|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات السيد السيِّدُ الذي يسكُنُ قامةَ الدهشةِ.. ورؤى القلوبْ يحملُ حقائبَ النبضِ.. ويوغلُ في هدهدات القلوب فلماذا كنت أرسمُ لهُ قلباً كبيراً وأنا أنتظرُهُ على أبواب الرحمة؟! ألأغسلَ بدمعِ دعاءاتهِ كلَّ هذي الذنوبْ؟!.. أتراكَ نسيتني؟ أيها السيِّدُ الذي نادراً ما ألتقيه.. أتراكَ نسيتني؟.. بالله عليكَ أو تنسى أنت؟.. أيها السيدُ الذي لا يراني.. لكنه تسلَّلَ إلى تفاصيلِ صوتي وخطوطِ أصابعي.. ونبض دمي... لماذا لا أستطيعُ أن أنساك؟. لماذا لماذا تركتني أسافرُ كشراعٍ وحيدٍ؟.. لماذا لم تغلّ توقيَ إلى الرحيلِ بوعد لقاءٍ في روضةٍ ولو لدقائقَ.. أتُراكَ تدري أنني في رحيلي عنكَ إنما أمضي إليكَ لأراكَ من محارةِ الشوقِ بقلبي وحدَه؟!!!. توحُّد الوجوه المزدحمة بالكلماتِ.. في شعرِ الصباحات إليكَ.. تحاصرُ صمتي بالكلامْ.. تحلِّقُ بي إلى أجواءٍ من مطرٍ غامضٍ يهطل على قلبي فأشعر بأنني أُحرِقُ المسافاتِ وأتوحدُ بكَ حتى احتراق العظام!. ياسمين سألت شجيرة الياسمين لماذا لم تزهري؟!.. بكت.. ثم قالت: لأن العشاق كانوا يتبادلون.. أطواق الياسمين أما اليوم... فلا أرى عشاقاً يطوقون أعمارهم بالياسمين!!.. أرى حثالاتِ البشر يأتون من كلِّ حدبٍ وصوبٍ يدوسون بأقدامهم أزهاري ويحرقون غصوني ويذبحون على تربتي في الشامِ كل العاشقين. لماذا للدموع مساحةُ الروحِ.. وللعيونِ أضمومةُ أحزان.. تتناثر في فضاء القلب ما الذي يحدث؟.. الآن.. وبعدَ الآن.. لماذا ينزفُ القلبُ من نوافذِهِ كلّها لماذا تتمزقُ الأحلامُ كمسوّدات متعبة لشاعر نشوانْ؟!. قيد الأحزان عمري الذي يتكسَّرُ في صمتِ المرايا يتدفق نهراً من الحزنِ والفجيعةِِ كلَّ صباحْ.. أجمعُ أضمومةَ ياسمينَ تمحو أحزاني.. وتكفي لتغطي أرقي عندما أنامُ!.. لأكسرَ قيدَ الأحزانِ.. وأعودَ لعالم الأفراحْ. افتقاد (إلى أخي حسين) أفتقد ابتسامتك المعجونة بالحب والقرنفل.. بريق عينيك المتوهج في تفاصيل الذاكرة وممرات التعب.. فلماذا رحلت؟.. ولماذا حين رحلت.. أخذت السماء كلّها؟.. السماء المزروعة أقماراً وشموساً.. وكان يكفيني أن تترك لي.. مساحة صغيرة منها.. تتسع لعبور قمر شاحب ونجمة ذابلة.. كان يكفيني.. أن تترك لي نصفَ غيمةٍ بيضاء معطرةٍ برائحة المطر!!.. بساطاً من الضوء!!.. أنتظر عليه فصل قدومك!.. أفتقدك هذا الصباح.. أفتقدك كلّ صباح على الرغم من احتمال وجودك في دمي بنسبة لا متناهية من الشوق والحريق.