|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات عشبُ الروح تَمرُّ عُشْباً على الرُّوحِ أسألُ: كيف التصقتَ بذاكَ التُّرابِ وقاومتَ... كيف اشتعلتَ دماً في الحرابِ!!؟ وكيف مددتَ الجُذورَ عميقاً من السَّفْحِ حتّى انكسارِ الهضابِ.. على راحتيكَ!!؟ وإنَّا.. وقد وزَّعتنا دروبُ المنافي غياباً مشى عاثراً في غيابِ.. لنحلمَ أن يرتقي العُشْبُ فينا من القاعِ حتَّى تُخوم السَّحابِ. أولُ المدى.. وآخرُه يُعيدونَ رَسْمَ الصَّباحِ، وَرَسْمَ الرِّياحِ، وَرَسْمَ القصيدة دماً بعثرتهُ المنايا على جبهتينِ، على غربتينِ، صهيلاً يَشُقُّ الدُّروبَ إلى الصُّبْحِ.....، زيتونةً في الهضابِ.... عنيدةْ.. يُعيدونَ رَسْمَ الدُّروبِ التي خَلَّفوها.. وما بين جُرْحٍ وجُرْحٍ دَمٌ لا يَمُرُّ سِواهُ إلى أَوَّلِ الحُلْمِ صوب البطاحِ.. وأَوَّلُ هذا المدى كفُّ طفلٍ تُعيدُ كتابةَ هذا الصَّباحِ على شُرفةٍ في جُنونِ الرِّياحِ.. وآخِرُ هذا المدى تمتماتٌ تُثيرُ بُكاءَ النَّدىَ في الأقاحي. شيخوخة تأمل وجهه.. قمصانَهُ.. كتباً على رفٍّ قديمٍ من خشَبْ.. تصاويراً لجدته تقول: وكان يا ما كانْ.. وأشياءً بلا دفءٍ ولا ألوانْ.. تلمّس بعضَها.. سَقَطَتْ.. تفَحّصَ وجهَهُ مراتٍ فأدركَ حالَهُ ثم انتحبْ. أبواب هذه الرّيح آوتني في جنونها فاقتربتُ مِنْ حنيني!.. كنت أفتش عن أبواب نسيت أسماءها عن أسماء تولد للتّو.... عمَّنْ قرأ سور أسوارها فبناها، ثم أعطاها أسماءها!.. قلتُ للهزارِ الذي نام طويلاً في اسمي، اخرجْ إلى بابِ الفرحِ، ودلّني على جهاتي!.. لست أدري كيف طار إلى شجنٍ فرأى الباب مفتوحاً؛ دَلَفَ إلى نبضِ القلبِ ثم عادَ يسوق أوجاعَي ودَرَجَ إلى باب الأمان.. فلم يجد أماناً.. ولم يجد باباً.. ولا اسماً!!؟ هل لهذا الوَجعِ باب؟!.. مَنْ يُغْلقه إذاً؟!.. قلتُ: هذه الريح حصاني وهذه أدعيتي أطلقْتُها لتختَارَ سماءً أو لتختارَ أرضاً.. وأرضى بغُصّتِها.. أرضى بعذابٍ يأخذني إلى جوقة المواجعِ.. إلى خيل تحمحمُ! أختارُ مقبرتي.. أختارُ نجمةَ الرمّقِ الأخير وأدقُّ...... أدقُّ. لا تقل لا تقل كل يومٍ سأطلق للأمنياتِ هواها.. وللقلبِ نبضاته الخابياتْ.. فجرار نميركَ خاويةٌ.. والعناكبُ تنسج فيها المماتْ.. لا تقل في الصباحِ ستوقِظُني الزغرداتُ وتمنحني بلسم الجرحِ والبسماتْ.. فلياليكَ مترعةٌ بالجراحِ، ودربُكَ من حجرٍ لا يريك الجهاتْ. موقف لي نجمةٌ في الروحِ.. لي في الحلمِ مملكةٌ.. ولي في الأرضِ أُغنيةٌ وأُفْقٌ واسعٌ أخضرُ.. فإن دارتْ عليَّ الأرضُ، وانسدَّتْ منافذُها.. أضمُّ العينَ.. أجمع ما تبقى من حنان الآس، والأطياف، والعنبرْ. الغيمة مرت الغيمةُ فوق السنبلةْ.. خجلاً.. قالت مياهُ الغيمةِ المستعجلةْ: "كم من البور العطاش والعيون الحائرةْ.. ترقُب الآن هطول الزوبعةْ؟!!. البحر للبحرِ، طبع لن تغيِّرَهْ الشواطئُ لن يعاشرَ، عمقَهُ، إلاّ مدارهْ... منذ اصطفاني البحرُ، أرَّقَني، وعلمَّني بأن بداية الأشياءِ، لا تهوى كما البحر العميقْ.. ولا تهادنْ مرّةً ومغالق الأشياءِ، كالقيعانِ، موصدةَ وزينتها الغريقْ.. قد يستوي في موجِهِ زبدٌ يدورُ.. ونورسٌ حِلو يفتشُ عن وديعتهِ وما يسعى لهُ ليس احتمالاً أن يكونَ البحرُ غير البحر، أمسِ تيمَّم القلبُ، ازدهى صلَّى على أعتابه، واختارَ شاطئه، طريقْ.