|
|||||
|
نظّمت حركة الأمة احتفالاً في أجواء الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني(قده) يوماً عالمياً للقدس.. وقد شارك تجمع العلماء المسلمين بهذا الاحتفال بوفد من الهيئة الإدارية حيث كانت كلمة لسماحة كلمة الشيخ الدكتور حسان عبد الله وهذا نصها: "في أجواء هذا الشهر المبارك وفي اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني قدس سره يوماً للقدس يشرفني أن أقف بينكم خطيباً وسأتحدث بإيجاز عن المناسبة ومعانيها وأبعادها لأعلن موقفاً سياسياً بما يتناسب مع الحدث. أيها الأخوة الأعزاء. لم أجد فيما اعتنى به الله عز وجل من مقامات بعد مكة ما يوازي عنايته بالأقصى الشريف فقد طلب من المسلمين في بداية الدعوة أن يتوجهوا إلى القدس الشريف وهو كان يستطيع أن يطلب منهم أن يتوجهوا رأسا إلى الكعبة الشريفة إلا أن الله عز وجل أصر على توجههم إليه فترة من الزمن ليدركوا وندرك أهميته لمعرفة الله عز وجل بأطماع الآخرين به وخاصة اليهود. ثم أسرى الله عز وجل بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وآله إلى المسجد الأقصى وترجم هذا الحدث بآيات من القرآن الكريم ليأخذ هذا المكان المبارك قدسية إضافية فهو بعد أن كان قبلتنا الأولى أصبح مسرى نبينا صلى الله عليه وآله وكان يمكن لله عز وجل أن يعرج بنبيه إلى السماء العليا من مكة إلا إنه أصر على أن يكون العروج إلى المقام الأعلى من القدس الشريف كأنه يقول لنا أن هذه البقعة المباركة هي بوابة السماء ومقام العروج لساحة القدس العليا وإذا أردنا أن نطبق هذا المعنى عما نحن فيه اليوم فالله عز وجل يقول لنا إن سبيل عروجكم ودخولكم في ملكوت الله وقربكم منه هو التزامكم بقضية هذا المسجد المبارك وهذه البقعة المباركة. وأيضاً هنا أخذ هذا المكان المبارك بعدا إضافيا فهو القبلة الأولى ومسرى نبينا ومعراجه وكي لا يلتبس علينا الأمر فنظن أن القدسية منحصرة بالمسجد فقط أضاف الله عز وجل بعداً إضافياً للمحيط فقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. أي أنه عز وجل أعطى قدسية لكامل الأرض التي هي حول المسجد والتي تشمل البلدان التي اصطلح على تسميتها بسوريا ولبنان والأردن وكامل فلسطين ومصر فكلها بلاد مباركة يجب أن لا يكون فيها محتل وان لا ينتهك حرمتها وينال من بركتها آثم وفاجر ومحتل كما الصهاينة اليوم. انطلاقاً من هذه المعطيات جاء الإمام الخميني قدس سره وفي بداية الثورة ليعلن في شهر آب من العام 1979 أن يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك هو يوم القدس العالمي. وجاء في كلامه ما نصه: " وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين. سنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها ". إن اختيار الإمام الخميني قدس سره لأفضل الشهور عند الله وهو شهر رمضان المبارك وأفضل الفترات فيه وهي العشر الأواخر منه وأفضل يوم في هذه العشرة وهو يوم الجمعة الأخير ليكون يوما للقدس العالمي ينسجم مع ما قدمناه من الأهمية التي أعطاها الله عز وجل لهذه البقعة المباركة. أيها الأخوة إن هذا المعنى يؤكد أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي اليوم تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تتبنى قضية القدس وفلسطين وتعتبر أن الصهيونية وكيانها خطر على الأمة لا بد من القضاء عليه وكما قال قدس سره إسرائيل هذه غدة سرطانية يجب اجتثاثها. ولذلك فإنه وفي الوقت الذي نجحت فيه المؤامرة الصهيو/أمريكية بإبعاد القضية الفلسطينية عن أجندة الكثير من القوى وبعضها للأسف فلسطينية وعربية لتحتل مسألة أخرى مكانها في سلم أولوياتهم ما زالت الجمهورية الإسلامية في إيران تسعى لتقوية خط المقاومة وإعادة تصحيح البوصلة نحو العدو الأوحد لأمتنا ولتعلن أن هناك صحوةً إسلامية إلا إنها حرفت عن مسارها الأصلي لتصبح حالة فوضى عارمة أدت للإطاحة بالعديد من الدول والاتجاه بها نحو التقسيم وأنتجت عدوا وهميا لنا من بني جلدتنا وأنستنا العدو الأول وهو العدو الصهيوني بل بات البعض يتحالف معه في السر والعلن في وجه الجمهورية الإسلامية وفتح مستشفيات ميدانية لمن سموا زوراً بالثوار وهم أدوات مؤامرة خبيثة للإطاحة بالعالم الإسلامي. ألا تلاحظون معي اليوم وبإطلالة بسيطة على نشرات الأخبار العالمية والمحلية أن القضية الفلسطينية قد اختفت ولولا المناسبة بالأمس لما كان لفلسطين ذكر في وسائل الإعلام؟؟!!! إن إصرار الجمهورية الإسلامية في إيران على اعتبار القضية الفلسطينية القضية الأولى لأمتنا ولا يوجد لنا في بلادنا عدو سوى العدو الصهيوني وأن الاختلافات الحاصلة بيننا هي خلافات يمكن حلها من خلال الحوار هو الذي يعيد توجيه البوصلة إلى الاتجاه الصحيح وهذا ما يخشاه العدو الصهيوني ولذلك أعلن في مؤتمر هرتسيليا الأخير أن الخطر الوحيد عليه وسط ارتياحه للفتن التي تعتمل في جسد الأمة هو الجمهورية الإسلامية في إيران. أيها الأخوة أخيرا لا بد من توضيح نقطة مركزية ألا وهي أن لا خلاف بين السنة والشيعة ولا صحة لما يشاع زورا عن هلال شيعي الخلاف هو بين نهج مقاومة يريد تحرير فلسطين وبين نهج باع ضميره للولايات المتحدة الأمريكية وسار في ركبها واعتبر أن العدو الأول له هو الجمهورية الإسلامية في إيران ليتشارك مع العدو الصهيوني في نفس العدو فبئساً له وسوء مآب. لذلك علينا اليوم نشر الوعي في الأمة حول العدو الأول والوحيد لأمتنا وتجهيز العدة للمنازلة الكبرى التي وعدنا الله بها لنحقق وعده بإزالة الكيان الصهيوني فنكون نحن من وصفنا الله يقوله: " إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".
|
||||