|
|||||
|
في زمن البدع.. الشيخ حسان عبد الله يُظهر علمه
بعد التطور البارز في وسائل الاتصالات، وبعد التداول الواسع لأفكار ذات أبعاد ومدلولات تتعارض مع الدين، بات من الضروري أن يتصدى علماء الدين لتبيان الحقيقة العلمية التي توضح رأي الدين في هذه المسائل على قاعدة ما ورد عن الإمامين الصادقين عليهما السلام أنهما قالا: "إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه، فإن لم يفعل سُلب نور الإيمان". وبما أن الأفكار التي سيناقشها هي أفكار تحمل في طياتها معاداة للدين، بل وسعياً لإقصائه عن أي دور في الحياة، فإن التصدي لهذه الأفكار يعتبر واجباً كفائياً من الناحية الشرعية، ولا يجوز التهاون في مواجهتها وإبداء الرأي الشرعي في كل مضامينها. ويعتبر سماحة الشيخ حسان: "أن الحملة على الدين في الآونة الأخيرة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأصبحت الحملة تتخذ أشكالاً متعددة يستعمل فيها العدو كافة الأسلحة المتاحة، فمن الكتب الفكرية، إلى محاضرات بعض من ما يسمى بالمثقفين، وإلى وسائل الإعلام التي تضع كافة إمكاناتها في خدمة هذه الأفكار الهدامة، وإلى الفن بكافة مجالاته من مسرح وتمثيل ورسم ونحت وخلافه. لذلك وأمام هكذا حملة لا بد من حملة مماثلة تجبه نشر الأفكار الهدامة التي تعتمد خلط السم بالدسم وذلك من خلال إيضاح هذه المؤامرة الخبيثة وتمييز السم فيها عن الدسم، وهذا ما يفرض على العلماء أن يواجهوا بالفكر والفن والإعلام والثقافة والممارسة الحياتية العملية لأن صيانة الدين تكليف إلهي لا يجوز التهاون فيه. بناءً لذلك كله وجد سماحته أنه من الواجب عليه شرعاً أن يتعرض لأهم هذه الأفكار الهدامة بشيء من التوضيح الذي لا يصل إلى حد الإطناب الممل ولا ينحسر إلى درجة الاختصار المخل. فتعرَّض للأبحاث التالية: 1- البحث الأول: العولمة باعتبارها واحدة من أهم الأساليب التي يعتمدها الغرب المستكبر في مواجهة الإسلام عبر السيطرة على كل وسائل الإعلام ووسائل الاتصالات وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات الرعاية الاجتماعية العالمية ومؤسسات الأمم المتحدة كافة، ومن خلال البحث سيتبين لنا رأي الدين بهذه الظاهرة. 2- البحث الثاني: هو موضوع الحداثة واستخدامها كوسيلة لاتهام الدين بغض النظر عن نوعه بالتخلف والرجعية، ونحن سنبين أن موضوع الحداثة بما هو دعوة للتجديد لا مانع منها ولا إشكال شرعي فيها، بل إنه ومن وجهة نظر إسلامية تُعتبر هذه المسألة جزءاً من الدين الذي يعتمد على الاجتهاد في التعامل مع التطورات الحاصلة على مر العصور والأزمنة، أما الحداثة بمعنى ترك القديم بكل تفاصيله بشكل يؤدي إلى التخلي عن الدين فهذا لا مجال للقبول به. 3- البحث الثالث: هو موضوع الحوار بين الحضارات في مقابل الفكر الجديد للصهيونية من خلال المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية المتبني للصراع بين الحضارات كما طرح صامؤيل هنتنجتون وفرنسيس فوكوياما، وسيتبين لنا أن الإسلام يدعو للحوار بين الحضارات لا إلى الصراع بينها. 4- البحث الرابع: هو موضوع الحرية وسيتبين لنا من خلال البحث أن الإسلام يؤمن بالحرية ولكنه لا يطلقها من دون ضوابط، بل هي حرية مقيدة بعدم الخروج عن النص الإلهي هذا من جهة، ومن جهة أخرى فلا بد من رعاية حرية الآخرين عندما نمارس حريتنا فيجب أن لا تتعارض حريتنا مع حريات الآخرين. 5 – البحث الخامس: هو موضوع نظام الحكم المعتمد في الإسلام وذلك من خلال مقاربة نظرية لفكرة الديمقراطية ومقارنتها مع نظامي الشورى وولاية الفقيه والتوصل من خلال البحث إلى تحديد النظام الذي يتبناه الإسلام، انطلاقاً من وجهة نظري الشخصية. 6- البحث السادس: هو موضوع العلمانية وما يمثله هذا الفكر تحديداً من عداء للدين وسعي لإبعاده عن الحياة مقدمة لإلغائه كلياً. ونحن سنبين من خلال البحث وجهة نظر الإسلام في هذه المسألة الخطيرة. لذلك كله اتخذ سماحة الشيخ حسان قراراً بالبدء بإعداد هذا الكتاب وأسماه "قراءات دينية في قضايا معاصرة" وأراد من خلال هذا العنوان أن يوضح أن ما سيتناوله من خلال هذا الكتاب هو نظرة الدين إلى قضايا معاصرة أثيرت في القرنين الأخيرين. إذن فهذا الكتاب ليس بحثاً فكرياً فلسفياً صرفاً، بل هو بحث عملي يعتمد مقاربة فكرية بسيطة لا تتوسل المصطلحات المعقدة ولا الإغراق في الفلسفة المجردة، بل حاول المؤلف قدر الإمكان أن تكون لغة الكتاب بسيطة إلى حد كبير، ما يتسنى من خلالها لأوسع شريحة من القراء الاستفادة منه. كتاب: "قراءات دينية في قضايا معاصرة" تضمن ستة عناوين للبحث فيها: وهي العولمة التي صبغت الحوارات السياسية في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الإعلام والاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة، وموضوع الحداثة والفرق بينه وبين التجديد، وموضوع الحوار بين الحضارات في مواجهة فكرة الصراع بين الحضارات كما طرحها صموئيل هنتنغتون وفرانسيس فوكوياما، وموضوع الحرية التي تثار اليوم وبقوة وخاصة في أجواء الربيع العربي، وموضوع نظام الحكم المعتمد في الإسلام من خلال مقاربته مع نظريات الديمقراطية والشورى وولاية الفقيه، وأخيراً موضوع العلمانية ودورها في محاولة إبعاد الدين عن الحياة في بعض أوجهها. في الختام نقول إن هذا الكتاب هو إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية يستفيد منها الجميع وبخاصة الشباب والمثقفون بشكل عام.
|
||||