سماحة آية الله السيد أحمد خاتمي والوفد المرافق يزورون التجمع

 

السنة الرابعة عشر ـ العدد 165 ـ (ذو القعدة - ذو الحجة 1436 هـ) أيلول ـ 2015 م)

نشاطات آب 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

قام عضو هيئة الرئاسة في مجلس الخبراء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإمام جمعة طهران آية الله السيد أحمد خاتمي مع وفد مرافق له بزيارة تجمع العلماء المسلمين حيث كان في استقباله أعضاء المجلس المركزي.

وقد ألقى بهذه المناسبة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله الكلمة التالية:

"سماحة آية الله السيد أحمد خاتمي.. الوفد المرافق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تشرفنا في تجمع العلماء المسلمين باللقاء بكم ونحن الذين نستأنس بالسماع إلى خطبكم المشهورة في جمعة طهران وفي أماكن أخرى، ونحن نأنس عندما يأتينا الوافد من الجمهورية الإسلامية من الذين يحملون بين جنباتهم روح الإمام الخميني وفكر الإمام الخميني وتلك الروحية التي بعثت في الأمة من جديد الإسلام، فإن كل ما بعد الثورة الإسلامية في إيران من الخير كان بسبب الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل ما بعد ثورة الإمام الخميني من شر كانت من دفع الشيطان لما قام به الإمام الخميني الشريف (قده). تأسس هذا التجمع في العام 1982 في وقتها كان يتزامن التاريخ الهجري في الخامس عشر من شهر شعبان، كنا في ضيافة الجمهورية الإسلامية في إيران لإحياء يوم المستضعفين، وهناك أتتنا أخبار أن العدو الصهيوني قد اجتاح أرضنا، واجتمع ثلة من العلماء في فندق الاستقلال وقرروا أنه لا يمكن مواجهة العدو الصهيوني إلا بوحدة المسلمين ذلك لأن أي عدو إذا دخل إلى أرض من الأراضي فإنه يعمل على إيقاع الفتنة بين أبنائها كي يتقاتلوا وبالتالي يضعفوا ويفشلوا وهو يصبح مصلحاً بينهم وقد يضطرون في بعض الأحيان أن يؤجلوا من انسحابه من أجل أن يبقى حكماً بينهم فيتحول العدو إلى حكم. نحن هنا جئنا إلى لبنان وابتدأنا بتأسيس التجمع وكان العدد قليلاً لا يتجاوز أصابع اليد ولكن لأن ما كان لله ينمو اليوم نحن أصبحنا نناهز المئتين وخمسين عالم من أهل السنة والشيعة نصفهم من السنة ونصفهم من الشيعة، نمتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب على كل مساحة الوطن، نحمل فكراً واحداً، ندعو أولاً إلى الإسلام المحمدي الأصيل كما علمنا الإمام الخميني. وثانياً إلى وحدة المسلمين وثالثاً إلى مقاومة أعداء هذه الأمة، فلا عدو في الأمة لنا إلا العدو الصهيوني، أما ما بيننا فهو خلافات يمكن أن نحلها من خلال الحوار والنقاش، عدونا يريدنا أن نحول خلافاتنا إلى عداواة وقتالاً، نحن طوال هذه الفترة اليوم أصبح لنا 32 سنة واجهنا فتن كثيرة ولكننا بقينا موحدين، وكلفنا ذلك، كلفنا ذلك شهداء يعني استشهد علماء من التجمع في مواجهة الفتنة وبقينا صامدين وآخرهم كان الشيخ سعد الدين غية الذين اغتالوه الجماعات التكفيرية في منطقة الشمال- طرابلس منذ عدة أشهر، وقبله الشيخ عبد الرزاق الأسمر، إذن نحن ندفع ثمن هذا الخط، وهو واجبنا لا نمن على الله بشيء وإنما الله منَّ علينا بأن هدانا للإسلام، وبالتالي إنشاء الله نوفق لأن نكون ونحن على ثغر من ثغور المسلمين وهو الثغر مع العدو الصهيوني أعتى أعداء وأشد الناس عداوة للذين آمنوا. أننا نقف داعمين للمقاومة في لبنان، نقف وراءها ومعها وأمامها إذا اضطر الأمر نؤيدهم، نسددهم، نوجههم بما أوتينا من علم ودراية وتقوى موجودة بين الحاضرين، اليوم نحن نشعر بالفخر وأنتم تزوروننا بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بفضل الله أولاً ورعاية سماحة السيد القائد وأيضاً الإدارة الحكيمة لرئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية استطاعت أن تحقق نصراً استراتيجياً على كل أعدائنا من خلال الاتفاق النووي هو لم يكن كاتفاق يحقق كل ما نصبو إليه إلا أننا حققنا الانتصار من خلال إفشالنا ما يريده هذا العدو لنا، نحن لا نخاف الحرب لكننا أيضاً لا نطلبها فإذا فُرضت علينا مستعدون للمواجهة والشهادة " إن لم يستقم دين جدي إلا بقتلي فيا سيوف خذيني". نحن اليوم سماحة السيد أقول لك وبكل وضوح العلاقة فيما بيننا ليست علاقة زمالة عمل ولا علاقة رفقة مؤسسة العلاقة علاقة عائلية، نحن أولادنا، زوجاتنا هم أصدقاء بعضهم البعض، نحن نبني لو كانت العلاقة علاقة مادية أن تنفصل هذه العلاقة أمام الفتن التي مرت بنا، واليوم كلنا نعتقد اعتقاداً جازماً أن خطر التكفيريين ليس لا على السنة ولا على الشيعة، الخطر على الإسلام، الدين يتعرض للانحراف والتحريف والمطلوب هو المحافظة على هذا الدين وليس من أجل أن ندافع عن هذا المذهب أو ذاك المذهب ودليل أن هذه الجماعات التكفيرية تقوم بقتل السنة قبل أن تقتل الشيعة باعتبار أنهم مرتدون فبالتالي سماحة آية الله السيد أحمد خاتمي نحن إذا أردنا أن نستفيض بالشرح فلدينا الكثير ونعرف أن وقتكم ثمين، نريد أن نستفيد من وجودكم المبارك فأهلاً وسهلاً بكم في بيت العلماء في تجمع العلماء المسلمين.

