الإسلامية للتصدي إلى محاولات الأعداء بث الفُرقة وتفادي هذه المرحلة الصعبة وكي تعم السعادة جميع المسلمين في العالم. وفي نهاية اللقاء أولم تجمع العلماء المسلمين على شرف الوفد.
|
||||