|
|||||
|
أقام تجمع العلماء المسلمين في لبنان حفل الاستقبال السنوي في الذكرى 33 لتأسيسه في قرية الساحة - طريق المطار، حضره ممثل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون رمزي دشيوب، وزراء ونواب سابقون علي قانصو، حسن يعقوب، نزيه منصور، الخوري سليم مخلوف ممثلاً المطران بولس مطر، ممثل السفارة الإيرانية في لبنان السكرتير الأول محمد حسن جاويد، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية وعلمائية واجتماعية وثقافية وإعلامية. وقد ألقيت بهذه المناسبة كلمتان. كلمة لرئيس مجلس الأمناء في التجمع سماحة القاضي الشيخ أحمد الزين، وكلمة لرئيس الهيئة الإدارية في التجمع سماحة الشيخ حسان عبد الله هذا نصهما: كلمة سماحة الشيخ أحمد الزين: في البداية أتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالحمد والشكر والثناء، ومن هنا من هذا اللقاء الطيب المبارك وإلى سيدنا ومولانا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإلى جميع الأنبياء والمرسلين، والصحابة وأهل البيت الأئمة الأطهار أزكى تحية وأعطر سلام. أيها الأخوة الكرام أحييكم تحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في ذكرى تأسيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان، هذه الذكرى التي أقولها بكلمة طيبة مباركة، ذكرى بداية الانتصار، الانتصار الذي يبدأ بالالتزام بكلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، والتي تُفسر وتُطبق بالالتزام بكتاب الله وبإتباع رسول الله وبإتباع أنبياء الله ورُسله والأئمة الأطهار والصحابة الأبرار. بداية النصر من هنا، كان مع إطلالة الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني(رض) الذي طرح دولة الإسلام والوحدة الإسلامية، ونصرة المستضعفين في سائر أنحاء العالم، وأعلن أن إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تقتلع، نعم هذه هي الخطوة الأولى في بداية الانتصار، هذا الانتصار الذي التزمنا به في تجمع العلماء المسلمين ورفعنا رايته عاليةً خفاقة، وسنستمر برفع هذه الراية مع السيد الخامنائي حفظه الله، وفي لبنان مع السيد حسن نصر الله ومع المقاومة الإسلامية والوطنية، وصولاً إلى القدس الشريف بإذن الله سنصل ونصلي نحن العلماء بالدرجة الأولى في المسجد الأقصى، متحررين من سائر العصبيات بألوانها وأشكالها، أولاً من العصبية المذهبية البغيضة، ومن سائر العصبيات الجاهلية، لنلتقي جميعاً ونجتمع تحت راية التوحيد والحضارة الإسلامية التي جاء بها الأنبياء وخاتمهم محمد (ص) بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب والأحزاب، تحت راية كلمة الله التي يخاطب بها الناس جميعاً: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ مسلمين كنا أم غير مسلمين، ويخاطبهم بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. ولكننا لا ننسى ولا نغمض أعيننا ونسد آذاننا أمام ما نشاهد بالعالم العربي والعالم الإسلامي من حالة انهزامية نتيجة البُعد عن الحكم الشرعي وعن إتباع رسول الله الذي يدعو للوحدة الإسلامية وللوحدة العربية وللوحدة والإخوة الإنسانية ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. أختم بالترحيب والتهنئة لكم جميعاً والحمد لله رب العالمين. كلمة سماحة الشيخ حسان عبد الله: يسرني باسم إخواني العلماء في تجمع العلماء المسلمين أن أرحب بكم في هذا الاحتفال المتواضع في الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس التجمع، وعندما نستذكر هذه المسيرة نستذكر آلاماً وأفراحاً، نستذكر جهاداً في وجه محتل