الى متى ستبقى المعركة على أرضنا؟

السنةالثالثة عشر ـ العدد 146 ـ ( ربيع الثاني 1435 هـ) شباط ـ 2014 م)

بقلم:الشيخ محمد عمرو

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

يعقد مؤتمر جنيف في سويسرا، برعاية أميركية وروسية... ولكن قبل عقده كان هناك محاولات مستميتة من الأطراف الإقليمية الداعمة للإرهاب المجلوب إلى سوريا من أقطار العالم، لإحراز أي نصر عسكري أو فرض أمر واقع على الأرض.

وشاهدنا استماتة سعودية سياسية لترتيب وضع المعارضات والميليشيات المتقاتلة فيما بينها على الغنائم ومن له اليد الطولى على الأرض، وكانت محاولات لتحسين صورة هؤلاء بالدمج تارة تحت مسمى الجبهة الإسلامية أو جيش المجاهدين، وتارة أخرى بقتال "داعش" وبشكل آخر بمعارك بين داعش والنصرة مع أنها على لائحة الإرهاب الأميركي.

وكأن المراد تبييض صفحة الأميركي والأوروبي بأن دعمهم العسكري والذي يصل إلى كل هذه الميليشيات المتقاتلة فضلاً عن دعمهم السياسي المراد منه إقامة دولة الحرية والعدالة على أيدي بعض هؤلاء.

لكن المؤكد في الموضوع أن أميركا ومن ورائها القوى الإقليمية والدولية لم تستطيع أن توحد هؤلاء ولا أن تجلبهم إلى طاولة المفاوضات فاستعاضت عن ذلك بجلب أشخاص يمثلون تكتل دول ( السعودية- قطر- تركيا) ولا يمثلون أحداً من ميليشيات الداخل ولا من المعارضة الحقيقية والتي لها خارطة طريق معلنة وواضحة. وهكذا استبعدت هيئة التنسيق والقوى الكردية وميليشيات التناحر السلطوي على الأرض، والنتيجة أن من الذي يفاوض وفد الدولة السورية ليس لهم أي أثر عملي على أرض الواقع، وهذا ما نراه إلى الآن في مفاوضات لم تستطع أن تضع نقاط بحث أو جدول أعمال أو أفق حل سياسي على الطاولة.

وكأن المراد أميركياً وسعودياً ومن يتبع هذا المحور أن تبقى الأمور كما هي على الأرض، ويكفي الجلوس وجهاً لوجه تحضيراً لأجندة خفية وهي تقسيم سوريا فيما بعد وإبقاء خطوط التماس مشتعلة سنوات لأجل أمر أهم وأدهى، وهذا ما نراه في الأفق.

أميركا وإسرائيل والسعودية ومن معهم يتكلمون عن رحيل الأسد ونظامه، وهذا الكلام عمره ثلاث سنوات ومنطق الأرض تغير مع تغير موازين القوى وإمساك النظام السوري بأوراق القوة وإحرازه مع حلفائه الإقليميين والدوليين انتصارات باهرة وبينَّة.

في المقابل يسعى الحلف الأميركي- السعودي ومن ورائه الصهيوني إلى إبقاء النار مشتعلة، بمطالب سياسية لا قيمة ولا وزن لها، بل هي أضغاث أحلام مع إبقاء نار القتل والدمار والإبادات مسلطاً على رؤوس السوريين.

والأميركي  ليس بعيداً عن هذا الأمر. فالتعنت السعودي الوقح وذهابه بالأمور إلى أقصاها وتحريكه لكل الساحات في العراق وسوريا ولبنان تحت مسميات مذهبية وعصبية.

وضخ الإرهابيين والانتحاريين بكثافة في تلك المناطق، مع ضرب بعض مناطق روسيا ومحيطها الجيوسياسي الحيوي، يؤشر إلى رفع باط أميركي عن هذا الإرهاب، وغض الطرف عن الراعي الرسمي له.

ورؤيتنا  للموضوع هو أن الأميركي لا يريد أن يتورط عملياً ولا أن يتحمل مسؤولية ما يجري، لهذا لجأ إلى التفاهم مع إيران حول الملف النووي ولجأ أيضاً إلى مؤتمرات جنيف الأول والثاني والباقي على الجرار.

فأميركا لن تتحمل أي مسؤولية مباشرة عن أي شيء سيحصل في المنطقة لأنها إنسحبت، فهي لن تتورط عسكرياً لكن ترسل أسلحة فتاكة خاصة بمعارك الشوارع إلى السعودية وبكميات هائلة لن تحتاجه السعودية ولم تحتاجه منذ حرب قريش على الرسول (ص) . ماذا يعني ذلك؟؟

برؤيتنا للموضوع أن أميركا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية يتجهون إلى إعطاء السعودية بذراعها التكفيري فسحة من مجال لتعيث في بلاد محور المقاومة الفساد والقتل وترويع الآمنين واستنفاذ الاقتصاد والثروات، لكي يستطيعون فيما بعد فرض أجندتهم الخاصة، على طريقة فرعون لموسى:(فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).

وبأسلوب (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) صدق الله العظيم.

وبالدقة نحن لا نفهم العنجهية والحقد والكراهية السعودية الوهابية بأنها حالة هريان داخل المملكة أو تضارب مصالح، بل هي جزء من معركة الاستكبار الأميركي.

وبصيغة معدَّلة وجديدة وبسلاح فتاك اسمه الفتنة المذهبية والفتنة الطائفية والفتنة العرقية، وقد استبيحت كل المحرمات وضُرب بالخطوط الحمر عرض الحائط.

ومن هذا الاتجاه نسأل قيادات محور المقاومة الممتد من روسيا إلى طهران إلى العراق إلى سوريا ولبنان و.... إلى أي متى ستبقى المعركة على أرضكم وفي ساحتكم؟؟؟ والإمام علي (ع) يقول: " والله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا".

اعلى الصفحة