|
||||||||
|
الصفحة الأولى: إصدارات
عن دار المحجة البيضاء صدر الجزء الأول من سلسلة (مسارات في ثقافة التنمية والإصلاح) لسماحة الشيخ حسن الصفار، وقد ضم بين دفتيه خطب الجمعة لعام 1430هـ بالإضافة إلى الحوارات التي أجريت مع سماحته خلال العام نفسه، والمقالات المنشورة في الصحف، ومشاركاته في الندوات العامة، وتقديمه لبعض الكتب. الكتاب عبارة عن حصاد عام من الخطب والحوارات والمشاركات المختلفة، تجتمع فيه تجربة الشيخ الصفار التي تعتبر تجربة رائدة في إنتاج خطاب ديني يُعنى بقضايا التنمية في أبعادها المختلفة، ويتبنى هم الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي. يشار إلى أن هذا الكتاب ينتمي إلى سلسلة (أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع) الذي اصدر منها سماحته عشرة مجلدات تغطي السنوات من 1420هـ حتى 1429هـ، وقد تغير عنوان السلسلة لأسباب فنية ترتبط بالنشر والتوزيع. *********************************************
صدرت الطبعة الثانية من كتاب (فيلسوفان ثائران) للكاتب السعودي حسن الشيخ, وهو دراسة مقارنة بين فلسفتي ابن رشد وابن زين الدين الأحسائي. ويعد الأحسائي أحد رجال الدين والفلاسفة الكبار الذين عرفوا في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري. وعرف عنه باستخراج الفلسفة من القران الكريم والأحاديث الشريفة. وقد احتوى الكتاب الصادر في بيروت في طبعة ثانية عن دار المحجة البيضاء على العديد من البحوث الفلسفية المبتكرة في فلسفتي ابن رشد وابن زين الدين والتي يزعم الكاتب أن أحداً من الكتاب لم يتطرق إليها قط. وان المواضيع التي تناولها الكاتب تعد مواضيع جديدة تبحث لأول مرة. *********************************************
في مطلع القرن الواحد والعشرين تظهر على العالم علامات اختلال عديدة. اختلال فكري يتميز بانفلات المطالبات المتعلقة بالهويات من عقالها، مما يجعل من العسير استتباب أي تعايش متناغم وأي نقاش حقيقي. وكذلك اختلال اقتصادي ومالي يجر الكوكب بأسره إلى منطقة من الاضطرابات يتعذر التكهن بنتائجها ويجسد بحد ذاته عوارض اضطراب في نظامنا القيمي. وأخيراً اختلال مناخي ناجم عن فترة طويلة من الممارسات غير المسؤولة... هل البشرية بلغت "عتبة إفلاسها الأخلاقي"؟ في هذا الكتاب الصادر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع والذي يقع في 311 صفحة من القطع الكبير يسعى الكاتب إلى فهم أسباب بلوغنا هذا الدرك وكيفية الخروج منه. إن اختلال العالم في نظره مرتبط بحالة الإنهاك المتزامنة للحضارات كافة وبخاصة المجموعتين الثقافيتين اللتين يدّعي العالم نفسه الانتماء إليهما ألا وهما الغرب والعالم العربي، أكثر من ارتباطه بـ"حرب الحضارات". المجموعة الأولى تعتورها قلة وفائها لقيمها الخاصة؛ أما الثانية فواقعة في شرنقة مأزقها التاريخي. إنه لتشخيص مثير للقلق غير أنه يفضي إلى بارقة أمل: الفترة العاصفة التي دخلناها قد تقودنا إلى صوغ رؤية ناضجة في النهاية حول انتماءاتنا ومعتقداتنا وتبايناتنا وكذلك حول مصير الكوكب الذي يعنينا جميعاً.
