|
|||||||
|
العلماء من أنحاء عدة من العالم الإسلامي جمعهم أمس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" في بيروت، من لبنان وسوريا وتونس والعراق ومصر وإيران وفلسطين وماليزيا والسنغال. حضروا للتأكيد أن البوصلة هي فلسطين وان ما ترتكبه باسم الإسلام الجماعات التكفيرية والإرهابية لا يمت إلى الإسلام المحمدي الأصيل. المناسبة كانت إقرار النظام الأساسي للاتحاد في أول اجتماع للهيئة التأسيسية التي أعلن عنها في طهران في العاشر من الجاري. اجتماع شاركت فيه مجموعة من الشخصيات العلمائية الإسلامية البارزة المختلفة، ومنها الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ورئيس الهيئة التأسيسية الشيخ محسن آراكي، الشيخ قاسم، المفتي العام ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون، إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، مفتي عام تونس الشيخ حمده سعيد، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام توفيق رمضان البوطي، رئيس مجلس الأمناء في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ أحمد الزين، رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبد الله، رئيس "جمعية العلماء المسلمين" في الجزائر الدكتور عبد الرازق قسوم، وغيرهم.. وبما أنه استكمال لمؤتمر طهران، فمن الطبيعي أن يتصدر موضوع المقاومة في لبنان وفلسطين جدول الأعمال، خاصة بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة على العدو. كما أن موضوع التكفير كان حاضراً، لكن كان من الملاحظ أن الحاضرين لم يقاربوه بحدة، خشية إثارة الحساسيات في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة. لكن كان هناك تشديد على دور العلماء في هذه المرحلة بوجه ما جاءت به "داعش" من إسلام استجلب لجوءا عسكريا دوليا تحت ستار محاربتها. من هنا، ثمة تزاوج، بالنسبة إلى المؤتمرين، بين الخطرين التكفيري والإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي، وهو ما شددت عليه كلمة الشيخ قاسم الذي أكد أن المواجهة في العالم اليوم هي سياسية بين محورين: محور المقاومة الذي تمثله إيران و"حزب الله" والمقاومة في فلسطين ودول ومقاومات مختلفة في منطقتنا والعالم، والمحور الثاني هو محور أمريكا وإسرائيل والتكفيريين الذين يضمون الكثير من الحكام والدول في إطار مواجهة مشروع المقاومة. افتتح الآراكي المؤتمر موجهاً التحية إلى المقاومة الإسلامية التي "سطرت في لبنان كما في فلسطين أجمل الملاحم التي كسرت ظهر الصهاينة وأبادت مشاريعهم بالاستيلاء على فلسطين والأراضي المقدسة". الشيخ نعيم قاسم وكانت كلمة لنائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم شكر فيها المجمع منوهاً بخطوة الإتحاد، وأكد على "أن المواجهة في العالم اليوم هي مواجهة سياسية بين محورين: محور المقاومة الذي تمثله إيران وحزب الله والمقاومة في فلسطين ودول ومقاومات مختلفة في منطقتنا والعالم، والمحور الثاني أمريكا وإسرائيل والتكفيريون الذين يضمون الكثير من الحكام والدول في إطار مواجهة مشروع المقاومة". وتطرق إلى الشأن المحلي بعد تأكيده أن "لبنان موقع مركزي للمقاومة والوحدة". وأضاف: "ليكن معلوماً أن التخريب وإلقاء القنابل والتحريض والشتم لغة الضعفاء والفاشلين. أما لغة الوحدة والتعاون والقانون وخيارات الشعب فهي لغة الأقوياء والناجحين". وعلق على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق من دون أن يسميه "الأمن يعلو ولا يعلى عليه، ولا يجوز زج الأمن في لعبة التوازن الطائفي والمذهبي (...) الأمن مسؤولية الدولة اللبنانية بجيشها وقواها الأمنية، ونحن لسنا مع الأمن الذاتي، ونرفض التسويات التي يقودها بعض السياسيين من داخل الحكومة وخارجها لحماية المطلوبين وتأمين الملاذات الآمنة لهم. وندعو إلى عدم توفير الغطاء السياسي والديني للإرهاب التكفيري بذرائع مختلفة لارتكابات تنعكس على الناس وأمنهم واستقرار بلداتهم وأعمالهم". وفي حديثه عن لبنان قال سماحته: إن لبنان يشكل رمزية هامة كونه بلد المقاومة وكان لا بد من عقد اللقاء فيه بعد افتتاح المؤتمر التأسيسي في طهران. وشدد أن على الخلافات في لبنان هي سياسية وليست مذهبية. وكان قد أكد في كلمته أن "الأمن يعلو ولا يعلى عليه، ولا يجوز زج الأمن في لعبة التوازن الطائفي والمذهبي، فحيث هناك ارتكاب واعتداء وإخلال بالأمن تجب مواجهته، وحذار من ذريعة الأمن الطائفي والمذهبي التي تؤدي خدمة كبيرة للخارجين عن القانون، وتهيئ لهم مناخ الحماية السياسية الطائفية. نحن لسنا مع الأمن الذاتي، ونرفض التسويات التي يقودها بعض السياسيين من داخل الحكومة وخارجها لحماية المطلوبين وتأمين الملاذات الآمنة لهم. وندعو إلى عدم توفير الغطاء السياسي والديني للإرهاب التكفيري بذرائع مختلفة لارتكابات تنعكس على الناس وأمنهم واستقرار بلداتهم وأعمالهم". وختم: "فريقنا أعلن في مجلس الوزراء وفي كل المواقع أنه لا يغطي أحداً، ولا يحمي أحداً.. لبنان بلد المقاومة ومن الطبيعي أن يستضيف هذا الاجتماع ليؤكد أن البوصلة هي باتجاه العدو". وكان قد أشار إلى أن "اتحاد علماء المقاومة" يبنى على ثلاث دعائم: الإسلام الأصيل، والوحدة، والمقاومة. الشيخ خالد الملا التشديد على دور العلماء أكد عليه رئيس "جماعة علماء العراق" الشيخ خالد الملا الذي قال إن خمول العلماء أدى إلى نشوء "داعش" وتوسعها. وإذ يؤكد أن "داعش" وغيرها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعدو الأمة، يقول إن دور العلماء يأتي في إعلاء شأن التسامح وتعديل البوصلة باتجاه قضية القدس وعدو المسلمين بعد أن تم اختطاف قضيتهم. الشيخ ماهر حمود الشيخ ماهر حمود شدد على أن لبنان، برغم كل ما بُذل وأنفق لإثارة الفتنة، فإنه تمكن من تجاوزها، أو كسر حدتها على أقل تقدير. ويشير إلى أن "علينا كلبنانيين أن نتفق على أن هذه المقاومة ردت الروح والثقة بالنفس إلى الأمة وفتحت آفاقاً إلى المستقبل". الشيخ أحمد الزين ودعا رئيس مجلس الأمناء في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ أحمد الزين، أهل الاختصاص إلى وضع رؤية في كيفية مقارعة العدو. الشيخ حسين قاسم وطالب رئيس مجلس علماء فلسطين الشيخ حسين قاسم، بـ"إعادة البوصلة نحو العدو الأساسي وهو العدو الصهيوني". الشيخ محمد حسن أختري ورأى الأمين العام لـ"المجمع العالمي لأهل البيت" الشيخ محمد حسن أختري أن "إسرائيل تعيش في حالة الانهيار السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي". وانتخب المؤتمر هيئة للرئاسة على الشكل الآتي: الشيخ ماهر حمود أمينا عاما للاتحاد، وكيلاه الشيخ محمد حسن التسخيري والشيخ محسن الأراكي، الدكتور جعفر عبد السلام ناطقا رسميا باسمها، الشيخ حسان عبد الله رئيساً لمجلس إدارتها، والدكتور محمد حسن تبرئيان أميناً للسر. تنفيذاً للقرارات الصادرة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر علماء المقاومة التي انعقدت بتاريخ 9 و 10 سبتمبر/ أيلول 2014 في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية٬ انعقد الاجتماع الأول للهيئة التأسيسية لاتحاد علماء المقاومة في 21 أكتوبر 2014 في بيروت العاصمة للمصادقة على النظام الأساسي وانتخاب الأمين العام و هيئة الرئاسة للاتحاد وتحديد المشاريع المستقبلية على ضوء المستجدات في عالمنا الإسلامي والساحة الدولية وإيجاد حلول سلمية للازمات الراهنة. وبعد الاستماع إلى الكلمات والمناقشات أصدر الاجتماع القرارات والتوصيات التالية: أولاً: إن المقاومة في التصور الإسلامي أمر أصيل لان الأنبياء إنما بعثوا لتعبيد الحياة لله والصراع ضد كل مظاهر الطاغوت والطغيان٬ قال تعالى: "ولقد بعثنا في كل امة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" . ولما كان العلماء ورثة الأنبياء فيجب أن يقوموا بدورهم الريادي في تعبئة الجماهير ضد كل الاعتداءات على وجود هذه الأمة وثقافتها ودورها الحضاري. ثانياً: قضية فلسطين وخاصة القدس الشريف هي المسألة الأولى لشعوب المنطقة ولكل الشعوب المسلمة والحرة فلابد من جعلها في الدرجة الأولى من سلم الأولويات٬ ومن اجل هذا تأسس اتحاد علماء المقاومة. ثالثاً: الثورة والمقاومة مستمرة حتى استئصال جذور الاحتلال الصهيوني وتحرير ارض فلسطين من النهر إلى البحر. رابعاً: يدعو الاتحاد كل علماء الأمة ومفكريها وقادتها السياسيين والاجتماعيين للوقوف بوجه الاحتلال الصهيوني والأمريكي والاستكبار العالمي والسعي لتحقيق الاستقلال التام وتحرير الشعوب المضطهدة كافة من اسر قوى الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية. خامساً: يدعو الاتحاد إلى تعبئة الطاقات والإمكانيات كافة لإعادة إعمار غزة وتأهيلها لكي تواصل السير بأقوى مما كانت عليه على درب المقاومة وحتى تحرير كامل أرض فلسطين. سادساً: يعلن الاتحاد استعداده التام لدعم المقاومة الفلسطينية وكل أشكال المقاومة في مواجهة الاستكبار العالمي في كافة أقطار العالم. سابعاً: يعلن الاتحاد الدفعة الأولى للدعم المالي من أجل إعمار غزة وسوف يواصل تعبئة طاقات الأمة من أجل مواصلة هذا الطريق. ثامناً: يؤكد الاتحاد على ضرورة توعية الأمة لما يحاك ضدها من مؤامرة التمزيق والفتنة ويؤكد على أن كل محاولة لحرف بوصلة المواجهة مع العدو الإسرائيلي إلى الداخل الإسلامي هو عمل إجرامي تقف خلفه الصهيونية والاستكبار العالمي وعملاؤه. تاسعاً: يشكر المشاركون كل الجهات التي استضافت هذا الاجتماع وساهمت في إيجاد الجو المناسب لانعقاده. |
||||||