|
|||||||
|
تغيب إسرائيل فكرا وممارسة في خطاب "داعش" ، فلم يسجل أن "داعش" أفردت تهديداً أو تلويحاً لإسرائيل في أياً من خطاباتها، أو ممارساتها ولم يسجل قيام داعش بمهاجمة أو تهديد لأي من مصالح إسرائيل في المنطقة أو خارجها، على الرغم من الأذرع الطويلة والممتدة لخلايا داعش.. وفسر غياب إسرائيل بأن "داعش" تقدم دولة الخلافة في محيط فلسطين على تحريرها، أو بصيغة أخرى ترى "داعش" أن الحرب النهائية لتحرير فلسطين تقودها الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة بعد أن يتم لها التمكين والتمتين؛ وهذا لا يتحقق حسب داعش إلا بالسيطرة على بغداد ودمشق وكل بلاد الشام أولاً. وقد ترتب على خطاب "داعش" تجاه إسرائيل سعادة لم تخفيها صحيفة "هاارتس" التي ذكرت أن تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" أطلق صافرات الإنذار، وأصدر قائمة طويلة من الزعماء العرب، بما في ذلك ملوك السعودية والأردن، ورئيس وزراء العراق، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجاءت في آخر القائمة إسرائيل. ورأى الحاخام نير بن أرتسي، الزعيم الروحي في موشاف تلاميم وقيادي في جماعة "كهيليت مؤمنين"، وأعلن نفسه مرة بأنه المسيح. أن "ملك الملوك، القدوس، تبارك، رب العالمين، أغرق العالم ذات مرة بالطوفان، وصدّع برج بابل، وأدى لوقوع حروب عنيفة مختلفة، والكثير من الأمور الأخرى القاسية. والآن أوجد الخالق "داعش"، الذي يمثل الإسلام المتشدد، و"القاعدة"، و"حماس". وإن قيام حزب جديد الآن، مثل "داعش"، هو من أجل تحذير العالم كله من المساس باليهود في أرض إسرائيل المقدسة. لكي يحذروا من إزعاج اليهود في دولة إسرائيل، ولكي يحذروا من المساس بأرض المقدس. لقد جعلهم الرب ينهمكون بأنفسهم. وكل عناصر "داعش" وكل منظمات الإرهاب ينتشرون في أوروبا وفي كل العالم ويطاردون الدول التي يقيمون فيها، وينشرون فيها الخراب ويدمرون الحياة هناك بصورة يومية. هناك قسم من هذه الأمور يتم نشره، وهناك قسم آخر لا يتم الإعلان عنه، هكذا إرادة الله، فهو يريد أن يلحق الأذى بكل دولة وبكل بلد يريد أن يقتطع أجزاء من أرض إسرائيل والمساس بالشعب اليهودي الذي يعيش في أرض إسرائيل. هكذا يحمي خالق العالم اليهود في أرض إسرائيل المقدسة". بالمقابل، رأى إيدي كوهين المحلل في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "داعش" مُلهم ومشجع على قتل اليهود. واستشهد بخطاب مسجل لزعيم داعش، أبو بكر البغدادي، خص فيه اليهود بقوله: "اليهود يخافون على اقتصادهم، هم جبناء ويسرقون أموال المسلمين ويتمتعون بها.. يحاربون بشكل سري وغير مباشر عن طريق الزعماء المسلمين الخونة.. وهم يخافون جداً على أمنهم من حدوث الانقلاب، ويخافون من المسلمين الذين هم الخلفاء.. نحن نشاهد جيداً ضعفهم وخوفهم، فقد جندوا الكلاب والعبيد التابعين لهم من أجل محاربتنا". تدعيش فلسطينيي1948 وفي هذا السياق، استندت المخاوف الإسرائيلية من إمكانية تمدد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتشكيله "خلايا نائمة" داخل إسرائيل، إلى معلومات أعلن عنها جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" تفيد أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا سنة 2011، لقد ساهم فيها عشرات العرب من