|
|||||||
|
الثقافة السياسية اليوم باتت ضرورة، أكثر من أي وقت مضى لكل الناس عموماً، وللمثقفين والنخب بشكل خاص. لأننا نعيش في مجتمع دولي تسيطر عليه الدول المستكبرة والمستعمرة، يمارس شريعة الغاب، حيث يأكل القوي الضعيف، بشكل مخادع مستعملاً وسائل الإعلام والنشر للتضليل، ومستفيدا من الأنظمة التي شكلها، فيعمل على إقناعنا بان الصديق عدو ويصور لنا العدو صديقاً، ويعمل على حماية تلك الأنظمة، لحفظ مصالحه. من خلال الإلهاء والانحراف عن سبل النجاة، وإشغال شعوب البلاد الضعيفة بالفتن المتفرقة من عرقية إلى مذهبية ودينية، وبهذا يسهل على تلك الدول المستكبرة، الإمساك بمقدرات الناس واستعمارها تحت شعارات براقة خطرة. وننسى قضيتنا الأساس فلسطين وخطورة إنشاء هذا الكيان من خلال أشغالنا بقضايا جانبية اخترعها لنا الغرب بحيث بسببها ذهب الكثيرون من الحكام للصداقة مع العدو الأساس ومعاداة الأصدقاء مسلمين وغير مسلمين مع أنهم دفعوا فواتير ضخمة بسبب مواقفهم المخالفة لمصالح الأنظمة الغربية. لذا كان من الضروري إشاعة الثقافة العامة فيما يعني الناس، لتوعيتها وخصوصا الثقافة السياسية. وذلك لمعرفة حقائق الأمور لتكون الشعوب على بصيرة من أمرها. لأنه وبحسب الظاهر، الكثير منهم انطلت عليهم ألاعيب الأنظمة، وسقطوا في أفخاخ الوسائل الإعلامية، وباتوا وقوداً وبالمجان للمشاريع التي تستهدف أمتهم ودينهم وخيراتهم. ومن الضروري التذكير الدائم بالأهداف التي عمل عليها الغرب، بزرع الكيان الإسرائيلي لتقسيم العالم العربي، وفق اتفاقية سايكس بيكو. وقد بانت وبوضوح أهدافه الجديدة فيما عنونه الأمريكي بالربيع العربي، وهي الإمعان في إضعاف العرب من خلال تفتيتهم أكثر. كما أنه من الضروري الالتفات أيضاً إلى ضرورة العمل المقاوم، في ظل مجتمع دولي ظالم لا يعطي الحق لأصحابه، ولا يعترف بالضعفاء. فالمقاومة اليوم أكثر ضرورة من أي وقت مضى لخطورة ما يجري، وذلك بسبب مخاوف الغرب على مرتكز مصالحه، وهو الكيان الإسرائيلي الذي انكسر وظهرت حقيقته، وبان اوهن من بيت العنكبوت. ومعلوم انه بسقوطه تصبح كل مصالح الغرب في خطر، كما انه سيضطر للخروج من المنطقة مهزوماً، بسقوط كيانه الذي زرعه في قلب عالمنا. ويجب علينا تامين بيئة شعبية حاضنة للمقاومة من خلال التوعية السياسية، والتأكيد على ضرورة الوحدة ليس بين المسلمين فقط، بل مع كل أهل المنطقة على اختلاف الأديان والمذاهب والأحزاب القومية وغيرها. والاهتمام بنسج تحالفات إقليمية ودولية تفيد مشروعنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتداعياته الخطيرة، باعتبار أن العالم اليوم منقسم إلى محاور، وهنا أقول ليس شرطاً أن نكون جزءاً منها بل يمكن الاكتفاء بإقامة علاقات تعاون، أو بحسب تحديدنا لمصالحنا بعد دراسة إمكانياتنا وكلفة ذلك. ليكون العمل السياسي مساندا للمقاومة. ومن الواضح أنه لا خلاص لعالمنا العربي إلا بالتخلص من أصل البلاء، الذي زرعه الغرب في قلب عالمنا، كغدة سرطانية تفتك بجسم أمتنا المنهك والضعيف، هذا الكيان صنعه الغرب ليكون المانع من التقدم والتطور لأهل المنطقة. ونستطيع ذلك من خلال الاستفادة من الطاقات البشرية، والخيرات الموجودة في أرضنا. كما اعتقد أنه من الضروري الالتفات إلى خطورة الدور الذي تلعبه بعض دول المنطقة، تحت ستار الدفاع عن حقوق الناس الديمقراطية في بعض الدول، والخوف على أصحاب هذا المذهب أو ذاك. فقد ظهرت حقيقة تلك الأنظمة التي أنبتت، وزرعت، وساعدت على إيجاد الحركات التكفيرية بتوجيه وتدريب وحماية الغرب، والملفت اهتمامها غير العادي باجتماعات الجامعة العربية وبغزارة القرارات وسرعة تنفيذها، والسخاء بالدفع على مشاريعهم المفتتة، بشكل لم نشهده إبان سقوط فلسطين. ولم نجدها بهذه الحرارة لمساعدة الفصائل المقاومة للكيان الإسرائيلي، لا قديماً ولا حديثاً. بل كنا نجد في أحسن الأحوال، الصمت الرهيب أو التعاطف