السيد علاء الدين بروجوردي يزور تجمع العلماء المسلمين

 

السنة الرابعة عشر ـ العدد 167 ـ (محرم ـ صفر 1437 هـ) تشرين ثاني ـ 2015 م)

نشاطات تشرين أول 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

استقبل تجمع العلماء المسلمين في مركزه الكائن في حارة حريك رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني السيد علاء الدين بروجوردي حيث احتفى التجمع بالزائر الكريم وألقيت كلمات بهذه المناسبة، وكانت على الشكل التالي:

كلمة الترحيب لرئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين قال فيها:

باسمنا جميعاً علماء الشيعة والسنة نرحب أجمل ترحيب برئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني السيد علاء الدين بروجوردي والوفد المرافق. وفي ترحيبي له أحمله الأمانة والتحية الزكية إلى قائد الأمة وولي أمرها إلى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله. نحن في تجمع العلماء المسلمين نحمل الرسالة التي أرساها الإمام الخميني قدس سره  وحملنا منه الوصية وبارك لنا هذا التجمع من الساعة الأولى التي أسس فيها التجمع ، ويشرفنا أن نستمر من تلك الأيام إلى يومنا هذا معبرين عن حبنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاصة السيد القائد الخامنئي، نحن معشر العلماء في تجمع العلماء المسلمين مع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع قادتها ومع الولي الفقيه لسنا معهم من الزاوية العصبية أو المصالح الفردية أو أي من هذه الأهداف، نحن مع الجمهورية في رفع راية التوحيد والالتزام بهدي رسول الله (ص) نحن معها بالدعوة للوحدة الإسلامية متجاوزين العصبيات القومية والعنصرية وما إلى هنالك. نحن معها في مساندتها الصادقة للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين وصولاً لتحرير القدس ونحن معها في مساندتها لشعب فلسطين الجريح. نجدد ترحيبنا بالوفد الكريم. ونحن ليس بالخطابة وراء الجمهورية الإسلامية فحسب نحن معها لمساندتها شعب فلسطين في جميع الأمور سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية. نؤكد ترحيبنا بكم سائلين الله أن يوفقكم وأن يحمي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسلام عليكم.

كلمة تجمع العلماء المسلمين ألقاها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله حيث قال:

إنه لمن دواعي سرورِنا أن نستقبلَ اليومَ في مركزِنا الأخَ الكبيرَ رئيسَ لجنةِ الأمنِ القوميِّ والسياساتِ الخارجيةِ في مجلسِ الشورى الإسلاميِّ الإيرانيِّ السيد علاء الدين بروجوردي في لحظةٍ مِفْصَليةٍ من تاريخِ أمّتنا الإسلاميةِ حيث تُخاضُ اليومَ معركةٌ فاصلةٌ مع التكفيريينَ في سوريا والعراقِ ومن ورائهم الشيطانُ الأكبرُ أمريكا والكيانُ الصهيونيُّ وحكّامُ التخلُّفِ والعصبيةِ العرب. وفي وقتٍ امتشقَ الشعبُ الفلسطينيُّ بشبابِهِ اليافعِ السكينَ ليدافعَ لا عن كرامةِ فلسطينَ فحَسْب بلْ عن كرامةِ الأمةِ الإسلاميةِ عامةً.

أيها الضيف الكريم.. السادة العلماء:

نحن مع الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ ليس من بابِ الانتماءِ العصبيِّ ولا المذهبيِّ ولا الدينيِّ بل لكونها الدولةَ الأولى في العالمِ التي تبنَّتْ بحقٍّ قضايا المستضعفينَ في العالمِ وعلى رأسِها القضيةُ الفلسطينيةُ.

وها نحن علماءُ لبنان من السنةِ والشيعِة نعلن بالفم الملئانِ أننا نوالي هذه الجمهوريةَ ونمحضُ الولاءَ لوليِّ أمرِ المسلمينَ الإمام آية الله العظمى السيد القائد علي الخامنائي مد ظله.