إسرائيل، الذين انضم معظمهم إلى منظمات سورية مسلحة تحارب قوات الجيش السوري. وقُتل أحدهم في سوريا في العام 2013. ووفق تقديراته يوجد عشرة شبان فلسطينيين من فلسطينيي 1948 على الأقل انخرطوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". كما أشارت معلومات "الشاباك" أن إلى ما لا يقل عن 25 اسماً من فلسطينيي 1948 معروفون كذوي "أيديولوجيا متطرفة" ومعروف أنهم سافروا إلى سوريا للمشاركة في الحرب. وتم تقديم لوائح اتهام في شهري نيسان وأيار 2014 ضدّ إسرائيليَين ذوي 23 عاماً بشبهة قتالهما في صفوف داعش في سوريا وساعدا الآخرين على التجنّد لـ"داعش". ووفقاً للمعطيات رفعت في نيسان العام 2014 لائحة اتهام ضد أحمد شوربجي، 23 سنة، من أم الفحم لأنه انضم إلى "داعش" واجتاز في إطار التنظيم تدريبات مختلفة، واعترف لدى التحقيق معه بأنه شارك في المعارك في مناطق مختلفة في سوريا. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت خبرا عن عربي صاحب جنسية إسرائيلية انضم إلى "داعش" وقُتل في العراق. وهو أحمد حبشي، البالغ 23 عاماً من قرية إكسال الذي خرج في بداية العام2014 إلى سوريا بصحبة أربعة شبان عرب إسرائيليين. وتم ليلة 22/11/2014 تخريب نصب تذكارية للذين سقط من الجنود الدروز في قرية دالية الكرمل، شمال إسرائيل. وخطت عليها شعارات "داعش". وكشف "الشاباك" عن خلية سرية كان في عضويتها ستّة أشخاص، خمسة منهم من سخنين وأحدهم من دير حنّا والذين اعتادوا على الالتقاء والتخطيط لكيفية السفر إلى سوريا والانضمام إلى صفوف "داعش". وهم: كريم أبو صالح، شريف أبو صالح، علاء أبو صالح، محمد أبو صالح (هو شاب أعزب يبلغ من العمر 28 عاماً ويعمل كصيدلي)، فادي بشير وحسام مريسات. واتضح من خلال التحقيقات أنّ بعض أعضاء التنظيم قد شاركوا في عدة لقاءات مع شيخ سلفي جهادي كبير ومعروف في شمال إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، كان أعضاء المجموعة على اتصال بواسطة الإنترنت مع عناصر داعش في سوريا، ومن بينهم مواطنون إسرائيليون خرجوا إلى سوريا من أجل الانضمام للقتال. كان لدى الستة مَيْل للتيّار السلفي المتطرّف، واعتادوا على مناقشة موضوع الانضمام إلى القتال في سوريا، إما في صفوف جبهة "النصرة" أو في صفوف "داعش". وأنه بعد ذلك تعرّف المتّهمون على المحامي عدنان جميل علاء الدين من الناصرة، والذي عرض نفسه باعتباره "المسؤول العسكري لـ"داعش" في فلسطين" وأجروا معه علاقة من خلال الـ"فايسبوك". ووفقاً للائحة الاتهام التي تم تقديمها ضدّ أعضاء الخلية، فقد تدرّبوا في مزرعة علاء الدين على ركوب الخيل وإعداد الزجاجات الحارقة. وأرشد المحامي بعض المتّهمين الآخرين في إعداد الزجاجات الحارقة وشرح لهم كيفية رميها بطريقة لا تشكّل خطرا على الرامي. بالإضافة إلى ذلك، فقد جمع الأعضاء الأموال واشتروا أغناماً من أجل ذبحها كجزء من التدريب. قال كريم للمحامي علاء الدين إنّه يجد صعوبة في رؤية الدم وتحدث الاثنان عن الحاجة إلى التقوّية في هذه المسألة إذا لزم الأمر لتنفيذ عمليات جهادية في سوريا. والهدف من ذبح الأغنام، وفقا للائحة الاتهام، هو "تقوية القلب" إذا اضطرّوا لذبح الكفار في سوريا أو في أماكن أخرى. وتم في شهر تموز 2014، اعتقال كريم أبو صالح في المطار الإسرائيلي، أثناء