اللوحة الثانية: جداريات

السنة الثالثة عشر ـ العدد 154 ـ (ذو الحجة 1435 هـ) تشرين أول ـ 2014 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

نجمةٌ وقمر ونهر

نجمةٌ تبترِدُ بنهرِ الليل‏ِ.. قمرٌ يتأهب للغياب.‏. يمنحوننا قبعاتِ رعاةِ البقر‏ فنترُكُ سيوفَنا‏.. نقايضُ البِحارَ بمراكبَ صِدِئة..‏ حقولَ الأزهارِ بفراشاتٍ بلا أجنحة..‏ السماءَ بحَفْنةٍ من نجوم‏ لم تعد صالحة لإضاءة ليلنا العربي.‏

مرايا الوهم

أما آنَ لي أن أحرّرَ من قارورة العطرِ.. أرقي؟!، أحرّرَ من توابيتِ القبيلةِ.. وجعي؟!، أحرّرَ من مشنقةِ الغبَن.. عُنُقي؟!، ومن مرايا الوهم.. وجهي؟!، لأبحثَ عن صوتي في ثرثرة النّوارس لأمواج البحر وأرسم بطاقة كِياني في وشوشة الورق لأمواج الحبر..!!

صرخةُ آخر الليل

موجوعةٌ هذي الحجارةُ.. في أيدي صغار العصافير.. موجوعة هذي الصخورُ من مناقير النسور.. موجوعةٌ ظلالنُا على خريطة الصقور.. يا أيها الوجعُ آن الأوان لإعلانِ هُوية النَّدى.. يا أيها الوجع آن الأوان لعودة فقراء الفَرَاش المُرهَق من قهر الشتات.. آن الأوان لتنمو وتتكاثرَ النوارسُ على ضفافِكِ فلسطينُ.. فأنتِ الحُلُمُ الأكبرُ المُلقى على كفَّةِ المَوازين.. وأنتِ الأخضرُ الممتدّ عبرَ قحط المَعاييرِ.. وأنتِ صرخَةُ آخر الليل: "فلسطين!".

في الظل

في القلب فراشةٌ صغيرةٌ.. صغيرةْ.. منسيّةٌ بينَ دفاتر صمتي.. تُرفرفُ.. تُرفرفُ داخلَ جُدران قلبي لتنفض عنه وعنّي غُبارَ العُزلة.. تتنقلُ بإصرار بينَ مدن مللي لتُشعِلَ فيها كبرياءَ الثقة بالنفسِ.. تتمردُّ.. تتمردُّ على صمتي.. تثيرُ إرادتي.. تُضيءُ شمسَ ايجابيتي.. تزرعُ أشجارَ وُجودي.. يبقى الآخرُ في الضوء.. وأبقى أنا في الظل.

نداء

ناديتُ.. ناديتُ.. لعلّكَ تدرِكُ حُزني وآلامي.. ناديتُ.. ناديتُ.. لعلّكَ يوماً تتوقفُ عن مُطاردة فراشاتِ الحقل.. لعلّكَ يوما تكُفّ عن الرّكض فوقَ الطرق.. لعلّكَ تُدركُ وحدَكَ أنّكَ لا تزالُ وسوفَ تظلّ في بحث مُتواصل عنّي.. ناديت.. لم تسمعني إلا الرّيحُ.. لم يَسْكُنِّي إلا المطرْ.

تجمُّد

البردُ شديدٌ في الأعماقِ، وفي داخِلِ القلبِ بُرْكَةٌ من جليدٍ.. وفي الدروبِ ظلامٌ.. إخالُ أنَّ نهراً قُطبياً في شراييني.. هل تجمَّدَ كلُّ شيءٍ يا تُرى أم أنَّ في أعماقِ القطبِ حياةً يعرفُِها دمي وحْدَهُ وتكتَشِفُها شراييني وحدها وتألفُها خلاياي وحدها؟!.

ضياع الدروب

في زمنٍ يُسْتَباحُ فيه الذبحُ.. تموتُ مع الدمِ المستباحِ قِيَمٌ وأرواحٌ وحقوقٌ وكرامةٌ.. ويغدو الأحياءُ سيلَ موتٍ يُعَرْبِدُ في الطرقات.. تموتُ مساحاتُ الخضرةِ في الأرضِ.. ويخبو ضوءُ الروحِ وتنتشِرُ العُتمةُ .. يخبو العشقُ ذاتُهُ، وتذبُلُ المعاني ويضيعُ الإنسانُ في الدروبِ كما تضيعُ الدروب من الإنسان.

فَتْكُ الروح والنفس‏

 لا شيء يفتُكُ بالروحِ مثلُ صحراءِ نفسٍ بلا ضفافٍ تكتسِحُ الرؤيةَ والأعماقَ وواحاتِ الخيالِ، وتحجُبُ ينابيعَ الأملِ وقُدْرَاتِ المبدعِ على التخيُّل.. لا شيء يفتكُ بالنفسِ مثلُ الإحباطِ وارتفاعِ شأنِ الانحطاطِ وشأنِ مَنْ لا شأنَ لهُ ومنَ لا خيرَ فيه من بينِ الخلقِ فوق أهلِ الخيرِ والقيمةِ والرفعة في الحياة.

