يوم الأرض.. خلفياته ودوافعه ومعانيه

السنة الرابعة عشر ـ العدد 160 ـ (حمادى الثانية 1436 هـ) نيسان ـ 2015 م)

بقلم: رامز مصطفى

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

يُحيي الشعب الفلسطيني في الثلاثين من آذار من كل عام، ذكرى يوم الأرض الفلسطينية. تلك الذكرى التي حولها شعبنا يوماً للتأكيد على تمسكه بأرضه فلسطين، وعدم التسليم والإذعان إلى كل إجراءات وسياسات الكيان الصهيوني الهادفة إلى الاستيلاء على الأرض وطمس هويتها الفلسطينية، ومن ثم القول أن لا حقوق للفلسطينيين على أرضهم، التي تسعى الحركة الصهيونية إلى فرض كيانها المصطنع عبر ما يسمى بـ"الدولة القومية للشعب اليهودي".

لقد شكل يوم الأرض قبل 38 عاماً، منعطفاً ومعلماً جديداً في سياق النضال الوطني للفلسطينيين في المناطق المغتصبة في العام 1948. على اعتبار أن الفلسطينيين وعلى مدار 28 عاماً من عمر النكبة وحتى اندلع انتفاضة يوم الأرض، قد انتهجوا سياسة مواجهة الاغتصاب الصهيوني بوسائل وطرق النضال الصامت أو النضال السلبي إذا جاز التعبير، وهذا له أسبابه في حينه. ففي يوم الأرض أكد فيه الفلسطينيون التأكيد على أنهم أصحاب هذه الأرض، والوطن وطنهم. وهو إعلان الإرادة الوطنية الفلسطينية المتمسكة بأرضها ومن حقها أن تمارس حقوقها الكاملة وغير المنقوصة على كامل ترابها الوطني. وأتى يوم الأرض في سياق الرد الطبيعي على السياسة الاستيطانية الصهيونية، من قبل جموع الشعب الفلسطيني في مدن وقرى أرض فلسطين التاريخية، وبالتالي رداً لجملة التحديات التي يحاول الكيان الغاصب فرضها على الفلسطينيين بعد النكبة في العام 1948.

هبة الأرض الفلسطينية في الثلاثين من آذار عام 1976 ليست مصادفة أو وليدة لحظتها، بل جاءت تعبيراً عن سياق طويل عمره من عمر النكبة، من الممارسات العنصرية التي انتهجها الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين، طمساً لهويتهم الوطنية، والاضطهاد والتهميش.

الخلفية الصهيونية

اعتبرت الحركة الصهيونية أن الأرض الفلسطينية يجب أن تكون ركيزتها الأولى لإنجاح مشروعها الاستيطاني، وهذا ما أشارت إليه أدبيات الحركة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م في بال بسويسرا. وحسب المفاهيم الصهيونية، لجأ الصهاينة ومن أجل الحصول على الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بطرق:

1- القوة العسكرية والاغتصاب وارتكاب المجازر.

2- مصادرة الأراضي قسراً، وهذا ما مارسته حكومة الانتداب البريطاني، ومن ثم الكيان الصهيوني.

3- شراء الأراضي بشتى الطرق والأساليب.. وعليه قامت المعادلة "الإسرائيلية" في تعاملها مع شعبنا في مناطق في فلسطين التاريخية عام 1948 بـ(أرض أكثر وعرب أقل).

مخطط تهويد الجليل، الذي أعده "يسرائيل كنج" قائد ما يسمى لواء المنطقة الشمالية، في الأول من آذار سنة 1976م، وحذر فيه من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء الشمالي، والذي أصبح مساوياً لعدد اليهود، وأوصى فيه الحكومة "الإسرائيلية" بضرورة العمل على خفض نسبة الفلسطينيين العرب في الجليل والنقب، من خلال الاستيلاء على أراضيهم الزراعية والتضييق عليهم اقتصادياً واجتماعياً، لدفعهم نحو ترك أرضهم والهجرة.

على الرغم من كل الممارسات الصهيونية الهادفة إلى تنفيذ سياسة التهويد، حافظت منطقة الجليل بأغلبيتها العربية على طابعها العربي الفلسطيني. فعمدت سلطات الاحتلال الغاصب عام 1975 إلى الإعلان عن مشروع تهويدي جديد تحت مسمى "تطوير الجليل".