توجّهه إلى خارج البلاد، وهو مزوّد بمبلغ 35 ألف شاقل. وهو متّهم بأنّه خطّط لقتل رجال أمن، من بينهم أشخاص دروز، وعمل لشراء سلاح من نوع كلاشينكوف. كما أنه متّهم بجرائم محاولة الاتجار بالأسلحة، التآمر والإغواء. يؤاف شاحام، الكشف عن خلية "داعش" في إسرائيل. ووفقاً للائحة الاتهام حاول المشتبه بهم تأسيس "داعش - فرع إسرائيل"، وعددياً، كان الحديث عن نواة صلبة يبلغ تعداد أفرادها بين 100 إلى 200 مسلم يحملون هويّات إسرائيلية، وهو عدد ضئيل مقابل حجم السكان المسلمين في إسرائيل (نحو 1.5 مليون). إنّ أفكار الإسلام السلفي وتفسيراته المتطرّفة، تلك التي تعرّف "داعش"، ليست منتشرة كثيراً في أوساط الغالبية العظمى من السكان المسلمين في إسرائيل، ولكن هناك عدد غير قليل من الشبّان، وخصوصاً أولئك الذين يبحثون عن هوية قومية - دينية، ينجذب إلى التطرّف الإسلامي الذي يرمز بالنسبة لهم، حتى الآن على الأقلّ، أملاً لمستقبل أفضل بفضل "الخليفة" البغدادي والخلافة الإسلامية. وأعلن عن مقتل يونس مدني عازم، 28عاماً، مقاول للبنى التحتية، من الطيبة، في معارك "داعش" في تدمر، متأثراً بجروحه. وكان يونس عازم قد ترك بيته في مطلع شهر يناير/ كانون الثاني 2015، وبعدها قام بالاتصال بعائلته، مبلّغاً إياهم أنه انضم إلى صفوف الدولة الإسلامية في سوريا. وأعلن أيضاً عن توزيع بيانين لـ"داعش" في القدس، حيث وزع البيان الثاني في 29/6/2015 ، تضمن كسابقه (البيان الأول)، تهديداً مباشراً لمسيحيي المدينة، مطالباً إياهم بالرحيل من المدينة. وحاولت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي تنشط في المدينة بشكل غير رسمي، التحقق من هذه البيانات، وعلى الرغم من أنها من الناحية الرسمية تحاول إلصاق الأمر بالمخابرات الإسرائيلية على أنها تسعى إلى دق الأسافين بين مكونات المجتمع الفلسطيني، إلا أنها تبذل جهداً لمعرفة ما إذا كانت أطراف محلية في المدينة تقف خلف الموضوع. وافترض البعض أن بيانات "داعش" ما هي إلا حركة من حركات المخابرات الإسرائيلية كما يقول مسؤول فلسطيني في المدينة. فقد تطرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى هذا الموضوع ملمحاً إلى وقوف جهات إسرائيلية خلفه بالقول إنه وُزع في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية. ويعتقد آخرون أن هذا البيان حتى وإن لم يكن لعبة مخابراتية إسرائيلية، فهو محاولة لبعض المعجبين بداعش إعلان ظهورهم الفكري في المدينة المقدسة، واختيار شهر رمضان وقدسيته لتأجيج مشاعر بعض الشباب الذي قد يلحق بالفكر الداعشي، وأن الأمر لا يشير بالضرورة إلى وجود خلية فعلية ومنظمة لداعش على أرض القدس. . وأُعلِن عن اعتقال ستة مواطنين من البدو من بلدة حورة في النقب تتراوح أعمارهم بين 23 إلى 30، في عملية مشتركة للشاباك والشرطة. بشبهة تأييدهم لتنظيم "داعش" وبأنّ بعضهم خطّط للخروج إلى سوريا والانضمام رسميّاً للتنظيم والقتال في صفوفه. وظهر في إطار التحقيقات أنّ المشتبه بهم قد شاركوا في لقاءات سرية تناولوا خلالها تعاليم "داعش"، حيث عمل بعضهم في نشر أفكار التنظيم في أوساط عائلتهم، وأصدقائهم، ومعارفهم. كان أربعة من بين الستة معلّمين في مدارس في النقب، وظهر في تحقيقات القضية أنّهم استغلّوا مكانتهم وحاولوا تعزيز أفكار