حزب الله العدو الأساسي لإسرائيل

السنةالثالثة عشر ـ العدد 146 ـ ( ربيع الثاني 1435 هـ) شباط ـ 2014 م)

 ترجمة وإعداد: حسن سليمان

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

مقابلة مع قائد شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي يشرح فيها التحديات الأمنية لإسرائيل في العام 2014

 

أجرى المعلق العسكري الإستراتيجي في صحيفة يديعوت احرونوت،  اليكس فيشمان، مقابلة مع اللواء يوآف إيفن، رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، يشرح فيها الوضع الأمني لإسرائيل في العام 2014 والأخطار التي تواجهها وكيف تعد نفسها لذلك.

في الخارج تشرق شمس مخادعة، والسماء صافية لكن هناك شعور في الأجواء ببرودة تبشر بقدوم العاصفة. هذا تقريباً هو المحيط الأمني الذي تتواجد فيه إسرائيل. لا يتوقع أن تكون سنة 2014 سنة تحول. ففي هذه السنة أيضاً، وفي ظاهر الأمر على الأقل، ستبقى الشمس الإستراتيجية تشرق على وجوهنا. إن رئيس شعبة العمليات اللواء يوآف ايفن، يعد أشعتها واحداً واحدا: سوريا تجرد من المواد الكيميائية، وإيران تحت العقوبات دخلت في حوار مع القوى العظمى، وفي مصر أعلن الفريق السيسي أن الأخوان المسلمين منظمة إرهابية، وحزب الله غارق في الحرب الأهلية في سوريا.

الأمر الذي يبلغ بدرجة الحرارة إلى الجمود ويعجل العاصفة الآتية هو الزعزعة التي أصابت في السنوات الثلاث الأخيرة الدول في محيطنا – كالفوضى في سوريا مثلاً. "إن مصلحة إسرائيل الساخرة هي بوجود حل سياسي للأمر"، كما يقول اللواء ايفن، "لأن عدم الاستقرار في سوريا يزيد في احتمال تهديد الحدود مع إسرائيل ويعمق تركز رجال الجهاد العالمي الذي يقترب عددهم في سوريا من 20 ألفا، وفي اللحظة التي ينهون فيها علاجهم للأسد سنكون نحن التالين، فهم لم يأتوا للقتال في سوريا فقط فعندهم رؤيا وعندهم إستراتيجية. فقد بدءوا في سوريا بتأسيس منظومة مدنية تؤيدهم، وقد جاءوا إلى هنا للبقاء. لست مهتماً بأن أُخيف أحداً، لكنهم أصبحوا موجودين في جنوب هضبة الجولان، في منطقة درعا وهذا يقلقنا جداً نحن والأمريكيين والأردنيين. وقد سيطر الجهاديون في سوريا من قبل على مستودعات سلاح مختلفة وإذا استمر الاتجاه نحو عدم الاستقرار فقد يسيطرون أيضاً على صواريخ ارض – ارض وسنضطر إلى الاستعداد لهذا الاحتمال".

س: ماذا يعني ذلك؟ هل تهاجمون سوريا؟

- اللواء إيفن: "إذا تعرضنا لتهديد محدد من داخل دولة ذات سيادة، من داخل سوريا، فمن المحتمل جداً أن نضطر إلى العمل لإزالة هذا التهديد بشكل يرتبط بمقدار آنيته. ليس عندي اليوم درج أضغط عليه فتقفز منه خطة للقضاء على الجهاد العالمي ولكني أطور قدرة استخبارية لمتابعة ما يجري. والجهاد العالمي هدف مركزي تجمع "أمان" (شعبة الاستخبارات العسكرية) المعلومات عنه".

س: أكثر مما في السابق؟

- اللواء إيفن: "أجل. أقول مرة أخرى انه ليست عندي خطة درج تقول بمحاربة الجهاد العالمي غدا صباحا. لكن إذا لاحظت أهدافا قد تنشأ من قبلها مشكلة فإنني سآخذ المعلومات الاستخبارية الممتازة التي يأتونني بها وأُهيئها من اجل الهجوم وأخطط للعمل بحسبها. وعندي الكثير جدا من هذه الأهداف".