الكلامي، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. وسأعمل على كتابة خاصة بهذا الموضوع عندما أتمكن من ذلك والله ولي التوفيق. تعريف الثقافة السياسية: هي عبارة عن مجموعة المعارف، والآراء والاتجاهات السائدة حول السياسة والحكم، الدولة والسلطة، الولاء والانتماء، الشرعية والمشاركة والمعارضة. المقاومة بجميع أشكالها، وتحوي أيضاً منظومة المعتقدات والرموز والقيم المحددة للكيفية التي يرى بها مجتمع ما، الدور المناسب للحكومة مع ضوابطه، والعلاقة المناسبة بين الحاكم والمحكوم، بين الموالاة والمعارضة. ومعنى ذلك أن الثقافة السياسية تتمحور حول اعتقادات، وقيم واتجاهات وقناعات سواء كانت طويلة الأمد، أو قصيرة الأمد، حول الظواهر السياسية، وينقل كل مجتمع مجموعة مصطلحاته وقيمه وأعرافه الأساسية إلى أفراد شعبه، ومن ثم يشكل الأفراد مجموعة من القناعات بخصوص أدوار النظام السياسي بشتى مؤسساته الرسمية وغير الرسمية، وحقوقهم وواجباتهم نحو ذلك النظام السياسي. ولما كانت الثقافة السياسية للمجتمع جزءاً من ثقافته العامة، فهي تتكون بدورها من عدة ثقافات فرعية، وتشمل تلك الثقافات الفرعية من ثقافة الشباب، والنخبة الحاكمة، إلى ثقافة العمال، والفلاحين، والمرأة.. الخ. وبذلك تكون الثقافة السياسية هي مجموع الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر، التي تعطى نظاماً ومعنى للعملية السياسية المساندة للعمل المقاوم، في ظل مجلس أمن دولي منحاز لمصالح الدول العظمى بالعموم وللكيان الإسرائيلي بالخصوص. وتقدم القواعد المستقرة التي تحكم تصرفات الأفراد داخل النظام السياسي، وبذلك فهي تنصب على المثل والمعايير السياسية، التي يلتزم بها أعضاء المجتمع السياسي، والتي تحدد الإطار الذي يحدث التصرف السياسي في نطاقه. وباختصار يمكن القول إن الثقافة السياسية هي عبارة عن مجموعة القيم والاتجاهات والسلوكيات من عادات وغيرها، والمفاهيم والمعارف السياسية لأفراد المجتمع على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية والعلمية والثقافية. والثقافة السياسية باعتبارها فرعاً من الثقافة العامة للمجتمع تؤثر فيه وتتأثر به، وتبقى داخل الإطار العام لثقافة المجتمع. إلى جانب الثقافة الاجتماعية. وبسبب كثرة المتغيرات السياسية والاجتماعية، كان من الطبيعي أن تتمايز الثقافة السياسية من منطقة لأخرى، وان تكون متغيرة. فهي لا تعرف الثبات الدائم. ويتوقف حجم ومدى التغير على عدة عوامل من بينها: - مقدار ومعدل التغير في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. - درجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التعليم وآثاره في عملية التغير الثقافي. - حجم الاهتمام الذي توليه وتخصصه الدولة لإحداث هذا التغيير في ثقافة المجتمع. - مدى رسوخ هذه القيم في نفوس الأفراد. - مدى حضور المجتمع المدني ثقافياً واجتماعياً. وتتفاوت الثقافة السياسية بين مجتمع وآخر، كما تختلف من فرد لآخر داخل المجتمع. هذا التفاوت تفرضه عوامل معينة، كالمكان الجغرافي الذي يجعل منها مورد أطماع الأقوياء، وكوضع البيئة الثقافي، ومحل الإقامة، والمهنة والمستوى الاقتصادي، والحالة التعليمية. ولإغناء الثقافة السياسية العامة، كان من الجيد التعرف على بعض المصطلحات السياسية، حيث يكثر استعمالها في وسائل الإعلام، والخطاب السياسي. ومنها ما استعمل في العقود الماضية وضعف استعمالها حالياً. لكن قراءة بعض المقالات الماضية تفرض ذكرها. مصطلحات سياسية مستعملة النظام السياسي: النظام السياسي هو نظام اجتماعي يقوم بعدة أدوار أو وظائف متعددة، استناداً إلى سلطة مخولة له، أو قوة يستند إليها، لإدارة موارد المجتمع وتحقيق الأمن الداخلي والخارجي، وتحقيق أكبر قدر من المصالح العامة، والعمل على الحد من التناقضات الاجتماعية. والنظام السياسي في صورته السلوكية، هو عبارة عن المجموعة المترابطة من السلوك المقنن الذي ينظم