|
|||||
|
شارك وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة رئيس مجلس الأمناء الشيخ أحمد الزين في مؤتمر علماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية الذي أقيم في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان للوفد على هامش المؤتمر لقاءات مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية لبحث آخر التطورات السياسية على صعيد لبنان والمنطقة. وقد تحدث في المؤتمر كل أعضاء الوفد وكان لهم مشاركات سواء في داخل اللجان أو في اللقاءات التي تمت على هامش المؤتمر. وفي ما يلي كلمة رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبد الله: في مؤتمر "علماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية" انطلاقاً من عنوان هذه اللجنة وهو تحديات المرحلة لا بد من وضع سياق تاريخي إلى ما وصلنا إليه اليوم، فقد ابتدأت نكسة الأمة في العصر الحديث عندما أحتل العدو الصهيوني فلسطين، انطلاقاً من الوعد المشؤوم لبلفور بإعطاء اليهود أرضاً لشعب بلا دولة إلى دولة بلا شعب، وكان هذا يسير - ولتأمين استقرار الكيان الناشئ- وسط مشروع تقسيم للأمة الإسلامية الواحدة إلى قبائل وشعوب عبر تقسيم منطقتنا إلى كيانات قومية عربية وتركية وفارسية وإلى ما هنالك فتشتت جهود الأمة وصار العدو الجاثم على صدرها آخر همها، يستعملونه عندما تعلو انتفاضة الشعب مطالبين بحقوق في دولهم لا تؤمنها الأنظمة لهم تحت حجة التفرغ للمعركة مع العدو الصهيوني. وتتالت النكبات والنكسات على هذه الأمة فبعد أن كان الكيان الصهيوني على جزء من فلسطين أصبح بعد العام 67 يحتل أجزاء من سوريا والأردن ومصر ولبنان. وكان الحكام يبررون فشلهم في حروبهم مع الكيان الصهيوني بأن جيشها لا يقهر وأننا لا نملك طاقة لإرجاع أرضنا المحتلة، فضلاً عن تحرير فلسطين. ونامت الأمة على فراش خشن اسمه الهزيمة النفسية أمام الكيان الصهيوني والفشل للأنظمة. وسط هذا الظلام الحالك أضاء نور من طهران على يد مجدد وعالم وروحاني كبير اسمه الإمام الخميني (قده) وقال للأمة انهضي فإسرائيل غدة سرطانية يجب اجتثاثها، واستشعر الصهاينة وأعوانهم الأمريكان والأوروبيين الخطر، فخاضوا حرباً على لبنان احتلوا فيها ثاني عاصمة في العالم العربي، وظن البعض أن هذه هي الضربة القاضية، وأن القضية الفلسطينية انتهت إلى غير رجعة، غير أن فئة آمنت بالإسلام وبقيادة الإمام الخميني(قده) وولاية الفقيه ابتدأت بمقاومة إسلامية كللت أعمالها باستعادة الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني الذي خرج من أرضنا يجر أذيال الخيبة، لتكون أول هزيمة لهذا العدو وخروجه المذل من دون قيد ولا شرط. لقد قدم الإمام الخميني(قده) للعالم أنموذجين: 1- أن بناء دولة إسلامية حديثة تواكب العصر أمر ممكن وأكبر دليل على إمكانه وقوعه. 2- إن العدو الصهيوني يمكن القضاء عليه واستعادة الأرض منه وأنه كما قال السائر على نهجه حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله إن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت. وكان الرد على الإمام ودولته في إيران عبر خطة ثنائية، أولاً إيقاع الفتنة العربية الفارسية كما أرادوها من خلال حرب صدام وثانيها إيقاع الفتنة بين السنة والشيعة من خلال أن هذه الدولة الإسلامية تنتمي للمذهب الشيعي الاثني عشري، ومع كون هذا الأمر طبيعياً لأنه لا بد لأي دولة إسلامية أن يكون لها مذهب تبني الأحكام على أساسه، ألم تكن الخلافة العثمانية تُحكم على أساس المذهب الحنفي دون غيره من مذاهب أهل السنة؟!