الصفحة الثانية: حبر على ورق السراب أَسَرابٌ يبتلُّ في العين ماءً.. وهو رملٌ مع الظما يتحول؟.. عطشٌ دائمٌ وشوقٌ مقيم.. وبخارٌ غلى وما اهتزَّ مرجلْ.. تعبٌ كلُّها الحياة، ولكن.. كيف لا يركض الجوادُ ويصهلْ؟!.. أهي ضوءُ يعانق الرملَ.. والعينَ، وتجري كأنما هي جدولْ!.. أيها الجدولُ الذي يملأُ العينَ لماذا للروح لا تتسللْ؟!.. من يغنِّي السرابَ كي نشربَ الماءَ، ومن يغزلُ النجومَ بمغزلْ؟!.. ليضيء النفسَ التي احتجزَتْها عتمةٌ القهرِ والستارُ المسّدلْ. السد بين السد والمسافة.. لا معبر بين الماء والماء.. الخليج هوةٌ فاغرة.. والمحيط خاصرة مفتوحة.. وأنا أحاور المسافة بالموتِ.. والموتَ بالمسافة.. لأخترق السد.. وأقيم مهداً بسعة الأرض لحضارة الحب. عذابٌ بعذابْ.. عندما تفتحُ عينيكَ تشعرُ بالعذابْ.. تغلقْهما تٌسمعُك أذناكَ العذاب.. وعندما تغلقُ عينيك وتضعُ أصابعكَ في إذنيك.. حتماً ستفكِّرُ فيما أصابك من العذاب!!.. إن تحدثَّتَ كما أفعلُ هاهنا.. عبر الأثير.. شعرتَ بالعذابْ.. وإن ربتَّ بيديكَ على قدميكَ شعرتَ بالعذاب!!.. تُرى هل لأنَّ قدمَكَ ركلتْ بطنَ أمِّكَ تطلِبُ إذنَ الخروجِ إلى دنيا العذاب؟؟.. لا يا صاحِ.. أنت في عذاب قبل كلِّ هذا العذاب!!.. فقط راجع تاريخكَ العربي.. واقرأ على روحكَ فاتحةَ الكتابْ. ذاتي هنا في جنة القهرِ الوارفة وحديقةِ اليأسِ اللاهفةِ كلُّ شيءٍ ملكُ امتلاكي: النَّفَسُ والإحساسُ، الصوتُ والنظرُ، النومُ والصحوُ، الصمتُ والكلامُ، اللهبُ والرمادُ... والمدى المطلقُ والخطى الهوائيةُ.. لم أقتنِ مقتنى في حياتي، أياً كان، سوى ذاتي.. إنّها لي.. إنّها لي. سامحني يا شجراً يرتعش في نهرِ عذوبته، ويا داراً يختلج حزيناً من وحدته.. يا لهباً يمحو عن موائدِ الشتاء الكانونيةِ الحمى ورجفاتِ الأيادي المتشنجة، ويا رماداً يتخثّر في ولائمِ الصيف وأرجلِه المتخشبة.. سامحني لخطأي واكتملْ بغيري، فصفصافي ليس جديراً بسنديانكَ وزهرتي الذابلةُ، ما هي بكفءٍ لوردتِكَ الصاهلةِ. ما أزال.... ما أزالُ ألهثُ كربّانِ سفينةٍ جذّف كثيراً ومريراً حتى وصل شاطئ النجاة.. كعصفورٍ صغيرٍ ناضلَ بموتٍ وفناءٍ ليكسرَ قفصَ عدميته ويخرج من سجن روحيته.. كغيمةٍ مسرعةٍ باتجاه مطرٍ حزين.. ما أزالُ أرتعشُ.. كلُّ خليةٍ في جسدي تتوجّع.. كلُّ عرقٍ ينتفضُ.. كلُّ نقطةِ دمٍ تستغيثُ.. كل نَفَسٍ يحترقُ، ويتحرّقُ على شهواتِ انتهاءٍ جديد.. على اقتران الزبد بالزبد.. ما أزال أنازعُ.. أيتها الحشرجةُ.. أسرعي بي إلى عناقِ الأبدية. حدُّ الظمأ حدُّ الظمأ.. مساحةٌ متراميةٌ تحيلُ ذكرياتِ الأمسِ إلى قلقٍ ينتابُ الدواخِلَ ويُحْرِقُ أبجدياتِ الوجودِ في سماءِ العدم!!.. حدُّ الظمأِ مسافةٌ من عنوانٍ لم تجد مفردهً تصوغُها حبراً لشمسٍ لا تشرقُ بجديدٍ عدا أمكنةٍ لا يغادرها التعب.. حدُّ الظمأ.. لا نهايةَ من التعب!!. حدُّ الارتواء حدُّ الارتواءِ.. انطلاقةٌ بلا خطرٍ لقدومٍ أكثرُ فرحاً! حدُّ الارتواء.. هو السماءُ لنظراتٍ أرهَقَها البحثُ عن حدٍّ لانطلاقاتِ أعينٍ لا تلبَثُ بإحالةِ المكانِ إلى وجود! حدُّ الارتواءِ.. مسافةٌ ومساحةٌ من أزمنةٍ غادرها التعبُ والقلقُ بانتظار نهايةٍ غير متعبة!.
|
|||||||