عمل كل القوى والمؤسسات والوحدات الجزئية، التي يتألف منها. أي كل مؤسسة سياسية داخل أي بناء اجتماعي. والنظام السياسي في صورته الهيكلية أوالمؤسسية، أو التنظيمية عبارة عن مجموعة المؤسسات التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي، وهي المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية . أوتوقراطية مصطلح يطلق على النظام التي يرأسه شخص واحد، أو على جماعة، أو على حزب، لا يتقيدون بدستور أو قانون. ويتمثل هذا الحكم في الاستبداد في إطلاق سلطات الفرد أو الحزب، وتوجد الأوتوقراطية في الأحزاب الفاشية أو الشبيهة بها. والاوتوقراطي هو الذي يحكم حكمًا مطلقًا، ويقرر السياسة دون أية مساهمة من الجماعة، وتختلف الأوتوقراطية عن الديكتاتورية في أن السلطة في الأوتوقراطية تخضع لولاء الرعية، بينما في الدكتاتورية فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف وحده. تكنوقراطية مصطلح سياسي نشأ مع اتساع الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي، وهو يعني حكم "التكنولوجية"، أو حكم العلماء والتقنيين المتخصصين. وقد تزايدت قوة التكنوقراطيين نظراً لازدياد أهمية العلم، ودخوله جميع المجالات وخاصة الاقتصادية والعسكرية منها. وقد يُلجأ إليها عند عدم تمكن المجاميع السياسة من الاتفاق على تشكيل حكومة سياسية. كما أن لهم السلطة في قرار تخصيص صرف الموارد والتخطيط الاستراتيجي والاقتصادي في الدول التكنوقراطية. وقد بدأت حركة التكنوقراطيين عام 1932 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تتكون من المهندسين والعلماء والتي نشأت نتيجة طبيعة التقدم التكنولوجي. أما المصطلح فقد استحدث عام 1919 على يد وليام هنري سميث الذي طالب بتولي الاختصاصيين العلميين مهام الحكم في المجتمع الفاضل. ثيوقراطية نظام يستند إلى أفكار دينية مسيحية ويهودية، وتعني الحكم بموجب الحق الإلهي، وقد ظهر هذا النوع من الأنظمة في العصور الوسطى في أوروبا، على هيئة الدول الدينية التي تميزت بالتعصب الديني وكبت الحريات السياسية والاجتماعية، ونتج عن ذلك مجتمعات متخلفة مستبدة سميت بالعصور المظلمة، ظلم فيها العلم والعلماء، واتهموا بالسحر والهرطقة. دكتاتورية كلمة ذات أصل يوناني رافقت المجتمعات البشرية منذ تأسيسها، تدل في معناها السياسي حالياً على سياسة تصبح فيها جميع السلطات بيد شخص واحد، يمارسها حسب إرادته، دون اشتراط موافقة الشعب على القرارات التي يتخذها. أي حيث لا وجود للعملية الانتخابية. الديمقراطية مصطلح يوناني مؤلف من لفظين الأول (ديموس) ومعناه الشعب، والآخر (كراتوس) ومعناه سيادة، فيصبح معنى المصطلح إذاً سيادة الشعب أو حكم الشعب. والديمقراطية نظام سياسي اجتماعي تكون فيه السيادة لجميع المواطنين ويوفر لهم المشاركة الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة، والديمقراطية كنظام سياسي تقوم على حكم الشعب لنفسه مباشرة، أو بواسطة ممثلين منتخبين بحرية كاملة (كما يُزعم!)، وأما أن تكون الديمقراطية اجتماعية أي أنها أسلوب حياة يقوم على المساواة وحرية الرأي والتفكير، وأما أن تكون اقتصادية تنظم الإنتاج وتصون حقوق العمال، وتحقق العدالة الاجتماعية. إن تشعب مقومات المعنى العام للديمقراطية وتعدد النظريات بشأنها، علاوة على تميز أنواعها وتعدد أنظمتها، والاختلاف حول غاياتها، ومحاولة تطبيقها في مجتمعات ذات قيم وتكوينات اجتماعية وتاريخية مختلفة، يجعل مسألة تحديد نمط ديمقراطي دقيق وثابت، مسألة غير واردة عملياً، إلا أنه بالعموم يمكن القول إن للنظام الديمقراطي ثلاثة أركان أساسية: أ- حكم الشعب ب- المساواة ج- الحرية الفكرية ومعلوم استغلال الدول لهذا الشعار البراق الذي لم يجد تطبيقًا حقيقيًا له على أرض الواقع حتى في أعرق الدول ديمقراطية كما يقال. ومعلوم أيضًا تعارض بعض مكونات هذا الشعار الغربي البراق الذي افتُتن به البعض مع أحكام