|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات لا شيء يبقى ماذا سيبقى!!؟ حين يُنكركَ الأحبَّةُ، واليماماتُ الشَّريدةُ في القصائِدِ، والتُّرابُ المُستهامْ!!؟.. ماذا سيبقى حين ينكسرُ الكلامْ في العينِ، في الشَّفةِ الذَّبيحةِ، حين تُنكركَ القصيدةُ، حين تُنكركَ الأصابعُ (لم تُعَوِّدْها كتابةَ ما تُحِبُّ)، وحين تُنكركَ الشَّوارعُ (لم تُعودها قراءةَ ما تُحِبُّ).. وحين يُنكِرُ ما ستكتبهُ المدادْ!!؟.. لا شيءَ يبقى... غَيْرُ أوهامِ انتظارْ. هجرة في سبيلِ حُرّيَّتِي أسلمُ وجهي لِلْحَياةِ عَلَّهَا تَنْشُرُ النُّورَ مِنْ عُيُونِي لِتَرْحَل بي إلى أيِّ مَوطِنٍ للسلام.. لا بُدَّ مِنْ تَضْحِيَةٍ تَفْتَحُ على الرُّوحِ أبوابَ الجنائنِ.. لا بُدَّ مِنْ هِجْرَةٍ في تَفَاصِيْلِ الحَنين.. لا بدَّ مِنِ ابْتِكَارِ مُؤَكِّدَاتٍ جديدةٍ، فَمُؤَكِّداتُ الخَبَرِ جَمِيعُهَا غَيرُ كافيةٍ في لُغَةِ الحُبِّ.. وإِنْ تَوَقَّفَ النشيدُ فإنَّ ظَمَأَ العاشِقِ لن يَنْطَفِئِ. شرود لَقدْ أَخْبَرتْني القَصِيدَةُ في آخِرِ الليلِ أَنَّ انكساراً أَصابَ تَضَارِيسَها الفَاتِنَاتِ.. وأنَّ النُّعاسَ يُقَطِّعُ أَوْتَارَهَا عَامِدَا.. فَوَسَّدْتُ رُوحيْ على صَدْرِهَا وَانْتَبهْتُ مَلِيّاً لِحُبٍّ يُضَرِّجُ بِالدَّمْعِ وَجْهِيْ وَيَتْرُكُني وَاجِماً شَارِدَا. صبر وصلاة مِنْ فَوضى قلبي المتهادي حتى دمعةِ أشجانٍ مذروفةٍ أسفلَ وجهٍ متلاشي ظِلُّكَ يتبَعُني، فأحاورُ ظِلَّكَ.. نَبْعاً أزرَقَ مِنْ إيمانِ المرمرِ والدَّمْعِ.. وَهَجَاً يشرِقُ مِنْ شَرَفِ الشمسِ.. يا ظلاً تجمَعُ مِنْ طرقاتِ العنبرِ أحلامَكَ.. تشعِلُ في ليلِ عَذابِكَ فانوساً عربياً وتغني أنهاراً تتفَجرُ بالطَّمْيِ وبالآسِ.. تُمَسِّدُ أحزانَ بِلادٍ تتآكَلُ في العُتْمَةِ مِنْ وجعكَ.. مِنْ دمعِكَ.. أو مِنْ نارِ دِماكَ تُشيرُ إلى الأفقِ يداكَ.. صبراً وصلاةً.. صبراً وصلاةْ..
تجمُّد البردُ شديدٌ في الأعماقِ، وفي داخِلِ القلبِ بُرْكَةٌ من جليدٍ.. وفي الدروبِ ظلامٌ.. إخالُ أنَّ نهراً قُطبياً في شراييني.. هل تجمَّدَ كلُّ شيءٍ يا تُرى أم أنَّ في أعماقِ القطبِ حياةً يعرفُِها دمي وحْدَهُ وتكتَشِفُها شراييني وحدها وتألفُها خلاياي وحدها؟!. أنفاس الكون لقد أتعبني هذا الرجل في محاولتِهِ أنْ يمسكَ الريحَ.. أتعبني في صعودِ الجبالِ والاختباءِ في زوايا الأفق.. أتعبني بالتربصِ للريحِ فوق الأشجار وتحت الأعشاب.. وفي الطُرقِ الخارجية... أرجوكمْ أقنعوه.. بأن الريح هي أنفاسُ الكونْ!. استراحة يَسْتَرِيحُ الصَّباحْ.. منذُ أنْ جِئْتَ في مُهجَتي.. لا يَرومُ الرَّواحْ.. يدَّعي أنَّه أنْتَ.. هذا المراوغُ.. لمَّا رأى كيفَ أنِّي تَفَتَّحْتُ مِنْ نَظْرَةٍ.. والفؤادَ اسْتَراحْ.. سأشتكي منهُ للأرضِ.. أَخْشَى على أهْلِهَا.. أنْ يَظنُّوهُ.. رَاحْ!. كيان أحاولُ رويداًَ رويدا فتحَ أبواب قلبي.. أحطّمُ شيئاً فشيئاً قضبانَ العُزلة.. وأخرُجُ عن حُزني بحثاً عن حزن الإنسان الآخر.. أجدُكَ تتبرعمُ من روحي.. فأخرجُ عن صمتي وأنا أعلن بكبرياء ملء صوتي عن ميلادي أنا كــ"كيان"..
