التجمع مشاركاً في القمة الإسلامية في دار الفتوى

 

السنة الرابعة عشر ـ العدد 163 ـ (رمضان ـ شوال 1436 هـ) تموز ـ 2015 م)

نشاطات حزيران 2015

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

بمشاركةٍ من تجمع العلماء المسلمين ممثلاً برئيس الهيئة الإدارية سماحة الدكتور الشيخ حسان عبد الله عقدت القمة الإسلامية اجتماعاً طارئاً في دار الفتوى في بيروت حضره مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس الطائفة العلوية في لبنان الشيخ أسد عاصي. وقد تم التداول في الأوضاع العامة لبنانيا وعربياً، وتوقفت القمة باهتمام أمام انعكاسات هذه الأوضاع على العلاقات الإسلامية - الإسلامية وعلى العلاقات الإسلامية - المسيحية.

وأبدت القمة في بيان أيده وتبناه جميع العلماء "قلقها الشديد جراء استمرار الاضطرابات التي تعصف بالعديد من الدول العربية والتي تأخذ طابعا طائفيا ومذهبيا وعنصريا، الأمر الذي يشكل خطرا على وحدة مجتمعات هذه الدول بما فيها لبنان، وتالياً على أمنها واستقرارها. وهي تحذر من أن هذه الاضطرابات لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي، وأنها لا تصب إلا في مشروعه الذي يستهدف شق الصف الإسلامي وتمزيق النسيج الوطني الذي يجمع بين مكونات المجتمعات العربية المتعددة".

وأبدت قلقها "من تبادل الاتهامات بين بعض المسؤولين السياسيين على خلفية مذهبية، الأمر الذي يعطي خلافاتهم بعدا مذهبيا من شأنه أن يعمق الهوة التي يعمل العدو الإسرائيلي على حفرها وتوسيعها واستغلالها. وفي الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل باحتلال الأراضي العربية المحتلة، وبناء المزيد من المستوطنات عليها، وفي الوقت الذي تواصل تهويد مدينة القدس والاعتداء على حرمات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وعلى العديد من المقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى، تأتي الصراعات والاضطرابات داخل الدول العربية، وبينها، لتوحي خطأ، بأن المسلمين عموما والعرب خصوصا، تخلوا عن أولوية القضية الفلسطينية، وأن الأولوية التي تستقطب اهتماماتهم وتسيل من أجلها دماؤهم هي للمشاريع المذهبية والطائفية".

أضاف البيان: "من أجل ذلك تؤكد القمة الروحية الإسلامية الثوابت الإسلامية التي ألقاها الأمين العام للقمة محمد السماك الآتي نصها:

أولاً: دعوة المسلمين، جميع المسلمين، إلى التمسك بحبل الله المتين، والى عدم التفرق، وهذا لا يعني عدم الاختلاف، بل انه يعني تقبل الاختلاف واحترامه على أساس القاعدة الإيمانية الجوهرية "إنما المؤمنون أخوة". إن تعدد المذاهب والاجتهادات لا يلغي ولا يضعف هذه الأخوة التي تقوم على الإيمان بالله الواحد العلي القدير وعلى الإيمان برسول الله محمد(ص)، وبكتاب الله القرآن الكريم.

ثانياً: التأكيد على حرمة قتال المسلم للمسلم والالتزام بتعاليم رسول الله عليه السلام التي تؤكد على "إن كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه".

ثالثاً: إدانة كل أشكال التطرف والغلو وتكفير المؤمنين بالله الواحد والتي تخرج في الشكل والأساس عن سماحة الإسلام وتتناقض مع قيمه ومبادئه السامية، وتسيء إلى رسالته وتشوه صورته.

رابعاً: الدعوة إلى اعتماد الصراط المستقيم في العلاقات الإسلامية - الإسلامية، وفي العلاقات الإسلامية - المسيحية ، صراط الذين أنعم الله عليهم . وهي صراط العدل والاعتدال واحترام التعدد والاختلاف بين الناس. والابتعاد عن صراط المغضوب عليهم وعن صراط الضالين منهم عن سماحة الإسلام وسمو تعاليمه.

خامساً: إدانة السلوك الإرهابي الذي يلازم التطرف والغلو والتنطع الذي نهانا عنه وحذرنا منه قدوتنا وأسوتنا الحسنة رسول الله. وهو السلوك الذي يتناقض مع الشريعة الإسلامية ومبادئها وتأكيد كرامة الإنسان وحرمة النفس البشرية على قاعدة "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً". إن الإسلام الذي يؤمن برسالات الله جميعها، وبرسل الله وأنبيائه جميعا، لا يضيق بتعدد الاجتهادات الفقهية داخل الدين الواحد ، وتحت سقف الإيمان بالله الواحد وبرسوله الكريم عليه السلام. وهو يتكامل مع رسالات التوحيد التي أوحى بها الله سبحانه وتعالى على النحو الذي يمثله قول رسول الله (ص): "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

سادساً: تدعو القمة الإسلامية المسلمين من كافة المذاهب في لبنان وفي الدول العربية والإسلامية الأخرى إلى وعي الثوابت الإيمانية التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية والالتزام بها لتجنب الوقوع في فخ التأويلات الضالة والمضللة التي تقول الإسلام ما لم يقله، ولتجنب الانجرار إلى فخ الفتنة التي ينفخ في نارها العدو الإسرائيلي والقوى الداعمة له. فالدين واحد وإن تعددت شرائعه والإسلام واحد وإن تعددت مذاهبه والله وحده يحكم بين الناس يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

سابعاً: تدين القمة الإسلامية، ومن منطلقات إيمانية وإنسانية ووطنية، الاعتداءات التي تعرض لها ويتعرض لها مسيحيو الشرق على خلفية دينية والتي استباحت ظلما وعدوانا، بيوتهم وقراهم وممتلكاتهم ومقدساتهم التي أوصى رسول الله باحترامها وحمايتها والذود عنها. وتعتبر هذه الاعتداءات التي ارتكبت باسم الإسلام والتي شملت مسلمين أيضا على نطاق واسع، وغير مسلمين من أهل العقائد والثقافات المختلفة كالأزيديين، بمثابة اعتداء على الإسلام نفسه، شرعة ومنهاجا. كما تعتبرها اعتداءات ضد المجتمع الإنساني كله.

ثامناً: إن القمة الإسلامية إذ تؤكد إيمانها باحترام الكرامة الإنسانية، وبالحريات الخاصة والعامة، بما فيها حرية الإيمان والعقيدة، وبرفض الإكراهية في الدين وعلى الدين.

وتابع البيان: "إذ تؤكد التزامها بالدولة الوطنية التي تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات، تهيب بجميع أبنائها خصوصا وبجميع اللبنانيين، احترام مؤسسات الدولة والالتزام بدستورها وقوانينها وأنظمتها والدفاع عن السلم الأهلي على قاعدة الاعتراف بتعددية المجتمع الوطني الواحد. إن القمة الإسلامية إذ تحذر من الانجرار وراء دعاة الفتنة وإذ تؤكد على الأخوة الدينية بين المسلمين والمسلمين، وعلى الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، تجدد ثقتها بقدرة لبنان على معالجة مشاكله الداخلية بالحكمة والترفع عن الغرائز الطائفية والمذهبية، كما تجدد أملها في أن يتمكن لبنان، انطلاقا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، من أن يرتفع إلى المستوى الذي يجعل منه قدوة صالحة لمعالجة الأزمات التي تعصف بالعديد من الدول العربية الشقيقة".


 

اعلى الصفحة