|
|||||
|
أطياف الشهداء إلى شهداء القنيطرة.. يا للشتاء.. كلّ الذين أحبّهم، ركبوا قطار اليأسِ واتجهوا إلى أحزانهمْ حتى المحطةُ أوصدتْ دمَها.. وما عاد النزيفُ يعانق الأيدي وما عادت تلوّحُ للمسافرِ أمُّهُ.. سقطتْ مناديل الوداع على رصيف الملحِ.. واختنق السفرْ.. يا للرصيفْ.. أمشي.. ولا يأتي الأحبةُ من مضاجعهم وأصرخُ.. لا يجيء البرقُ لا أحدٌ أقول له: - سلامٌ عليكم.. غير دمكم- في الدساكرِ- حين يلقاهُ على الأرض المطرْ.. لو تعرفون إذاً مرارةَ مَنْ تصيحُ عيونُهُ.. وينامُ أيقظتمُ الخلايا كي تقولوا لهُ: كلنا للوطنْ كنتم أطلقتم الشموعَ على شتاءِ الروحِ كي يبكي الشجرْ.. *** وحدي.. على باب المساء ألوبُ تغريني النجوم، فلا أمدُّ لها حبالَ القلبِ أسقط في مداراتِ البكاء.. وأُشعلُ من دمكم محاريب الدعاء.. يُضيئني صوتي ودمُكم.. يا لدمكم حين يجعلني أخاطبُ الحجرْ.. *** تركوا على ظلّ السياجِ الفلَّ.. مَنْ يسقي ترابَ المتعبينْ؟ زرعوكم بين دمي وبين دمي.. لنرحلَ.. فابتكرنا من خلال الرحيلِ- وجه الياسمينْ غرسوا مواجعنا على شوكِ الطريق وأنزلوا عن ضحكة الأطفالِ أشرعةَ القمرْ.. لكنني ما زلتُ أحلمُ.. أن أرى أطيافكم تعود مع المساءِ تسوق قطعان الحنينْ.. وأنا أحدِّثكم.. أفلُّ جدائل النعناعِ.. ويرقُصُ في عيوننا السهرْ.. ما زلتُ أحلمُ أن يعودَ الناس من أحلامهمْ أن يزرعوا تحتَ الشبابيك الكئيبةِ.. ظلَّ بيتْ وأنا وأنتم نعذّبُ الطرقاتِ.. نُتعبها ونسرقُ من إشارات المرورِ اللّونَ كي يتحررَ العشبُ الفقيرْ.. لا البردُ يطفئنا ولا نقرُ السنين على مصابيح القلوبْ وغداً سنعبر في الشتاءِ فراشاتِ عزٍّ نعيد للأيدي نضارتها، وللروحِ الأملْ.. وغداً سنحيا.. كي نكون كما أردنا لا يتوبُ العمرُ عن غدنا ولا غدُنا يتوبْ.. يا لدمكم العطر.. يا لدمكم الفجر.. هوذا نهارٌ جديدٌ يُطلُّ من وعدٍ صادق.. وذا وهجُ عروجكم لسماءِ الله شهداء.. وتلكَ شجيراتُ أرزٍ تعِدُ بظلٍّ فوق القنيطرةِ سامق..
|
||||