|
|||||||
|
كان للهجرات دور هام جداً في رسم تأريخ البشرية وفي صنع التغييرات الكبرى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لا يقل عن أهمية دور العامل الرئيسي الآخر المسؤول عن حدوث التغييرات التاريخية أي الحروب. ومن الهجرات الجماعية المؤثرة في تاريخ البشرية ومنها هجرة اليهود من مصر إلى فلسطين مع النبي موسى(ع) وهي المعروفة توراتيا وتاريخياً بالخروج (Exodus).. ومن الهجرات التاريخية المؤثرة هجرة (الآريين) من القارة الأوروبية إلى آسيا (أفغانستان والهند وإيران). وهناك هجرة العرب من شبه الجزيرة العربية وانتشارهم في منطقة الهلال الخصيب (العراق والشام) ومصر والسودان وشمال أفريقيا. ومن الهجرات التاريخية المهمة أيضاً، هجرة الأتراك من موطنهم الأصلي في آسيا الوسطى وانتشارهم في مناطق الأناضول وبلاد بيزنطة وتأسيسهم للإمبراطورية العثمانية التي حكمت لزمن طويل أجزاءً شاسعة من آسيا وأوروبا وأفريقيا. وفي التاريخ غير البعيد هنالك هجرة الأوروبيين (الانكليز والفرنسيين بصورة خاصة) إلى القارة الأمريكية الشمالية. أما القارة الأمريكية الجنوبية وما يسمى أمريكا الوسطى فكانت محط رحال المهاجرين من اسبانيا ومن البرتغال. وتركت بعض الهجرات الفردية المميزة علامات واضحة على صفحات التاريخ وأهمها هجرات الأنبياء: هجرة نوح(ع) وهجرة إبراهيم(ع) وهجرة يعقوب (ع) وهجرة موسى(ع) وهجرة خاتم الأنبياء محمد(ص). أنماط الهجرة البشرية وتعد الهجرة خاصية إنسانية سكانية تتمثل في الانتقال من مكان إلى آخر إما بحثاً عن حياة أفضل أو هروباً من وضع سيئ. هذه الخاصية الديموغرافية المتمثلة في حق التنقل تم الاعتراف بها عالميا ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتنقسم أنماط الهجرة البشرية إلى الأنواع التالية من الهجرات التي يتحكم بها مركب "الطرد (من الأوطان الأصلية) والجذب (من البلدان المضيفة أي دول المهجر): هجرات مؤقتة لأفراد أو جماعات، نموذجها الأبرز حركة انتقال العمالة على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية تحت ضغط العوامل الاقتصادية أساساً. هجرات إجبارية تنجم عن حالات انعدام إرادة المهاجرين في تقرير البقاء في الموطن الأصلي, وأسبابها: انعدام القدرة على التعامل مع القوى الطبيعية أو الحروب أو عوامل سياسية واقتصادية , ومن أمثلتها البارزة حالات اللاجئين والمنفيين وتجارة الرقيق. أي أن هذه الهجرة القسرية هي عملية منظمة تهدف إلى تهجير وطرد جماعة محددة من البشر تحقيقاً لأغراض استعمارية سياسية واقتصادية وإيديولوجية ودينية في النموذج الإسرائيلي. الهجرات الاستيطانية ويكون هدفها الرئيسي "تغيير الموطن الأصلي الاستقرار بشكل دائم نسبياً في موطن آخر جديد" ويقوم بهذا النمط من الهجرة أفراد أو جماعات بشكل إجباري أو اختياري, وهذا ما تعبِّر عنه الهجرات اليهودية إلى فلسطين منذ العام 1882 وحتى وقتنا الراهن. أما الهجرة المعاكسة فتعني "عودة المهاجرين مرة ثانية إلى دولة الأصل وربما غيرها من الدول. ويتم ذلك عادة بعد تحقيق الأهداف التي دفعت إلى الهجرة أو الحوافز التي أدت إليها وهي في الغالب ذات طبيعة اقتصادية اجتماعية, وربما نظراً للإخفاق في تحقيق هذه الأهداف في بعض الحالات, أو بعد انقضاء الظروف السياسية في الغالب التي فرضت الهجرة الأولى من دولة الأصل". وهناك ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تعود إلى بدايات تسعينيات القرن العشرين، في وقت متزامن تقريباً مع تفكك الاتحاد السوفييتي. والتي أصبحت إحدى المشاكل المزمنة التي تؤرق العالم بكامله. وحسب تقرير هجرات العالم لعام 2010 الذي أصدرته منظمة الهجرة الدولية فإن عدد المهاجرين الدوليين حول العالم