تصوروا معي أعزتي لو أننا اليومَ بلا الجمهوريةِ الإسلاميةِ فكيف سيكون المشهدُ:

أولاً: لكان الإسلامُ هو ذلك الذي تُصوِّرُهُ الجماعاتُ التكفيريةُ إسلامَ القتلِ والذبحِ والحرقِ لا إسلامَ الرحمةِ والحوارِ والحكمةِ كما جاء به محمد (ص).

ثانياً: لكان الكيانُ الصهيونيُّ لا يحتلُّ فلسطينَ فقط بل كان ممتداً على كاملِ الأراضي التي يطمحُ للسيطرةِ عليها من النيلِ إلى الفراتِ.

ثالثاً: لكانت أمريكا هي القطبَ الأوحدَ في العالمِ الذي يفرضُ سيطرته على شعوبِ العالمِ المستضعفين ولا يقوى أحدٌ على مواجهتها.

رابعاً: لكان الإسلامُ ديناً الذي لا علاقةَ له بالعصرِ والذي لا يلائمُ تطوُّرَ الحياةِ، لا كما هو اليومَ في إيرانَ دينٌ يدفعُ نحو التمسُّكِ بالعلمِ والتطورِ التِّقْنيِّ في مجالاتِ الفضاءِ كما في مجالاتِ الأرضِ فضلاً عن التطورِ النوويِّ والطبيِّ.

خامساً: لما كان هناك مَنْ يحملُ همَّ قضايا المستضعفينَ ويتحملُّ في مواجهةِ الطواغيتِ كلَّ أنواعِ الضغوطِ ويعاني الحصارَ ولا يستكينُ وينتصرُ في النهايةِ، ويتراجعُ الطواغيتُ.

أيها الضيف الكريم.. السادة العلماء:

تحلُّ بيننا اليومَ وانتفاضةُ الشعبُ الفلسطينيُّ تتعاظمُ والذينَ يخوضون غِمارَ المعركةِ التي تمنعُ الكيانَ الصهيونيَّ من استغلالِ لحظةِ الضعفِ العربيةِ والانقسامِ المفتعلِ لتمريرِ مشروعِ تهويدِ الأقصى وبناءِ الدولةِ اليهوديةِ وبذلك هم يقاتلونَ عنا جميعاً ولا فضلَ لأحدٍ عليهم وقد أعجبني البطل علاء أبو جمل قاتلُ الحاخامِ الصهيونيِّ المتطرفِ يشعياهو كرشبسكي عندما طلبَ أن لا يتبنى أحدٌ عمليتَهُ فهو لم يخرُج لأجلِ أحزابٍ أو منظماتٍ بل خرجَ من أجلِ واجبٍ دفَعَهُ إليه ذلك الجنديُّ الصهيونيُّ الذي كان يضرِبُ الفتى الفلسطينيَّ ويقولُ له: "مُتْ مت".

إن انتفاضةَ الضفةِ وأراضي الـ 48 تنسجمُ تماماً مع توجيهاتِ سماحةِ الإمامِ الخامنائي (مد ظله) الداعيةِ لتسليحِ الضفةِ لأنها الطريقُ الوحيدُ لجعلِ الكيانِ الصهيونيِّ يتراجعُ عن مشاريعِهِ ومرةً أخرى أقولُ بانتظارِ الراياتِ التي ستأتي من الشرقِ من الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ تتلاحمُ مع قوى المقاومةِ لتحريرِ فلسطينَ كلِّ فلسطين.

إن سببَ عداءِ حكامِ الخليجِ للجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ لا يعودُ لكونها فارسيةً أو شيعيةً كما أشاعوا بل لأنها فَضَحَتْهم وكذّبت أحدوثَتَهم وأثبتتْ أننا يمكنُ لنا الاستفادةُ من ثرواتِنا لبناءِ دولةٍ حضاريةٍ، وأننا يمكننا أن نعيشَ الاستقلالَ الحقيقيَّ عن الدولِ العظمى ونعتمدَ على مقدراتِنا، وأنه يمكننا أن نقاومَ المحتلَّ وننتصر، لا كما صوروا لنا لتبريرِ عمالتِهم وفشلِهِم أن جيشَ الصهاينةِ أسطورةٌ لا تُهزَم، فقِلةٌ مؤمنةٌ في لبنان وأخرى في فلسطينَ هَزَمَتْهم وأجبرَتْهم على الانسحاب.

