|
|||||||
|
يطل علينا العام الرابع عشر على ولادة مجلة الوحدة الإسلامية في حلتها الجديدة والتي تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان. ففي بداية انطلاق التجمع سنة 1982م. قمنا بإصدار مجلة الوحدة الإسلامية وكانت آنذاك الصوت الوحيد لما أطلق عليه لاحقاً الحالة الإسلامية في لبنان، والتي أنتجت المقاومة الإسلامية وحزب الله واللقاءات العلمائية المناطقية. ولخصوصية المرحلة الماضية وظروفها السياسية والعسكرية حيث الاجتياح الإسرائيلي والقوات المتعددة الجنسيات وإتفاق 17 أيار، وسلطة لبنانية موالية لإسرائيل، وضياع البوصلة أمام شعبنا وجماهيرنا، كان لا بد من عمل تعبوي جماهيري يعيد الحيوية والفاعلية لشعبنا ويضعه على سكة المقاومة بكل أشكالها وأطيافها. لذا كانت مجلة الوحدة آنذاك الصوت التعبوي التوجيهي والتثويري الأبرز في الساحة اللبنانية وكان لها الأثر الكبير في توجيه البوصلة وحشد الطاقات وتعبئة الناس ومواكبة الأحداث المتتالية والأعمال البطولية للمقاومين الشرفاء على امتداد الوطن. ثم كانت مجلة البلاد السياسية الأسبوعية لاحقاً عام 1990م. المرخص لها، حيث كانت صدى المقاومة على مدى البلاد وصدى الحركة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي وكانت تصل إلى ثلاثين بلداً، وكان لها الأثر الكبير في رفد المقاومة بالكلمة والإعلام وبالحضور في كل المناسبات وكانت سّباقة بالتحليل والتوثيق والمتابعة. وفي سنة 2000 م وبعد الانتصار الفريد والوحيد لبلد عربي على الاحتلال الصهيوني وطرده دون قيد أو شرط وتحت نار المقاومين، كان لا بد من عمل فكري تأصيلي يواكب الأحداث والمستجدات والرؤية الإستراتيجية بطريقة مبتكرة بعيدة عن التحليل الخبري اليومي وعن الطرح الاستراتيجي- النظري. فكان لا بد من مجلة الوحدة الإسلامية بحلتها الجديدة، حيث انطلقت عام 2000م، لتواكب النصر وتردداته الإستراتيجية وآثاره المباركة على الأمة ولتكمل حركة الصراع في حلقاته المتتالية للوصول إلى التحرير الكامل ولا يكون ذلك إلا باجتثاث الكيان الصهيوني كاملاً من الأرض الفلسطينية المقدسة كلها. الوحدة الإسلامية، هي في وجداننا وفكرنا أصل وضرورة: أصلٌ: لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. والنبي محمد(ص) فرض وحدة هذه الأمة وجعلها دون الناس، حيث كتب في المعاهدة الأولى مع يهود المدينة المنورة وفي مقدمتها: "أن هذا ما اتفق عليه محمد رسول الله ويهود بني عوف.. هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم? أنهم أمة واحدة من دون الناس.. ثم قال في آخر وصية له (ص) "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.." فجعل التفرقة والاختلاف بمثابة الكفر. ضرورة: لأننا كنا ولا زلنا نؤمن بأن وحدتنا قوة ومنعة وأن فرقتنا ضعف وتشتت وأن الاستعمار الذي دخل منطقتنا منذ أكثر من مئة سنة يعرف أن سر قوتنا هي الوحدة، ولهذا سيعمل جهده لتفرقتنا وإثارة الفتن والقلائل بيننا وهذا ما حصل ويحصل، وأن كل هذا الضعف والهزال والذل والهوان الذي يعيشه المسلمون في أوطانهم ليس إلا من سياسة " فرق تسد" الذي يستخدمها الغرب المستكبر في أوطاننا، فيفرق بيننا على أساس المذاهب والطوائف والعرقيات والاثنيات والقبائل واللون ويلعب بنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. وينهب ثرواتنا ومقدراتنا ويبقينا في حضيض الأرض متخلفين، همجيين، إرهابيين، ظلاميين، مستبدين. قد عادت هذه الأمة إلى جاهليتها الأولى، لا تجتمع على حق ولا تنحاز إلى صف، بل ديدنها التفرقة والتمزق وكأن مكتوب لنا أن ننتحر بأيدينا. ونحن نؤمن وباليقين أنه لا خلاص لهذه الأمة إلا بالوحدة ولا تعني الوحدة أن نكون أصحاب مذهب واحد فاختلاف الآراء الفقهية والاجتهادية حياة وحيوية، لكن أن نتفق ونتوحد على أولويات المواجهة وكيفية النهوض من الكبوة ولا يكون ذلك إلا بأمرين لا ثالث لهما: - طرد الاحتلال الصهيوني من أرضنا كاملاً. - ورفع الهيمنة الأمريكية والغربية عن مقدرات بلادنا الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والاجتماعية. عندها فقط نعود أمة واحدة ونعود إلى مجدنا وقيامتنا واستقلالنا. والحمد لله رب العالمين |
||||||