|
|||||
|
أقام "تجمع العلماء المسلمين" احتفالاً تكريمياً للسفير الإيراني غضنفر ركن آبادي لمناسبة مغادرته لبنان بعد انتهاء مهماته الدبلوماسية، في قرية الساحة على طريق المطار، في حضور القائم بأعمال السفارة محمد صادق فضيلي، والمستشار السياسي في السفارة محمد حسين جاويد وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية وحشد من العلماء. كلمة سماحة الشيخ حسان عبد الله: بعد آيات من القرآن وتقديم من الشيخ حسين غبريس، ألقى رئيس الهيئة الادارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله كلمة قال فيها: جانب سعادة السفير الإيراني الأخ العزيز الدكتور غضنفر ركن آبادي حفظه الله.. يقولون إن الوقت يمضي.. لكننا نقول.. كلا إن الوقت باقٍ.. فالساعات ساعات.. والأيام أيام والسنون سنون.. وتبقى هكذا.. أما الذي يمضي فنحن.. وعندما نمضي نتركُ دائماً خلفنا الأثر.. نمضي إلى حيث نبدأ من جديد.. لقد انقضى وقتٌ من الزمن عشنا فيه بظلال وارفِ عطائكَ وجَهدِكَ الذي كان دائماً لأجل رفعةِ شأن هذه الأمة.. وكنت الصديق الذي تستمعُ إلى كلِّ مَن حولِك.. وأنت تُجيدُ الاستماع كما تُجيد اللياقة في الكلام.. وقد احترتُ اليوم أي الكلماتِ أنتقي لأصف بها حضوركَ بيننا على مدى سنواتٍ طويلةٍ.. فتّشتُ عن كلامٍ يليق بما أنت عليه.. كلامٍ يصفك كما أنت.. كلامٍ يشبهك إلى حدٍّ ما.. أخيراً وجدت لكَ شبهاً.. أتَذْكُرُ الطَّبيعةَ حين يضيعُ بفتنتها مبدعٌ؟!!.. يعرِفُ الوردُ، والبلبلُ المتماوجُ بين حدائقِهِ.. إنكَ أعطرْ.. ولا بدَّ أنك تسمع رنينَ قلوب الأحبةِ إذ اجتاحهم فيضُ دماثةِ أخلاقك.. تسابيحُ مفرداتِكَ أكملُ. دخلتُ مجاهيلَ روعتك علّني إنْ عثرتُ على مكمنِ الضّوء غافلْتُهُ وجلبتُ لنا قبساً فأوفّرَ وصفي، ولكنّني ضعْت في صفةٍ أنتَ تعلوها بما هو أنبلْ.. إلى أن تيقّنتُ أنّكَ سفيرُ الهدى والدعاءِ.. وسفيرُ القلب تحمل لبلادكَ همومنا وشجوننا وولاءنا وحبنا وعشقنا للسيد القائد الذي يفيضُ بفيضِ نورانيةِ علمه ويقينه علينا بوافر نِعَمِ الله التي أنعمها عليه.. إنك اليوم سفيرُنا في أي مكانٍ حللتَ.. لأننا على يقين بما يحمله قلبُكَ من حبٍّ واحترامٍ للتجمع الذي استطاع على مدى سنواتِ دعمكم لنا أن يكون في خندق الدفاع عن الدين ومنع الفتنة والذود عن الوحدة التي تجمع بين المسلمين.. ربما يكون الكلامُ عندنا في مدحك بما أنت عليه كشخص غيرَ كافٍ ولكنه يقيناً لن يُدرَكَ جزيءٌ من حرفٍ به في وصفكَ بما أنت عليه كسفيرٍ لدولة الإسلام المحمدي الأصيل.. لأنكَ كنت دبلوماسياً من الدرجة العليا في مراتب الأخلاق والمناقبية.. وكنتَ مبادراً دائماً لتكون السند والداعم لكل نشاطاتنا على صعيد الوحدة الإسلامية.. أقول: إننا سنفتقد حضورك الجسدي بيننا.. لكننا لن نفتقد إطلالتك المباشرة لكل ما يتعلق بعمل التجمع لأنك حاضرٌ دائماً في تفاصيل ما نقوم به. على المستوى الشخصي لقد كانت علاقتي بسعادتك مميزة وقد كنت أجد عندك الصدر الرحب لسماع كل المشاكل التي يعاني منها التجمع خاصة في أوقات الشدة عندما كانت تستعر الفتن ويتعرض خط الوحدة الإسلامية للخطر وكنت دائماً تبشر بالأمل القادم على قاعدة الثقة بأمتنا التي لن تخدع طويلا وستكتشف آجلا أم عاجلا خداع أولئك الذين سعروا أوار الفتنة لصالح مشاريع الاستعمار وها نحن اليوم نشهد طاقة نور انبلج منها ضياء الوحدة من جديد وتباشير النصر تلوح بالأفق والمشروع الأمريكي الصهيوني بدء بالتهاوي تحت ضربات المقاومة ووعي قيادتها وتضحيات