التنظيم في أوساط التلاميذ والمعلّمين. وقد قُدّمت ضدّ المعتقلين الستة لوائح اتهام حول جرائم نشر، حيازة وتوزيع مواد لجماعة غير قانونية وتأييد لتنظيم إرهابي. وقد اتُّهم أولئك الذين خطّطوا من بين المعتقلين للذهاب إلى سوريا والانضمام إلى التنظيم أيضاً بجرائم التآمر مع الإجرام، محاولة العمل في جماعة غير قانونية ومحاولة مغادرة البلاد بطريقة غير مشروعة. وقدمت النيابة الإسرائيلية لائحتي اتهام بحق مقدسي من القدس الشرقية وآخر فلسطيني من مدينة الرملة داخل الأراضي المحتلة منذ سنة 1948، بتهمة انتمائهما لتنظيم "داعش". وتم تقديم لائحة اتهام بحق خميس سلامة في محكمة اللد المركزية. وقد وجهت له تهم التخابر والمحاولة السفر غير الشرعي إلى دولة معادية. وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشين بت" في بيان له: "تم اعتقال خميس عدنان خميس سلامة (21عاما) من سكان مدينة الرملة في مطار بن غوريون الدولي في 28 تموز 2015 بعد ان حاول السفر إلى سوريا والالتحاق هناك بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". وأن "خميس سلامة طالب في قسم الهندسة بكلية كينيرت اعترف أثناء التحقيق معه بأنه تابع خلال الأشهر الأخيرة الدعاية والفيديوهات التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلامية على الانترنت وتأثر بها وبفكرها الجهادي وأهدافها وقام بالاتصال باثنين من التنظيم على الانترنت وبعدها قرر السفر إلى سوريا للالتحاق بصفوف داعش" أحد الأسماء التي يعرف بها التنظيم. وأجرى تنظيم "داعش" له امتحاناً في الشؤون الدينية. وقد اجتازه وتلقى تعليمات للمغادرة إلى اسطنبول ومن هناك استقل طائرة إلى مدينة أضنة القريبة من الحدود السورية. وقد طلب منه البقاء في فندق هناك ليلتقي مع عنصر "داعش" وفي اليوم التالي اعتقلته السلطات التركية التي حققت معه وطردته إلى إسرائيل". وقالت الناطقة باسم المحاكم شيرلي كوران: "إن النيابة الإسرائيلية قدمت في 13/8/2015 لائحة اتهام في المحكمة المركزية في القدس ضد فارس شريتح (19 عاماً) من كفر عقب شمال القدس الشرقية ويحمل الجنسية الإسرائيلية لمحاولته الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا. وقالت لائحة الاتهام: "كان شريتح يقيم في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة وغادرها مع أقرباء له إلى تركيا في أيار 2015 للالتحاق بتنظيم "داعش" في سوريا. وعند وصوله إلى تركيا تبين أن جواز سفره غير ساري المفعول ولم تسمح له تركيا الدخول إلى أراضيها فتوجه إلى إسرائيل. وخلال تواجده في القدس تواصل مع أقربائه الذين وصلوا سوريا وانتظموا بصفوف "داعش" هناك وتم رصده واعتقاله". كما وجهت النيابة العامة الإسرائيلية في مدينة الناصرة في 1/10/2015 إلى مجموعة من فلسطينيي الـ 48 تهمة تشكيل خلية تستلهم "داعش" لتنفيذ عمليات معادية وجرائم، تتعلق بالسلاح والتخطيط للهجوم على محلات بيع الكحول. والمتهمون الأربعة هم: أحمد محاجنة (20 عاماً) ومحمد غزالة (23 عاماً) من يافة الناصرة ومحمد شريف (22 عاماً) واحمد احمد (26 عاماً) من الناصرة. واحمد احمد مسجون لقتله سائق سيارة أجرة إسرائيلياً في 2009 إضافة إلى ثلاثة آخرين. وقالت متحدثة باسم الشرطة نقلاً عن جهاز الأمن العام "الشين بيت" أن "المتهمين