، ألا إنهم جعلوا من ذلك أداة لفتنة أرادوها وخططوا لها،وكان الإمام رضوان الله عليه جاهزاً لمواجهتها من خلال الدعوة للوحدة الإسلامية، فكان أسبوع الوحدة الإسلامية، وكان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب وكانت دعوات للوحدة في كل العالم الإسلامي منها تجمع العلماء المسلمين في لبنان، ولقاءات علمائية عدة وفي نفس الوقت دخلت المقاومة إلى كل بيت من بيوت المسلمين في العالم الإسلامي وبات نموذجاً يحتذى، وكان لا بد في مواجهة هذا الأمر ولمجابهة الصحوة الإسلامية التي ابتدأت تدب في العالم الإسلامي من عمل آخر هو تحدي مرحلتنا هذه. لقد استغلت الدول الكبرى الصحوة الإسلامية وركبت موجتها وحرفتها للخروج من النظام الظالم إلى إما الفوضى التي بشرتنا بها كونداليزا رايس الفوضى الخلاقة أو استعادة النظام من خلال خروج الحاكم وبقاء الحكم لبقاء مؤسساته الأمنية والعسكرية ممسوكة من قبل الدوائر الإستخباراتية الأمنية. وهنا كان لا بد من وضع خطة مواجهة جديدة للمشروع الجديد فالقضية ليست خلافاً مذهبياً بين السنة والشيعة وليست خلافاً طائفياً بين مسلمين ومسيحيين وليست خلافاً قومياً بين فرس وكرد وترك وعرب بل هو خلاف بين نهجين، نهج مقاوم يريد اقتلاع سبب المشاكل في أمتنا وسبب الانحدار وهو الكيان الصهيوني. ونهج آخر يسعى للاستسلام لهذا الكيان والتعامل معه تحت عنوان الحل السلمي، وكان لا بد من فتنة جارفة في الأمة تضرب كل مقومات وجودها، فكانت فتنة الجماعات التكفيرية داعش وأخواتها التي حاربت الأغيار كل الأغيار على اختلاف مذاهبهم سنة وشيعة وعلويين ودروز أو مسيحيين وصائبة وأيزديين. فاليوم الإسلام هو المستهدف أولاً لأن ما يفعله هؤلاء ينسبونه للإسلام والإسلام من ذلك براء، وثانياً لأنهم يحرفون الأمة عن هدف إسلامي كبير هو تحرير فلسطين. نحن اليوم مطالبون بكل مذاهبنا بالدفاع عن الإسلام في مفاهيمه وأحكامه، وأن نبين أنَّ هذه الفئة ليست من الإسلام في شيء بل هي حركة في أفعالها وأقوالها وتصرفاتها حركة صهيونية تعتمد نفس المبدأ، القضاء على الأغيار وهو أبعد من المفهوم الصهيوني وهو استخدام الأغيار وتسخيرهم. وثانياً اعتماد المجازر في الوصول إلى الأهداف، وهم يريدون تحقيقاً لأهدافهم هدم كل معالم الدين كالمقامات والأضرحة بل حتى الكعبة المشرفة ومحو آيات القرآن الكريم كما ورد في تصريحاتهم مبررين بدولتهم الأحادية وجود دولة الصهاينة وبتدميرهم للمقامات تقديم سبب للصهاينة لتهديم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، وباستهتارهم بآيات القرآن الكريم ما يفعله القس الصهيوني في أمريكا من حرق للقرآن الكريم. لذلك فإننا نرى أن مواجهة هذه التحديات يكون من خلال تشكيل اتحاد عالمي لعلماء المقاومة يكون بداية لمشروع كبير يكتل كل العلماء المخلصين في مواجهة الانحراف الكبير والورم السرطاني الخبيث الذي يفتك بالأمة. التحديات التي يجب مواجهتها باختصار هي: 1- العدو الصهيوني. 2- داعش وأخواتها. 3- الفتنة المذهبية. 4- إجهاض الصحوة الإسلامية والعمل على استعادتها وتوجيهها بطريقة سليمة. ندعو الله عز وجل أن يوفق من خلال هذا المؤتمر إلى تحقيق الأهداف التي نسعى إليها هو نعم المولى ونعم النصير.
|
||||