|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات الملاذ غفوتُ فجئتني طيفاً.. صحوت فكنتَ يا سيدي ملاذاً.. يطردُ الأوهام والخوفا.. تطل عليّ من سقفٍ.. تموج بهِ رسوم شكّلت عمراً.. أتى غيماً وفك نسيجه صيفا.. أراك ـ كما انتبهت بداية ـ تأتي لتدلق في مسار النهر في جسدي دِناناً أثقلت عطفا.. أحسّكَ في دمي وتراً يُسيل عذوبتي عزفا. الغياب أنا في غيابكَ مستباحٌ للغياب.. نهشت رماح الأمس خاصرتي.. وفي ظهري سفوح الثلج تعوي في أقاصيها الذئاب.. أنا هكذا شكلٌ ترقّع من غبار العمر ألواناً يشكّلها الترابْ.. والنفس خارجة تدبّ وراء ومضٍ كاذبٍ في كل ناحيةٍ نهايتها اليبابْ.. فتناوشتها ظلمة المسعى وعادت في ظلال الشكل يعصرها العذاب. العشق أنا في هيئتي وصف ـ بلا فخر ـ أنا الشوقُ حفيد الشوق.. يجري في دمي معناي للأنوار حيث يريحنا السبق.. وبي شغف يقيّدني على الأوتار تقطفني يدٌ عزفت وفي ألحانها عتقُ.. كذا انساب في مجراي متجهاً إلى مُثلي وفوق وسادة الأشعار يلثمني على ورقي بكامل فتنتي العشقُ. العمر أيها الصاعد من نهر الجفاف.. حافياً في التيه تجري في فراغٍ يملأ الأرض اليباس كلما أوغلت في الكشف تناءت في المسافات الضفاف.. فإلى أين يجر العتم رؤياك؟ وتمضي باتجاهٍ لا يُرى فيه اتجاه مثقلاً تصعد بالخوف جبال الحلم مسكوناً بأيام القطاف لم تكن تدري بأن العمر مشحونٌ بأوقاتٍ عجاف. الهواجس أعبئ في جعبتي الذكريات.. أرتبها مثلما أفردتني غريباً على سدة الوقت أو ريشةً في مهب الحياة.. وأمسح عنها غبار الزمان لتبقى المرايا كما شئتها في وضوحي.. على صفحة الماء حيث أرى رغبتي في اقتناص النجاة.. ولا شيء يبعث فيّ الهواجس إلا رياح تناكف رملاً وعمراً توزع بين الشتات. السؤال أصبو إلى فرحٍ ناشزٍ في أقاصي الخيالْ.. وَاعدَ الروحَ يوماً بشهد الحياة.. وما يُطفأ الهمُ حين يثور بصدري السؤالْ: إلى أين تمضي..؟ وكل الدروب نهاياتها تلتقي في خريف الليالي الطوالْ؟.. فمن أي دربٍ سأعبر نحوي؟ وفي أي فصلٍ سيورق غصني؟ ويزهر عمري..؟ ليمتصّ نحلي رحيق الوصالْ؟. النفس أمامي تنمحي السبلُ.. فلا نفسي تؤجّلني لتعبرِ موجةٌ تحتي بلا خَرَقٍ ولا غَرَقِ.. ولا رؤيايَ تحملني وفي قدميّ شوقٌ ما له حدٌ.. وفيه الحزنُ والوجلُ.. يسابقني لأدخل ساحة الإشراق حيث الروح بالأنوار تكتحلُ.. هناك النفس ساكنةٌ تحب صفاءها أملاً وكأسُ الحب يكتملُ. العودة رمى في حفرة النسيان رغبته وظل ينوح في أحداقه البصرُ.. وكان زمانه كهلاً فسار به على مَهَلٍ ينقّله على جمر السنينِ كما يشاء بدربه القدرُ.. رمى دمعاً.. وعاطفةً.. وشوقاً... أحرقَ الأسمالَ واحترقت بها الحفرُ.. ولمّا عاد متشحاً بثوب الليل فزّ الدمعُ والأشواقُ والصّورُ. السفر بلا شمسٍ ولا قمر.. تمر حكايتي الأولى كما خطّت يد القدر.. على رملٍ.. تنفّس فيه ملحُ الأرضِ فانشقّت دروبٌ تحت خُطْواتي فمنحدَرٌ يسلّمني لِمنحدَر.. تؤرجحني خيوط طفولتي قهراً وتلقيني على أعتاب قافيتي لحوناً في هوى وتري.. فأفتح باب أهوائي لأبقى دائم السفر.