قدر بـ214 مليون لـ2010. وإذا تابع الرقم نموه بنفس المعدل الذي نما به خلال آخر 20 عاماً فإنه سيَصل إلى 405 ملايين بحلول عام 2050. ووفق إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين التي تأسست في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتعمل المفوضية في 123 بلداً. بلغ عدد اللاجئين المشمولين برعاية المفوضية 10.4 مليون شخص في بداية العام 2012. بالإضافة إلى ذلك، ثمة 4.8 مليون لاجئ من المسجلين والموزعين على حوالي 60 مخيم في منطقة الشرق الأوسط حيث ترعاهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي أنشئت في العام 1949. الترانسفير المتواصل يُعَدُّ الصراع العربي- الصهيوني بمستوياته وأشكاله المختلفة ومنها الصراع العربي- الإسرائيلي، وتداعياته الإقليمية والدولية، الصراع الرئيس في الشرق الأوسط، الذي ارتبطت به مباشرة أو مداورة رزمة صراعات ونزاعات وحروب إقليمية ومحلية وأهلية ومذهبية. ونجم عن الصراع العربي- الصهيوني ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومشكلة النازحين السوريين، بينما نجمت عن الصراعات والحروب الأخرى مشكلة اللاجئين العراقيين ومشكلة المهجرين اللبنانيين ومشكلات أخرى مثل: ترييف المدن وهجرة العقول والكفاءات. اللاجئون الفلسطينيون تعد قضية اللاجئين الفلسطينيين إحدى نقاط الارتكاز الجوهرية في الصراع العربي - الإسرائيلي، وهي قضية سياسية بالأساس، ولكنها تحمل أبعادا إنسانية لا يمكن التغاضي عنها أو حتى إغفالها، وهي القضية نفسها التي تحاول إسرائيل جاهدة التملص منها، والالتفاف علي الحق الطبيعي والقانوني للفلسطينيين الخاص بالعودة إلى موطنهم الأصلي. حيث تعتمد إسرائيل علي مقررات اتفاقية أوسلو 1993 التي أحالت القضايا الرئيسية في الصراع، ومنها قضية اللاجئين، إلى مفاوضات الحل النهائي. وما بين أوسلو ومفاوضات الحل النهائي المزمعة، تعرضت القضية لمحاولات "تفكيك" حركتها إسرائيل من وراء الستار، مستخدمة استراتيجيات عدة، ينصب معظمها في تشجيع هيئات ومنظمات غير حكومية ممولة دولياً علي تمثيل اللاجئين الفلسطينيين، والتحدث باسمهم في أماكن تواجدهم عن طريق توسيع نطاق مشروعات "المجتمع المدني"، مثل مشروع "كفيتاس" الممول أوروبيا، ويهدف إلى خلق مؤسسات وهياكل مدنية للاجئين والجاليات الفلسطينية في بلاد اللجوء والاغتراب. وهو ما يعني تكوين أطر سياسية جديدة بين الفلسطينيين في الخارج، تعتمد علي مجموعة من الآليات المستحدثة التي تدفع فلسطينيي الشتات إلى التخلي التدريجي عن حق العودة، وقبول مشروعات التوطين بالخارج. وكذلك مشروع "بانوراما" لتوطين اللاجئين الفلسطينيين الممول من جانب كندا، ناهيك عن الوثائق الدولية، التي تبنت معظمها وجهة النظر الإسرائيلية تجاه القضية نفسها، كوثيقة جنيف، وتقرير ميتشيل وغيرهما. وقد انتشر اللاجئون والنازحون الفلسطينيون- حسب بيان أصدره في 20 يونيو 2009، الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، داخل وخارج فلسطين الانتدابية على النحو التالي: - في الضفة الغربية نحو 16.3% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين بالوكالة الدولية لغوث اللاجئين (الأنروا)، بينما شكل نظراؤهم في قطاع غزة نحو 23%. - في الأردن نحو 41.8% من نسبة اللاجئين، أي ما يفوق 1.880.740 لاجئاً، يقيم نحو 17.3% منهم في مخيمات. - في سوريا ما نسبته 9.9% من اللاجئين، أي ما يفوق 446.925 لاجئاً، يقيم نحو 27.1% منهم في مخيمات. - في لبنان نحو 9.0% ، أي ما يفوق 411.005 لاجئين، يقيم نحو 52% منهم في مخيمات. - في مصر ما يفوق 42974 لاجئا. - في السعودية ما يفوق 91778 لاجئا. - في الكويت ما يفوق 36499 لاجئا. - في باقي دول