ومما يؤسَفُ له أن يقومَ أحدُ المتلبسينَ بزيِّ الدينِ ليقولَ إن إيرانَ تقِفُ وراءَ ما يحصلُ في فلسطينَ لِصَرْفِنا عن معركتِنا الأساسِ في سوريا، فكفى إيرانُ فخراً أنها تصوبُ البوصلةَ نحو العدوِّ الأولِ لأمتِنا العدوِّ الصهيونيِّ وكفى بهم ذُلاً أنهم يَسعَوْنَ في الفتنةِ وفي قتالِ المسلمِ للمسلمِ.

نحنُ نعتقدُ تماماً كما هي توجهاتُ القيادةِ الحكيمةِ في إيرانَ أن الحلَّ السياسيَّ  هو الذي يجبُ أن نسعى إليهِ في سوريا لكننا نعتقدُ أيضاً أنْ لا أرضيةَ لهذا الحلِّ ما دامَ الإرهابُ هو المسيطرُ على الأرضِ، لذلك يجبُ اقتلاعُ الإرهابِ من جذورِهِ والقضاءُ عليه ومن ثَمَّ الولوجُ إلى العمليةِ السلميةِ ضمنَ أجواءٍ مناسبةٍ للحوارِ حولَ الأفضلِ لسوريا حديثةٍ وملتزمةٍ بنهجِ المقاومةِ وقضايا أمّتِنا العربيةِ والإسلامية.

أيها الضيفُ الكريمُ أعذرني إن أطلتُ ولكن أحببتُ أن أعبِّر عن مكنوناتِ كلِّ عالمٍ من علماءِ تجمعِ العلماءِ المسلمين لكم، متمنياً أن تَضَعنا في أجواءِ زيارتِكَ والموقفِ السياسيِّ الحالي.. والحمد لله رب العالمين.

كلمة الختام لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية الإيرانية السيد علاء الدين بروجوردي ومما جاء فيها:

السلام عليكم  اشكر الله عز وجل إذ من عليَّ أن أتشرف بهذا المحفل الكريم وأن التقي بالعلماء الكرام، بداية أود أن أثمن وأقدر عالياً الكلمة التي تفضل بها الشيخ أحمد الزين والكلمة التي ألقاها الشيخ حسان عبد الله حيث استفدنا كثيراً منها. ما نشهده في هذا التجمع الذي يضم في صفوفه ثلة من العلماء بغض النظر عن مذاهبهم حيث يشكلوا الآية ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾. إن ما يدمي قلوبنا في هذه المرحلة ما يجري في العالم الإسلامي، إن الأوضاع الإسلامية المضطربة السائدة في الدول الإسلامية سواء في مصر أو اليمن أو فلسطين أو ليبيا أو سوريا، السؤال يطرح نفسه لماذا الأمور تجري على هذا النحو؟؟ لماذا يا ترى الوضع السائد حالياً في أفغانستان أو أي بلد إسلامي ؟ أنا اعتقد أن السبب الأساسي وللأسف الشديد هو عدم التمسك بتعاليم الله السمحاء، لقد أنزل ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

بطبيعة الحال إن الأفراد الذين لا يجاهدون لا يستطيعوا أن يتوقعوا النصر أن يكون من نصيبهم. نحن نعتبر إذا لم يتم الالتزام بآية "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ لن يُنصروا. للأسف بعض علماء الدين نراهم على المنابر يتبجحون وهم يدعون للتفرقة، فأي مستقبل ينتظر هذه الشعوب عندما تأخذ بخطبهم؟.

