|
|||||
|
في البحث عن ضفاف الروح كنت قدْ قلتُ إني وصلتُ ضفاف الروحِ.. ذقتُ ماءها والتمرَ والظلَّ.. وآنستُ ناراً والبحر توارى خلف رمالِ شواطيهِ غادرتني الأصدافُ حزناً على ارتمائي عند صفصافةٍ لم تودِّعني بل غابت معاتبةً.. لكَ الشاطئُ وما فيهِ.. والرمالُ الذهبيةُ عند الشاطئ ألقتْ نظرتها الأخيرة على ما تبقى من طيفي وثمّةَ ملاكٌ يزاولُ طقس الحكاياتِ الجميلةِ ووجعٌ مئنٌّ في صدر العاشقِ يكبتُهُ ولأجلِ الضفاف يداريهِ.. وعيناه تؤدي صلوات العشق فالعشقُ الذي ينمو بمسرى قلبهِ يمشي على بؤبؤ عينيه يحكي بالدمعِ حكاياتِه.. ليس يدري ما الذي يبكيهِ.. إنه الوجدُ الذي ينشر في نهدته الصوتَ وصمت العاصفة. قبل أن تسبقه الريحُ.. يغني للنوارس ثم يتلو بعد أن يلطمه الموجُ غناء السفر الآتي؛ على قيثارة عمياء في عمق القلوب النازفة. كانت الأرضُ رداءً للنبوءات وحرفاًً من حروف الأبجدية ولها أسوارة في معصم التاريخ فالجلاد ما زال على أسوارها يبني من الحقد نداءات ويطليها بأنات ودمعات سخية. لغد.... لا بد أن يأتي، ملأتِ الأمل الباقي بكأس وزرعتِ العشق في أتربةِ العمر لينمو بين أحضان الملمات فلماذا يسلخ البحر عن النهر رداءه؟ ولماذا يزبد البحر إذا ما ارتطمت أمواجه عند مصب النهر أو يستلب العمر نداءه؟؟؟ ولماذا عادت الرحلة، والملاح ما زال على الأمواج يسعى حينما أبدله العصر ثيابه؟؟
رحلة العمر ولا ندري فهل يُستَلَبُ العمرُ ونغدو، أحجيات القدر المحتوم أو ينفلت الشريان عن قلب ويغدو حاملاً نبض حباله؟؟. أترانا نسحب الأنجم من أكوانها أم أن للنجم هواءً أحمر اللون يجليه فضاءه؟؟ أترانا نصدر الأصوات والبئر تعيد الصوت محمولاً على قطعة إرث مخملية؟؟ ما الذي قلناه حتى نزف الجرح على ذيل المسافات وسوَّانا رداء للخطية. عالم البترول أم شمس الضحى والعلم المطلي بالحناء مرسوم على لحيتنا والأمة امتدت من الشرق إلى الغرب غثاء كغثاء السيل أو فصلاً يتم المسرحية. نتغنى بالذي كان ولا نمتثل الجرح الذي نشكوه والنيران تمتد إلى حرش القضية. هل شربنا زهرة الخشخاش حتى اندفق الدمع دميا واجتمعنا حول نيران الأثافي نتغنى بالذي كان!!.. وكنا أمة تستبق الريحَ.. وكنا أمة تسمل عين الشمس.. كنا.. ثم كنا.. ثم كنا... كل الذي ينقصنا في غمرة التاريخِ يوماً........... أن نكون.
|
||||