تجليّات "الحكمة" في الدعوة الإسلاميّة

السنة الثالثة عشر ـ العدد 146 ـ ( ربيع الثاني 1435 هـ) شباط ـ 2014 م)

بقلم: جعفر محمد حسين فضل الله

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

ربّما نحتاج إلى التفكّر في ذكرى مولد رسول الله الذي كان ـ كما قالَ تعالى ـ ﴿داعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً﴾(1)، وقد دعا الناس إلى سبيل الله ﴿بالحكمة والموعظة الحسنةِ﴾، وجادَلَهُم ﴿بالتي هي أحسنُ﴾(2)؛ وأنّه بذلك كان القُدوةَ الذي سبقَ عملُه قولَه في تجسيد المعرفة بالكتاب، والحكمة في تطبيقه، وفي الطهارة الروحيّة التي اقترب من خلالها إلى الله فكان ﴿قابَ قوسينِ أو أدنى﴾(3)، كما قالَ تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾(4).

نتفكّر في ذكراه (ص) في مسؤوليّاتنا التي يفرضُها علينا انتماؤنا إليه؛ لأنّ الانتماء إلى الرسول يفترض أن نكون رساليّين؛ والانتماء إلى الداعية يفترض أن نكون دعاةً؛ والانتماء إلى الذي أخذ بالحكمة والموعظة الحسنة يفترض أن نأخذ بهما.

الحكمة الاجتماعيّة

لم يغادر رسولُ اللهِ (ص) الدنيا حتّى كان قد أكملَ الرسالة، وحمَّلَ كُلَّ مُسلمٍ مسؤوليّة الدعوة إلى الإسلام؛ وهذا يفترض أن يعرفَ ـ أوّلًا ـ ما يشتمل عليه الإسلام في عالم النظريّة، وأن يتدرّبَ على كيفيّة تطبيق النظريّات على الواقع الذي يعيشُ فيه، بما تعنيه الحكمةُ التي تتلخّص بأنّها "العلمُ بحقائق الأشياء على ما هي عليه، والعملُ بمقتضاها، ولهذا انقسمت إلى علميّة وعمليّة"(5)، إضافةً إلى أن يعيش المؤمن التجسيد الحيّ لما يؤمن به ويدعو إليه، ليكون ذلك بنفسه دعوةً بالعمل، قبل أن يكون دعوةً باللسان، وهذا ما أشار إليه الإمام جعفرٌ الصادق(ع) في قوله: "كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير؛ فإنّ ذلك داعيةٌ"(6).

في هذه المقالة، سنتوقّف عند مفردة (الحكمة) التي ورد الأمرُ الإلهيّ للنبيّ (ص)، ومن ورائه المسلمون، أن يأخذوا بها في الدعوة إلى سبيل الله، لنحاول أن نرصد تجليّاتها في طبيعة المجتمعات التي نُمارس الدعوة فيها، وسنرتكز إلى البُعد الثقافي الذي تتنوّع المجتمعات على أساسه.

ونقصد بالبُعد الثقافي مجموع الأفكار والمناهج والعادات والتقاليد التي تطبعُ مجتمعًا ما، وتشكّل نقاط تميّزه عن المجتمعات الأخرى، كما تنفحُ الأفراد الذين يعيشون ضمن هذا المجتمع وتوجّه حركتهم وتوجّهاتهم بشكلٍ لا إراديّ في غالب الأحيان، بحيث يتحوّل الأمرُ إلى ذهنيّة عامّة تطبعُ الأفراد الذين ينتمون إليه، ونمط إدارة للعلاقات والتواصل والعيش عمومًا؛ وقد يصحُّ أن نطلق على هذه الوجهة من الفهم "الحكمة الاجتماعيّة".

وعلى أساس هذا البُعد، يُمكن لنا الحديث عن مجتمع عربيّ وفارسيّ وهنديّ وصينيّ وإنكليزيّ وفرنسيّ وألمانيّ وأمريكيّ وما إلى ذلك؛ كما يُمكننا الحديث عن مجتمع رأسماليّ أو اشتراكيّ، أو عن مجتمعٍ علميّ أو خرافيّ، أو عن مجتمع مادّي أو روحيّ، وبهذا المعنى أيضًا يُمكننا الحديث عن مجتمع إسلاميّ أو مسيحيّ أو يهوديّ، أو ما إلى ذلك من تنوّعات تكاد لا تحصيها الثقافة نفسُها في تنوّع الشعوب.

ولعلّ القرآن الكريم أشار إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾(7)؛ فإنّ التعارُف هو نوعٌ من التفاعل المرتكز إلى التنوّع، وهو الذي يميّز شعبًا عن شعبٍ، وقبيلةً عن قبيلةٍ، وهو الثقافة بكلمة معاصرة.