وهذه الخطة كانت كفيلة بمصادرة عشرين ألف دونم من أراضي الفلسطينيين حسب ما خططت له حكومة الكيان "الإسرائيلي"الغاصب بهدف خلق تغيير ديمفرافي لصالح اليهود على حساب الفلسطينيين. وهذا ما ذهبت إليه نشرة وزارة الزراعة الصهيونية عام 1975 والتي ذكرت "إن هناك مشكلة خاصة في الجليل، هي أقلية السكان اليهود بالنسبة للأقليات غير اليهودية، والتي تؤلف 70% من مجموع السكان". وبذلك كشفت هذه النشرة عن الأهداف الحقيقية لما سمي زيفاً خطة "تطوير الجليل". وقد مهدت سلطات الكيان الطريق لذلك بسلسلة واسعة من القوانين التي تمس بالمباشر الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم. ومن أبرزها:

1- قانون الأراضي (الاستملاك للمنفعة العامة) لسنة 1943

2- أنظمة الطوارئ بشأن فلاحة الأراضي البور واستعمال مصادر المياه غير المستغلة لسنة 1948.

3- أنظمة الطوارئ لسنة 1945. خاصة المادة 125 التي استعملت لإغلاق مناطق معينة ومنع السكان العرب من دخول أراضيهم.

4- قانون وضع اليد على الأراضي في حالات الطوارئ لسنة 1950.

5- قانون أملاك الغائبين لسنة 1950.

6- قانون سلطة التطوير (نقل أملاك) لسنة 1950.

7- قانون أملاك الدولة لسنة 1951، قانون صندوق أراضي "إسرائيل" لسنة 1953.

8- قانون وضع اليد على الأراضي (تعليمات مؤقتة) لسنة 1956.

9- قانون أراضي "إسرائيل" لسنة 1960.

10- قانون أراضي "إسرائيل" لسنة 1960.

11- قانون الغابات لسنة 1962.

12- قانون تسوية الحقوق في الأراضي لسنة 1969.

13- قانون استملاك الأراضي في النقب (اتفاقية السلام مع مصر) لسنة 1980.

14- قانون العودة الذي يمكن يهود العالم المجيء إلى فلسطين.

ونتيجة تكثيف الصهاينة لمصادرتهم للأراضي الفلسطينية منذ نكبة عام 1948، حيث مثلت الذروة لهذه المصادرات ما أقدمت عليه حكومة الكيان الصهيوني في التاسع والعشرين من آذار العام 1976 من وضع اليد على الآلاف من الدونمات في مناطق الجليل الفلسطيني في سخنين وعرابه ودير حنا وعرب السواعد. علماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت منذ العام 1948 وحتى العام 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48.

دور المفكرين والقادة الصهاينة

- ورد في مذكرات نبي الصهيونية الأبرز هرتزل: "أن الحركة الصهيونية منذ نشأتها كحركة وضعت أمامها هدف الاستيلاء على الحد الأقصى من الأرض كحتمية لإقامة دولة يهودية كبيرة ".

- ناحوم غولدمان: "إن مستقبل الصهيونية العالمية يتوقف على سياسة الهجرة اليهودية إلى "إسرائيل", فإذا حلت مشكلة الهجرة وهي المشكلة الثانية , فإنه لن تكون هناك مشكلة أولى وهي مشكلة الأمن ".

- الأب الروحي أوشيسكين وفي خطابه أمام اللجنة التنفيذية الصهيونية عام 1937 قال: "ليست الزراعة هي ما نصبو إليه، بل أننا نطمح بالدرجة الأولى بأن نضمن للأمة أوسع الحدود الممكنة لبلادنا. وأضاف "ولما وضعنا البرامج من أجل الحصول على الأراضي كان هذا الهدف دائماً نصب أعيننا  الاستيلاء على مناطق بعيدة. ففضلاً عن جودة الأرض كانت تحركنا الرغبة لتوسيع الحدود مهما بلغت المصاعب ".