مجاهديها. سعادة السفير قل لإيران بكل مكوناتها أننا فخورون بها وبانجازات شعبها العظيم الذي أثبت للعالم أن الإسلام ليس تلك الهمجية التي يقدمها أولئك التكفيريون بل ما يقدمه بلدك العزيز بتوجيهات من قيادته الحكيمة المتمثلة بولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام الخامنائي من انجازات تكنولوجية تبدأ من (النانو تكنولوجي) ولا تنتهي بغزو الفضاء في سبيل العلم ما تقدمه من دروس في أن تمتلك الأمة مقدراتها ولا تشتريها من الغرب لتكون تابعة له بل تصنعها كما فعل شعبك العظيم بالتكنولوجيا النووية إذ إن الغرب لا يخاف فقط من امتلاككم لهذه القدرة بل يخاف من أن تحذو باقي البلدان حذوكم فلا تعود بحاجة لهذا الغرب المستعمر وتنعتق من نير عبوديتها له. نستودعُكَ أمانة التجمع مرةً أخرى ونقول لك.. كنت خير سفير لبلدك لدينا.. ونحن على يقين بأنك ستكون خير سفيرٍ لنا في بلادك... نودِّعُكَ ولا نقول وداعاً.. بل إلى اللقاء.. لأنك ستبقى على الساحة حاضراً ببركةِ أمنياتكَ ودعواتك بيننا في كل خطوةٍ نقوم بها باتجاه الوحدة الإسلامية. وقدم درع التجمع للسفير أبادي "تقديراً لعطاءاته وجهده من أجل رفعة شأن هذه الأمة". كلمة السفير آبادي ثم ألقى أبادي كلمة قال فيها: بدايةً يشرفني أن أكون بينكم في هذا الجمع المبارك المتألق بحضوركم الكريم والمزدان بهذه الوجوه النورانية التي كساها المولى تعالى من نوره إيماناً تهتدي به ويُهتدى بها منارات على طريق الهدى والإيمان.. والذي يضم نخبة من علمائنا المسلمين سنة وشيعة علامة مضيئة في سماء الأمة المكفهر تفرقة وتشرذماً وظلاماً وتكفيراً متحملاً مع كافة المخلصين من أبناء هذه الأمة واجب الدعوة قولاً وفعلاً في سبيل وحدة المسلمين لأنه بوحدتهم وفقط بوحدتهم خلاصهم وعزتهم وكرامتهم وانتصارهم. أيها الحفل الكريم: يصعب على المرء أن يقف موقف الوداع لأعزاء من وطن شقيق يتعلق الإنسان به وبأناسه الطيبين... قضى فيه شطراً من العمر مشاركاً الأفراح والأتراح, لذا فاسمحوا لي أن أتحدث معكم بلغة القلب والعاطفة والوجدان. فلبنان هذا المكون الفريد من نوعه في جغرافيته وموقعه وتاريخه القديم والحديث الحافل بالأحداث.. المتنوع الثقافة والحضارة والدين.. الغني بإنسانه الذي جاب البحار والقفار طلباً لعلم أو رزق أو ناشرًا لكليهما عصياً على التطويع والهيمنة... عزيز الكرامة والعنفوان... متمرداً على القهر والحرمان... منتفضاً كالمارد على الرغم من سنوات عجاف طوال من الظلم التاريخي والمستمر لدولة العدوان "إسرائيل" , وراداً كيدها وعدوانها ومسجلاً بأحرف من نور أعظم نصر على أعتى قوة متجبرة في المنطقة في أيار عام 2000 ليعود ويسجل بتلاحم أبنائه وصمود إنسانه وبطولة مقاوميه التي عز لها النظير وسيخلدها التاريخ لانتصار إلهي عظيم سجل بالدم والروح والعز والكرامة في تموز عام 2006. وطن كهذا الوطن وشعب كهذا الشعب كيف للمرء أن لا يحبه ويحترمه ويحني الهامات إجلالا ً لعظمة انتصاره, شعب أضحى للكرامة والعزة عنوان وللوعد والصدق والشرف ميزان. لذا فإنني أعتز بأدائي لمهامي الدبلوماسية في هذا الوطن العزيز الذي نكن له في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعباً كل معاني الحب والتقدير والاعتزاز. أترك لبنان ورسالتنا إليه أن وحدتكم هي سر انتصاركم, وتنوعكم الطائفي مصدر غنى وتنوع وحضارة ليكون لبنان عنواناً دائمًا للحضارة والمقاومة والتطور والازدهار. شكراً لكم جميعاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
||||