الدعوة لا تتمّ بأسلوب واحد

بناءً على ذلك، لا نستطيع أن نتحدّث عن دعوةٍ إسلاميّة يُمارسُها الفردُ المُسلم، أو الجماعة المسلمة، من خلال أسلوبٍ واحدٍ؛ بل ندّعي هنا أنّ المسألة لا ترتبط بالأسلوب فقط، بل بالمضمون أيضاً، فنزعم أنّه لا يُمكن للفرد أو الجماعة أن تُمارس الدعوة إلى الإسلام بمضمونٍ واحدٍ تجاه الشعوب المتنوّعة على أساس تنوّع الخصوصيّات الثقافيّة التي تطبعها.

قد نكون قد أغرينا سوء الفهم هنا، بأنّ الإسلام ذا مضمون متعدّد، وأنّنا نختارُ "إسلامًا" لكلّ شعبٍ، لتكون المسألة أنّنا نقدّم له إسلامًا على قياسه،في الوقت الذي نعرفُ فيه أنّ الحقّ واحدٌ لا يتعدَّد، وأنّ الإسلام الذي نزل على محمّد(ص) ليس هو إلا الإسلام، كما قال تعالى: ﴿إنّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ﴾(8)، ﴿ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَريعَةٍ مِنَ الأمْرِ فاتّبِعْها﴾(9)، ﴿اليومَ أكمَلْتُ لكُمْ دينَكُمْ وأتْمَمْتُ عليْكُمْ نِعْمَتي ورَضيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دينًا﴾(10).

تنوّع الأبعاد تنوّع مضامين دعويّة

لكنّنا لا نرمي أبداً إلى ذلك؛ وإنّما ننطلق من الأبعاد التي صهرها الإسلامُ في داخله؛ بل كانت تلك إحدى ميزاته الحضاريّة عن سائر الأديان والاتّجاهات. ذلك أنّ الإسلام يتطابق فيه العقلُ بالشرعِ بالأخلاق، ويراعي متطلّبات المادّة والروح على حدٍّ سواء، والجانب الفرديّ والمجتمعيّ معاً، والدنيا والآخرة، والنفسي والاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ، والجانب البسيط والحضاريّ، وغير ذلك.

وليس هذا المعنى الذي نقصده هو ما تحاول أن تفلسفه بعضُ المقاربات، من فكرة الوسطيّة، أنّ الإسلام وسطٌ بين الاتّجاه الروحي المتطرّف، وبين الاتّجاه المادّي المتطرّف؛ وأنّه وسطٌ بين الاتّجاه الجماعي المتطرّف الذي يُلغي دور الفرد، وبين الاتجاه الفردي المطلق الذي يُلغي دور المجتمع، وأنّه وسطٌ بين الدنيا والآخرة؛ ووسطٌ بين العاطفة والعقل، وبين التأمّل والتجربة؛ وما إلى ذلك... فإنّ هذا المعنى، وإن كان دقيقًا ولطيفًا في ذاته، إلا أنّه ليس المراد ممّا نطرحه هنا.

ولكي يتّضح المراد لنا، سنقوم باختيار مفردةِ (الشكر)، التي وردت في القرآن الكريم والسنّة الشريفة، في بيانات مختلفة، ومجالات متعدّدة.

فالشُكْرُ مفردةٌ ترتبط بالنِّعمة، والنعمةُ تفترض معرفة المُنعم، وشُكْرُ النِّعمَةِ أن يقوم الإنسان بالاستفادة من النعمة كما يشاء الُمنعم، وإلا لم يُعدَّ شاكرًا، وإذا كانت النعمُ قد أحاطت بالإنسان في جميع مفردات الحياة؛ فإنّ لكلّ شيءٍ شُكرًا يناسبُهُ؛ فشُكرُ العقلِ أن يُنمّى بالتفكير السليم المُنتج، وأن يُحمى ممّا يوجبُ تعطيله، سواء كان ذلك من خلال الإذعانِ لسلطة الآباء والأجداد، أو للأقوياء والجبابرة، أو كان تعطيله بواسطة المُسكرات، أو التفكير بالشرّ وما إلى ذلك، بما يجعل ارتباط حركة التفكير من أجل الحصول على الإيمان، هي ذاتُها تؤسّس لحرّية الفكر والتعبير على قاعدة الحقّ، بما يستتبعُهُ ذلك من نزوعٍ حضاريّ نحو التفكير بما يفيد البشريّة، وعدم وضع قيودٍ خارجيّة على الفكر، إلا من خلال ما تفرضه القيم الأخلاقيّة ـ كمظهر من مظاهر الشكرِ أيضًا ـ على الاستفادة من منتجات العلم، وما إلى ذلك.