- ووضع "بن غوريون "الأسس العملية للسياسات الاستيطانية الصهيونية لكل الحكومات المتعاقبة في تنفيذ برنامج تهويد الأرض الفلسطينية، حين قال: "الاستيطان نفسه هو الذي يقرر إذا كان علينا أن ندافع عن الجليل أم لا "

- وجاء على لسان "رعنان فايتس "رئيس قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية سابقاً  "إن مخططي الاستيطان الصهيوني خلال الستين عاماً المنصرمة عملوا على أساس أن حدود المستقبل للدولة اليهودية يجب أن تعين من خلال أنظمة من المستوطنات السكانية، تبدأ كنقاط استيطانية، وتأخذ بالتوسع لأكبر مساحة ممكنة من الأرض ".

انتفاضة الدفاع عن الأرض

بعد إصدار وزير الجيش الإسرائيلي إسحاق رابين في العام 1976 قراره بمصادرة حوالي 21 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية التي تعود لبلدات دير حنا، سخنين وعرابة في منطقة الجليل، اتضح أن هدف خطة "تطوير الجليل "هي المزيد من الاستيلاء على الأرض الفلسطينية في مناطق الجليل والمثلث، تنادى أصحاب الأراضي وبمبادرة من الناشطين والمثقفين والمحامين والصحفيين والأطباء، إلى جانب رؤساء المجالس المحلية، إلى عقد اجتماع بهدف بحث السياسات الصهيونية الاستيطانية للأراضي الفلسطينية، ومخاطرها على الهوية الوطنية الفلسطينية. وفي نهاية الاجتماع اتفق على تشكيل لجنة للدفاع عن الأرض أطلق عليها "اللجنة الوطنية للدفاع عن الأراضي ". والتي عقدت اجتماعها الأول في قاعة فندق غراندنيو في الناصرة في أب 1975، وكان من مقرراتها الدعوة لمؤتمر شعبي يطالب بوقف مصادرة الأراضي، وإلى إصدار نداء موجه إلى الرأي العام لحمله على مواجهة ومقاومة مصادرة الأرض الفلسطينية. وفي السادس من آذار 1976 دعت اللجنة الوطنية إلى عقد اجتماع آخر في الناصرة، حضره العديد من رؤساء المجالس المحلية، الذين اتخذوا قراراً بإعلان الإضراب العام يوم الثلاثين من آذار عام 1976 شجباً واستنكاراً لمصادرة أراضي الفلسطينيين العرب. وطالب صموئيل طوليدانو مستشار ما يسمى رئيس الحكومة آنذاك، الاجتماع إلى أعضاء اللجنة الوطنية لمؤتمر رؤساء المجالس المحلية، في محاولة بائسة منه من أجل إقناع أعضاء اللجنة الموافقة على مشروع مصادرة الأراضي، مدعياً أن المشروع إنما يهدف إلى تطوير قراهم. وفي يوم الإضراب المعلن، هبت الجماهير الفلسطينية لتعم التظاهرات والمواجهات عموم مناطق فلسطين التاريخية العام 1948 في انتفاضة شعبية عارمة، حيث شهدت العديد من القرى والمناطق مواجهات عنيفة في كل من مجد الكروم ونحف وقرية الرامة وقلنسوة وكفر قاسم وكسرى وباقة الغربية، الطيرة ودير حنا وطمرة وقرية الطيبة وقرية كفر كنا وقرية سخنين وعرابه ودير الأسد شفا عمرو. يومها هتف توفيق زياد قائلاً "كفى قتلاً.. كفى مصادرة.. كفى تمييزاً.. كفى تمادياً في الاستهتار بهذا الشعب".

فسقط الشهداء الستة واعتقل وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني هذه الهبة والتي سميت بـ"يوم الأرض"، والتي أسست لمرحلة جديدة من النضال الوطني للشعب الفلسطيني في مناطق العام 1948، ووضعت الكيان وقادته أمام حقيقة واحدة لا ثانية لها، أن الشعب الفلسطيني سيبقى منغرساً في أرضه كما أشجار الزيتون والليمون والضاربة جذوره في الأرض عميقاً يستحيل اقتلاعها.