الخليح العربي ما يفوق 112116 لاجئا. - في العراق وليبيا ما يفوق 78884 لاجئا. - وفي الدول العربية الأخرى ما يفوق 5887 لاجئا. - تضم أمريكا الشمالية والجنوبية ما يفوق 183.767 لاجئا. - وفي باقي دول العالم هناك نحو 234.008 لاجئين. وثمة مخاوف من أن يؤدي انتشار اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية والأوروبية منذ عقود طويلة إلى فقدان الأمل من إمكانية العودة، يقابله نمو لمفاهيم التعاطي مستقبلاً مع فكرة التوطين الجديدة التي تستهدف إعادة تشتيت اللاجئين الفلسطينيين، ليس خارج فلسطين إلى الدول العربية الأخرى فقط، بل إلى كافة أنحاء العالم. النازحون السوريون يطلق وصف نازح في سورية على كافة سكان الجولان الذين هجروا من الجولان في 1967. وهم يسكنون في دمشق وضواحيها وريفها. وتنتشر غالبيتهم في تجمعات بنيت على عجل وبشكل عشوائي عقب التهجير. وفي العام 2010 بلغ عدد النازحين 410 آلاف شخص موزعين على المحافظات السورية بينهم 30 ألفاً في: مخيم الوافدين قرب العاصمة، ومخيم جرمانا والحجر الأسود ودرعا. إضافة إلى نحو 60 ألفاً في القرى التي أعيد بناؤها في القسم المحرر بعد حربي 1967 و1973. ويبلغ عدد أهالي القنيطرة 150 ألفاً. ولا يزال يعيش في القنيطرة المدمرة نحو 35 شخصا فقط. مازالت قضية النازحين السوريين من أبناء الجولان وعددهم اليوم يقارب النصف مليون سوري، على الرغم من تقادم الأحداث وتسارعها قضية منسية في عبق الذاكرة, إلا أنها ما زالت حلم أولئك الذين ولدوا وكبروا في التجمعات المكتظة التي تحوي عائلات جولانية من أصول مختلفة بيئياً، واجتماعياً (مدنية وفلاحية وبدوية), ويعتقد أن موضوع النازحين من أبناء الجولان هو موضوع مفصلي في الصراع السوري- الإسرائيلي، وعلى مدار أربعين عاماً كان هناك غياب مطلق لقضية النزوح والتهجير القسري من الجولان. ويلاحظ أنه في كل ما يُكتب عن الجولان في الصحافة الغربية والإسرائيلية، وأحياناً العربية، يُعرّف الجولانيون بانتمائهم الطائفي، بدلاً من انتمائهم الوطني أو القومي، فالمصطلح الشائع هو "دروز الجولان"، كأنهم ليسوا سوريين أو عرباً، وهو الانطباع الذي يتولّد في ذهنية قارئ لا يعرف الكثير عن المنطقة وتركيبتها السكانية. إضافة إلى ذلك، بات كثر يعتقدون أن جميع أهل الجولان هم من العرب الدروز، بينما الحقيقة هي غير ذلك. تنتمي الغالبيـة العظمى من سـكان الجولان إلى القبائل القادمة من شبه الجـزيرة العربية. فقبائل غَسَّان، والأُزْد، ولَخَم، جاءت من اليمن، واستقرت في الجولان قبل الإسلام بقرون. أما قبائل طَيّ فقد استوطنت في الجولان بعد الإسلام. وقبيلة الفَضْل، وهي كبرى القبائل العربية، تقيم الآن في القسم الشمالي الغربي من الجولان..وترجع بأصولها إلى الفضل بن عبّاس أحد أبناء عم الرسول محمد(ص). ومع تتالي العهود الحاكمة منذ الفتح الإسلامي، استقرت في الجولان أقليات، مثل: الشركس الذين بلغ عددهم في الجولان عام 1967 ما مجموعه 16 ألف نسمة. أما الدروز الذين يقدر عدهم بـ18500 نسمة. يقيمون قي قرى: مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية. بعد قرار ضم الجولان في 1981 رفضت غالبية الدروز حمل الهوية الإسرائيلية وأعلنوا إضراباً عاماً, وصدر تحريم من مشايخ الدروز يرفض الجنسية الإسرائيلية. وهناك الداغستان، وتعيش في الجولان أقليات صغيرة، أثنية أو دينية أو طائفية، ويراوح حجم كل منها ما بين 500 و 1000 نسمة. وهذه الأقليات هي: الأرمن، العلويون، الأكراد، والزنوج. كما يلحظ وجود أعداد متناثرة من مجموعات الغجر الرحل الذين يدعون بـ"القرباط ". اللاجئون العراقيون وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان يوجد نحو مليوني لاجئ عراقي في