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي الأفوه الأودي ـ صـروف الدهر إنَّما نِعمةُ الدُنيــا مُتعـــةٌ وحَياةُ المرءِ ثوبٌ مســتَعَارُ وصروف الدهر في إِطباقِهـا خلقَةٌ فيها ارتفاعٌ وانحــدَارُ بينما الناس على عليائهـــا إذ هوَوْا في هُوَّة منها فغارُوا إبراهيم إبن هرِمة ـ الشيبُ والعشقُ في الشيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزجِرُ وَبالِــغٌ منه لَـــولا أَنَّهُ حَجَـرُ إِبيضَّ واحمرَّ مِن فَوديهِ واِرتَجعَت جليّةُ الصبحِ ما قَد أَغفلَ السـَّـحَرُ وَللفتى مُهلةٌ في الحبِّ واسِــعَةٌ ما لَم يَمت في نَواحي رأسِهِ الشعرُ قالَت مَشـيبٌ وَعشقٌ رحتَ بينهما وَذاكَ فـي ذاكَ ذَنَبٌ لَيسَ يُغتَفَــرُ إبن بقي القرطبي ـ مصاب الدهر من ظنّ أن الدهــر ليس يصيبه بالحــادثات فإنه مغـــرور فالق الزمـــانً مهِّوناً لخطوبه وأنجـــرَّ حيثُ يجرُّكَ المقدورُ وإذا تقلَّبَتِ الأمــورُ ولـم تدم فســواءٌ المحـزون والمسرور أبو نواس ـ التجربة والصاحب إِنّي عَجِــــبتُ وَفي الأَيّامِ مُعتَبَرٌ وَالدَهـــرُ يَأتي بِأَلوانِ الأَعاجيبِ مِـن صاحِبٍ كانَ دُنيائي وَآخِـرَتي عَـدا عَلَـيَّ جِـهـاراً عَدوَةَ الذيبِ مِـن غَيرِ ذَنبٍ وَلا شَـيءٍ قُرِفتُ بِهِ أَبدى خَـبيثَتَهُ ظُلمـاً وَأُغــرِيَ بي يا واحِـدي مِـن جَميعِ الناسِ كُلِّهِمُ مــاذا أَرَدتَ إِلى سَــبّي وَتَأنيبي قَــد كانَ لي مَـثَلٌ لَو كُنتُ أَعقِلُهُ مِن قَــولِ غالِبِ لَفظٍ غَيرِ مَغلوبِ لا تَحمِــدَنَّ اِمــرَأً حَتّى تُجَرِّبَهُ وَلا تَذُمَّنَّهُ مِــن غَيرِ تَجـــريبِ سبط بن التعاويذي ـ ضياعُ العمر يا واثِقاً مِن عُمرِهِ بِشَـــبيبَةٍ وَثِقَتْ يَداكَ بِأَضعَفِ الأَسـبابِ ضَيَّعتَ مـا يُجدي عَلَيكَ بَقاؤُهُ وَحَفِظتَ مـا هُوَ مُؤذِنٌ بِذَهابِ أَلمالُ يُضبَطُ في يَديكَ حِسـابُهُ وَالعُمــرُ تُنفِقُهُ بِغَيرِ حِسـابِ ابن أبي الحديد ـ الصُّنعةُ والصانع قــد حارَ في النفسِ جميعُ الورى والفكــرُ فيها قد غدا ضائعــا وبَرْهَنَ الكلُّ على مـــا ادَّعَـوا وليس بُرهــانُهــم قـاطعــا مَنْ جَهِلَ الصُّنعةَ عجــزاً فمـا أجدَرَهُ أن يجهــــل الصانعـا
|
||||