|
|||||||
|
بعد فشل مؤتمر جنيف الثاني وعدم الوصول إلى نقطة مشتركة واحدة للانطلاق منها إلى خطوات لاحقة تأكد للجميع أن الأمريكي غير جاد في المساهمة بمعالجة الأزمة السورية بطرق سياسية وإن جلَّ همه كسب المزيد من الوقت لعلَّ الميليشيات المسلحة وعصابات القتل والاغتصاب والإبادة تستطيع أن تحرز تقدماً ما على الأرض ما يتيح للأمريكي ومَنْ معه أن يفرض خارطة طريق خاصة به تساهم في إمساكه بالأرض وتؤدي إلى تغيير الوقائع الإستراتيجية المهمة في المنطقة. ولهذا لم يحرك الأمريكي ساكناً في المفاوضات، بل كل ما قام به هو فرض مجموعة من أعضاء معارضة الخارج الذين لا يمثلون أحداً على الأرض ليكونوا المفاوضين الوحيدين للنظام. وعلى جدول أعمالهم بند واحد هو تنازل النظام عن السلطة واستلامهم لها!!. ومن خلال هذا السياق تبين لنا أن الحلف الأمريكي لم يكن جاداً في وضع الأزمة السورية على سكة الحل السياسي، بعكس المحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري الذي كان منذ بداية الأزمة السورية مع الحلول السياسية والتي تؤدي إلى إصلاحات جذرية في بنية النظام بحيث يتجه إلى المشاركة الفاعلة للشعب في تداول السلطة وسن القوانين والتشريعات. وكانت رؤية المحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري دائماً في الحفاظ على مؤسسات الدولة، ووحدة الأرض وتماسك الجيش والمؤسسات الأمنية، ولا يكون ذلك إلا بانتقال سلس للسلطة. أما أسلوب القتل والذبح والاغتصاب والإبادات الجماعية وتأجيج نار العصابات القبلية والمذهبية والعرقية. كل هذا الذي يستخدمه المحور الأمريكي- الإسرائيلي- السعودي لن يؤدي إلاَّ إلى خراب سوريا وقتل شعبها وتفكك مؤسساتها وصولاًً إلى تقسيمها، بعد إنهاك كل القوى الحية في المنطقة، لأجل فرض رؤيتهم التوراتية الصهيونية في دولة إسرائيل الكبرى، إذ إنهما خطان ونهجان متقابلان في المنطقة. في البداية كانت البوابة تركيا وبتمويل قطري وعندما بان الفشل والخيبة، جاء بندر بن سلطان بأسلوبه وأدواته، وعندما تحطم جبروته على صخرة الصمود السوري، جاء الكلام الآن عن محمد بن نايف، وبين خطة إستراتيجية لمحورهم وأخرى عشرات آلاف القتلى ودمار واغتصاب وفساد في الأرض، وآخر خططهم المُفسِدة بدأت بإعلان عن إجراء مباحثات شراء أسلحة فتاكة مضادة للطائرات وللمدرعات من باكستان، وعن استلام محمد بن نايف الملف السوري وتهيئة الأرضية اللازمة لكسب معركة في الجنوب السوري. ولهذا الغرض وبعد تأمين السلاح اللازم والإدارة الأمريكية ـ السعودية المشتركة كان لا بد من وضع يدهم بيد القاعدة في سوريا عبر جبهة النصرة، ولهذا عقد لقاء في الأردن حضره كل من ممثلي المخابرات الأمريكية والسعودية والأردنية والإسرائيلية والفرنسية وأبو محمد الجولاني. وتم الاتفاق على الخطوات القادمة في الحرب والتي ستبدأ بشن هجوم من ناحية درعا والجولان بمجموعات تدربت في الأردن وإسرائيل وبتوجيه من غرفة العمليات المشتركة والموحدة، وبغطاء الكتروني وتجسس إسرائيلي- أمريكي، وبسلاح فتاك وحديث من الصفقات السعودية مع أمريكا وباكستان. ولكي لا تحرَج أمريكا أمام شعبها بتحالفها مع القاعدة فإنها حذفت بهدوء وبدون ضجيج أبو محمد الجولاني وجبهة النصرة عن قائمة الإرهاب. كل ذلك تمهيداً للمعركة المرتقبة القادمة وقد بدأ التمهيد لها بالغارة الصهيونية على مواقع للمقاومة الإسلامية داخل الأراضي السورية والتي تعتبر حيوية في معركة يبرود، ووسائل إعلام العدو الصهيوني تتحدث عن معركة يبرود وكأنها معركة تل أبيب وهي تحذر وتهدد وتتوعد، أنه في حال سقوط يبرود فإنها لن تقف مكتوفة اليدين!!! في المحصّلة، قد تبيّنت معالم المعركة القادمة وخطوطها ومحاورها، ومن كان بالأمس غائباً عن الوعي بسبب عصبية ما.... أو حقدٍ ما.... أو قراءة خاطئة ما.... أو استغفال ما.... فإن الأفرقاء جميعاً قد أسفروا عن وجوههم ودخلوا المعركة بكل مكرهم وحيلهم وقدراتهم. ولنفترض جدلاً ـ والكلام موجّه للإخوة آل سعود وللعدو الإسرائيلي الصهيوني ـ أن جحافلكم وجبهات نصرتكم وقائد جيشكم الحر الجديد أنطوان لحد سوريا وكل مرتزقتكم وقعوا في الكمائن المحكمة وتمت إبادتهم ودحركم أنتم ـ وهذا ما سيحصل بإذن الله ـ، فهل تعتقدون أن محور المقاومة سيبقى ينتظر خططكم الحاقدة الجديدة ووجوه جديدة؟ وجولات جديدة من القتل والذبح والسلب والاغتصاب تقوم بها مجموعاتكم الغوغائية؟؟! وهل سيبقى المحور يقوم بردة فعل على فعلكم وبالدفاع؟؟!! أم أن الفتنة لا توأد إلا بقطع رأسها الموجود في تل أبيب والرياض.. فانتظروا إنا معكم منتظرون. والحمد لله رب العالمين. |
||||||