|
|||||||
|
قد يستغرب البعض هذا العنوان!!، وهل من أحد لا يعرف من قتل الطفل علي الدوابشة محروقاً في منزله؟!!.. وأنا هنا لا أريد أن أتحدث عمّن باشر القتل، ولكن أريد التحدث عمّن تسبَّب بالقتل ومن شجّع المستوطن الصهيوني على أن يتمادى بفعله دونما أي اعتبار لردة فعل أو صحوة أو انتفاضة.. وكما يقال في المثل الشعبي"يا عنتر مين عنترك، فيقول ما لقيت حدا يردني". وهنا أريد أن أطرح عدة أسئلة يجب أن تجد عند كل مهتم بالقضية الأساس، قضية الأمة، فلسطين.. وكل مهتم بالعمل لصحوة الأمة واستعادة دورها الريادي التي كان لها أيام صدر الإسلام العناية اللازمة باعتبارها برأيي أسئلة مركزية. تُرى هل كنا ننتظر أن يُستشهد علي الدوابشة لنعرف مدى همجية هذا الكيان الصهيوني؟.. أو أن التاريخ حافل بالجرائم والمجازر، وجريمة علي الدوابشة هي واحدة من هذا الكم الهائل؟!!.. هل كنا ننتظر هذا الحدث الجلل كي نتذكر فلسطين؟! ونحن غارقون في فتنٍ من أقصى ديار العرب إلى أقصاها!!.. تُرى ما سرُّ هذا التشابه بين ما يفعله الدواعش وما يفعله الصهاينة؟!. أليس هذا أوضح دليل على أنهم ينهلون من منهل واحد وأبناء مدرسة واحدة وهذه المجموعات الإجرامية المسماة دواعش وأقرانهم هم صناعة الاستخبارات الصهيو/أمريكية؟!!.. وأيضاً أريد أن أسأل سؤالاً، قد يعتبره البعض بأنه غير بريء!!، ولكنه بريء جداً. هل قتل الصهاينة علي الدوابشة أم قتلناه نحن؟!.. وأجيب: "نعم.. لقد قتلناه بفرقتنا، لقد قتلناه بتضييع أولوياتنا، لقد قتلناه بجعل فلسطين وراء ظهورنا، لقد قتلناه بتحطيم جيوش الأمة العربية: "الجيش العراقي والجيش السوري والجيش المصري".. لقد قتلناه بالفتنة بين المسلمين، لقد قتلناه بالفتنة بين المسلمين والمسحيين، لقد قتلناه ببعدنا عن الدين، عن الأخلاق، عن الإيمان. ثم نأتي لنستنكر اغتيال أو قتل الدوابشة!!!. ابحثوا عن الخلل فيكم؛ ولكي لا أبرئ نفسي، ابحثوا عن الخلل فينا.. هل ما يحصل في اليمن أقل سوءاً مما يحصل في فلسطين؟!!.. أليس هناك أطفال يقتلون وبيوت تُدمر ومياه تُقطع؟ ألم تروا ذلك الحريق الهائل الذي خلفته الطائرات الأمريكية المتصهينة، عندما قصفت طائرات العدوان السعودي الأمريكي صنعاء بقنابل لم يُعرف إلى الآن ما هو نوعها الحقيقي وما تحتوي؟!، ولعل قادم الأيام يدلنا على أنها يورانيوم منضب أو ما يشبهه من أسلحة الدمار الشامل التي لم تجد فيه الولايات المتحدة الأمريكية ولا مجلس الأمن سبباً لإدانة المملكة العربية السعودية وإرسال الحملات للبحث عنه. هل فتشنا فعلاً عن الخلل؟! وأين يكمن؟.. الخلل موجود في جهلنا وعصبياتنا البغيضة وتخلُّفنا وابتعادنا عن معاني الدين الحقيقي.. الخلل في ترتيب أولوياتنا...... إن الله قد أمرنا باعتبار العدو الصهيوني هو العدو الأول لأمتنا عندما قال ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ﴾. ولكن نحن نجد اليوم أن أكثر حكام العرب يعتبرون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أشد عداوة لهم من اليهود والصهاينة!.. والأدهى من ذلك لقد تحول الكيان الصهيوني إلى صديق لهم وداعم ومساند!!!!. ابحثوا في كل من يخوض الحروب اليوم نيابة عن اليهود ضد أعداءٍ اُخترعوا لنا كي ننسى أعداءنا الحقيقيين اليهود.. الخلل أن عدونا يخطط ويفعل ونحن نمارس رد الفعل.. الخلل فينا أن الحاكم معصوم وأن المواطن مظلوم وصوته مكتوم.. والعالِم مأثوم.. والمجاهد المقاوم مذموم.. فإذا بقينا هكذا فنحن سائرون إلى مصير محتوم.. نار جهنم عندما نقف بين يدي الحي القيوم...... هذا هو واقعنا... وللأسف المشكلة أن إسرائيل تقتل عائلة الدوابشة وهناك شخص يكمن في زاروب في عين الحلوة ليقتل شخصاً فلسطينياً كان يجب أن يكون معه في جبهة واحدة ضد العدو الصهيوني، هذه مشكلتنا، اخترعنا أعداء، لأنه كما يبدو أن هذا العنفوان الموجود في داخلنا نريد أن نفجره بأحد، ففجرناه بأنفسنا!!!. أين فلسطين؟! أين المقاومة؟! أين الرد يا فصائل المقاومة؟! ما هي طبيعة الرد؟! هل ستحتفظون بحق الرد وتضعونه في قجة جانباً؟!!، ثم إذا أُطلق صاروخ على العدو الصهيوني تتعالى الأصوات منددة ويُقال لمن أطلق الصاروخ: "يا إخوان لا نريد توتير الأجواء، نريد المحافظة على الاستقرار"؟!.. أقولها بكل صراحة: إذا لم تشتعل من جديد باصات وسيارات وبيوت الصهاينة في تل أبيب وإذا بقيتم خلفَ خطاباتكم الجوفاء.. فانتظروا ألف علي دوابشة ولن يرضى الله عنكم والسلام على من أتبع الهدى. |
||||||