ثم ألقى آية الله السيد أحمد خاتمي كلمة قائلاً: السلام عليكم ورحمة الله، قال تعالى في محكم كتابه:"وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا". من دواعي العزة والافتخار زيارتكم والحضور في هذا المجمع المبارك، كنت الليلة الماضية مرضت مرضاً خفيفاً فأخاف أن أكون محروماً من زيارة علماء هذا المجمع ولكن الحمد لله تبارك وتعالى يسر لنا ذلك، ما قاله شيخنا الجليل هو الحق الحقيق الذي يلزم أن يُقال، نحن في عالم الإسلام نواجه مع أعداء يصفهم الله تبارك وتعالى بأنهم "لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم"، فالاستكبار العالمي ليس مواجهاً للشيعة فقط بل مواجه للإسلام الأصيل المحمدي، وهذا ما نرى من عمله. من لا يعلم أن داعش هي وليدة أمريكا، ووزيرة الخارجية السابقة كلينتون قالت وكتبت أنه ولَّدَنا داعش وأن رئيسهم أبو بكر البغدادي كان من لباهم والعدو الصهيوني. ليس هذه المسألة فقط مسألة شيعية بل المشكلة ضد الدين الإسلامي الحنيف، فإنهم كما يقتلون الشيعة يقتلون السنة أيضاً، وأضيف إلى ذلك أنهم أعداء البشرية فإنهم يقتلون المسيحيين أيضاً ويقتلون سائر الفرق، فما شعرتم به وعلى أثره تشكلتم هذا التشكل المبارك، المجمع المبارك هو الذي يكون مرضياً لله تبارك وتعالى وللرسول، فإن نبينا أفضل مشروع في المدينة آمن به هو مشروع الوحدة بين المسلمين والفرق الثلاث لليهود بني قريظة، بني النظير، بني قينقاع فإنهم خذلوه ولم يعملوا بالمعاهدة ولكن النبي (ص) كان يريد أن يعاشرهم معاشرة سلمية. فإذا كان نبينا يريد المعاشرة السلمية مع غير المسلمين، فالمعاشرة السلمية بين المسلمين الآن في زماننا هذا من أوجب الواجبات على كل مسلم، ولكن المهم هو إبقاء هذا المشروع لأن لهذا المشروع المبارك أعداء كثر، هم لا يحبون بناء هذا المجمع وبقاء هذا المجمع، شيخنا قال كل ما أريد أن أقول. أريد أن أقول أننا في زمان لازم أن يكون ديرتنا الدينية أكثر من السابق، فالحمد لله الإسلام في هذا البلد عزيز بعزة المقاومة، فإن المقاومة التي وقعت في لبنان ليست فقط مقاومة شيعية بل مقاومة إسلامية بفضله ومنّه ، فبقاء هذا المشروع يحتاج إلى أمور هو الأفضل التعامل والتعاطي بالمنطق، فإن شعار القرآن هو: " قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ" فإن مع هذا المعنى يمكن إبقاء هذا المشروع المبارك، فإن أعداء الدين يريدون المخاصمة يريدون المباغضة بين المسلمين وهذا المجمع المبارك وأنتم العلماء الأعَلَام تريدون الحب تريدون المعاملة الجيدة بين المسلمين الشيعة والسنة، المنطق الاستدلال القويم هو المعنى لإبقاء مشروع الوحدة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا".

 الثاني هو التعامل باحترام هو التعامل بمحبة لا بخصومة فإن أمير المؤمنين عليه السلام قال:  (أجملوا في الخطاب تسمعوا جميل الجواب) كلام جميل. وقال تبارك وتعالى:" وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" ورأى أمير المؤمنين أن بعض أصحابه يسبون أصحاب معاوية فقال: " إني أكره أن تكونوا سبابين"، التعامل بمحبة واحترام وإكرام من مباني بقاء الوحدة المباركة.

 الثالث: هو نقض ما قال، لا من قال، نحن نرى في كتبنا في المكاسب في الرسائل في الكفاية وأما ما قال بعضهم. كنا نقول لأنفسنا لماذا لم يذكر القائل ثم لاحقاً فهمنا أن هذا من شؤون الأخلاق الدينية، ليس لنا مهم من قال ذلك أياً من قال، المهم نقض ما قال، بحضور واحترام وطمأنينة هذا من مباني بقاء مشروع الوحدة.

أما الرابع: من الأمور التي يلزم لبقاء المشروع هو أن كل خلاف لازم أن يكون فيه فصل الخطاب، لا به خلاف ولعل هذا هو وجه قوله تعالى :" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ" لم يقل واعتصموا فقط فإن الاعتصام يحتاج إلى ما يفصل الخطاب والنزاع. :" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ"، ففي العالم الإسلامي لا اعرف عالماً أشد نصحاً من السيد القائد بالنسبة إلى المسلمين، كل وجوده نصح ومحبة للعالم الإسلامي، سمعتم كلامه الأخير في يوم عيد الفطر، أكد لمرات أن الوحدة اليوم ضرورة أساسية للمسلمين وضرورة محقة، ضرورة مهمة، فأبارك لكم هذا المشروع وأدعو لكم من الله تبارك وتعالى لإدامة هذا الصراط المستقيم والبقاء والمحافظة والمراقبة لهذا المشروع العظيم، أنا في خدمتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 

اعلى الصفحة