|
|||||
|
الصفحة الأولى عبرة الكلمات إلى سماحة السيد حسن عيناكَ.. والفرحُ المُطِلُّ على نهارِ القلبِ.. وجهكَ مرةً أخرى.. وريحٌ طيّبةْ.. تنسلُّ من مُدُنِ الحنينِ، وعن جبينِ الشمسِ تمْسحُ ما تبقّى.. من ظلالٍ مُتْعَبةْ.. وأنا تُساورني القصيدة عن مفاتنها.. وعن عشقٍ جديدْ.. ماذا؟ أيسعفني الغناء عليك مويلايَ.. أيسندني النشيدْ؟.. ووددت لو أني أكحّل بالحديقةِ مقلتيكَ، وَدَدْتُ لو ألقي النهارَ عليكَ، يا سيداً يسافر في دمي كالشمس من أقصى الوريدِ.. إلى الوريدْ!. إلى أخي... يمرُّ الزمانُ وتبقى اشْتعالاً بصدري.. ولوعةَ عمري فأرويكَ للطالعينَ مِنَ الشرقِ والغائبينَ مَعَ الشمسِ.. أرويكَ شعراً وموّالَ راعٍ وقصَّة.. وتعيا حروفي وراء معانيكَ، تعيا وتسجد تحت سماء عيونكَ، دنيا.. وأنتَ بجفنيَ رؤيا.. وفي الحَلْقِ.. غُصَّةْ. إلى شهيد حبيسٌ هنا أوْ هناكَ وسِيّانَ عندكَ سيانَ.. كلُّ السجون بلادٌ وكلُّ البلادِ سجونٌ وما دثَّروكَ أوانَ ارْتَعَشْتَ ولا أطفؤوا النارَ، آنَ اشْتعلتَ ولمّا صرختَ ارْتمَوْا فوق صدركَ حتى ارتميتَ.. وكنتُ بعيداً أُكابدُ جَمْرَ الفراقِ وحيداً وكنتُ أراكَ بقلبي وتعجز عيني فكيف أراكْ؟!.. وكيف تلاشى امْتدادُ المسافاتِ حتّى تناهى إليَّ صداكْ؟.. يميناً... تناهى إليَّ صداكْ كأنَّ المواجعَ تعبر أقصى الصحارى.. كأنّ الصحارى... مَداكْ!.. مستحيل ياما، لأجلكَ، غنيتُ ياما بكيتُ وأخفيتُ عند ضفاف الخليج دموعي أُوارِبُ وجهي لئلا يراها صِغاري وأشقى.. أُحاوِلُ أنْ أفتديكَ.. وأشقى أمِنْ أَلْفِ مِيْلٍ أُحاوِلُ والبُعْدُ يَفْري يميني أَمِنْ أَلف ميلْ؟!... وماذا لديَّ... فيُجدي وأنتَ قتيلُ الضواري وعمري بتلك البراري قتيلْ؟!.. وها.. مَرَّ جيلٌ وأوشك جيلْ وكل البلاد سجونٌ وغولٌ... وعَنْقا... فأين الخليل الوفيُّ.. أيا مستحيلْ؟. عوزٌ وكثيرُ أنين..!! لا ليست هذهِ حرائق شوقكَ فحسبْ ..! بل ضلوعي تحتطبُ في بُعدك، ونارٌ تضرمُ في عمق فؤادي.. يتصاعدُ دخانها يزيدُ الشّوق لوعة، والليل حِلكة، والهدوء وحشة.. ولا يُسمعُ إلا رجعُ أنيني..! أن أتفقّد حضنك في تلكَ الظلمة ، - ولا أنا مبصرٌ ولا النّار تترحّم على الرّماد -.. ولاااااا أجدك!.. عوزٌ.. عوز!!. لقاء هطولٌ كانَ.. وجدبٌ أصبح..! أنا الأرضُ يا كلّ الغيث..! فأغثني.. هيّا أيّها المتبِّخرُ في الروحِ دلالاً.. هيّا أمطرْ.. فأنا على شفا حفرة انتهاء..! أتعرفُ.. كيف أقضي ليلي..! أتسامرُ والشقوق عن أحاديثِ الورى.. كيف يكون لنا زهرٌ وخضرةٌ ولقاء.. وكيفَ سننعمُ ذاتَ يومٍ بالحياة ..!!.. أما آن لكَ أن تلمّني بزخّ لقاءٍ حنون..!.
الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي ابن الفارض ـ عذِّب بما شئتَ أهفــــو إلى كلِّ قلبٍ بالغرامِ لهُ شــــغلٌ وكلِّ لسانٍ بالهوى لهجِ وكُلِّ سَــمْعٍ عنِ اللاحي بهِ صَمَمٌ وكلِّ جفنٍ إلى الإغفـــاءِ لمْ يعجِ لا كانَ وجــدٌ بهِ الآمــاقُ جامدةٌ ولا غَرامٌ بهِ الأشْــــواقُ لمْ تَهِجِ عذِّبْ بما شـــئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ أوفى مُحِـبٍ، بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ وخــــذْ بقيَّة َمـا أبقيتَ منْ رمقٍ لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ أسامة بن منقذ ـ حنينٌ وشوق بِنفســي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه وبُعـدُ التَّقَالي غيرُ بُعدِ السَـباسِـبِ أَراهُ مكانَ الشّــمسِ بُعــداً وبينَنا كمــا بينَ عينٍ في التّداني وحاجِبِ وهــل نَافِعي قربٌ ومِن دُون قلبِه نَوىً قُذُفٌ أَعيَت ظُهــورَ الرَكائِبِ تجنَّى لِيَ الـــذي مــــا جَنَيتُه ولا هُـــو مغفورٌ بِعــذرَةٍ تائِبِ وَمَلَّ فلــــــو أهدى إليّ خيَالَه بَدا لِي منهُ في الكَرى وجـهُ عاتِبِ وضَنَّ فلو أنّ النســـــيمَ يُطيعُه لــجنَّبَني بَرْدَ الصَّبا والجــنائبِ إذَا رجَعَتْ باليأسِ مِنهُ مَطامِعـــي علِــقَتُ بأذيال الـظُّنونِ الكَواذِبِ وأعجــبُ مــا خُبِّرتُه من صَبابتي بِه والَهــوى ما زالَ جَمَّ العَجائِبِ حَـنيني إلــى مَن خِلبُ قَلبيَ دارُهُ وشَـوقي إلى مَن لَيس عنّي بغائبِ بهاء الدين زهير ـ دورةُ الأيام لا تعتب الدهرَ في خطبٍ رمـاكَ بهِ إن اســـــتردّ فقدماً طالَ ما وهبا حاسِــبْ زَمَانَكَ في حالَي تَصَرّفِهِ تجـــدْهُ أعطاكَ أضعافَ الذي سَلَبَا واللهُ قدْ جعــــــلَ الأيامَ دائرة ً فلا تَرَى رَاحَــــة ً تَبْقَى وَلا تَعَبَا ورأسُ مالكَ وهيَ الروحُ قد سـلمتْ لا تأســـــفنّ لشيءٍ بعدها ذهبا مـا كنتَ أولَ مـَمْــنوٍّ بحــادثةٍ كذا مضى الدهـرُ لا بدعاً ولا عجبا ورُبَّ مـالٍ نمــا منْ بعـد مَرْزئةٍ أمَا ترَى الشّـــمعَ بعدَ القَطّ ملتهِبَا داوود بن عيسى الأيوبي ـ مناجاة يا مَن إذا رقـــدَ النُّوَّامُ ليلَهمُ سَـــهِرتُ أَرقبُ منه بهجةَ الأَبَدِ أَنتَ الذي شَـغَلتْ قلبي محبَّتُهُ فمــا له نظرٌ يلوي على أَحَــدِ يا ربِّ أَنتَ الذي أَغنيتني كرماً عن كلِّ شيءٍ بما أودعتَ في كَبدي من ذا يراكَ فتحــدُوهُ مطالِبُهُ إلى سِــواكَ طوالَ الدَّهرِ والأَبَدِ خضر القزويني ـ فناء كن صبوراً ولا تَعُضَّ بَنــانــا ليس يُجْـدي المصابَ عضُّ البنانِ وتجلَّدْ تســـتَهْونِ الخطبَ مهما كانَ واعكُفْ معي على الســلوانِ وتيقنْ وثِقْ.. فلـــم يبقَ حـيٌّ خالـــدٌ حيثٌ كلُّ حيٍّ فــانِ إبراهيم بن كنيف النبهاني ـ نفوسٌ كريمة تعــزَّ فإن الصبر بالحُــرِّ أجمَلُ وليس على ريب الزمـان معــوَّلُ فلو كان يُغني أن يُرى المرءُ جازعاً لحـــادثة أو كان يغـنـي التذلّل لكان التعــزِّي عند كل مـصيبـةٍ ونائبةٍ بالحُــرِّ أولى وأجـمــلُ فكيف وكلٌّ ليس يعــدو حِــمَامُهُ وما لامرئ عمـا قضى الله مُزْحِلُ فــإن تكن الأيامُ فينــا تبدَّلــتْ ببؤسـى ونُعمى والحـوادِثُ تفعلُ فمــا لَـيَّنَتْ مـنا قناةً صليبــةً ولا ذَلَّلَتْنا للذي ليس يجـــمــلُ ولكن رحـلناها نفوســاً كريمـةً تحمــل مـا لا يُسْـتَطَاعُ فَتَحْمِلُ وقينا بحســـنِ الصبرِ منَّا نفوسَنا فَصَحَّت لنا الأعراضُ والناسُ هُزُلُ
|
||||