الإسلام. اللهم إلا أن يشترط بأمور يأتي الحديث إليها في مكان آخر. أرستقراطية تعني باللغة اليونانية سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منـزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة. واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الارستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى، وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، ومن الواضح أن هناك تعارضاً بين الارستقراطية والديمقراطية. أنثروبولوجيا تعني باللغة اليونانية علم الإنسان، وتدرس الأنثروبولوجيا نشأة الإنسان وتطوره وتميزه عن المجموعات الحيوانية، كما أنها تقسم الجماعات الإنسانية إلى سلالات وفق أسس بيولوجية، وتدرس ثقافته ونشاطه من عادات وتقاليد في تفاصيل حياته الاجتماعية. سوسيولوجيا تعني علم دراسة المجتمعات الإنسانية، والمجموعات البشرية، والظواهر الاجتماعية. وقد اهتم الغرب بهذا العلم إلى جانب الانتروبولوجيا، لفهم طبائع الناس ونقاط ضعفهم ونقاط قوتهم ليسهل عليهم استعمار الشعوب الضعيفة. وقد يصطلح عليهما علم فن الاستعمار بأقل كلفة. أيديولوجية هي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد، ويحدد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين الفكرية، والسياسية، والأخلاقية، والفلسفية. براغماتية براغماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني "براغما" ومعناه العمل، وهي مذهب فلسفي – سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة؛ فالسياسي البراغماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره. وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل. والبراغماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية إلا أنهم في الواقع ينادون بأيديولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة، ومعاداة كل النظريات الشمولية وأولها الماركسية. بروسترايكا هي عملية إعادة البناء في الاتحاد السوفيتي التي تولاها ميخائيل جورباتشوف وتشمل جميع النواحي في الاتحاد السوفيتي، وقد سخر الحزب الشيوعي الحاكم لتحقيقها، وهي تفكير وسياسة جديدة للاتحاد السوفيتي ونظرته للعالم، وقد أدت تلك السياسة إلى اتخاذ مواقف غير متشددة تجاه بعض القضايا الدولية، كما أنها اتسمت بالليونة والتخلي عن السياسات المتشددة للحزب الشيوعي السوفيتي. بروليتاريا مصطلح سياسي يُطلق على طبقة العمال الأجراء الذين يشتغلون في الإنتاج الصناعي ومصدر دخلهم هو بيع ما يملكون من قوة العمل، وبهذا فهم يبيعون أنفسهم كأي سلعة تجارية. وهذه الطبقة تعاني من الفقر نتيجة الاستغلال الرأسمالي لها، ولأنها هي التي تتأثر من غيرها بحالات الكساد والأزمات الدورية، وتتحمل هذه الطبقة جميع أعباء المجتمع دون التمتع بمميزات متكافئة لجهودها. وحسب المفهوم الماركسي فإن هذه الطبقة تجد نفسها مضطرة لتوحيد مواقفها ليصبح لها دور أكبر في المجتمع. بورجوازية تعبير فرنسي الأصل كان يُطلق في المدن الكبيرة في العصور الوسطى على طبقة التجار وأصحاب الأعمال، الذين كانوا يشغلون مركزاً وسطاً بين طبقة النبلاء من جهة والعمال من جهة أخرى، ومع انهيار المجتمع الإقطاعي، قامت البورجوازية باستلام زمام الأمور الاقتصادية والسياسية واستفادت من نشوء العصر الصناعي، حتى أصبحت تملك الثروات الزراعية والصناعية والعقارية، مما أدى إلى قيام الثورات الشعبية ضدها لاستلام السلطة عن طريق مصادرة الثروة الاقتصادية والسلطة السياسية. والبورجوازية تستعمل اليوم كمصطلح عند الاشتراكيين والشيوعيين، تعني الطبقة الرأسمالية المستغلة في الحكومات الديمقراطية الغربية التي تملك وسائل الإنتاج. بيروقراطية البيروقراطية تعني نظام الحكم القائم في دولة ما، يُشرف عليها ويوجهها ويديرها طبقة من كبار الموظفين الحريصين على استمرار وبقاء نظام الحكم لارتباطه بمصالحهم الشخصية، حتى