البلدان المجاورة، خصوصاً في سوريا، والأردن الذي يستضيف نحو 500 ألف عراقي، ومصر وبها نحو150 ألفاً، وتركيا وبها نحو 120 ألفاً، و250 ألفاً في اليمن، ودول الخليج وبها نحو 50 ألفاً، بالإضافة إلى لبنان وتركيا وإيران. وأوصت المفوضية بإعادة توطين 82.500 لاجئ عراقي من الشرق الأوسط في بلد ثالث، كما تؤكد المفوضية وجود نحو 2.8 مليون نازح داخل العراق، نتيجة استمرار تردي الوضع الأمني. واستقبلت الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2010 أعداداً كبيرة من العراقيين، واضعة شروطا محددة تحت بند "أشد الناس عرضة للخطر"، متحملة بذلك جزءا من مسؤوليتها، حيث شرد العدوان الأمريكي على العراق ما يقارب 4 ملايين عراقي. ولم يشهد برنامج العودة الطوعية للعراق الذي أعلنته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بدءا من عام 2009 ، إقبالاً من اللاجئين العراقيين، حيث لم يسجل سوى عودة 300 أسرة عراقية من سوريا إلى موطنها الأصلي. فلا يزال العراق- من وجهة نظر لاجئيه- مكاناً غير آمن للعودة. اللاجئون السودانيون شكل اللاجئون السودانيون في مصر أكبر مجموعة من اللاجئين من أصل واحد، حيث وصل عددهم المسجل رسميا لدي مفوضية شئون اللاجئين حتى سبتمبر 2009 إلى 22689 لاجئا، نحو 35% منهم من جنوب السودان. ويقيم معظمهم في إحدى المناطق العشوائية، التي تقع علي طريق القاهرة - السويس. ويتسلل بعض اللاجئين السودانيين إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية، إما بدعوى الخطر الذي يهدد حياتهم في وطنهم، أو البحث عن فرص للعمل. ووفق بعض التقديرات، يبلغ عدد السودانيين الموجودين في إسرائيل نحو 6000 شخص، معظمهم من إقليم دارفور. وفي اتجاه معاكس، أعلن بيتر ديكليرك، مفوض شئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، أن نحو 2.5 مليون نازح سوداني عادوا إلى ديارهم في جنوب السودان بعد قضاء سنوات في معسكرات اللجوء في كل من كينيا، وأوغندا، والكونغو، من خلال برنامج العودة الذي نظمته المفوضية، واعتبرته مؤشراً قوياً علي نجاح اتفاق السلام. وعلى العكس من التقارير التي تشير إلى أن السودان من أكبر دول العالم تصديراً للنازحين، أكد بيتر أن السودان أيضاً أكبر دول العالم استقبالاً للاجئين، حيث يؤوي نحو 181 ألف لاجئ في أرضه، معظمهم من شرق أفريقيا، خاصة دولتي إثيوبيا وإريتريا. ويستقبل السودان - بحسب التقرير شهرياً- نحو 1800 لاجئ تعاني مناطقهم من فقر في التربة، ونقص في الغذاء، وجفاف ومجاعة، وعدم توافر الرعاية الصحية، ومياه الشرب، والتعليم، وارتفاع معدلات البطالة. اللاجئون الصوماليون وصل عدد اللاجئين الصوماليين المسجلين رسميا لدي مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مصر حتى شهر سبتمبر 2009 إلى 6.108 لاجئين، ومثلوا 12% من اللاجئين الموجودين علي الأراضي المصرية. وتقول المفوضية إن معظم الصوماليين الذين يصلون إلى الأراضي المصرية يتمتعون بالحصول بشكل تلقائي علي صفة اللجوء. - أما في اليمن، فقد وصل عدد اللاجئين الصوماليين حتى أغسطس 2009 إلى نحو 700 ألف لاجئ مسجل، منهم رسميا نحو 150 ألف لاجئ، وهو ما يفوق إمكانيات وقدرة اليمن التي تعاني من مشكلات سياسية جمة علي استيعاب مشكلة بهذا الحجم. النازحون اليمنيون أسفرت الحرب في صعدة بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية، والتي اندلعت منذ عام 2004 وازدادت صداما وعنفا مسلحا من الطرفين خلال عام 2009، عن نزوج ما لا يقل عن 100 ألف يمني من المديريات التابعة لمحافظة صعدة، هرباً من المواجهات المسلحة مع الحوثيين، وأقام معظمهم في مخيم المزراق للنازحين بشمال اليمن. وقد سجلت منظمة الصحة العالمية حالة