أو طاغية ظالم أو فتنة متمادية ومحطات نصر أنستنا كل أحزاننا وتعبنا. نحن في السنة الثالثة والثلاثين من عمر تجمع العلماء المسلمين يهمنا أن نؤكد على النقاط التالية: أولاً: إننا مصرون على الاستمرار في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية حتى لو بقينا وحدنا الذين يدعون لذلك ومهما كثرت الصعاب وغلت التضحيات. ثانياً: نؤكد بعد تجربة طويلة ومريرة أن الصراع لم يكن في يوم ما مذهبياً، بل كان دائماً سياسياً يستخدم المذهبية لتحقيق مصالح دولة أو حزب أو فئة، والمذهب فضلاً عن الدين بريء من هذه الفتنة. ثالثاً: نؤكد وكما ورد في ميثاقنا أن المقاومة واجب وحق ويجب أن لا يغمد سيفها حتى التحرير الكامل لكل التراب الفلسطيني وسنبقى المدافعين عنها وعن سلاحها وعن شبابها وقيادييها حتى تصل إلى تحقيق أهداف أمتنا في التحرير، ونعتبر أن القيادة الواعية للمقاومة الإسلامية في لبنان واجهت وما زالت تواجه كل محاولات ضربها من أعوان الكيان الصهيوني حتى لو كانوا يتكلمون لغتنا أو ينتمون ظاهراً لملتنا. رابعاً: يجب أن تبقى يد المقاومة في فلسطين على الزناد وأن لا يصرفها عن ذلك أي صارف وأن لا تدخل في بازارات المساومات السياسية التي لم تكن يوماً ولن تكون إلا في خدمة الكيان الصهيوني. خامساً: إن ظاهرة التكفير المستجدة في الأمة والتي تقف ورائها جهات استكبارية ودول إقليمية باتت معروفة لا تمت للدين فضلاً عن الإنسانية بصلة، وتنفذ من خلال مجازرها مخططاً يهدف إلى تشويه صورة الإسلام. ما يفرض علينا نحن العلماء من السنة والشيعة أن نبين فساد هذه الجماعة وخروجها عن مفاهيم الشريعة، وندعو إلى استئصالها أو أن تعود عن غيّها. سادساً: ندعو الشعب العراقي بكل أطيافه إلى التآلف والتعاضد والتعاون لجبه قوات التكفير المدعومة من دول إقليمية ونثني على دعوات المرجعية الدينية الشيعية والسنية للدفاع عن الشعب العراقي وإعادة الأمن والسلام والنظام إلى المناطق التي احتلها هؤلاء. سابعاً: نعتبر أن المؤامرة الكونية على سوريا باتت في نهايتها وأن الشعب السوري لقن في الانتخابات الأخيرة أدعياء الديمقراطية درساً لن ينسوه، وأن مشروع ضرب محور المقاومة بضرب واسطة عقدها قد فشل مرة أخرى وستعود سوريا بإذن الله تعالى وبقيادتها الحكيمة وجيشها المقدام وشعبها الصابر لتكون شوكة في عين الصهاينة وداعميهم الغربيين والأعراب. ثامناً: ندعو في لبنان إلى: أ- الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يتبنى خيار المقاومة مؤمناً ومعتقداً به لا متظاهراً لأجل الوصول إلى كرسي الرئاسة وهذه الكرسي محرمة على كل من تلوثت يداه بالتعامل مع العدو الصهيوني. ب- يجب أن تستمر المؤسسات الدستورية بعملها، فلا يجوز بسبب تعطل مؤسسة أن تُعَطل بقية المؤسسات، بل يجب أن يعمل مجلس الوزراء والنواب بطاقة كاملة، والقيام بواجباتهما الوطنية على أكمل وجه. ج- يجب إنصاف أصحاب الحقوق من معلمين وموظفين متعاقدين ومثبتين بأسرع وقت ممكن والإسراع بإقرار سلسلة الرتب والرواتب كي يقوم المعلمون بتصحيح المسابقات وإنجاز العام الدراسي على خير ويذهب كل طالب إلى الجامعة التي يريد ولا تضيع عليه سنة من عمره. د- إن أي عملية إصلاح اقتصادي يجب أن لا تكون على حساب ذوي الدخل المحدود والفقراء، بل يجب أن تطال الأغنياء حصراً والمواد الكمالية ولا يجوز المساس بلقمة عيش المواطن. أخيراً... أشكر لكم مشاركتنا فرحتنا بهذه الذكرى الطيبة وإن كانت تملئها غصة لما يحصل في العراق وسوريا وفلسطين، إلا إن الله وعدنا بالنصر. ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾.
|
||||