وفي رد فعل الهستدروت الصهيونية، اعتبرت فيه أن إضراب يوم الأرض غير مرخص بالنسبة للعمال المشاركين فيه. وهددتهم بعدم الوقوف للدفاع عنهم، إذا اتخذ أصحاب العمل إجراءات ضدهم، رداً على مشاركتهم في الإضراب. وقد نفذت الهستدروت تهديداتها ورفضت الدفاع عن العمال العرب الذين يعدون بالمئات، والذين تم طردتهم من أعمالهم لمشاركتهم في إضراب يوم الأرض.

شهداء يوم الأرض

مساء يوم التاسع والعشرين من آذار اقتحمت قوة حرس الحدود والشرطة قرية عرابة، وباشرت بإطلاق النار على المواطنين، استشهد على أثرها الفلسطيني خير ياسين  كأول شهداء يوم الأرض. وفي يوم الثلاثين من آذار، وفي خطوة تهدف إلى إفشال الإضراب العام الذي أعلنت عنه اللجنة الوطنية، أصدرت الشرطة "الإسرائيلية "قراراً بُمنع بموجبه التجول في قُرى الجليل والمثلث لمدة 24 ساعة. ولكن هذا القرار لم يجد طريقاً له عند الفلسطينيين الذين خرجوا في حشود كبيرة إلى الشوارع والساحات معبرين عن سخطهم، واشتبكوا مع الجيش والشرطة، في مواجهة لم يسبق لها مثيل حيث سقط العشرات من الشهداء والجرحى واعتقال المئات. والشهداء هم:-

الاسم

العمر

البلد

تاريخ الاستشهاد

مكان الاستشهاد

خير أحمد ياسين

23

عرابة البطوف

29/3/1976

عرابة

خديجة قاسم شواهنة

23

سخنين

30/3/1976

سخنين

رجا حسين أبو ريا

23

سخنين

30/3/1976

سخنين

خضر عيد محمود خلايلة

30

سخنين

30/3/1976

سخنين

محسن حسن سيد طه

15

كفر كنا

30/3/1976

كفر كنا

رأفت علي زهدي

21

مخيم نور شمس

30/3/1976

الطيبة

سقط الشهداء ولونت دماؤهم الأرض وانسلت بين أعماقها جذوراً قوية بإرادة أبنائها التي لا تكسرها قوة أو جبروت صهيوني. وكتب هؤلاء الشهداء بدمائهم صفحة جديدة من مقاومة الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب لسياسات وممارسات الكيان الصهيوني.

الإعلام "الإسرائيلي "ويوم الأرض

على عادته فقد دخل الإعلام العبري في المعركة ضد الفلسطينيين الذين هبوا يوم الأرض للدفاع عن أرضهم ومنع مصادرتها من قبل الكيان الصهيوني. وذلك من خلال قلب الحقائق، ومحاولة إظهار الفلسطينيين على أنهم المعتدون بينما حقائق الأمور أنهم المعتدى عليهم. والتقت التقارير الصحفية للإعلام العبري عند نقطة واحدة هي في كيفية تفريغ إضراب يوم الأرض من مضامينه السياسية، ومن عناوين التحركات الشعبية، المتمثلة في المظاهرات والاحتجاجات والمهرجانات الخطابية والتجمعات الجماهيرية، والتي عبرت جميعها عن رفض الشعب الفلسطيني سياسات الكيان الهادفة إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها العرب الأصليين، لصالح يهود استجلبتهم الحركة الصهيونية من مختلف دول العالم. وخاصة إقدام وسائل الإعلام "الإسرائيلية "على تزييف حقائق التحركات المدنية السلمية، على أنها تحركات عنفية وفوضوية وتخريبية وإجرامية، وأعمال شغب خارجة عن القانون والدولة العبرية، تحمل طابعاً تحريضياً على اليهود في الجليل والمثلث. والأخطر كانت التقارير الصحفية لوسائل الإعلام "الإسرائيلية "تعتبر هذه التحركات المدنية تهديداً جدياً للواقع السياسي للكيان العبري.