س: "إن الاستخبارات تقوم بعمل ممتاز في لبنان أيضا. وهناك أيضاً يوجد عدد كبير جداً من الأهداف"

- اللواء إيفن: "إن حزب الله غارق في الحقيقة داخل الحرب في سوريا لكنه ما زال يزيد من قوته في مجال قدرته النارية البعيدة المدى. إلى جانب استعداده أيضاً لإطلاق مستمر للصواريخ، هناك إمكانية أن يوجه حزب الله ضربة افتتاحية ثقيلة جدا".

   س: حينما تتحدث عن ضربة افتتاحية لحزب الله فهل تعني عملا بريا إلى داخل الجليل كما هدد (السيد) نصر الله؟ هل عندهم أنفاق كتلك التي كشف عنها في قطاع غزة؟

- اللواء إيفن: "لا نعلم هل كان يوجد لديهم أنفاق. لكن لا شك عندي في أن التجربة العملياتية التي يراكمونها في سوريا، بشكل خاص قواتهم الخاصة، ستُمكنهم من تنفيذ عمل نسميه "تجاوزا للسياج". وهم لا يقصدون احتلال الجليل. فالحديث في تقديرنا عن أحداث محدودة في المكان والزمان. لكننا من جهتنا نستعد اليوم أيضاً للدفاع عن خط الحدود. ولذلك يجب علينا مع التعرض للنيران على الجبهة والجبهة الداخلية أن ندافع عن الحافة وأن نحاول في أسرع وقت ممكن نقل الجهد العسكري إلى ارض العدو. ومن المرغوب فيه دائما أن تكون الحرب قصيرة بسبب الإصابات في الجبهة الداخلية وبسبب المشاركة الكبيرة للساحة الدولية".

س: أردنا في العام 2006 أيضاً حرباً قصيرة بقوة كبيرة. لكننا تخلينا عن إصابة أهداف إستراتيجية في لبنان. فهل تظهر هذه القيود في الخطط المحدثة أيضاً؟

- اللواء إيفن: "هذا القيد نحن فرضناه على أنفسنا. لا أظن أنه توجد اليوم حصانة لأحد يرعى الإرهاب. إن دولة كهذه يجب أن تفرض أن ليست لها حصانة من شيء. وحينما أتحدث عن قوة كبيرة فلا أتحدث عن "قصف بساط" كما كان في الحرب العالمية الثانية، بل أتحدث عن إصابة أهداف منتقاة تخدم الانجاز المطلوب من المنفذ".

يبلغ اللواء ايفن السابعة والأربعين من عمره نشأ في سلاح المدفعية وحظي في بداية حياته العسكرية بلقب "الأمير". وهو ما يعني أن الأمراء موجودون في سلاح المدفعية أيضاً وليس في سلاح المظليين فقط. وقد عمل قائدا لكتيبة وقائدا لوحدة مدفعية وكان ضابط سلاح المدفعية الثاني – بعد المدير العام لوزارة الدفاع ونائب رئيس هيئة الأركان السابق دان هرئيل، الذي انطلق إلى المراكز القيادية العسكرية العليا وتم تعيينه قائد فرقة مدرعات. وفي خلال ذلك عمل اللواء إيفن رئيس مكتب رئيس هيئة الأركان العسكرية، شاؤول موفاز، ومساعدا لرئيس هيئة الأركان موشيه يعلون، ورُفع قبل سنة إلى رتبة لواء وعُيِّن رئيساً لشعبة العمليات.

من الصعب ألا نبالغ في أهمية منصب رئيس شعبة العمليات. فهو في واقع الأمر ضابط شعبة عمليات الجيش الإسرائيلي وهو رجل هيئة القيادة المسؤول من قبل رئيس هيئة الأركان عن تشغيل الجيش الإسرائيلي على اختلاف أذرعه في الأمن الجاري، وفي النشاط الخاص بين الحروب وفي أوقات الطوارئ. وهو أيضاً الذي يضع خطط العمليات لهيئة القيادة العامة ويأتي بها لتجيزها لدى أعلى المستويات.

