|
|||||||
|
(ما رأيت إلا جميلاً!.. هؤلاءِ قومٌ كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم).. هكذا قالت السيدة زينب (ع) أمام الطاغية الظالم.. وهكذا قال السيد حسن نصر الله أمام الطاغية المتكبر في القرن الواحد والعشرين. مسيرة واحدة لخطين متواجهين متقاتلين: خط الطغاة والفراعنة والملوك والأمراء المستكبرين، وخط الأنبياء وأوصياء الأنبياء وأتباعهم من المقاومين والثائرين. فالقوم أبناء القوم ولو تعددت أسماؤهم وكُناهم وألقابهم وألوان راياتهم، بل ولو تعددت لغاتهم ولهجاتهم وألوان لباسهم وطرق تجبرهم وطغيانهم. فالنتيجة واحدة: التدمير والتخريب والتمزيق والقتل المباح وتكفير الآخر وإهدار دمه واستباحة ماله وعرضه، واستخدام أبشع أدوات الفتك وأساليبه. ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾. هذا هو ديدن الفراعنة والملوك وأتباعهم مهما كان انتماؤهم الديني والعقائدي، فليس الدين أو العقيدة إلا غطاءاً يستخدمه هؤلاء الفراعنة والملوك بوجه الأنبياء وأحباء الأنبياء عبر التاريخ وإلى حاضرنا. أليس فرعون من قال: ﴿... قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾. أليس قارون من زَّين للمستضعفين دين فرعون وباع انتماءه بالذهب والفضة؟؟!.. أوَ ليس كهنة البيت المقدس- والمفترض أنهم حماة الدين- أليس هؤلاء بتحالفهم مع القيصر تآمروا على السيد المسيح عليه السلام ووشوا به وكفروه؟؟!. ﴿اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾.. ألم يكن هناك محدثون وفقهاء وقفوا في معسكر يزيد بن معاوية وقاتلوا الحسين بن علي(ع)؟ فاشتروا دنياهم بأخراهم. أو ليس ابن تيمية من قال بأن الحسين قُتل بسيف جده؟؟ لكي يجد العذر ليزيد وزبانيته؟؟!. أوَ ليس القرضاوي أفتى بوجوب قتل من يخالفه الرأي في الموضوع السوري؟.. أو ليس تحالُف الطغاة مع الكهنة ومفتيي البلاط هو من يجعل رأي الحاكم أو الملك وشهواته ديناً ملزماً للناس وإن من يعارضه فهو خارج، ومرتد، وكافر، وعندها يُباح دمه وماله وعرضه؟!!!!... أوَ ليس هذا ديدن التاريخ الطويل للأمم الخوالي؟!!.. دمٌ ونارٌ وقهرٌ واغتصابٌ وملايين القتلى وإبادات لشعوب وقبائل، وفرض الآراء والأهواء؟.. ومع ذلك فهم يخلعون على هؤلاء الجبابرة، العتاة، الظَلَمة، ألقاباً إلهية أو صفات دينية في إطار تحريفهم لمضمون الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾، وكأن الله أعطاهم واصطفاهم ليصبحوا بذلك ولاةً للأمر، مُلزمين الطاعة... ويعتبرون ذلك ديناً...؟؟!!!. والله ورسوله وأولياؤه وأوصياؤه بريئون من هؤلاء منذ آدم وإلى يومنا هذا، لأن أعمالهم جميعها مناقضة لأصل الدين ولسماحته ولهويته وهدفيته. ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾، من ظلمات الجهل والحقد والعصبية والقبلية والتبعية إلى نور العلم والمعرفة والعقل والحكمة والمحبة والسلام والإخاء والحرية. ولهذا فإن القوم أبناء القوم.. وتحالفهم اليوم مع الصهيونية (الوجه الآخر لجبابرة وطواغيت اليهود) هو دليل على أن هؤلاء أولاد أولئك وأن حركتهم في سوريا والعراق ليست إلا واجهة لحلف المستكبرين والطواغيت. لكن هذا أوان انقلاب المشهد وتغير التاريخ.. هذا أوان انتصار أبناء الأنبياء وأولاد أتباع الأوصياء.. هذا زمن الرفعة والعنفوان والعلو والكبرياء وتحطيم الجبابرة والطواغيت.. هذا زمن ستسوء وجوهكم به وقد ساءت وسينفضح زيفكم وعهركم عبر التاريخ، وقد بدأ بالوضوح، "تحالف جبهة النصرة مع الصهاينة..." و"تحالف داعش مع الـCIA والموساد...".. ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ صدق الله العظيم. نعم.. لقد تحركت المقاومة الإسلامية لتضرب جمعكم وشملكم فبانت عوراتكم وما كتمتموه، وما حاول فقهاؤكم المرتزقة أن يجعلوه ديناً كشفته المقاومة الإسلامية في الجولان وفي شبعا. هناك تحالف ميداني واضح للجميع ورعاية صهيونية كاملة وشاملة لما يسمى جبهة النصرة على الحدود. ودماء شهداء المقاومة الإسلامية في القنيطرة كشفت وأبانت وأكّدت هذا التحالف المقيت.. ثم عملية شبعا أيضاً أضاءت وكشفت هؤلاء القابعين في الداخل اللبناني والذين كانوا يخططون مع الصهاينة، وبعض الملوك والأمراء لحرب جديدة على لبنان في الربيع القادم تكون بحسب زعمهم ساحقة وماحقة لحزب الله، قبل أن تمضي إدارة أوباما والقيادة الإيرانية لاتفاقية النووي الإيراني، وهم باعتقادهم أن ذلك يخلط الأوراق ويغير الاستراتيجيات ويقلب الطاولات. لكن العملية المباركة أرعبت الإسرائيليين وجعلتهم ينكفئون ويحسبون ألف حساب وأخرستهم وجعلتهم يبلعون ألسنتهم من الدهشة، هذا في جانب الكيان الصهيوني. لكن في داخل لبنان خرج المكنون وظهر وبان المستور على فلتات ألسنة الصغار وذوي العقول الموهومة، فهالهم الصمت الإسرائيلي والتراجع الإستراتيجي لمحور شرهم، فعلت صرخاتهم بالويل والثبور وعظائم الأمور وأن تغيير المعادلات وتهديد سماحة الأمين العام، ووضع النقاط على حروف أبجدية العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.. وأن كل هذا الخطاب المشروع يُعرض لبنان للخطر!!!!!.. وأن مغامراتهم في 2005 و2006 مع رعاتهم الملوك والأمراء والكيان الإسرائيلي الغاصب، وأن أحلامهم الجديدة وطموحاتهم الصبيانية الخيالية ستحمي الوطن!!!.. بئس هؤلاءِ أولاد أولئك.. وبوركَ دم الشهداء الذي ارتفعوا في القنيطرة.. فهؤلاء هم تاريخٌ له ما قبله، وله ما بعده. والحمد لله رب العالمين. |
||||||