ناشطون سلفيون جهاديون أجروا اتصالاً بفلسطينيي الـ 48 يقاتل بصفوف "داعش" موجود بسوريا وهو بدوره شجعهم وأيدهم للتدريب عسكرياً على السلاح بهدف القتال بصفوف داعش وتنفيذ عمليات إرهابية معادية داخل إسرائيل. و قاموا بجمع معلومات استخباراتية حول معسكر للجيش قرب مدينة مجدال هعيمق القريبة من الناصرة ومركز للشرطة هناك وخططوا لرشق زجاجات حارقة على دورية للشرطة تتمركز بشكل دائم على مدخل المدينة". وأضافت :"إن المتهمين أفادوا خلال التحقيقات بأنهم كانوا ينوون إلحاق الأذى في محال تجارية في مدينة الناصرة وبلدة يافة الناصرة لبيعهم الكحول خلافا للشريعة الإسلامية، حتى أن احد المتهمين اعترف بمساهمته بحادثة إلقاء زجاجة حارقة بيافة الناصرة عام 2012 على محل تجاري يبيع الكحول". بالمقابل، أعلن تنظيم "داعش" عن إعدامه متهماً بالتجسس لصالح "الموساد". وذلك من خلال بثه شريط فيديو تضمن إعدام شخص قدم على انه عربي إسرائيلي متهم بالتجسس لصالح "الموساد"، وتوعد فيه جهادي بالفرنسية بمهاجمة إسرائيل. وظهر في الشريط الذي بلغت مدته نحو عشر دقائق، شاب قدم على أنه يدعى محمد سعيد إسماعيل مسلم وقد ارتدى لباساً برتقالي اللون، كما صور جواز سفره الإسرائيلي. وبعدها قام فتى صغير السن يرتدي ثياباً عسكرية بقتله برصاصة في الرأس. وكان والد محمد سعيد إسماعيل مسلم قد نفى في شباط/فبراير 2015 أن يكون ابنه يعمل لصالح "الموساد" بعد أن نشرت مجلة دابق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مقابلة مع الشاب البالغ من العمر 19عاماً، أكدت أنه عميل للاستخبارات الإسرائيلية. قوننة القمع اتخذ "الشاباك" خطوات عملية احترازية ضدّ الدولة الإسلامية، وقد وقع وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه بوغي يعلون 3/9/2014 على مرسوم يعرّف تنظيم الدولة الإسلامية بصفتها "اتحاد غير مسموح به". ليمكّن جهاز الأمن الإسرائيلي من اتخاذ خطوات قضائية ضدّ كل نشاط أو تنظيم متعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في نطاق إسرائيل أو خارجها. وبعث وزير السياحة، د. عوزي لانداو، في 15/10/2014 رسالة إلى رئيس الحكومة وطلب من خلالها انتزاع الجنسية الإسرائيلية من كل إسرائيلي يقاتل ضمن تنظيم داعش، إذ تخشى إسرائيل أن يعود أولئك الذين خدموا في صفوف "داعش" إليها وأن يشنوا عمليات إرهابية ضدها. وجاء في الرسالة: "نتحدث عن أشخاص يعيشون في إسرائيل كمواطنين في الدولة ويتمتعون بحقوق كثيرة منها إمكانية إطلاعهم على معلومات كثيرة وحساسة(....) إنها فقط مسألة وقت حتى يتحول أولئك الأشخاص الذين يعيشون بيننا إلى سلاحٍ خطير موجه ضدنا". وقال وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه (بوغي) يعلون، هو أيضاً للظاهرة عن أولئك الذين ينضمون لتنظيم "داعش":"نعتبر كل شخص من أولئك إرهابي محتمل. إن عاد أي واحد منهم من هناك على قيد الحياة سيتم إلقاء القبض عليه مباشرة. تم توقيف بعض الذين عادوا". وكانت وزيرة القضاء، تسيبي ليفني، قد قدمت في جلسة طوارئ" عقدتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، في 10/9/2014، اقتراح قانون يتيح محاكمة كل "مواطن إسرائيلي" يشارك في تنظيم إرهابي مسلح ذي أيديولوجية إسلامية متطرفة، مثل "داعش". ويمنع "انضمام أي مواطن أو مقيم