يصبحوا جزءاً منه ويصبح النظام جزءاً منهم , ويرافق البيروقراطية جملة من قواعد السلوك ونمط معين من التدابير، تتصف في الغالب بالتقيد الحرفي بالقانون والتمسك الشكلي بظواهر التشريعات، فينتج عن ذلك " الروتين " وبهذا فهي تعتبر نقيضاً للثورية، حيث تنتهي معها روح المبادرة والإبداع وتتلاشى فاعلية الاجتهاد المنتجة، ويسير كل شيء في عجلة البيروقراطية وفق قوالب جاهزة، تفتقر إلى الحيوية. والعدو الخطير للثورات هي البيروقراطية التي قد تكون نهاية معظم الثورات. كما أن المعنى الحرفي لكلمة بيروقراطية يعني حكم المكاتب. التعددية مذهب ليبرالي يرى أن المجتمع يتكون من روابط سياسية وغير سياسية متعددة، لها مصالح مشروعة متفرقة، وأن هذا التعدد يمنع تمركز الحكم عند جهة واحدة، ويساعد على تحقيق المشاركة وتوزيع المنافع. المشاركة السياسية ترمز إلى مساهمة المواطنين وحضورهم من خلال وجود دور لهم في إطار النظام السياسي وطبقاً لما جاء عن صموئيل هانتنغتون وجون نيلسون "أن المشاركة السياسية تعني تحديدا ذلك النشاط الذي يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير في عملية صنع القرار الحكومي". ديماغوجية كلمة يونانية مشتقة من كلمة (ديموس)، وتعني الشعب، و(غوجية) وتعني العمل، أما معناها السياسي فيعني مجموعة الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب، وإغرائه ظاهرياً للوصول للسلطة وخدمة مصالحهم. والتشويش على الحقيقة. الراديكالية تعد أصول هذه الكلمة في اللغة إلى كلمة راديكال الفرنسية وتعني الجذر، واصطلاحاً تعني نهج الأحزاب والحركات السياسية الذي يتوجه إلى إحداث تغيير شامل وعميق في بنية المجتمع، بخلاف الإصلاحية، التي يكتفي نهجها بالعمل على تحقيق بعض الإصلاحات في واقع المجتمع. والراديكالية نزعة تقدمية تنظر إلى مشاكل المجتمع ومعضلاته، ومعوقاته نظرة شاملة تتناول مختلف ميادينه السياسية، والدستورية، والاقتصادية، والفكرية والاجتماعية، بقصد إحداث تغير جذري في بنيته، ومن ثم لنقله من واقع التخلف والجمود إلى واقع التقدم والتطور. ومصطلح الراديكالية يطلق الآن على الجماعات المتطرفة والمتشددة في مبادئها . الرأسمالية الرأسمالية نظام اجتماعي اقتصادي تُطلق فيه حرية الفرد في المجتمع السياسي، للبحث وراء مصالحه الاقتصادية والمالية بهدف تحقيق أكبر ربح شخصي ممكن، وبوسائل مختلفة تتعارض في الغالب مع مصلحة الغالبية الساحقة في المجتمع... وبمعنى آخر يمكن القول إن الفرد في ظل النظام الرأسمالي يتمتع بقدر وافر من الحريات الفكرية والثقافية، وفي اختيار ما يراه مناسباً من الأعمال الاقتصادية الاستثمارية وبالطريقة التي يحددها من أجل تأمين رغباته، وإرضاء جشعه، لهذا ارتبط النظام الرأسمالي بالحرية الاقتصادية، أو ما يعرف بالنظام الاقتصادي الحر، وأحياناً يخلي الميدان نهائياً لتنافس الأفراد وتكالبهم على جمع الثروات عن طريق سوء استعمال الحرية التي أباحها النظام الرأسمالي. الرجعية مصطلح سياسي اجتماعي يدل على التيارات المعارضة للمفاهيم التقدمية الحديثة، وذلك عن طريق التمسك بالتقاليد الموروثة، ويرتبط هذا المفهوم بالاتجاه اليميني المتعصب المعارض للتطورات الاجتماعية السياسية والاقتصادية، إما من مواقع طبقية أو لتمسك موهوم بالتقاليد، وهي حركة تسعى إلى التشبث بالماضي، لأنه يمثل مصالح قطاعات خاصة من الشعب على حساب الصالح العام. الشوفينية مصطلح سياسي من أصل فرنسي يرمز إلى التعصب القومي المتطرف، وتطور معنى المصطلح للدلالة على التعصب القومي الأعمى والعداء للأجانب، كما استخدم المصطلح لوصم الأفكار الفاشية والنازية في أوروبا، ويُنسب المصطلح إلى جندي فرنسي اسمه نيقولا شوفان حارب تحت قيادة نابليون وكان يُضرب به المثل لتعصبه لوطنه. الغيفارية نظرية سياسية يسارية نشأت في كوبا وانتشرت منها إلى كافة دول أمريكا اللاتينية، مؤسسها هو ارنتسوتشي غيفارا أحد أبرز قادة