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

المتنبي ـ أيها الطلل

إثْلـِثْ فإنـا أيـها الطــلَّلُ       نبكـي وترزُمُ تـحتَنا الإبـِلُ

أو لا فلا عتبَ على طـَـلَلٍ       إنَّ الطلـولَ لـمِثْلِها فِعَــلُ

لو كنتَ تنطـقُ قلتَ معتـذراً      بيَ غيـرُ ما بِكَ أيها الرَّجُـلُ

أبكاكَ أنَّكَ بعضُ من شُغِفُـوا       لـم أبـكِ أني بعضُ من قُتِلوا

إن الـذينَ أقمـتَ واحتملـوا      أيامُهـــم لــديارِهِم دُوَلُ

الحسـنُ يرحَلُ كلما رحَلـوا       معهمْ، وينـزِلُ حيثمـا نزلـوا

عنترة بن شداد ـ إذا فاض دمعي

إذا فاضَ دمعيَ واستهلَّ على خدي     وجاذبني شوقي إلى العَلَمِ السَّعدي

أذكُرُ قومي ظلمَهم لي وبغيَهــم     وقلةَ انصافـي على القُربِ والبعد

بنيتُ لهــم بالسيفِ مجداً مشيَّداً      فلما تناهى مـجدُهُم هدموا مجدي

يعيبـونَ لونـيَ بالسوادِ وإنـما       فعالُهم بالخبثِ أسـودُ من جلـدي

فوا ذلَّ جيراني إذا غبتُ عنهـمُ       وطال المدى ماذا يلاقونَ من بعدي

حسان بن ثابت ـ قومي

قومـي الذيـن هم آووا نبيهــمُ     وصدقـوه وأهل الأرض كفـارُ

إلا خصائصُ أقـوامٍ هم ســلفُ     للصالحينَ مع الأنصـارِ أنصارُ

مستبشـرين بقَسَمِ الله قولَهـــمُ    لما أتاهم كريـمُ الأصلِ مختـارُ

أهلاً وسهلاً ففي أمنٍ وفي سعـةٍ    نعمَ النبـيُّ ونعم القَسَمُ والجـارُ

فأنزلـوهُ بدارٍ لا يـخافُ بـها      من كان جارُهم داراً هي الـدارُ

وقاسـموه بها الأموالَ إذ قَدِمـوا    مـجاهدينَ وقَسَمُ الجاحِدِ النـارُ

سرنا وساروا إلى بـدرٍ لحينهـم    لو يعلمون يقيـنَ العلم ما ساروا

دلاهـم بغـرورٍ ثـم أسلمَهـم      إن الخبيـثَ لـمن والاهُ غـرَّارُ

وقال إنـي لكم جارٌ فأورَدَهُـم      شرَّ المواردِ فيه الـخزيُ والعارُ

ثم التقينـا فولـَّوا عن سُراتـِهِمُ    من منجدينَ ومنهم فرقةٌ غـاروا

 

كُثيِّرُ عَزَّة ـ لما وقفنا

ولمـا وقفنا والقلوبُ على الغضا    وللدمعِ سـُـحٌّ والفـرائِصُ ترْعُدُ

وبين التراقي واللهــاةِ حـرارةٌ    مكان الشـجا ما إن تبوح فتبـرد

أقول لمـــاء العين أمعـنْ لعلَّهُ    بما لا يرى من غائبِ الوجدِ يشهدُ

فلـم أدرِ أنَّ العيـنَ قبـلَ فراقها    غداةَ الشِّبا منْ لاعجِ الوجدِ تجمدُ

ولم أرَ مثلَ العيـنِ ضنـَّتْ بمائها    عليَّ ولا مثلي على الدمـعِ يُحسدُ

الشافعي ـ إكرام النفس

قَنَعْـتُ بِالقُـوتِ مِنْ زَمَـانِـي   وَصُنْتُ نَفْسِـي عَـنِ الهَـوَانِ

خَوفـاً مِـنَ النَّاسِ أَنْ يَقُولُـوا    فَضْلُ فُـلانِ عَلَـى فُـــلانِ

مَـنْ كُنْتُ عَـنْ مَالِـهِ غَنِيّـاً     فَـلاَ أُبَـالِـي إِذَا جَفَــانِـي

وَمَـنْ رآنِـي بِعَيــنِ نَقْـصٍ   رَأَيْتُــهُ بِـاللتِــي رَآنِــي

وَمَـنْ رَآنِــي بِعَيــنِ تَـمٍّ     رَأَيْتُــهُ كَامِــلَ المَعَـانِـي

  

اعلى الصفحة