في إسرائيل إلى تنظيم مسلح في الخارج". ويخول الاقتراح وزير الأمن بوضع قائمة بأسماء التنظيمات أو الدول أو المناطق، بحيث أن من ينشط فيها سيواجه عقوبة السجن مدة 3 سنوات. وقالت ليفني إن “لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، وإسرائيل ليست شاذة. مواطن إسرائيلي الذي ينشط بتنظيم إرهابي الذي تحركه عقيدة إسلامية متطرفة ستتم محاكمته (....) وتشريع القانون خطوة داخلية، لكن من المهم أن ترافقها خطوات خارجية بهدف تشكيل محور مشترك مع الدول الغربية والدول العربية ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف”. كما ناقشت الحكومة الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات لفرض سلطة القانون إزاء مظاهر التماثل مع مثل هذه التنظيمات، مثل رفع الأعلام، أو نشر مواد في الإنترنت تعبر عن التضامن مع "داعش"، وملاحقة "عناصر داعش"، ومنع محاولات "تنظيم الدولة الإسلامية" إقامة خلايا تابعة له في داخل إسرائيل. وفي هذا السياق، كان وزير الأمن، موشي يعالون، قد وقع أمرا، يعتبر تنظيم "داعش" و"كتائب عبد الله عزام" رسميا على أنها "تنظيمات غير قانونية. وحدة "ماغلن" من الجدير ذكره، أن الجيش الإسرائيلي يضم حالياً عدة وحدات كوماندوس خاصة، ولقد تم تشكيل كل واحدة منها لمواجهة تهديد خاص ضد أمن دولة إسرائيل. تم تشكيل وحدة "دوفدوفان" للقيام بعمليات مُعقدة، عمليات مُستعربين، في داخل المناطق الفلسطينية، وتم تشكيل وحدة "إيجوز" كوحدة متخصصة للقتال في جنوب لبنان ضد حزب الله، وأقيمت وحدة "ماغلن" من أجل تدمير أهداف هامة في عمق أراضي العدو، وأقيمت في السنوات الأخيرة وحدة "ريمون" لمواجهة الإرهاب من جهة الحدود المصرية. والهدف من هذا الإجراء هو ليس تشكيل المزيد من الوحدات الجديدة، بل تركيز كل وحدات النخبة البرية تحت قيادة واحدة رئيسية، مثل كتيبة "رينجرز" التابعة لجيش الولايات المُتحدة. يهدف هذا إلى أن يكون تدريب وتأهيل هذه الوحدات شبيهين وتحت منطق عمليات شبيه، حيث أنه عند الحاجة يمكن لهذه الوحدات التعاون بشكل أفضل والعمل ضد العدو. ولعل أحد الأسباب وراء تشكيل هذه الكتيبة هو التهديدات الجديدة التي تواجهها إسرائيل على حدودها، ولاسيما تعاظم قوة تنظيم "داعش"، سواء كان في الحدود الشمالية مع سوريا، أو في الجنوب، في سيناء، قريباً من الحدود بين إسرائيل ومصر وداخل قطاع غزة. سيتم تدريب الوحدات، على الأغلب، على القيام بـعمليات سرية في عمق أراضي العدو، والتي من شأنها أن تساعد إسرائيل على مواجهة العمليات الإرهابية ومواجهة التهديدات دون الوصول إلى حالة القتال وجهًا لوجه. أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فقد أشارت إلى تعاوُن استثنائي بين إسرائيل وتركيا أدى إلى إعادة شاب إسرائيلي خطّط للانضمام إلى قوات "داعش" في سوريا. عاد الشاب صباح 1/9/2015 إلى إسرائيل. وذلك بعد أن تلقّت وزارة الخارجية طلباً من أسرة إسرائيلية قالت إنّ ابنها سافر جوّاً إلى جزيرة كريت في طريقه إلى سوريا. واتضح لاحقاً أنّ الشاب الإسرائيلي قد سافر جوّاً من كريت إلى إزمير في تركيا وأكمل الطريق من هناك إلى أضنة. بعد ذلك استمر إلى مدينة الإسكندرونة، الواقعة قرب الحدود مع سوريا. وقد عملت وزارة الخارجية بالتعاون مع الإنتربول من خلال السفارة