وقد عبر "يهودا آرئيل "مراسل صحيفة "هآرتس"، في مقالة له، عن عدم قدرته على فهم الأهداف التي يرمي إليها الإضراب ومن وقف وراء اتخاذه، فالإضراب يتناقض مع جميع الاعتبارات "العقلانية والأخلاقية"،  ومع ما أسماه "العقل والأحاسيس والمصالح". والصحيفة ذاتها وفي عنوان تحريضي "الإضراب الهمجي "لنقابة العمال أنها لن تدافع عن العمال الفلسطينيين الذين شاركوا في الإضراب. في إشارة واضحة أن لا توفر النقابة أية خدمات قانونية لهؤلاء العمال، بل دعت إلى فصلهم وطردهم من أعمالهم. وفي يوم الإضراب في الثلاثين من آذار عام 1976 أوردت "هآرتس" عنوان يقول "من يزرع الرياح لن يحصد إلاّ العاصفة"، ودعت رجال الأمن والجيش الصهاينة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المشاركين في الإضراب.

المعاني الوطنية ليوم الأرض

1- مثل حدثاً تاريخياً مهماً ومضيئاً في تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني. وما تركه من أثر في بلورة الشخصية الوطنية للشعب الفلسطيني.

2- صياغة رؤية كفاحية وطنية لجموع الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية عام 1948. وبالتالي فشل "إسرائيل "في صهر الفلسطينيين في المجتمع الصهيوني.

3- التأكيد على فشل تمزيق الشعب الفلسطيني ووحدته أينما تواجد في الوطن والشتات. وهو المُصر اليوم على العودة إلى دياره التي هُجر منها قسراً عام 1948. مع تأكيده على رفضه للتوطين والتهجير.

4- مقاومة حق مشروع طالما كان المحتلّ جاثماً على الأرض الفلسطينية، وطالما أنه يواصل عدوانه على شعبنا الفلسطيني، ويحول دون عودتنا إلى أرضنا فلسطين منذ العام 1948.

5- كشف المزيد من الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني، والأخطار التي تعمل عليها الحركة الصهيونية الهادفة إلى صبغ فلسطين بما يسمى "الدولة القومية للشعب اليهودي ".

6- ستبقى الأرض محور الصراع العربي ـ الصهيوني مهما حاولوا خفض سقفه وتحويله إلى نزاع بموجب "اتفاقات أوسلو "المشؤومة.

7- مهما حاولت السياسة أن تعبث بحقائق التاريخ والجغرافية والديمغرافيا، لكنها لن تستطيع دثرها، وإلغائها من الواقع، وأن تمنعها من التكاثر.

واليوم وبعد مرور تسعة وثلاثين عاماً على يوم الأرض يبقى السؤال المركزي المطروح: "هل ما زال الفلسطيني على ذات الإصرار في التمسك بأرضه على الرغم من اتفاقات أوسلو التي تم التنازل بموجبها عن 78% من أرض فلسطين التاريخية؟!، ومع استمرار انخراط السلطة ومفاوضيها اليوم في مفاوضات عبثية لن تجلب سوى المزيد من تبديد وهدر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني لنقول وفي جواب قاطع جازم وحازم أن الشعوب قد تستكين في مرحلة من المراحل، إلاّ أنها لا يمكن أن تتنازل أو تفرط مهما طال الزمن. فلم يكتب التاريخ أن شعباً قد فرط، بل كتب أن قيادات قد فرطت وتنازلت، وشاهدي أن شعبنا الذي تمسك بأرضه ولم يبرحها العام 1948، هو نفسه الذي هبّ في يوم الأرض عام 1976. أي بعد ثمانية وعشرين عاماً على النكبة. ونفس الشعب الذي فجر انتفاضته الأولى عام 1987، وانتفاضته العام 2000 "انتفاضة الأقصى "بوجه المحتل الغاصب. أي بعد مرور سبعة أعوام على اتفاقات أوسلو المذلة والمهينة، واليوم الشعب الذي يتحفز من أجل الذهاب نحو انتفاضة شعبية ثالثة قد تتجاوز من خلالها أغلب الفصائل إن لن نقل جميعها. إن الشعب الفلسطيني الذي تمرس النضال والكفاح والجهاد، فالأرض بالنسبة إليه فعل إيمان وعقيدة، وفعل إرادة ومقاومة.  

اعلى الصفحة