عندما بادر الشعب المسلم الذي انطلق في ثورته في مصر وأتى بالإخوان المسلمين نحن في الجمهورية الإسلامية فرحنا فرحاً شديداً لماذا؟ شعرنا بهذا الأمر؟ لأن نظاماً مرتهناً  للاستكبار كان سائداً في مصر وقد سقط، وماذا تقول السنة الإلهية في هذا المجال؟ ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ هذا الواقع يعبر عن هذه الآية الكريمة.

السيد محمد مرسي لأنه كان رئيساً بعد ثورة مصر أتى لزيارة الجمهورية الإسلامية وشارك في جلسة رؤوساء الدول، في تلك الزيارة رفض الالتقاء بأي من المسؤولين الإيرانيين، نحن أردنا أن ننقل إلى مصر الخبرة التي اكتسبناها بعد الثورة إلى الإخوة في مصر.. لكن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية كانتا قد طلبتا من السيد مرسي انه لا ينبغي له زيارة إيران فمكث أربع ساعات وغادر. نحن نعتقد بأن يد الله فوق كل يد، فكل ما وصلنا إليه بفضل الجهود المباركة التي بذلها الإمام الخميني(قده). اليوم أصبحت إيران قلعة شامخة، فبداية كنا غرسة طرية في اللحظة الأولى من الانتصار وقد قال الإمام الخميني(قده) أمريكا لا تستطيع أن ترتكب أي حماقة، وأسس مقولة لا شرقية ولا غربية بل جمهورية إسلامية، هذه هي الرؤية الإسلامية الصحيحة أن الإسلام يعلو ولا يٌعلى عليه.

فإذا كانت الرؤية الطبيعية لا يستطيع العالم أن يرتكب أي حماقة ضد إيران. أما النتيجة الطبيعية للنهج الآخر فقد شهدناه في تجربة الإخوان المسلمين في مصر، فالأحكام التي صدرت في حق قادتها بعد الإطاحة بحكم الأخوان من سجن وإعدامات، قال مرسي نحن أخطأنا في حساباتنا عندما راهنا على الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية. ولكن هذا الاعتراف جاء متأخراً، كذا فعل صدام حسين خاصة في ظل الأجواء حيث كانت قوى إيران متواضعة، أين أصبح صدام وما كان مصيره؟ كان مصيره في الدنيا المشنقة والذل ونهايته معروفة للجميع وكذا ستكون بالآخرة. أما بالمقلب الآخر ما كان مصير الإمام الخميني الراحل؟ لقد شهدنا جنازته حيث كانت أهم وأعظم جنازات التاريخ، هذا يترجم قول الله تعالى، فإذا اختلفنا وتنازعنا النصر لن يكون حليفنا. نحن نقدر المبادرة الكريمة لتجمع العلماء المسلمين وبينهم الروح الحقيقية للوحدة، وعلى كل العالم أن تأخذ منكم الأسوة الحسنة وأنتم تعرفون أن الجمهورية بادرت لتأسيس مجمع التقريب بين المذاهب حيث يجتمعون في مؤتمرات كل فترة وفترة ويأتي العلماء من مختلف الدول ليجتمعوا معاً أما أنتم فاجتماعاتكم على مر الزمن.

﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ فالجمهورية الإسلامية طبقت هذا المفهوم وأنتم تعلمون أن الحرب المفروضة على إيران، كانوا يقصفون المدن الإيرانية بمختلف الصواريخ ولم نكن نملك الإمكانات والأسلحة إلا بعض الصواريخ من ليبيا وكوريا الشمالية أما اليوم أصبحت إيران من القوى الأولى في العالم بصناعة الأسلحة والصواريخ. ومجلس الأمم وضع قراراً أراد من خلاله تقييد القوة الصاروخية في إيران لكن إيران فوراً رفضت هذا البند المتعلق بالصواريخ بالمقابل نحن بادرنا في إيران لإجراء مناورات وأطلقنا صاروخ عماد. بالتالي في أي مجال من المجالات وفي أي ساحة من الساحات إذا بادرنا إلى قوله: ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ سيكون النصر حليفكم.