في أنقرة والقنصلية في إسطنبول لتحديد مكان المواطِن الإسرائيلي وإعادته. وبمساعدة السلطات التركية نجحت شرطة الإسكندرون في تحديد مكان الشاب الإسرائيلي وإعادته إلى أبناء أسرته الذين ذهبوا إلى المكان. وقالت مديرة قسم الإسرائيليين في الخارج في وزارة الخارجية: "هي حادثة معقّدة ومقلقة، ولكن بمساعدة العمل الدبلوماسي للممثّلين الإسرائيليين في تركيا وحسن النية لدى السلطات التركية، كانت نهاية سعيدة لهذه القضية". دعم رفاق السلاح مقابل الحملة الصارمة التي شنتها إسرائيل ضد فلسطينيي1948 الذين يشكلون أكثر من 20% من سكان إسرائيل، على خلفية تجند نفر ضئيل منهم في القتال مع "داعش". سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على امرأة كندية المولد هاجرت إلى إسرائيل وخدمت في الجيش انضمت إلى المسلحين الأكراد الذين يقاتلون الدولة الإسلامية في شمال سوريا. ولم تتم الإشارة إلى إمكانية أن تواجه محاكمة لدى عودتها إلى إسرائيل. وقد قالت المواطنة الإسرائيلية التي عرفها الراديو على أنها تبلغ 31 عاماً ومن سكان تل أبيب أنها اتصلت بالمقاتلين الأكراد عبر الإنترنت قبل أن تسافر عن طريق العراق لتلقي التدريب في أحد معسكراتهم على الحدود السورية. وعملياً، عادت الشابة الإسرائيلية التي قاتلت ضد "داعش" وسردها للأخبار عن الحرب في سوريان وتدعى جيل روزنبرغ، التي قالت في مقابلة خاصة لها مع مُراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، روعي كايس، إنها ذهبت إلى سوريا لأنها لم تستطع أن تبقى مكتوفة اليدين في ظل الأحداث المروعة التي تُسببها الحرب هناك. ووفقاً لكلامها، كان الوصول إلى مناطق النزاع سهلاً للغاية، بينما تمت كل عمليات التنسيق مع القوات الكُردية، من خلال الفايسبوك. "سافرتُ إلى الأردن ومن هناك إلى أربيل في العراق"، قالت، "ومن هناك قمت بالتواصل مع عدة مُتطوعين غربيين، من خلال الفايسبوك، وهم أرسلوا شخصًا للقائي". قالت إنها كانت في الشتاء في سوريا ومن ثم انتقلت إلى العراق، بينما أحيانًا كان يحدث تبادل عنيف لإطلاق النار وأحيانًا كانت مهمتها حماية خط ما. ولم تُخفي يهوديتها عن قادتها، ولكنها أبقت ذلك سراً عن المُقاتلين الآخرين وذلك بتوصية من القادة. وتحدثت جيل عن الحرب في سوريا قائلة إنه كان من الصعب رؤية الأزمة الإنسانية هناك. "إنها دولة في حرب. هناك ثلاثة ملايين لاجئ في كل المناطق، غالبيتهم من النساء والأطفال. الوضع الإنساني هناك مأساوي جداً. نرى هناك بوضوح تأثير الحرب والمواطنين الذين يُعانون ومن المؤلم رؤيتهم في تلك الأوضاع. ووفقًا لكلامها، لم يكن قرار العودة إلى إسرائيل سهلاً. "كان قراراً صعباً، قرار ترك رفاق السلاح"، كما قالت، "ولكن أشياء كثيرة في ديناميكيات الحرب قد تغيّرت". وأضافت جيل في المُقابلة بأنها تؤمن بأن مقولة "لا يجب أن يحدث ذلك بعد" هي مقولة صحيحة وتنطبق على كل البشر. "اعتدنا نحن اليهود أن نقول إن الكارثة (الهولوكوست) لا يجب أن تعود أبداً، ولكن، بالنسبة لي أقول إن ذلك لا يجب أن يحدث ثانية ليس فقط لليهود بل لكل البشر". وتشير رزمة الإجراءات الإسرائيلية والسعي للإيحاء بوجود "داعشي" داخل إسرائيل هو مواجهة فلسطينيي 1948 والتحريض ضدهم لدفعهم نحو الرضوخ لمتطلبات الإستراتيجية الصهيونية العليا. |
||||||