الثورة الكوبية. وهي نظرية أشد تماسكاً من الشيوعية، وتؤيد العنف الثوري، وتركز على دور الفرد في مسار التاريخ، وهي تعتبر الإمبريالية الأمريكية العدو الرئيس للشعوب، وترفض الغيفارية استلام السلطة سلمياً، وتركز على الكفاح المسلح وتتبنى النظريات الاشتراكية. الفاشية نظام فكري وأيديولوجي عنصري يقوم على تمجيد الفرد على حساب اضطهاد جماعي للشعوب، والفاشية تتمثل بسيطرة فئة دكتاتورية ضعيفة على مقدرات الأمة ككل، طريقها في ذلك العنف وسفك الدماء والحقد على حركة الشعب وحريته، والطراز الأوروبي يتمثل بنظام هتلر وفرانكو وموسيليني، وهناك عشرات التنظيمات الفاشية الفيدرالية التي ما تزال موجودة حتى الآن، وهي حالياً تجد صداها عند عصابات متعددة في العالم الثالث، واشتق اسم الفاشية من لفظ فاشيو الإيطالي، ويعني حزمة من القضبان استخدمت رمزاً رومانياً يعني الوحدة والقوة، كما أنها تعني الجماعة التي انفصلت عن الحزب الاشتراكي الإيطالي بعد الحرب بزعامة موسيليني الذي يعتبر أول من نادى بالفاشية كمذهب سياسي. الفيدرالية نظام سياسي يقوم على بناء علاقات تعاون محل علاقات تبعية بين عدة دول يربطها اتحاد مركزي ؛ على أن يكون هذا الاتحاد مبنيًا على أساس الاعتراف بوجود حكومة مركزية لكل الدولة الاتحادية، وحكومات ذاتية للولايات أو المقاطعات التي تنقسم إليها الدولة، ويكون توزيع السلطات مقسماً بين الحكومات الإقليمية، والحكومة المركزية. الكونفيدرالية يُطلق على الكونفيدرالية اسم الاتحاد التعاهدي أو الاستقلالي، حيث تُبرم اتفاقيات بين عدة دول تهدف لتنظيم بعض الأهداف المشتركة بينها، كالدفاع وتنسيق الشؤون الاقتصادية والثقافية، وإقامة هيئة مشتركة تتولى تنسيق هذه الأهداف، كما تحتفظ كل دولة من هذه الدول بشخصيتها القانونية وسيادتها الخارجية والداخلية، ولكل منها رئيسها الخاص بها. الليبرالية فلسفة للرأسمالية وقد اقترن ظهورها بالثورة الصناعية، وظهور الطبقة البرجوازية الوسطى في المجتمعات الأوروبية، وكانت السبب الأساس في صراع الطبقة الصناعية والتجارية التي ظهرت مع الثورة الصناعية، ضد القوى التقليدية الإقطاعية التي كانت تجمع بين الملكية الاستبدادية والكنيسة. وتقوم الليبرالية على إنشاء حكومة برلمانية يتم فيها حق التمثيل السياسي لجميع المواطنين، وحرية الكلمة والعبادة، وإلغاء الامتيازات الطبقية، وحرية التجارة الخارجية، وعدم تدخل الدولة في شؤون الاقتصاد، إلا إذا كان هذا التدخل يؤمن الحد الأدنى من الحرية الاقتصادية لجميع المواطنين. وكملاحظة مهمة أقول أن مقلدي الغرب في بلادنا، قد تم خداعهم بهذه الفكرة البراقة التي تُعارض أحكام الإسلام في كثير مما نادت به ، ومنها حرية الكفر والضلال والجهر به؛.. الخ من الانحرافات التي ليس هنا مجال ذكرها. وكمثل على ذلك يذكر ما قام به بعض الغربيين من كتابات، ورسوم نالت من المقدسات عند المسلمين. وذلك لاستثارتهم ودفعهم لأعمال تنقلب عليهم وعلى الإسلام سلبياً. العلمانية كثرت الأقاويل فيها فمنهم من اعتبرها ضد الدين باعتبارها معتقداً بحد ذاتها، وتتناسب مع الليبرالية التي تطلق العنان للإنسان بعيداً عن القيود. ومنهم من لا يعتبرها كذلك. واعتقد أن السبب في الخلاف حولها طريقة تطبيقها والأخذ بها. لكن بالعموم من يعتمدها يقصد بها فصل الدين عن الدولة. أي فصل المؤسسات السياسية لأي بلد عن المؤسسات الدينية. وهي تكفل الحق لأي فرد في عدم تبني أي دين، وبنفس الوقت أن يختار الدين الذي يريده. وذهب البعض إلى اعتبارها جزءا من التيار الإلحادي. باعتبار أنها تمهد للإنسان أن يخرج من الدين وذلك يكون مقدمة للإلحاد المحرم في الأديان. اليمين واليسار بدأ العمل بهذين الاصطلاحين في البرلمان البريطاني، حيث كان يجلس المؤيدون للسلطة في اليمين، والمعارضون في اليسار. فأصبح يُطلق على الموالين للسلطة باليمين، وعلى المعارضين لها لقب اليسار. ومن وقتها يُطلق لفظ اليمين على الداعين للمحافظة على الأوضاع القائمة، ومصطلح اليسار على المطالبين بعمل تغييرات جذرية، ومن ثم تطور مفهوم المصطلحات إلى أن شاع استخدام مصطلح اليسار للدلالة على الاتجاهات الثورية، واليمين للدلالة على الاتجاهات المحافظة على الواقع الموجود. مبدأ ويلسون وضع هذا المصطلح الرئيس الأمريكي وودر ويلسون عام 1918 م. ويتألف من 14 نقطة، ويركز على مبدأ الاهتمام بموضوعي السلم والأمن في الشرق الأوسط. ونص هذا المبدأ على كون الاتفاقيات علنية كأساس لمشروعيتها الدولية. واعتبر هذا إدانة صريحة لاتفاقية سايكس بيكو التي سبقت إعلانه بسنتين. وكذلك إدانة لمبدأ الممارسات الدبلوماسية التآمرية التي مارستها تلك الدول. وهنا يتضح التنافس الأمريكي الأوروبي على المنطقة. كما دعا مبدأ ويلسون ضمن بنوده إلى منح القوميات التي كانت تخضع لسلطة الدولة التركية، كل الضمانات التي تؤكد حقها في الاستقلال والسلام، وطلب من حلفائه الأوروبيين التخلي عن سياساتهم الاستعمارية، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرهم، وعند اصطدام مبادئه بمعارضة حلفائه الأوروبيين في المؤتمر الذي عقد بعد الحرب العالمية الأولى في باريس، أمكن التوفيق بين الموقفين بالتوصل إلى صيغة الانتداب الدولي، المتمثل في إدارة المناطق بواسطة عصبة الأمم، وبإشراف مباشر منها، على أن توكل المهمة لبريطانيا وفرنسا نيابة عن العصبة. كمخرج شكلي للاحتلال المباشر من قبلهما. مبدأ مونرو مصطلح وضعه الرئيس الأمريكي جيمس مونرو عام 1823 م وحمل اسمه، وينص على تطبيق سياسة شبه انعزالية في الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها الخارجية، وظل هذا المبدأ سائداً في محدودية الدور الأمريكي في السياسة الدولية، حتى الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي، حين خرجت أمريكا إلى العالم كقوة عظمى تتحكم بالعالم حتى بحلفائها. كان ذلك لأخذ الوقت الكافي في التفكير بالخطط المطلوبة للدخول بقوة والإمساك بالعالم، واتخاذ الأوروبيين كحلفاء بالاستفادة من الفرصة التي تتيح له ذلك. فكان التدخل الأمريكي حيث اقتنص الفرصة تحت عنوان تحرير أوروبا من الألمان، وعدم إفساح المجال للروسي لجعل أوروبا تحت رحمته بعد معركة ستالينغراد. ومن ذلك الوقت اخذ الأمريكي دور الدولة العظمى المترئسة لما عرف بالناتو. مبدأ ترومان اصطلح على إعلان الرئيس الأمريكي هاري ترومان في 12 آذار عام 1947م في إطار الدفاع عن اليونان وتركيا، وشرق البحر الأبيض المتوسط، في وجه الأطماع السوفيتية، ودعم الحكومات المعارضة للأيديولوجيات السوفيتية، الواقعة في هذه المنطقة. وكان يهدف من ذلك المبدأ إلى خنق القوة السوفيتية ومنع تلك الدول من الدخول في الفلك السوفيتي، لما تمثل من ثقل استراتيجي، واقتصادي بارزين بالنسبة للمصالح الغربية والأمن بشكل خاص. مبدأ أيزنهاور اصطلح على إعلان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في الخامس من حزيران عام 1957م ضمن رسالة وجهها للكونجرس في سياق خطابه السنوي الذي ركز فيه على أهمية سد الفراغ السياسي، الذي نتج في المنطقة العربية بعد انسحاب فرنسا بريطانيا منها، وخصوصا بعد العدوان الثلاثي على مصر. والخوف من استغلال الاتحاد السوفييتي لذلك، باعتبار أن الرئيس المصري وقتها جمال عبد الناصر، كان يعمل على بناء قوة عسكرية، بالإضافة إلى أن الأوضاع الاقتصادية في دول المنطقة سيئة فأعلن الرئيس عبد الناصر عن تفكيره الجاد بإيجاد إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة الكيان الإسرائيلي. هذه الأمور فرضت على الأمريكي التفكير بالعمل على الدخول إلى المنطقة بشكل أقوى مما كان عليه. فأكد في خطابه على طلب تفويض الإدارة الأمريكية له، بتقديم مساعدات عسكرية للدول التي تحتاجها للدفاع عن أمنها ضد الأخطار الشيوعية. وهو بذلك يرمي إلى عدم المواجهة المباشرة مع السوفييت وخلق المبررات له