|
|||||
|
شارك وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله في المؤتمر الذي انعقد في مدرج جامعة دمشق حول االشهيد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي تحت عنوان: الإمام الشهيد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.. "قراءة في فكره ومواقفه". وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاده بتاريخ:10-11 جمادى الآخرة 1436 هـ الموافق 30-31 آذار 2015م. سماحة الدكتور الشيخ حسان عبد الله ألقى كلمةً خلال المؤتمر وهذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه المنتجبين أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... معالي وزير الأوقاف الدكتور عبد الستار السيد، معالي وزير التعليم العالي الدكتور محمد المرديني، سماحة مفتي عام الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الأخ العزيز رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد توفيق البوطي الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. باختصار لأن الوقت ضيق أحب أن أرسلهم برقيات. الأولى: هذا الإحياء ليس إحياءً للشخص مع عِظَمِه ونحن نحترمه ونقدره لأنه عالمٌ كبير، وإنما هو إحياء للنهج الذي من أجله استشهد وبالتالي يا معالي الوزير ويا أيها الشيخ الرئيس لا بد من أن نعمل من أجل مؤسسة تعمل على تبويب وشرح المبادئ الفكرية التي انطلق منها سماحة الشيخ كي تكون نوراً للأجيال القادمة وقبساً يأخذ منه العلماء شعلة تضيء لهم الطريق. الثانية: الشيخ عرفته فعلياً عند تأسيس اتحاد علماء بلاد الشام وكان لنا في تجمع العلماء المسلمين شرف السعي من أجل هذه الفكرة وقد ساعدنا في ذلك كثيراً معالي الوزير وفقه الله وسدد خطاه، ولكن ما أحب أن انقله هو فكرة بسيطة جداً فعلى المدرج وحين أردنا أن نختار الرئيس وكان سماحته إلى جانبي أصر وبشدة أن لا يكون هو الرئيس ومع ذلك ضغطنا كثيراً حتى وافق وأخذ يؤشر على أكثر من شخص كي يكون كذلك ولكننا أصرينا عليه فنزل طوعاً عند اختيارنا أما هو فلم يكن يطمح لأي منصب من مناصب الدنيا. الثالثة: التكفيريون لم يستطيعوا أن يواجهوا فكر سماحة الشيخ البوطي وظنوا أن باغتياله ينهوا هذا الفكر، فخسئوا، لقد عمل من أجل أن يوضح الإسلام الحقيقي الذي يتشوه اليوم أيما تشويه من وراء الجماعات التكفيرية، وكما سمعنا منه عرضوا عليه عَرَضَ الدنيا ولكنه تمثل قول رسول الله(ص) لعمه أبي طالب: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه". وهلك دونه، أيضاً هو أخذ من الإمام الحسين عليه السلام مقولته عندما قال:"إن لم يستقم دين جدي إلا بقتلي فيا سيوف خذيني" فأرخصها من أجل أن يسير هذا النهج وعلينا أن نتابع الطريق. الرابعة: ليست سوريا في خطر ولا اليمن ولا أي بلد من بلاد المسلمين، الإسلام في خطر، الدعوة الإسلامية في خطر، مفاهيم الدين الإسلامي في خطر، رسول الله الذي قال عنه ربنا ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ يريدون اليوم أن يصوروا للناس أن ديننا دين القتل ودين السبي ودين الذبح ودين الجاهلية ودين العصبية، هذا ما ندافع عنه وهذا ما نريد أن نقف من أجل أن تعلوا كلمته. الخامسة: الشيخ الشهيد أحب الشهادة وسمعناه يقول ذلك ولكن الشهادة ليست لمن يحب فقط، ولكن لمن يختاره الله ﴿وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ وقد اتخذه الله شهيداً لأن الله أحبه ومن أحبه الله استدعاه لعنده سريعاً. السادسة: أنا أنقل لكم هذه اللحظة ما ابلغني إياه سماحة سيد المقاومة السيد حسن نصر الله قبل الأمس أنه يوجه التحية لكل الإخوة وبالأخص معالي الوزير وسماحة المفتي ويقول "لا تخافوا على سوريا، ولا تخافوا على اليمن، والنصر حليفنا" فالنصر حليفنا وقال لي بتعبير واحد عن معركة اليمن إنها آخر المعارك، نزل الكفر كله إلى الإيمان كله. السابعة: ورد في صحيح البخاري عن ابن عمر قال: "ذكر النبي(ص) اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال: هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان" وقد طلع قرن الشيطان من نجد. أليس غريباً أن يتقصد رسول الله أن يرسل رسالة منذ ذلك التاريخ لتصلنا اليوم لنعرف في أي موقف نكون وفي أي جبهة نكون، لا يمكن إلا أن نكون في جبهة البركة التي بارك بها رسول الله(ص) وجبهة البركة اليوم الشام واليمن أما العدو للشام واليمن فهم قرن الشيطان في نجد، اختاروا مع من تكونون إن كنتم تريدون أن يكون رسول الله قدوة حسنة لكم. أيها الإخوة.. لا أريد أن أطيل عليكم تغمد الله الشهيد بواسع رحمته وأعطانا القوة كي نتبع نهجه ونبلغ هذا النهج خاصة في اتحاد علماء بلاد الشام والنصر حليفنا إنشاء الله كما انتصرنا في لبنان على الكيان الصهيوني سننتصر على أعداء الدين، وخط المقاومة منتصرٌ، منتصر، منتصر بإذن الله.
|
||||