إن التحول من تهديدات حرب استنزاف في مواجهة جيش نظامي إلى تهديدات من قبل أجسام تشبه جيوشاً كحزب الله وحماس والجهاد العالمي – تملك قدرات نيران لا تخزي أي جيش أوروبي وقدرات إصابات مدمرة في العمق المدني – أوجب على الجيش الإسرائيلي أن ينشئ تصوراً لاستعمال جديد للقوات. وكان اللواء هار – ايفن هو الذي ترأس اللجنة التي كتبت النظرية الجديدة.

ويشرح اللواء إيفن "كانت حاجة إلى تصور استخدام مختلف لسبب بسيط هو أن الجيش الإسرائيلي يحتاج اليوم إلى العمل لا في أوضاع سلام أو حرب ، بل في وضع وسطي نسميه "طارئاً". إن صورة العمل في الوضع الطارئ يهدف إلى إحداث ردع لتأجيل وقوع الحرب قدر الإمكان. ونحن في السنوات الأخيرة لا نتحدث عن حروب بل عن "عمليات ردع"، كـ"عمود السحاب". يجب علي أن أعرف كيف أنشئ عمليات قصيرة ومركزة كي أمنع أو أؤجل حربا شاملة. لا يوجد عندنا إلى الآن حتى كتاب واحد يتحدث عن عمليات ردع. والى ذلك نستعد أيضاً لحالات لا تكون عندنا فيها فترات انتظار طويلة تُمكن من الاستعداد، وفي هذه الحالات سيضطر الجيش إلى الانتقال سريعاً من السلام إلى الحرب. وطريقة فعل ذلك هي الحفاظ على جيش نظامي قوي له خبرة يمتلك الكلمة الأولى وأن توجد معه قدرات استخبارية نوعية على كل الجبهات تترجم إلى قدرة هجومية والى استعمال نار كثيفة وسريعة، مع قدرة على مهاجمة بضعة آلاف الأهداف كل يوم. وبموازاة عمليات الردع ينبغي القيام بعمليات جارية لتقليص حرية عمل العدو في المستقبل. إذا دعت الحاجة إلى منع عدو من أن يضع يده على وسائل قتالية ما فسنعمل كي لا يصل هذا السلاح إلى يديه".

س: هل تقصد نقل وسائل قتالية إستراتيجية من سوريا إلى حزب الله؟ هل نجحوا في أن ينقلوا إلى لبنان صواريخ بر – بحر وصواريخ ارض – جو؟

- اللواء إيفن: "حتى لو انتقلت هذه الصواريخ فإنها بأعداد صغيرة قياسا إلى المخازن الموجودة في سوريا".

س: حينما تنفذ عملية كهذه لإحباط نقل سلاح يكسر التعادل ويكشف الأمريكيون عنك، تعرض نفسك لخطر إشعال المنطقة.

- اللواء إيفن: "إن الحوار مع المستوى السياسي حاسم. وأنا أُعد للمستوى السياسي، عن كل عملية صغيرة أو كبيرة، مروحة واسعة جداً من احتمالات العمل، تكون أوسع بكثير مما ينبغي لكي يكون عنده ما يكفي من الوسائل. إن كل القضايا التي تثيرها توضع على الطاولة ويُتخذ قرار يُبين ما الصحيح فعله".

س: نشرت أنباء في الماضي عن عمليات لسلاح الجو في لبنان وفي السودان والبحر الأحمر لمنع تهريب السلاح إلى سيناء والى حماس ونقل السلاح من سوريا إلى حزب الله في لبنان.

- اللواء إيفن: "لا أريد أن أتطرق إلى هذه الأخبار التي تنشر وغيرها. أستطيع أن أقول فقط إن طائرات سلاح الجو تجتاز الحدود في كل يوم وتصور وتجمع معلومات وتُعد للمستقبل".

