|
|||||
|
أقام تجمع العلماء المسلمين حفلاً تكريمياً لمعاون أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الدكتور محمد حسن تبرئيان بمناسبة زيارته إلى لبنان، وبهذه المناسبة ألقى الشيخ حسان كلمة ترحيبية وكانت كلمة للدكتور تبرئيان. كلمة الشيخ حسان عبد الله: الدكتور محمد حسن تبرئيان.. السادة العلماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... إنه لشرف عظيم أن نستقبلكم في تجمع العلماء المسلمين هذا التجمع الذي تجمعه مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب رابطة الانتماء والهدف والسير على النهج القويم لرسول الله(ص). لقد توطدت أواصر العلاقة فيما بين تجَّمعنا والمجمع العالمي للتقريب حتى أصبحنا نحس أننا مؤسسة واحدة تحمل أهدافاً واحدة وتنطلق من منطلقات واحدة. ونحن وإن كانت إمكاناتنا متواضعة إلا إننا بإضافة عامل التوكل على الله والنية الخالصة لوجهه تصبح إمكانات جبارة نضيفها إلى ما عندكم من إمكانات لنرفد خط الوحدة الإسلامية بكل ما يلزم كي لا تنجح مؤامرة الفتنة بين المسلمين. إننا في هذه الأيام نواجه فتنة كبيرة تستهدف ليس وحدة أمتنا وحسب بل القضاء عليها نهائياً لأن المسألة وصلت اليوم إلى تشويه صورة الإسلام وجعله دين القتل والظلم والتشريد، في حين أنه دين الرحمة والتكامل والعيش المشترك وبالتالي فإن المهمة الملقاة على عاتقنا اليوم تكاد تكون أخطر وأهم من المواجهة العسكرية، إنها المواجهة الفكرية والثقافية. لقد بات المجتمع الغربي إضافة لمجتمعاتنا يعتقدون أن هؤلاء التكفيريين يمثلون الإسلام في حين أنهم أبعد ما يكونوا عن ذلك، إن فضح توجهاتهم ومنطلقاتهم وسعيهم للإساءة إلى الإسلام هي أهم الواجبات الملقاة على عاتق علماء الدين ولأنه إذا ظهرت الفتن فعلى العالم أن يُظهر علمه وإلا عليه لعنة الله، فإننا سنعمل معاً وبكل قوتنا لمواجهة هذا الخطر، وإنا على يقين أنه وبرعاية سماحة الإمام آية الله العظمى السيد علي الخامنائي مد ظله وبالتعاون مع آية الله الشيخ محسن الأراكي سنصل بإذن الله إلى بر الآمان. إننا نعلق آمالاً كبيرة على المؤتمر الذي سيعقد في طهران بعنوان" الأمة الإسلامية الواحدة: التحديات والآليات" بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية سيقدم برنامجاً كاملاً لمواجهة فتنة التكفير وتقديم الآليات اللازمة للانتصار عليها، نصرة الإسلام وحباً برسول الله محمد(ص). الدكتور تبرئيان أهلاً وسهلاً بكم في بيتكم في تجمع العلماء المسلمين وأطال الله في عمركم ودمتم لما فيه الخير. كلمة الدكتور محمد حسن تبرئيان: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ صدق الله العظيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الكرام الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. بداية أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى فضيلة العلامة الشيخ حسان عبد الله الرئيس التنفيذي لتجمع العلماء المسلمين ورئيس مكتب مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في لبنان الحبيبة طبعاً الشكر موصول لسماحة العلامة الشيخ أحمد الزين وللعلماء الأفاضل، كما وأرفع إلى مسامعكم الكريمة تحيات سماحة آية الله الشيخ محسن الآراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الذي كلفني بأن أنقل خالص تحياته لكم سادتي العلماء، وأبدي سعادتي الغامرة بلقاء السادة العلماء الأفاضل في هذا البلد الكريم لبنان، ونرجو أن تدعو لنا بالتوفيق كما أشار