قلنا لأمريكا لماذا الحظر؟ نحن لا نريد إنتاج قنابل نووية، منذ عشر سنوات عندما كانت إيران في بداية امتلاكها التقنية النووية جاء وفد أوروبي للتفاوض بشأن هذه التقنية عندها كانت تنتج إيران 20 طرداً فقط. وزير الخارجية البريطاني قال حينها نحن لا نسمح لكم حتى بامتلاك جهازين طرد مركزي لكن بحمد الله ما نمتلكه الآن هو من فضل الله فالنجاح كان من نصيب إيران والفشل من نصيبه.

نحن بحمد الله تعالى فاوضناهم وتحدثنا معهم بصوت عال وقدرة عالية والصورة كانت واضحة للجميع فكانت إيران تجلس من جهة ومن جهة أخرى أقوى ست دول في العالم تجلس لمفاوضاتها. نحن محكمون بالعزة والفخر، المؤمن ينبغي ويجب عليه أن يعيش عزيزاً، نحن نعيش هذه الأيام بأجواء الإمام الحسين عليه السلام وعلينا أن نردد معه مقولة "هيهات منا الذلة" الذي لا يمحى على مر العصور.

عندما كنت في وزارة الخارجية جرت العادة أثناء انعقاد المؤتمر يأتي المشاركون ثم يتشرفون بلقاء الإمام الخميني قدس سره وكان يوصينا بأنه عندما تذهبون إلى بلاد أخرى وتلتقون بكبار مسؤوليها فلا تنبهروا بهم واعلموا أنكم تمثلون الدولة الإسلامية وأنتم مؤتمنون على دماء الشهداء.

بالنسبة لليمن ليس القوة أن تبادر هذه الدولة أو تلك إلى الهجوم بالطائرات على شعب مسلم ومستضعف وقد أدت هجمات طائرات السعودية إلى سقوط آلاف الشهداء من الأطفال والنساء بأي ذنب قتلوا؟؟!!.

لهذا السبب بادرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الشجب بالصوت العالي وعلى السعودية أن تشعر بالعار عندما يذكر اسمها بين الدول الإسلامية، إذا كنت قوياً ومقتدراً فيجب عليك توجيه قوتك نحو العدو الصهيوني الآثم الذي أمضى سنوات عديدة يحاصر غزة ويمارس بحق الفلسطينيين أبشع أنواع العذاب والقهر. نحن نعتقد أمام هذا الخنوع والاستسلام الذي يمارسه العرب المتخاذلين في مقابل أطفال مستضعفة تحمل حجراً أو سكين ليرميه في وجه العدو الغاشم، نحن نقبل الأيادي الطاهرة المباركة لهؤلاء الفتية ونفخر بهم.ليس لدينا أدنى شك في الزوال الذي سيلحق بهذه الدولة المحتلة.

 للأسف الشديد نقول بحسرة وحرقة أن العيد لم يأتي هذه السنة عيد حقيقي من خلال الفاجعة التي حلت بالحجاج في منى حيث سقط المئات بل الآلاف، الذين سقطوا لنا 465 شهيداً عدا عن الجرحى والمفقودين وللأسف ليس لدينا معلومات موثقة ومؤكدة عن الحاج غضنفر الذي عرفتموه واحببتموه نحن نعرف بأن عندما تقع مثل هذه الكوارث يهب الجميع للمساعدة والإسعاف لكن للأسف القوى الأمنية السعودية تخاذلت وضربت طوقاً امنياً منعت فيه طواقم البعثة الإيرانية من الدخول والمساعدة. نحن نؤكد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق في هذا الموضوع والسلطات السعودية معنية وعليها أن تسلم الأشرطة المصورة ليس فقط لإيران بل لجميع الدول التي فقدت حجاجاً لها في هذه الكارثة. اعتذر عن الإطالة وفي الختام اشكر لكم حضوركم والسلام عليكم.


 

اعلى الصفحة