|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات يداك لجأت إلى حضوركَ من براري الثلج والصمتِ، فضمدني بهاؤك حينما هبّت رياح القهر جارحة زبيب اللحن في صوتي.. أنا المشحون بالأمطار والحنّاء.. لا أحد سواك أعدّ لي حضناً يرتّب لي شجوني كلّما خدشت زوابع صفو إحساسي.. فكنت إذا تمادى الرمل في تعكير أنفاسي تكون يداك لي رئتي. وداعة أهرقتَ ضوءكَ في طريقي فقرأتُ خارطةً يُعمّد لونها نهرٌ تقدّس سرّه، نبعاً تشكّل من عروقي.. فنظرتُ نحوك أستدرُّ مطالعَ الأشواق تمنحني الوداعةَ كلّما حجبت تلال الماء ناصية الشروق فغسلتني بالتمتمات وبالدعاء وكفّكَ اليمنى تهدهدني ليخطفني النعاس بغفلة مني إلى سعةٍ من الأفق الطليق. رؤية وحيداً كنتُ أستجليكَ.. أسمع رعدة الأشواق تصعقني فأسقط في متاهاتي.. يعاودني حضوركَ.. أبصر الحيطان قائمة تميل بلا انكسارٍ.. مثلما جسدي تراقص حينما أغفلتُ حالاتي.. رأيتكَ فاعتصمت بما رأيتُ يشدّ من أزري صفاءً نحو مرساتي. عزف الهوى وتبقى النفس حارسة على حفرِ، لتشهد كيف خط العمر مرحلةً تذكّرني مساراتي وكنت إذا خطوتُ.. ذكرتُ طيفكَ أيها الأبهى تمد يديك عبر الريح.. تسحبني على حبلٍ لأعزف للهوى فرحي على أوتار مأساتي. ميراث بين سقيفتينْ........ وزّعت ميراثي من الغبار بينَ بينْ.. هناك نصفي من رماح الصمت مكتوفُ اليدين.. وها هنا جنازتي ورغبة الدرويش حولها تثير فيها رغبةً لتمنح الحضور دمعتين... واحدة على حياتنا.. ودمعة كنقطة وحولها رسمان كالقوسين. جرح جرح بلا ضفاف غطّى مساحة الجسد.. يفيض في كل الفصول مخلّفاً على ضفاف رحلتي في دربه العجول غثاءه وصورةً مجروحة الحوافْ.. تسيل من أطرافها بقية الأفراح في غابةٍ تنوء بالزبدْ.. جرحٌ تمدّه غزارة العيون روافداً من السهام.. نصالها في حدّة الحسدْ. قلبٌ لا يفارق قلبي معي.. أغفو عليه بخلوتي وتشتتي بين الجهات.. وأخاف أن يغتاله صمت يقيم جداره حولي فأسقط في ظنون فاتكات.. آهٍ لقلبٍ لا يفارقني ويحمل مرغماً حزناً تساقط من نزيف الأمنيات.. ومعي يؤانسني يضيء شواطئي أملاً إذا ما هبّ موجٌ في الليالي الحالكات. الوقت ساهمٌ في براري السكون على صفحة الوقت أطفو وقد هرَبَتْ من رؤايَ السواحلْ ساهمٌ بالذي كان.. ثم توارى.. لميلاد فعلٍ يكونْ.. هو الوقت يجري ولا وقت للوقف بين الفواصلْ.. سريعاً أقلّب دفتر عمري.. وأسرَعُ قطعاً سنون المناجلْ.. نوازل في البال تمضي سراعاً ونحن نلوك شحوب المنازلْ.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي الأفوه الأودي ـ صروف إنَّما نِعمةُ الدُنيــا مُتعـــةٌ وحَياةُ المرءِ ثوبٌ مســتَعَارُ وصروف الدهر في إِطباقِهـا خلقَةٌ فيها ارتفاعٌ وانحــدَارُ بينما الناس على عليائهـــا إذ هوَوْا في هُوَّة منها فغارُوا السهروردي المقتول ـ تيه أَتِيهُ على إِنْسِ البـــلادِ وجنِّهـا وَلَوْ لَمْ أَجـدْ خَلْقاً لتهتُ عَلى نَفْسِي أَتِيهُ فَلاَ أَدْرِي من التِّيهِ مَنْ أنَا سِوَى مَا يَقُولُ النَاسُ فيَّ وفي جنْسِي فإنْ صَدَقُوا أَنّي مِن الإِنسِ مِثْلُهُـم فَمَا فيَّ عيبٌ غَيْرَ أَنِّي مِن الإِنـسِ العباس بن الأحنف ـ منزل أيا مَنْزلاً لا أبْتَغي ذكرَ أهْلِــهِ وإن كنتُ مشـغوفاً بذكرِهِمُ صبّا أزُوركَ أسْتشـفي لقَلْبي مِن جوىً وكربٍ أُقاسِــيهِ يُحدِثُ لي كربَا إذا ما جـنَتْ ذنباً تَلمّسـتُ عُذْرَها فإن لم أجد عذراً غَفَرتُ لها الذَّنْبا الحسين بن الضحاك ـ عنت الدهر ســألُونا عن حالِنا كيفَ أنتُمُ من هَوَى نَجمُـهُ فكَيفَ يكُونُ؟ نحن قومٌ أَصابَنا عَنتُ الدَّهـرِ فَظِلْنَا لرَيبِه نَســــــتكينُ عبيد بن أيوب ضرار العنبري ـ خوف من البشر لقد خِـفْتُ حتَّى لَوْ تَمُرّ حَمَامةٌ لقلتُ عَدوٌّ أو طلِيعــةٌ مَعْشـرِ وخِفْتَ خَلِيلي ذَا الصَّفاءِ ورابَني وقِيل فلانٌ أَو فُلاَنَةٌ فَـــاحْذَرِ فأصبحتُ كَالوَحْشِـيِّ يَتْبَعُ مَا خَلاَ ويتركُ مَأنُوسَ البلادِ المـُدَعْـثرِ إذا قِيل خــيرٌ قلت هذي خَدِيعة وإِنْ قِيل شـرٌّ قلتُ حَـقٌّ فَشـمّرِ قيس بن الخطيم الأوسي ـ استيفاء كنتُ امرأً لا أَسمعُ الدَّهـْـرَ سبَّةً سـَـبُّ بها، إلا كَشَفـْتُ غِطاءها فإِنيَ في الحربِ الضروسِ مَوَكَّلٌ بإِقدامِ نفسٍ مــا أُريدُ بَقَاءهـــَا إذَا سقمَتْ نفســي إلى ذي عداوةٍ فإِني بِنَصْلِ السيـفِ باغٍ دَوَاءهـَا مَتى يأتِ هذا الموتُ لاَ تبقَ حاجةٌ لنفسيَ إِلاّ قد قضيتُ قضَاءهـــا قيس بن ذريح ـ الحب.. هل الحبُّ إلا عبرةٌ بَعْــدَ زَفْرَةٍ وحَرٌّ على الأحشاءِ ليسَ لَه بَرْدُ وفَيضُ دُمـوعٍ تَسْتَـهِلُّ إذا بَـدَا لَنَا عَلَمٌ مـن أرْضِكِم لَمْ يَكُنْ يبْدُو ذو الكفايتين ـ الحكاية الأزليـة دَخَل الدُنيا أناسٌ قَبْلنـــا رَحَـلوا عنها، وخَلَّوها لَنا ونَزَلنَاها كما قــد نَزلـوا ونُخَـلِّيها لقومٍ بعدنَــــا
|
||||