س: هل وقعت لنا إصابات في هذه العمليات؟

- اللواء إيفن: "في الواقع الذي نعيش فيه في إسرائيل من الصعب جداً إخفاء إصابة شخص ما في عمل عسكري. وأقول مرة أخرى إنني لا أريد أن أتطرق إلى ذلك، لكن مما يفرحني أن أكثر عملياتنا لا يتم الشعور بها. إن هذا النشاط هو في الحقيقة جزء من الأعداد للمعركة القادمة. وتكون هذه العمليات أحياناً مطلوبة لإبعاد المعركة القادمة".

س: يبدو أنه يوجد انخفاض حاد لكمية تهريب السلاح إلى قطاع غزة وسيناء. فهل هذا أيضاً بفضل النشاط السري للجيش الإسرائيلي والأذرع الأمنية الأخرى؟

- اللواء إيفن: "يجب أن تُفحص الأمور باختبار النتيجة. حينما ترى حماس اليوم أكثر اعتمادا على قدرات إنتاج ذاتية في داخل القطاع وليس على التهريب إلى داخل القطاع تدرك أن ذلك ليس أمرا عارضا. إن نشاطنا فعال جدا والسؤال هو كم يدوم ذلك. أيدوم أياماً أم أسابيع؟ آمل أن يدوم سنين أيضاً".

إن اللواء ايفن مريد صغير جداً للنبوءات ومحاولات التنبؤ بمسارات بعيدة المدى في الشرق الأوسط. فحينما نسأله ما هي الشروط التي ستفضي بحزب الله إلى تحطيم الوضع الراهن والى الهجوم يجيب في سخرية: "هل كان هناك في آب 2013 رجل استخبارات إسرائيلي أو أمريكي فكر في سيناريو أن يفكك الأسد سلاحه الكيميائي بفضل اتفاق في ثلاثة أشهر أو أربعة؟ وهل كان أحد يستطيع قبل سنة وثلاثة أشهر حينما خرجنا في عملية "عمود السحاب" أن يتنبأ بأن يكون الواقع كالموجود اليوم في غزة؟ لقد بلغنا إلى نتائج أفضل مما قدرنا.

"أستطيع أن أقول لك إن قوة حماس وحزب الله في مجال إطلاق القذائف منحنية المسار قد زادت زيادة مدهشة. فالعملية التالية في قطاع غزة ستتم في واقع أكثر تعقيداً من جهة قوة النار التي ستُستعمل على الجبهة الداخلية في دولة إسرائيل، وستكون الحرب أو العملية القادمة في لبنان أيضاً مع قوة نارية أكبر. يوجد ردع في المرحلة الحالية وليست لهم مصلحة في بدء إطلاق النار. ولا أظن أيضاً أنه يوجد عند حزب الله خطط إستراتيجية لتحطيم الوضع الراهن. ولهذا إذا أُطلقت النار في هذه الجبهة فسيكون ذلك كما يبدو متدحرجاً غير مخطط له".

"إن جهدهم الثاني هو بناء منظوماتهم الإستراتيجية لمواجهة إسرائيل بمعاونة الإيرانيين، فما زال الإيرانيون، دونما صلة بالمحادثات التي تجري في جنيف، يجذبون الخيوط هنا. وما زال هذا المحور، محور إيران وحزب الله وسوريا، حياً وما زال يزداد قوة".

س: إن زيادة قوة السلاح المنحني المسار، في غزة وفي لبنان، يعني في الحقيقة أن عدد بطاريات القبة الحديدية وعدد وسائل الاعتراض التي نملكها لن يستطيع أن يعطي نفس الرد الذي حصلت عليه الجبهة الداخلية المدنية في عملية "عمود السحاب.

- اللواء إيفن: "أوصي الجميع بعدم ربط الحل لإطلاق الصواريخ  بالقبة الحديدية. أتوقع بأن تسقط صواريخ كثيرة جداً. إن القبة الحديدية ترمي إلى حماية المنشآت الإستراتيجية لدولة إسرائيل للتمكن من استنفاد القدرة الهجومية. وفي الوضع اليوم سنجهد في حماية التجمعات السكنية. لكننا في وقت الحرب سنحمي قبل كل شيء منشآت إسرائيل الحيوية".