إنّ مفردة الشكر مزجت البُعد العقديّ بالشرعيّ بالأخلاقيّ، كما أنّها في تجليّاتها أسَّست لمسارٍ حضاريّ مرتبطٍ بالمادّي المرتكز إلى الإيمان بالله (الروحي)، كما أنّها ذاتها تشكّل أرضيّة استقرار للمجتمع من خلال تكامل الأفراد في ما يضيفه كلُّ منهم إلى مسيرة العلم البشري، والتطوّر الحضاري، ويحقّق في الوقت نفسه، الفردُ ذاتَهُ، من خلال تعبيره عن طاقاته التي يُبدعها، بما ينعكسُ صحّة نفسيّةً لأفراد ذاك المجتمع، وما إلى ذلك.

وهكذا لو أخذنا مفردةً مادّية، كالماء، أو اقتصاديّة كالمال، أو سياسيّة كالسُّلطة، أو غير ذلك؛ لوجدنا أن تجلّيات مفردة الشكر تشكّل مفردةً متنوّعة الأبعاد، كُلُّ بُعدٍ هو ما يُستكشف من خلال تنوّع الزاوية التي يُنظر منها إلى المفردة أو المفهوم أو تجليّاته.

إذا أصبح ذلك واضحًا، فإنّ ما نقصده من خلال تنويع المضمون، هو ما تفرضه البيئة الثقافيّة نفسُها على نوع المضمون، أو البُعد المضموني، الذي يقدّمه الداعية تجاه ذلك المجتمع.

ذهنيّة المجتمع بابٌ إلى نفسه

إنّ لكلّ مجتمعٍ ثقافة وذهنيّة، تشكّل المنفذ الأقرب والأسرع إلى نفسه؛ فإذا ما تمّ توجيه أي ّخطابٍ من خلالها، فإنّ النفس لا تقفُ منه مسبقاً موقفاً سلبيّاً، وهذا يفترض على الداعية المُسلم، الذي يريد وصول خطابه إلى أفراد هذا المجتمع أو ذاك، أن يدرس ذهنيّة هذا المجتمع، وأن يتعرّف على ثقافته، قبل أن يحدّد طبيعة المضمون الذي سيحمله خطابُهُ إلى أفراده.

إنّنا لا نستطيع أن ننفذ إلى عقل الإنسان الذي استغرق في العلوم والاكتشافات والأطروحات الحضاريّة، وقام نظامه الاجتماعي والسياسي على حرّية التعبير والمساواة بين الرجل والمرأة، وما إلى ذلك، إلا من خلال التركيز على هذا الجانب في الإسلام؛ لأنّ الإسلام كرّم المرأة بنصّ القرآن عندما قدّم نماذج قدوةً من النساء، وقدّمها للرجال والنساء معًا، وقدّم التاريخ الإسلامي نماذج رائدة من النساء القائدات والعالمات؛ كما أنّ فكرة التكليف ووحدة الحقّ تقومُ على أساس الحرّية بكلّ أبعادها، كما أنّ في الإسلام بُعدًا حضاريًّا أشرنا إلى أمثلةٍ عليه فيما سبق؛ وهكذا..

إنّ الحديث مع ذلك الإنسان عن مفرداتٍ روحيّة قد لا تكون المنفذ الصحيح بسبب ثقافته المستغرقة في الأبعاد المادّية للأشياء.

نعم، من الممكن أن تستهوي أفراداً قد يعيشون النقص تجاه هذا الجانب في حياتهم، بحيث يبحثون عمّا يسدّ ذلك؛ لكنّ ذلك قد يمثّل حالة خاصّة.

وإنّنا لا ننكر هنا أن الاستغراق في الحالة المادّية قد يجعل الإنسان في عطشٍ روحيّ إلى أمرٍ قد لا يلحظه في أحضان المادّة؛ ومع ذلك، فإنّ المدخل الأسرع إلى ذهنيّته هي أن يمرّ الإسلامُ من طريق العلم والحقائق والاكتشافات، وعندئذٍ سيكون للجانب الروحي الموقع الطبيعي في داخله بكل انسيابيّة.

وعندما نُريد أن ندعو إلى الإسلام في مجتمعاتٍ مستغرقة في الفكر الأسطوري الذي يطبعُ فهمها للحياة والأشياء؛ فإنّ المنفذ الطبيعي سيكون هو القصص القرآني الذي يلتقي ـ لكن من موقع الحقيقة ـ مع المنحى الأسطوري الذي يُبالغ في الأشياء، لنعكس من خلال ذلك البُعد الفكري والحضاري والنفسيّ والاجتماعيّ والسياسيّ الذي يشتمل عليه القصص القرآنيّ. وهذه ستكون نقطة التميّز والإضافة والغنى التي سيقدمّها الإسلام كبديلٍ عن الدين الأسطوري الذي يعتقدون به، وسيخترق ـ بسهولة ـ حواجز الدفاع التي ينصبها أتباعُ كلّ دينٍ عندما يشعرون بالتهديد من طرحٍ آخر.