فضيلة العلامة الشيخ حسان عبد الله لعقد مؤتمر الوحدة الإسلامية بعنوان: "الأمة الإسلامية الواحدة: التحديات والآليات". سادتي العلماء الأفاضل إن العالم الإسلامي اليوم يشهد حدثين جل خطيرين يهددان مصير الإسلام والمسلمين، فالخطر الأول حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني بين حين وآخر على أهلنا في فلسطين وفي غزة وفي العالم الإسلامي وقتله للأبرياء وانتهاكه لحرمة أولى القبلتين ومؤامرة تهويد القدس وشرعنة الاستيطان وتوسيع خارطة الاحتلال. والخطر الثاني كما تعلمون المخطط الصهيو/أمريكي لضرب المقاومة الإسلامية وتطويق أوصال الشعوب الحاضنة لها وتقسيم البلدان التي أبت الخضوع لمؤامرة السلام الأمريكي مع النظام الصهيوني الهادفة إلى السيطرة التامة على قلب العالم الإسلامي وتحويل بلاد الصمود والمقاومة إلى دويلات صغيرة ضعيفة عاجزة عن دعم المقاومة ومنشغلة بالفتن والحروب الطائفية والحروب الداخلية مستخدمة لأجل ذلك الفرق التكفيرية وعصابات الإرهاب الممولة والمدعومة من قبل الصهاينة وحلفائها في المنطقة وكذلك الولايات المتحدة وشركاء أمريكا . إن هذين الحدثين الخطيرين يشكلان فكي الكماشة لفتنة كبرى حلت ببلاد الإسلام وأهله وأشار إليها ربنا في كتابه وحذر المسلمين منها وأكد عليها وعلى التحذير منها. وكما حذر قائدنا الأعظم ونبينا الأكرم (ص) في أكثر من حديث متفق على صحته بين المسلمين. إن مواجهة هذه الفتن الكبرى هي أهم ما يجب علينا جميعاً اليوم وهذا كما تعلمون وأنتم العلماء الأفاضل وجوباً قطعياً وكذلك شرعياً وعقلياً وذلك يستوجب القيام بما يلي: أولاً علينا توحيد الصفوف في مواجهة العدو الصهيوني والأنظمة الاستكبارية الحليفة لها ونبذ الخلافات السياسية والفكرية التي تحول دون الاهتمام بقضية المسلمين الكبرى وهي قضية فلسطين وقضية المقاومة الإسلامية وعلينا أن نوجه جميع الطاقات ونوحد صفوفنا في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني وتحرير فلسطين والدفاع عن حرمة المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى . وثانياً علينا دعم المقاومة الإسلامية وتعبئة كل الطاقات والجهود من اجل تشكيل جبهة صمود واحدة وعريضة وشاملة من أقصى المشرق الإسلامي إلى أقصى المغرب تحمل راية الدفاع عن القيم الإسلامية وتتبنى مواجهة ومقارعة التيارات التكفيرية والعصابات الإرهابية التي تهدف إلى تمزيق الصف الإسلامي وإشعال نار الفتن والحروب في بلاد المسلمين. أما بشأن حقيقة الفتن التي تشهدها بلاد الإسلام وخاصة ما نشهده الآن في العراق، في أفغانستان، في باكستان والمناطق الأخرى، وإن الحرب فيها ليست حرب بين الشيعة والسنة ولا بين العرب والكرد ولا بين المسلمين ولا المسيحيين وإنما هي حرب القوى الإستكبارية ضد جبهة المقاومة الصامدة في وجه العدو الصهيوني وبعبارة أخرى إنها مؤامرة صهيونية أمريكية يُراد منها إشغال شعوب المنطق بحروب داخلية حتى يخلو الجو للصهاينة فينفذوا خططهم ويحققوا آمالهم التي طالما كانوا يحلمون بها في السيطرة على المنطقة وإذلال الشعوب وتمزيق أوصالها.أشكركم سماحة الشيخ حسان عبد الله على حُسن الضيافة وكرم الاستقبال وأتمنى للعلماء جميعاً كل خير ونرجو منكم أن تدعو لنا بالتوفيق لإقامة المؤتمر الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية في طهران وأتقدم بوافر الشكر للعلامة الشيخ احمد الزين الذي تشرفت بلقائه ولقاء السادة العلماء الأفاضل متمنياً لكم كل الخير والتوفيق والسلام عليكم.
|
||||