ترد صحي شديدة يعاني منها النازحون إلى المخيم، خاصة حالات سوء التغذية. اللاجئون الصحراويون هم ضحايا قضية إقليم الصحراء التي بدأت عام 1975، بعد إنهاء وجود الاحتلال الإسباني لما عرف باسم الساقية الحمراء ولاحقاً الجمهورية الصحراوية، اتخذت شكل صراع مسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة. وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم وفقاً للوائح الأمم المتحدة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد سيطرة المغرب عليه. ويقيم اللاجئون الصحراويون في مخيّمات في تندوف جنوب غرب الجزائر. وتدير جبهة البوليساريو، بموافقة الجزائر، هذه المخيمات التي تعيش من المساعدات الدولية. ودعت جبهة البوليساريو إلى "ضمان حق سكان المخيمات غير المقيد في حرية التنقل، واتخاذ تدابير استباقية حتى يتسنى لجميع سكان المخيم أن يعرفوا أنهم أحرار في مغادرة المخيمات، بما في ذلك، إذا رغبوا، الاستقرار في الصحراء الغربية الخاضعة لسيطرة المغرب. خارطة الشتات السوري حظيت قضية هجرة السوريين باهتمام دولي إعلامي وسياسي كبيرين، كان مشفوعاً بالتركيز على التداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهجرتهم على البلدان المضيفة وعلى نحو خاص بلدان الاتحاد الأوروبي. وتجاهلت التقارير والتحليلات والإجراءات المتعلقة بهذه القضية رزمة الأسباب والدوافع المكونة لهذه القضية المرتبطة بدورها بقضايا مشابهة كقضية اللاجئين الفلسطينيين. فضلاً عن التعمية على حقيقة مفادها أن الصراعات في الشرق الأوسط كانت منذ قرن ونيف من الزمن وحتى الوقت الحالي هي الدفيئة الرئيسة وخزان تحويل ضحايا تلك الصراعات إلى: لاجئين ونازحين ومهاجرين ومهجرين ومغتربين ومنفيين ومشردين. وتعود بدايات هجرة السوريين إلى العام 1820 بعد الأزمات الاقتصادية التي تعرضت لها بلاد الشام أثناء الحكم العثماني، وكان من أوائل أول المهاجرين المسيحيين والدروز واتجهوا إلى أمريكا الجنوبية والدول العربية واستقروا هناك واندمجوا مع المجتمع المهاجر، وفي عام 1900 هاجرت مجموعات أخرى من المسلمين والمسيحيين إلى أمريكا الجنوبية وأوروبا. وقد أسفرت هجرات السوريين المتلاحقة أفراداً وجماعات إلى انتشار كبير للجاليات السورية في عدد من بلدان العالم وتغيرات في التركيبة الديموغرافية السورية. حيث يقدر عدد السوريين (ومن له أصول سورية) المقيمين في الدول العربية (ما عدا سوريا ولبنان) ما يقارب 2.750.000 سوري، كما يقدر عدد السوريين (ومن له أصول سورية) المقيمين في الدول الأوروبية ما يقارب 5000.000 سوري. وينقسم السوريون في أمريكا الشمالية (كندا والولايات المتحدة) إلى قسمين : يضم القسم الأول الذين تجنسوا بالجنسيات الأمريكية وانصهروا في المجتمع الأمريكي ، وفقدوا الهوية السورية ، وهؤلاء يقدر عددهم بـ8000.000 شخص ، كما يقدر عدد السوريين الذيم ما زالوا متمسكين بجنسيتهم ومحافظين على اصولهم بنحو 4000.000 سوري. وفي أمريكا الجنوبية يقدر عدد السوريين الفاقدين لهويتهم وجنسيتهم والذين ذابوا في المجتمع الأمريكي ما يقارب 19.000.000 نسمة، بينما الذين ما زالوا محتفظين بأصولهم السورية وجنسيتهم يبلغ عددهم 11.000.000 سوري ، والسبب في هذا الاختلاف يرجع للهجرات القادمة منذ عام 1820. وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن عدد السوريين الموجودين في العالم ككل يبلغ 73.000.000 فرد ، منهم الذين فقدوا هويتهم السورية (المنصهرين) ويقارب 35.000.000، أما عدد السوريين ممن يحملون الجنسية السورية فيبلغ نحو 38.000.000 سوري، 21.000.000 منهم كانوا يعيشون في سوريا حتى النصف الأول من العام 2011، والباقون موزعين في أقطار العالم.
|
||||||