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي ابراهيم بن كنيف النبهاني ـ الصبر أجمل تَعَزَّ فـإن الصَبْرَ بالحـرِّ أجمــلُ وليس على رَيْـبِ الزَّمانِ مُعـَوَّلُ فلو كان يُغني أن يُرى المرءُ جازِعاً لحادثـةٍ أو كان يُغنـي التذلُّـلُ لكان التَّعـزي عنـد كل مُصيبـةٍ ونائبةٍ بالحـرِّ أَوْلـى وأجمــلُ فكيف وكلٌّ ليس يعــدو حِمامَـهُ وما لامرئٍ عمّا قضى اللهُ مَزْحَلُ فـإن تكن الأيـامُ فينــا تَبَدَّلـَتْ بِبُؤْسى وَنُعْمـى والحَوادثُ تَفْعَلُ فما ليَّنَـتْ منّـا قَنـاةً صليـبـةً ولا ذَلَّلَتْنـا للَّتي ليـس تجمُــلُ ولكـنْ رَحَلناهـا نفوسـاً كريمـةً تُحمَّـل ما لا يُستطـاعُ فَتَحمـلُ وقَيْنا بحُسن الصبـرِ منا نفوسَنـا فصحَّتْ لنا الأعراضُ والناسُ هُزُّلُ عمرو بن الإطنابة ـ نشيد الخلود أبت لـي همتي وأبى بلائـي وأخذي الحمــدَ بالثمن الربيحِ وإمساكي على المكروهِ نفسي وضربي هامةَ البطلِ المُشيـحِ وقولـي كلما جشأتْ وجاشتْ مكانـكِ تُحمدي أو تستريحـي لأدفعَ عن مآثـرَ صالحـاتٍ وأحمي بعدُ عن عرضٍ صحيحِ أبو العلاء المعري ـ هذيان الأمالي أريدُ الإِنَاخَـــــــةَ في منزلٍ وقد حُـدِيَتْ لِسَـــواهُ جِمَالِــي فَمَنْ مُخْبِري أَغَرِيقُ البحـــــارِ أَلْقَــــى الرَّدى أم دَفِينُ الوِصَالِ هـَـوِيتُ انْفِـرادِيَ كَيمَا يخـِـفَّ عَمَّــنْ أَعَاشِـرُ ثِقْـلُ احْتمَالِــي أَمـــا لِيَ فِيمَـا أَرَى رَاحـــةٌ مَدَى الدهـــر من هَذَيانِ الأَمَالِي مسلم بن الوليد ـ بطل موفٍ على مُهَجٍ في يوم ذي رَهَجٍ كأنَّه أجلٌ يســـعى إلــى أمَــــلِ يَنَـالُ بالرِّفْقِ مَـا يَعْيَــا الرِّجَالُ بِهِ كَالمَوْتِ مُسْـتَعجِلاً يَأْتِي عَلى مَهَـلِ يكْسُـو السُـيُوفَ نُفُـوسَ النَاكِتِينَ بِه ويَجْعَلُ الهـامَ تِيجَـانَ القنَا الــذُبُلِ قيس بن الملوح ـ توبة مشروطة ذكرتُك والحجـــيجُ لَهُمْ عَجيجُ بِمكَّةَ والقُلُوبُ لها وَجــــيْبُ فَقُلْتُ ونحْــــنُ في بَلَدٍ حَرامٍ به للهِ أخْلَصَتِ القُلُــــــوبُ إِليك أتُوب يَا رَحْمَنُ مِمَّــــا جَنَيْتُ فَقَـــدَ تكَاثرتِ الذُّنُوبُ وَأَمَّا عن هَوَىَ لَيْلَى وتَرْكـــي زيَارَتَها فَإِنِّي لا أَتُــــــوبُ فَكيفَ وَحُبُّــــها عَلِقٌ بقَلْبِي أَتُوبُ إليكَ مَنْهــــا أوْ أُنِيبُ أبو العتاهية ـ فلتـات كمْ مِـنْ مُؤَخِّـرِ غَايَـةٍ قد أَمْكَــنَتْ لِغَــدٍ، وليس غـــدٌ لــه بمواتِ حـتى إذا فَــاتَتْ وَفَــاتَ طِلاَبُهـا ذَهَبَـتْ عَليهــا نَفْسُــه حَسَـرَاتِ تَـأتي المكـارهُ حِـينَ تَـأتِي جُمْلَـةً وأرىَ السـُّـرورَ يَجـيءُ في الفَلَتَاتِ
|
||||