وعندما نُريد أن ندعو إلى الإسلام مجتمعاتٍ بدويّة، لا بدّ أن يكون المدخل الذي ننفذ من خلاله هو الأبعاد المرتبطة بقيم تماسك الجماعة، والنخوة، والمحافظة على الموارد، وغير ذلك، على أن يكون ذلك مقدّمة لتقديم الفكر الإسلامي، والقواعد الإسلاميّة التي تُظهر تميّز الإسلام في هذا الجانب.

كما أنّ مجتمعًا يرزح تحت نير الثقافة السطحيّة، أو يُمارس عليه منطق الاستعباد، أو يكون خارجًا من نير الديكتاتوريّات، لن يكون المدخل إليه هو طرح القضايا الكلّية، والأبعاد الحضاريّة الكُبرى؛ بل سيكون المسار مرتبطًا بالكثير من الأمثلة الحياتيّة البسيطة، كوسائل إيضاح، وأن نُطعّم ذلك بالقاعدة التي يستند إليها هذا الفعل أو ذاك السلوك، تمامًا كالمسار الذي سلكه نبيُّ الله موسى(ع) مع بني إسرائيل عندما أخرجهم معه من تحت نير فرعونَ تدريجًا نحو الاستقلاليّة والاعتماد على الذات على أساس معايير واضحة، لم يكن سهلًا استيعابُها بادئ الأمر.

وإنّ المجتمعات التي تمجّد الفرد، سيكونُ المدخلُ إليها إظهار عظمة الأفراد الذين شكّلوا مواقع القدوة في المسيرة الإسلاميّة، بدءًا من الرسول الأكرم(ص)، وإظهار تميّزهم المطلق على من سواهم، ليكون هذا المدخل أساسًا لدخول كثير من القواعد والأفكار الإسلاميّة التي تؤسّس لنقلة إيمانيّة من جانبٍ إلى جانبٍ بكلّ انسيابيّة.

لا نريد أن نُسهب كثيرًا في استعراض الأمثلة، كما لا نريد أن نوهم بأنّ علينا أن نختصر الدعوة بالبُعد المناسب لذهنيّة كُلِّ مجتمع، بل ما أردنا لفت النظر إليه أنّ الذهنيّة هي البابُ الواسع الذي منه نلج إلى نفس الإنسان الآخر وإلى وجدانه، وهي التي تستثير اهتمامه الأوّلي، ليكون ذلك هو المقدّمة التي تتبعُها الأبعاد الأخرى للإسلام، في عمليّة تدريجيّة حكيمة، كما ورد في الحديث: "إنّ هذا الدين متين؛ فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرّهوا عبادة الله إلى عباد الله؛ فتكونوا كالراكب المُنْبَتِّ الذي لا سفرًا قطع ولا ظهْرًا أبقى"(11).

كما لا ندّعي هنا أنّنا نحيط إحاطة كاملةً بتنوّع الثقافات والذهنيّات؛ لأنّ هذا يفترض أن تؤسّس له مراكز دراسات وأبحاثٍ خاصّة، تضطلع بدراسة المجتمعات، لتؤسّس على ضوئها المضامين والآليّات التي ستركّز عليها خطّة الدعوة وحركتها؛ وهذا جهدٌ لا يقومُ به فردٌ، بل تقوم به أمّة.

وإنّ ذلك يفترض على المسلمين أولاً أن يفهموا دينهم، بكلّ أبعاده، وأن يتحلّوا بالحسّ الاجتماعيّ الذي يستطيعون من خلاله أن يُدركوا خصوصيّاتهم هم أوّلاً، قبل خصوصيّات غيرهم؛ ليعرفوا أنّ الإسلام عندما التزمت به شعوبٌ متنوّعةُ الثقافات، فكلٌّ منها أظهرَ بُعدًا ما نابعاً من طبيعته وخصوصيّته؛ وهذا ما ينبغي أن يكون أساساً للحوار بين المُسلمين، إضافةً إلى كونه أساساً للتوجّه نحو الشعوب الأخرى، من خلال إظهار أبعاد الإسلام المتنوّعة؛ والله من وراء القصد.

هوامش:

(1) سورة الأحزاب، الآية 45.

(2) سورة النحل، الآية 125.

(3) سورة النجم، الآية 9.

(4) سورة الجمعة، الآية 2.

(5) تاج العروس للزبيدي، ج16، ص161.

(6) الكليني، الكافي، ج2، ص 78.

(7) سورة الحجرات، الآية 13.

(8) سورة آل عمران، الآية 19.

(9) سورة الجاثية، الآية 18.

(10) سورة المائدة، الآية 3.

(11) الكليني، الكافي، ج2، ص82. 

اعلى الصفحة