|
|||||
|
في أجواء ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع) وبرعاية رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبد الله أقيم احتفال تكريمي للفتيات اللواتي بلغن سنّ التكليف الشرعي وذلك ضمن سلسلة الاحتفالات التي تقيمها جمعية التعليم الديني الإسلامي - مدارس المصطفى (ص) لتكريم 321 مكلّفة لهذا العام. وقد شمل هذا التكريم 71 فتاة بلغن سنّ التكليف الشرعيّ في ثانوية المصطفى(ص) النبطية، وذلك في قاعة الثانوية بحضور مدير عام جمعية التعليم الديني الإسلامي الحاج محمد سماحة والمدير المركزي للتربية الدينية سماحة الشيخ علي سنان ومدير الثانوية والهيئة التعليمية وعلماء دين، وفعّاليّات تربويّة وسياسيّة وإعلامية وبلدية واختيارية واجتماعيّة وحشد من الأهالي. وهذا نص كلمة سماحة الشيخ حسان عبد الله: بسم الله الرحمن الرحيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"(المجادلة:11).. كمْ تُثْلِجُ صدري رؤيةٌ أخواتٍ محجباتٍ بعمر الورود.. في زمنٍ القابض فيه على الدِّين كالقابض على الجمر.. مغرياتٌ شتّى.. على الأرضِ وفي الفضاء.. في المجتمعِ والبيت.. وجهادٌ للشيطانِ والنفسِ والهوى.. فباركَ الله بهذه القلوبِ العامرةِ بالإيمان، الراجيةِ رضا الرحمنِ جلّ وعلا.. ومن المفرحِ الذي يكون مدعاةً للفخر هو أن هذه الثلةِ المؤمنةِ لم تكتفِ بالحجابِ بل حصّنَتْهُ بالعلمِ لأن الإيمانَ يرفعُ المؤمنَ درجةً أما الإيمانُ مع العلمِ فإنه يرفعُهُ درجاتٍ والله عز وجل يفتخرُ بالمؤمنِ العالمِ ويرفعُهُ درجاتٍ على المؤمنِ الجاهلِ لذلك قال عز وجل: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ﴾(الزمر:9) يجب أن تكونَ كلُّ فتياتِنا في أعلى مراتبِ العلمِ فليس الحجابُ تقوقعاً وانزواءً وإنما هو انطلاقةٌ في المجتمع على أساس المميزاتِ الفكريةِ لا المميزاتِ الجسديةِ والجماليةِ فيكون مقياسُ التنافسِ ما تتمتّعُ به الفتاةُ من علمٍ ومعرفةٍ وإيمانٍ وليس ما تتمتعُ به من مواصفاتٍ جماليةٍ. إننا كأهلٍ مأمورون أن نوصلَ أولادَنا إلى أعلى درجاتِ الإيمانِ وبعد ذلك فليكونوا في أعلى مراتبِ العلمِ ومواقعِ الإدارةِ في الحياةِ فما نفعُ أن تكونَ ابنتي طبيبةً أو مهندسةً ولا دين لها أما رفعُ الشأنِ وما نُعذَرُ به أمام الله عز وجل أن تكون ابنتنا مؤمنةً متسلحةً بسلاحِ العلمِ وهذا ما أمرَنا به الله سبحانه وتعالى وورد في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾(التحريم:6) ووقايةُ الأهلِ مسألةٌ عظيمةٌ نُسأَلُ عنها يوم القيامةِ وعندما نزلتْ هذه الآيةُ جلسَ رجلٌ من المؤمنين يبكي وقال أنا عجزتُ عن نفسي وكلّفتُ أهلي!! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حسبُكَ أن تأمرَهم بما تأمرُ به نفسَكَ وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك. وهنا أعودُ فأوكدُ على أن تنَلْنَ أعلى مراتبِ العلمِ لأنّ به الفخرَ وبه يفضلُ المؤمنُ عن غيره فقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ الشمسِ على الكواكبِ وفضلُ العابدِ على غير العابدِ كفضلِ القمرِ على الكواكب. وانتنَّ اليوم في صفوفٍ تستوعبنَ هذا الأمر فإنّ الشمسَ نجمٌ ونورَها ذاتيٌّ بينما القمرُ كوكبٌ ونورُهُ انعكاسيٌّ فهو انعكاسٌ لنورِ الشمسِ لذلك كان العالمُ العابدُ كالشمسِ.. معرِفتُهُ ذاتيةٌ تشعُّ على الآخرين ونورُهُ أقوى من بقيةِ النجومِ ويعكسُ نورَهُ على الكواكبِ فتضيءُ بينما العابدُ غيرُ العالِمِ فضلُهُ على غيرِ العابِدِ كالقمرِ المشعِّ وإن كان شعاعُهُ غيرَ ذاتيٍّ. أخواتي الكريمات المؤمنات الطاهرات: وانتن تسلُكْنَ طريقَ الحجابِ يجب أن تعرفنَ أن الحجابَ ليس هو هذا الغطاءَ الذي تضعينهُ على رأسِكِ وإنما هو عصمةٌ في داخلِ النفسِ تحجُبُها عن ارتكابِ المحرماتِ وتدعوها للطهرِ في كل شيءٍ.. في سلوكها وفي تعاطِيها مع الآخرين.. يقول البعضُ: ما نفعُ أن أتحجّبَ وأنا ارتكبُ كثيراً من السيئاتِ من نميمةٍ وغيبةٍ وكَذِبٍ وإلى ما هنالك من آثامٍ فلأبقى بلا حجابٍ وأكونَ صادقةً دافئةَ اللسانِ لا أنمُّ ولا اغتاب؟!! ولعلَّ هذا هو قولُ الكثيراتِ ممن يتركن الحجابَ.. هنا أقول لكِ أختي الكريمةَ إن كلامَكِ صحيحٌ في جزءٍ منه وخاطئٌ في الآخر فصحيحٌ أن الحجابَ كما أسلَفْنا هو التزامٌ بالتكاليفِ من تَرْكٍ للحرامِ وفعلٍ للواجِبِ فضلاً عن التعفُّفِ عن المكروهاتِ والسعيِّ للمستحباتِ إلا أن ذلك لا يعني أن أتركَ الحجابَ لأني غيرُ قادرةٍ على الالتزامِ ببقيةِ الأحكامِ وهذا أبينه بما يلي: أولاً: إن التكاليفَ الشرعيةَ هي أوامرُ إلهيةٌ لا خيارَ لنا فيها فلسنا نحن الذين نحدِّدُها بل ربُّ العالمين وبالتالي فإن تحديدَنا لما نلتَزِمُ به وما لا نلتَزمُ به يجعلُنا تماماً كإبليس الذي قال لرب العالمين عز وجل عندما أمرَهُ بالسجودِ لآدمَ عليه السلام، ربي دعني لا أسجدُ لآدمَ وأعبُدُكَ عبادةً لم يعبُدكَ إياها أحد من العالمَين من قَبْلُ ولا من بعد. لكن الباري عزَّ وجلَّ قال له: يا إبليس تريدُ أن تعبدَني كما تريدُ وأريدُ أن تعبدَني كما أريد اذهبْ فإنك رجيم. فهل تريدينَ أن تكوني كإبليس؟؟.. أن تقومي بكلِّ شيءٍ إلا الحجاب؟.!!! ثانياً: إن الإسلامَ سلسلةٌ من الأحكامِ والتكاليفِ الشرعيةِ مترابطةٌ بعضُها ببعضٍ لا ينفعُ معها أن تؤمني ببعضِها وتكفري بالآخَر فأما أن تؤمني بكلِّ الأحكامِ على قاعدةِ التسليمِ بالعبوديةِ لله الذي هو أدرى بمصالحنا أو لا تؤمني بها جمعياً بل ببعضها فينطبقَ عليكِ ساعتئذٍ قولُه سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾(البقرة:85). فهذا يعني كي يكونَ الإيمانُ حقيقياً يجب التسليمُ بكلِّ التكاليفِ الإلهيةِ ومنها الحجاب. ثالثاً: إذا كنتِ مستعدةً للالتزامِ بكلِّ الأحكامِ الشرعيةِ فما الذي يمنعُكِ عن الالتزامِ بالحجابِ فيكون إيمانُكِ كاملاً ولو دققنا لوجدنا أن أغلب العناوين تعودُ إلى نظرةِ الناس إلي وما يقولون عني فإذا كانت هذه القضيةُ فساعتئذٍ أنت تشركينَ بعبادةِ ربِّكِ عبادةَ الناسِ فتقدِّمينَ رضاهم على رضاهُ سبحانَهُ وتعالى فتقعينَ بالشِّركِ الخفيِّ وهو غيرُ مقبولٍ حتى بالعباداتِ فقد وردَ عن الإمامِ الصادقِ عليه السلام أنه قال: "من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريدُ مَحْمَدَةَ الناسِ فقد أشركَ بعملِهِ". وقد يكون المانعُ هوى النفسِ وحبُّ إبرازِ المفاتنِ أو أن شكلَ فلانةٍ بالحجابِ غيرُ جميلٍ وقد تبورُ ويكسُدُ سوقُها ـ كما يقولونَ ـ وهذا فيه عبادةٌ لهوى النفسِ وهو مصداقٌ لقولِهِ سبحانَهُ وتعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً﴾(الفرقان:43). رابعاً: لو افترضنا أن بعضهنَّ لا يلتزِمْنَ بكل الواجباتِ الشرعيةِ ولا يتركنَ كلَّ المحرماتِ وهذه أمورٌ يمكن أن تَصْطلحَ مستقبلاً فلماذا يكون الذنبُ هذه الأمور وتركَ الحجاب؟.. فإن العاقل هو الذي يقومُ بكل ما يقدِرُ عليه وإذا وقَعَ في خطأٍ يتوبُ ثم يُصلح أما تَرْكُ الحجابِ فهو معصيةٌ مستمرةٌ لا علاج لها إلا به أي بالحجاب. وهنا أحب أن أقول لكنَّ أخواتي المحجباتِ يجب أن يكون حجابُكِ رسالةً للآخرين من خلال ممارستِكِ وتصرفِكِ فإنك بمجردِ حجابِكِ تطلقينَ الرسالةَ الأولى للآخر أنكِ مسلمةٌ ملتزمةٌ وبالتالي فإنك تصبحينَ في دائرةِ الرصدِ ويحسبون كلَّ تصرُّفٍ منكِ على الإسلام.. فلا تسيئي إلى الإسلامِ من خلالِ تصرفاتٍ خاطئةٍ بل فلتكن تصرفاتُكِ سبباً لترغيب الناس بالإسلام حتى يقولوا ما أجملَ هذا الدينَ فإنه هذّبَ أخلاقَ هذه الفتاة فترَغَبُ كلُّ فتاةٍ بالحجابِ وترغَبُ كلُّ أمٍ بدعوة ابنتها لذلك.. أما إذا كانت أخلاقُكِ سيئةً فإنك ستتسببينَ بتنفير الناس من الإسلامِِ وإبعادِهِم عنه فيقولونَ إذا كان الدينُ كما هذه فلن نلتزِمَ به فيجب أن تكوني بعد حجابِكِ منتبهةً لتصرفاتِكِ كي تنعكس إيجاباً لا سلباً على الآخرين فتكونين داعيةً متنقلةً للإسلام تكسبينَ أجرَ هدايةِ الآخرينَ من دونِ أن تتحدثي معهم بكلمةٍ واحدةٍ كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "أوصيكم أن تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا: يا بن رسول الله وكيف ندعو ونحن صموتٌ قال تعملون بما أمَرناكم به.. العملَ بطاعةِ الله وتتناهَوْنَ عن معاصي الله وتعاملونَ الناس بالصدقِ والعدلِ وتؤدونَ الأمانةِ وتأمرونَ بالمعروفِ وتنهَوْنَ عن المنكر ولا يطَّلِع الناسُ منكم إلا على خيرٍ فإذا رأوا ما أنتم عليه وعلموا أفضلَ ما عندنا فسارعوا إليه". نعم يجب عليكنَّ التنبُّهُ في بدايةِ طريقِ التكليفِ أن يكونَ هذا الحجابُ زينةَ النفسِ والروحِ تفتخرُ به فاطمةُ وزينبُ عليهما السلام فتكونين زَيناً لدينك وتنالينَ أعلى مراتبِ الجنةِ وكما قال لنا أئمتُنا عليهم السلام:" شيعتُنا كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا " بقي أمرٌ لا بد من التعرِّض له وهو يتعلقُ بتقنيةِ الحجابِ، نحنُ لا مانعَ لدينا بل نحبِّذُ الترتيبَ والأناقةَ ولكن يجب أن يكونا موافقَيْنِ للضوابطِ الشرعية، فالحجابُ لا يتناسب مع وضع الماكياجِ خفَّ أو ثَقُل وأيضاً لا يتناسب الحجابُ مع وضعِ إكسسوارات عليه بحيث يصبح لافتاً للنظر أو أن يكون ذا لون فاقع بشكل يؤدي إلى الإغراء، فإذا كان الحجابُ كذلك فهو سفورٌ مقنّع. إن العباءةَ ليست واجبةً ولكنها تبقى مراعيةً أكثرَ للضوابطِ الشرعيةِ ومع ذلك لا مانعَ من الحجابِ المتعارَفِ اليوم على أن يكون كما قلنا مراعياً للضوابطِ الشرعيةِ، فالأصلُ في الحجابِ كما ورد في القرآن الكريم هو عدمُ لبسِ الضيِّقِ مما يفسِّرُ ما تحتَهُ بقولِه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾. وأيضاً يجب أن يكون غيرَ مبدٍ للزينةِ التي يجب عدمُ إظهارِها إلا على الآباءِ والإخوةِ والأزواجِ كما في قوله تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾. أما في الشأنِ السياسيِّ وبما أننا في مؤسسةٍ تعليميةٍ ونحن نعرفُ ما يكابِدُهُ الأساتذةُ وموظفي القطاعِ العامِ نتيجةَ ضيقِ العيشِ وفي نفسِ الوقتِ نعرفُ ما يكابِدُهُ الأهالي في سبيل تعليم أولادهم فالكلُّ تَعِبون. إننا ندعو لإنتاجِ سلسلةِ رُتَبٍ ورواتبَ تُعطي الموظفينَ حقوقَهم من دونِ أن تؤثِّرَ على الطبقاتِ الفقيرةِ التي باتت هي الطبقةَ الأكبرَ في لبنان، وذلك بفرضِ الضرائبِ على الكمالياتِ وعلى أصحابِ الثرواتِ والمعتدينَ على الأملاكِ العامة. المسألةُ الثانيةُ أن الوضعَ في سوريا يسيرُ نحو الأفضلِ ونحن عندما نواجِهُ الجماعاتِ التكفيريةَ هناك فإننا لا نقاتلُ سنَّةً ولكننا نقاتِلُ جماعةً لا تنتمي إلى دينٍ وإن ادَّعَتْ غيرَ ذلكَ فالإسلامُ دينُ رحمةٍ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ والإسلامُ دينُ حوارٍ ودعوةٍ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ والإسلامُ دينٌ يحفظُ فيه الآخرين والمدنيين وخيرُ مثالٍ ما حصلَ عندما فتحَ رسولُ الله (ص) مكةَ وقالَ لأهلها الذين حاربوهُ وطردوهُ وحاولوا قتله:"ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟ قالوا أخٌ كريم وأبن أخٍ كريمٍ، فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء". أما ما يحصلُ اليومَ من هؤلاءِ من تدميرٍ للمساجدِ والمقاماتِ ونبشٍ لقبورِ الصحابةِ واعتداءٍ على المواطنينَ الأبرياءِ وشقِّ الصدورِ وأكلِ الأكبادِ فليس من الإسلامِ في شيء، فنحن سنةً وشيعةً بمواجهةِ هذه الجماعةِ ندافعُ عن دين الله وعن ثوابتِ ومفاهيمِ الدينِ وسيكون النصرُ لنا في النهاية، هم خوارجُ العصرِ الذين وعدنا أميرُ المؤمنينَ بالنصرِ عليهم في كلِّ زمانٍ ومكان، ولن يمنَعَنا هذا عن استمرارِ ترصُّدِنا وجهوزيتِنا لمواجهةِ أيِّ مغامرةٍ يقوم بها العدوُّ الصهيوني، والردُّ الذي حصلَ في عمليةِ المقاومةِ الأخيرةِ خيرُ دليلٍ على ذلك. وفي سياق الحديثِ عن رئاسةِ الجمهوريةِ فإننا نعلنُ أننا نريدُ رئيساً لم تتلوثْ يدُهُ بالدماءِ يؤمنُ بالثلاثيةِ الذهبيةِ للجيشِ والشعبِ والمقاومةِ ويسعى لتحريرِ الأرضِ بكل الوسائلِ وعلى رأسِها المقاومة . رئيساً لكلِّ اللبنانيين وليس لفئةٍ منهم، رئيساً حريصاً على لقمةِ عيشِ المواطن، رئيساً يكون وسطاً بين كلِّ الجهاتِ في الوطن يلعبُ دورَ الحَكَمِ لا دورَ الطرفِ الذي يؤدي إلى خراب البلد. أختي المحجبة.. يريدُكِ الله جلّ وعلا أن تكوني جوهرةً يُعجَبُ الناسُ بنقاوتِها وصفائِها.. داعيةً للخيرِ راقيةً في تصرفاتِك وفكرِك.. فلا تجعلي أيَّ شيءٍ يزيلُ عنكِ الوقارَ وسمتَكِ الحسن!.. أختي المحجبة.. حجابُك وقارٌ.. وعفّتُك فَخارٌ.. درّةٌ مكنونةٌ أنتِ.. فلا تعرِّضي نفسَكِ للسعاتِ الألسن!
|
||||