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي تاجُ الملوك الأيوبي ـ دأبُ الدهرِ لئن كان دأبُ الدهرِ تشــتيتَ شملِنا فمـا زال فرطُ الحزنِ بعدهُمُ دابي قضى فانقَضى ما كان ممّــن أُحبُّهُ ولـم تنقضِ أوطـارُ قلبي وآرابي فمـــــا ينتهي حُزني وصبوتي إليه ولا يفنى به فــرطُ أوصابي ولســـتُ براجٍ منه ما عشتُ أوبةً وهل أوبَةٌ بعـــد الفراق لغُيّابِ وكيف أُرجِّـــــي قُربَه ولقاءَه وقد قَطعت منه المنيَّةُ أســـبابي عامر العدواني ـ سهامُ المنايا أَرى الدَهرَ سَـيفاً قاطِعاً كُلَّ ساعَةٍ يُقَدِّمُ مِنّا ماجِـداً بَعدَ ماجِــدِ وَأَنَّ المَنايا قَد تَريشُ سِـــهامَها عَلى كُلِّ مَولودٍ صَغيرٍ وَوالِـدِ وَكُلُّ بَني أُمِّ سَيُمســــونَ لَيلَةً وَلَم يَبقَ مِن أَعيانِهِم غَيرُ واحِدِ إبراهيم الرياحي ـ يدُ المنون الموتُ كَمْ فَجَــع الورى وثباتُه إن لم يَثِبْ فَبِمَرْصَدٍ سـَطَواتُه كيف اغترارُك بالحياةِ وحَبْلُهَـا بيد المنون مدى الدّهور بَتاتُه أوَليس في درْج القرون مواعظٌ وشـتاتُ شَمْلٍ ما يَقرُّ شــتاتُهُ وكفى بموت العالمين مُنَبِّهــاً ينهـى فتى نبضت به عَزَماتُهُ فَتَزَوَّدِ التّقــوى وأيّةُ خِلَّــةٍ يسـعى لها مَنْ قد أُريدَ نجاتُهُ إبن القيسراني ـ الحياء لا يَغُـــرَّنَّكَ بالسّـــيف المَضاءُ فالظُّبا مــا نظرت مـــنه الظِّباءُ حَــدَقٌ صِحّتهـــا عِلّتهــــا ربّمـــا كان مـن الـدّاءِ الـدّواءُ مُرْهَفاتُ الحَـــدّ أَمهــاها المها وقضاهــا للمـحـبّين الــقضاءُ خَــــلِّ مـــا بينَ دُماها ودَمي فعلـــى تلك الدُّمى تجري الدِّماءُ يا نديمــيَّ وكأْســـي وَجْــنَةٌ ضرَّجتهـــا باللِّحـــاظ الرُّقباء لا تَظُنّ الوردَ ما يَسْـــقي الحَـيا إِنمــا الوَردُ الذي يســقي الحياءُ ابن رشيق القيرواني الأزدي ـ بالمقلوب أَشْـــقَى لِـعَـقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً أَوْ أَنْ يَرَى فيكَ الْـوَرَى تَهْــذيبا ما دُمْتَ مُسْــــتَوِياً فَفِعْلُكَ كُلُّهُ عِوَجٌ وإِن أَخْــطَأْتَ كُنْتَ مُصيبَا كالنَّقْشِ لَيْسَ يَصِحُّ مَعْنَى خَتْمِــهِ حَــتَّى يَكُونَ بِناؤُهُ مَقْلُــــوبا محمود سامي البارودي ـ طلبُ الوُدّ إذا أنتَ أعطتكَ المقاديرُ حكمَهــا فأضيعُ شـــيءٍ ما تقولُ العواذلُ وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ أَنْ يَعِيشَ مُحَسَّــداً تَنَـازَعُ فِيهِ النَّاجِــذَيْنِ اْلأَنَامِـلُ لَعَمْرُكَ مَـــا الأَخْلاَقُ إِلاَّ مَوَاهِبٌ مقسَّــمةٌ بينَ الورى، وفـواضلُ وَما الناسُ إلاَّ كادحـــانِ: فعالمٌ يســيرُ على قصدٍ، وَآخرُ جاهلُ فذو العلمِ مأخوذٌ بأســـبابِ علمهِ وَذُو الْجَهْلِ مَقْطُوعُ الْقَرِينَةِ جَـافِلُ فلا تطلــِبَنْ في الناسِ مثقالَ ذرة ٍ مِنَ الْوُدِّ؛ أُمُّ الْـوُدِّ فِي النَّاسِ هابِلُ منَ العارِ أن يرضى الفتى غيرَ طبعهِ وَأَنْ يَصْحَبَ الإِنْسَانُ مَنْ لاَ يُشَاكِلُ
|
||||