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي الوليد بن يزيد ـ غزال ولقد صِدْنَا غزالاً سَــــانِحاً قد أَرَدْنَا ذَبْحهُ لَمَّا سَـــــنَحْ فإذا شِـــبْهُكِ مـــا ننكرُهُ حينَ أَزْجــى طَرْفَهُ ثمَّ لَمَـحْ فتَرَكْناه ولــــولا حــبُّكم فاعْلَمِي ذَاك لَقَــدْ كان انْـذَبَحْ أَنْتَ يا ظبيُ طلـــيقٌ آمِــنٌ فاغدُ في الغزلانِ مسروراً وَرُحْ أبو الطيب المتنبي ـ الخطوب كَيْفَ الرجاءُ من الخطوبِ تَخَلُّصاً مـن بَعْـدِ مَـا أَنْشبنَ فيَّ مَخَالِبَا أوحَدْنَنَي وَوَجَــدْنَ حُزْنَا وَاحِداً مُتَنَاهِيَــا فَجَعَلْنَـه لـي صَاحِبَا ونَصبْنَنـي غَرَضَ الرُّمَاةِ تُصِيبُنِي مِحَـنٌ أَحَدُّ من السُيوفِ مَضَارِبَا أَظْمتْنِي الدُّنْيَا فَلَمـَّـا جِئْتُهـــا مُسْتَسْـقِياً مَطَرَتْ عَلَيَّ مَصَائِبَـا ابن هرمة ـ عصمة إِذَا أَنْتَ لَم تأخذ من الناس عِصْمـةً تُشَــــدُّ بها في راحتيْكَ الأَصابعُ شــرِبْتَ بِطَرْقِ الماء حيثُ وَجَدْتَه علـى كـدرٍ واستعبَدَتْـكَ المطامعُ وإِنِّي لَمِمَّا أََلْبِسُ الثوبَ ضيِّقَــــا وأتركُ لبسَ الثوبِ والثوبُ واســعُ وأصرفُ عن بَعضِ المِيـاهِ مطيَّتي إِذا أَعجبتْ بعضَ الرجالِ المشارعُ الأمير الصنعاني ـ دار حزن وفتنة لك الله هذا غايةُ الخــَلْقِ يـا قلبي فدعْ عنكَ طولَ الغمِّ والحزن والكرب ألــم تدرِ بأنا لاحقونَ بمـن مضى قريباً وأنا صائرون إلــى التربِ ومــا هـــذه الأيام إلا منازل فمن منزل ضنك إلـى منزل رحبِ ولا حظ فيها للســــرور وإنما يلوح ويخف كالبروق مع السـحبِ ومـــا هي إلا دار حزن وفتنة وإن سالمت فالسلم يؤذن بالحربِ أبو العتاهية ـ سهامُ الموت أَفنى شَــبابَكَ كَرُّ الطَرفِ وَالنَفسِ فَالمَوتُ مُقتَرِبٌ وَالدَهـرُ ذو خُلَسِ لا تَأمَنِ المَوتَ في طَرفٍ وَلا نَفَسٍ وَإِن تَمَنَّعــتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ فَما تَزالُ سِــــهامُ المَوتِ نافِذَةً في جَنبِ مُـــدَّرِعٍ مِنها وَمُتَّرِسِ أَراكَ لَســــتَ بِوَقّافٍ وَلا حَذِرٍ كَالحاطِبِ الخابِطِ الأَعوادَ في الغَلَسِ تَرجو النَجاةَ وَلَم تَســلُك مَسالِكَها إِنَّ السَــفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ الناشئ الأكبر ـ مع الجاهل إذا كان دوني من بُليتُ بجــهلهِ أبَيتُ لنفســـي أن أقابلَ بالجـهلِ وإن كنتُ أدنى منهُ في الحلم والحجى عرفتُ له حقَّ التقـــدمِ والفضلِ وإن كان مثلي في محلٍّ من الحجى أردتُ لنفســي أن أجلَّ عن المثلِ الإمام الشافعي ـ معاذير إِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا لَقَد أَطاعَكَ مَن يُرضيكَ ظاهِرُهُ وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
|
||||