|
|||||
|
قام وفد من تجمع العلماء المسلمين بزيارة بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، وبعد اللقاء أدلى كل من البطريرك لحام والشيخ زهير الجعيد بالتصريح التالي له. تصريح البطريرك غريغوريوس الثالث لحام: أنا أشكر أخوتي السادة العلماء الأجلاء بحضورهم ولما يحملون من أفكار اليوم من نور ورؤية نحتاج إليها اليوم في لبنان، رسالة للبنان الذي نتمنى أن تكون حكومته اليوم قوية ويكون لدينا رئاسة جمهورية ويكون لدينا مجلس نواب ويكون لدينا وحدة. المهم ليس الأشخاص في مختلف هذه المؤسسات الوطنية ولكن أيضاً خصوصاً أن يكون هناك وحدة، لبنان دائماً قوته في وحدته، لأن كما قال البابا يوحنا بولس الثاني عنه انه صغير كبلد ولكن كبير كرسالة، رسالته هي وحدته ورسالة لبنان كما نعتبر هي داخلية وخارجية، ولذلك ما طرحه اليوم أصحاب السيادة والسماحة الأحبة من فكر لعقد مؤتمر لقاء يضم علماء مسيحيين ومسلمين، رؤوساء كنائس وطوائف ومفتون وعلماء من هذه المنطقة أظن أنه المشروع المناسب بالوقت المناسب للحاجة الماسة في هذه الظروف المأساوية والفواجع والأعمال البربرية والوحشية والعنف والإرهاب والتكفير وكل هذه مفردات، ليست هي مفرداتنا، مفردات تراثنا وحضارتنا هي تاريخنا مع بعضنا البعض، ولذلك في هذه الظروف الصعبة صوتنا اليوم مهم جداً أن نظهر داخلياً بإيماننا القوي بروحياتنا من الله الذي في قلوبنا وأن نظهر ذلك أيضاً في المجتمع العربي وأيضاً المجتمع الأوروبي، أن يقول أنظروا كيف يحبون بعضهم بعضاً. هذه قيلت عن المسيحيين الأولين في إنطاكية، وأنا دائماً أجيرِّها وأقولها لكل مؤمن، انطلاقاً من هويتك الإيمانية ليست هويتك الدينية التي في بعض المرات يكون فيها تشنج، فيها تعصب ولكن هويتك الإيمانية نسميها، وفيما بعد الباقي في كل شيخ وكل مؤمن أن يعبر عن إيمانه بكذا وكذا ولكن الشيء المشترك هو إبراهيم أبو الآباء أبو الإيمان الذي هو أبونا بالإيمان، إنشاء الله هذه فكرتي، إخوتي الأحباء أتيتم اليوم تطرحونها وتطرحون آفاق جميلة وهي لها صدى في قلوبنا جميعاً كما تعلمون، إنشاء الله تتحقق الوحدة حتى يمكننا أن نجابه مع بعضنا البعض هذه التحديات التي تواجهنا كلنا وتواجه إيماننا قبل أن تواجه طوائفنا، نحن دائماً نشدد على الإيمان أكثر من الطائفة إلى الدين إلى الكنيسة، الإيمان أولاً ثم يتفرع إلى تجليات وإلى تعابير وإلى طريقة تعبير خارجي ولكن الأساس هو إيماننا، وأشكركم وأتمنى كل خير لهذه المبادرة وأنا خادم لهذه المبادرة وكلي استعداد وحتى بوقتٍ قريب إنشاء الله تكون هذه الفكرة قد خرجت إلى حيز الوجود وكانت حقيقةً نداءً من الداخل حتى يدعم أولئك من جهود في سبيل السلام والآمان والاستقرار في المنطقة، واليوم صوت الإيمان مهم جداً جدا وإنشاء الله نكون هنا. نحن حقيقة كما قال القديس يوحنا الحبيب: " الغلبة التي بها نغلب هي إيماننا" وليس سلاح الدين ولكن حقيقةً إيماننا هو الذي يرقى بنا، أشكركم وأتمنى لكم كل الخير. تصريح الشيخ زهير الجعيد: تشرفنا كتجمع لعلماء المسلمين بزيارتنا لسيادة البطريرك لحام، هنا في البطريركية كي نؤكد لسيادته على محبتنا وعلى تواصلنا معه، هذا التواصل الذي لن يكون إلا بخدمة هذه المنطقة وفي خدمة لبنان وفي المؤمنين بهذا البلد. أتينا اليوم لندرس مع سيادته عقد مؤتمر إسلامي مسيحي من رجال الدين والعلماء المسلمين والمسيحيين من اجل رفض كل أشكال الفتنة ورفض كل أشكال القتل والذبح، وما يحدث في منطقتنا العربية لإدخالها في آتون الفتنة المذهبية والطائفية، لنؤكد على سماحة الأديان السماوية وأننا ننطلق من خلال مفهوم واحد لحفظ الروح الإنسانية والمحافظة عليها، هذه الروح التي حفظها الله تعالى وأراد لها أن تكون في أعلى عليين وليس أن تُستخدم هذه الروح من أجل قتل الأبرياء هنا والمستضعفين هناك أو الآمنين في أماكنهم أو حتى الأيتام، فلا يراعون لليتيم حرمةً ولا حقاً فيفجرون أنفسهم أمام الأيتام الضعفاء والصغار. لذلك هذا المؤتمر نرجو الله عز وجل أن يكون فاتحة خير في حل مشكلتنا. للتواصل للتقارب، طبعاً هؤلاء الذين يقومون بالأعمال الإجرامية هم مغرر بهم، نريدهم أن يعودوا إلى دينهم إلى سماحتهم إلى إيمانهم الحقيقي الذي جاء به النبي محمد(ص) والمسيح عليه السلام الذي هو رحمة للعالمين وليس قتلاً وذبحاً وتدميراً. من هنا كذلك لا بد أن ندين هذه الطبيعة العدوانية للعدو الصهيوني الذي من خلال الغارة التي قام بها التي تؤكد على هذه العدوانية الدائمة اتجاه بلدنا لبنان، واتجاه كل مكوناته، فلا بد من الاتفاق جميعاً على حقنا كمقاومة ومن حق المقاومة بالرد على العدو ولا يجوز أن نتلهى في حكومة هنا وهناك لدرس بند المقاومة. بند المقاومة لا يحتاج إلى دراسة طالما أن العدو ما زال يُغير علينا وما زال يتربص بنا أشد التربص للعداء، من هنا نؤكد أن هذا الاعتداء مُدان باسم الجميع، لا نقبل بأن يتم الاعتداء، ليس فقط على لبنان اليوم نشهد اعتداءً كبيراً على الأماكن المقدسة في فلسطين وفي القدس الشريف التي هي قبلة المسلمين وقبلة المسيحيين نتحد فيها جميعاً هذا العدوان على المسجد الأقصى، والبارحة هناك انهيار لجزء كبير من حائط المغاربة يدل على الطبيعة العدوانية كما اعتدوا سابقاً على كنيسة القيامة وغيرها. إنشاء الله رب العالمين من خلال وحدتنا من خلال تفاهمنا من خلال مودتنا مع بعضنا البعض نستطيع أن نواجه هذه التحديات بإذن الله تعالى.
|
||||