بالتدخل المباشر، وبذلك عمل على تحميل تلك الدول مهمة مقاومة النفوذ والدخول السوفييتي إلى المناطق الحيوية بالنسبة للأمن الغربي، وبالدول العربية المعنية الصديقة للولايات المتحدة، عن طريق تزويدها بأسباب القوة تحت ستار مقاومة الشيوعية والإلحاد. وبنفس الوقت طالب بدعم تلك الدول اقتصادياً، حتى لا تؤدي الأوضاع الاقتصادية السيئة إلى تنامي الأفكار الشيوعية، وبالتالي التمدد السوفييتي في منطقة الشرق الأوسط. ولاقى هذا المبدأ معارضة في بعض الدول العربية بدعوى أنه سيؤدي إلى ضرب العالم العربي في النهاية، عن طريق تقسيم الدول العربية إلى فريقين متضاربين : أحدهما مؤيد للشيوعية والآخر خاضع للهيمنة الغربية. مبدأ نيكسون مصطلح أعلنه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في تموز عام 1969 م، نص بالظاهر على أن الولايات المتحدة ستعمل على تشجيع بلدان العالم الثالث، على تحمل مسؤوليات أكبر في الدفاع عن نفسها. على أن يقتصر دور أمريكا على تقديم المشورة، وتزويد تلك الدول بالخبرة والمساعدة. وأشير إلى أن الهدف منه كان للتعمية على الدور الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية، الحامية والداعمة للكيان الإسرائيلي. والظهور بمظهر المحايد لحماية الأنظمة العربية التابعة له. وذلك ليكون وسيطاً في حل الصراع العربي الإسرائيلي. مبدأ كارتر أصطلح على إعلان الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في 23 كانون الثاني عام 1980. وكان ذلك بعد احتلال السوفييت لأفغانستان في 24 كانون الأول عام 1979. وبعد انتصار الثورة الإسلامية في 11 شباط 1979 وسقوط الشاه، الذي كان مورد اعتماد الأمريكي لحماية الخليج، حيث كان يعتبر العصا الأمريكية لحمايته، كما كان السد الجغرافي أيضاً لوجود إيران على حدود الاتحاد السوفييتي السابق. وذلك لتأكيده على تصميم الولايات المتحدة على مقاومة أي خطر يهدد امن الخليج. حتى لو استلزم ذلك استخدام القوة العسكرية. وكانت أسباب هذا المبدأ هي فكرة إنشاء قوات التدخل السريع للتدخل في المنطقة، وحث الدول الحليفة للمشاركة في هذه القوة، وعدم السماح للاتحاد السوفييتي وقتها بالوصول إليها. وقد عمل على إنشاء قوة عسكرية مستقلة بقيادته لها عرفت "بالسنتكوم". وذلك للامساك بأهم منطقة، وهي الخليج لما تلعبه من دور في مسالة الطاقة، التي لعبت ولا زالت دوراً محورياً وأساسياً في الحروب والمنازعات الدولية. توضيح باعتبار أن الليبرالية والديمقراطية اليوم هما الشغل الشاغل للكثيرين, بحيث البعض يعتبرهما يؤديان نفس المعنى. نرى أنه من المناسب توضيح الفرق بينهما. والحديث بشيء من التفصيل عن الديمقراطية. بما أن هناك خلطاً بين الليبرالية والديمقراطية من حيث المعنى والمدلول نقول إن بين المفهومين شيئاً من الربط بينهما. حيث أننا نرى أن البعض يعتبر الليبرالية بمثابة فلسفة وموقف من الحياة، وطريقة في التفكير وتنظيم للوعي ووضع للأولويات، والبعض الآخر يعتبر الديمقراطية كتوصيف لنظام حكم محدد وذي مواصفات محددة. لذا يمكن القول أن الليبرالية فلسفة ومذهب اجتماعي، وأن الديمقراطية نظام حكم. وعليه هما مفهومان مختلفان منفصلان في الدلالة. والديمقراطية كانت هي النتيجة الطبيعية لليبرالية، وأن المجتمع الصناعي الذي حمل فكرة الليبرالية وأنضجها, هو الذي أنتج الديمقراطية ليس برغبة الطبقة البرجوازية، بل بسبب نضال العمال والفقراء ضد استغلالهم من قبل رأس المال، ولمنع محاولتهم احتكار السلطة والثروة. لتكون الديمقراطية ضمانتهم في مواجهة التهميش والاستغلال. مع الحفاظ على مبدأ الحريات وفلسفتها، لذلك يقولون أن الليبرالية تقوم على قدمين هما حرية السوق ومنع استغلال الإنسان واستعباده. فالذي يربط بين الليبرالية والديمقراطية بنظر الغرب، كانت هي ضرورة عملهما معاً, فالليبرالية لوحدها من دون ديمقراطية ستفتح المجال واسعاً أمام الجشع والاستغلال. |
||||||