س: هل يُمكن تجريد سوريا من السلاح الكيميائي من مضاءلة الاستعداد – المؤسسة الأمنية والجمهور – في مواجهة السلاح الكيميائي؟

- اللواء إيفن: "يجب قبل كل شيء أن نرى أن هذا هو ما يحدث حقاً. إن الأسد يرى أن تفكيك السلاح الكيميائي نوع من بطاقة تأمين. وسيحاول أن يطيل مدة التفكيك بقدر المستطاع. وتُبين الأدلة أنه سلم في الحقيقة معلومات عن أماكن تخزين هذا السلاح، لكن هل سلم كل شيء؟ يبدو الاتجاه ايجابيا، لكننا يمكن أن نرى الصورة كلها في وقت لاحق فقط.

"لا أستطيع أن أجيب عن أسئلة محددة مثل هل سلم معلومات عن جميع المواد السامة التي كانت في حوزته. لا يجوز أن ننسى أنه تم تجاوز خط في سوريا واستُعمل سلاح كيميائي، ولم يكن ذلك حالة واحدة، مستعمل على مدنيين. وتوجد منظمات إرهابية رأت وتأثرت وليس من مانع أن نجد أنفسنا في المستقبل لا في مواجهة دولة تملك هذه المواد، بل في مواجهة منظمة إرهاب تملكها. لا أريد التخويف ولست أوجد تهديداً جديداً. لكنني لا أستطيع أن أقول في هذا الوقت ما الذي سيتقرر في شأن استعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية للتهديد الكيميائي".

س: يُظهر ما تعرضه أن حزب الله هو اليوم العدو المركزي الذي يفترض أن يواجهه الجيش الإسرائيلي.

- اللواء إيفن: "صحيح. عندما اجمع بين القدرات والنوايا والإرادات، حينها أقول حزب الله، و أعني بصورة تلقائية إيران وسوريا أيضاً".

س: إذا كان حزب الله هو عدوي المركزي فلماذا أشتري طائرة حربية بـ 140 مليون دولار؟ اشترت دولة إسرائيل 19 طائرة أف 35، وتقرر في خطة العمل المتعددة السنوات الحالية شراء 8 طائرات أخرى من هذا الطراز. وكنت أظن أن هذه الطائرة يفترض أن تبلغ إلى إيران.

- اللواء إيفن: "لا توجد بدائل أخرى لشيء ما يعمل بصورة مرنة في العمق، بما في ذلك العمق اللبناني، وليس فقط على الجبهة الأمامية. وإذا كنت مصراً فإنني لا أتذكر أن إيران انضمت إلى الحركة الصهيونية. إن إيران عدو وأنا لا أنظر إلى تهديدات صباح الغد فقط بل أنظر وراء الأفق أيضاً. ستستمر الفوضى في سوريا. ولن يتخلى حزب الله وإيران عن سوريا، وهما يستطيعان استعمالها قاعدة للانطلاق منها بشن عمليات ضد إسرائيل من حدود الجولان".

س: أنفقت دولة إسرائيل في السنوات الأخيرة 12 مليار شيكل في استعداد لمواجهة عسكرية مع إيران. ولم يخرج الجيش الإسرائيلي للعملية العسكرية على المشروع النووي الإيراني ويبدو أن هذا لن يحدث في السنة القريبة وبخاصة مع التفاوض مع إيران. لكن المال لهذه الغاية مستمر وسيستمر على التدفق في سنة العمل القريبة أيضاً. فماذا فعلتم بكل ذلك المال؟ والى أين ذهب؟ ولماذا الاستمرار في إنفاقه إذا لم توجد نية الهجوم؟

- اللواء إيفن: "أنا لست مسؤولاً عن كلام الناس، فأنا مسؤول عن الأعمال. وأنا أكفر بمقولة إنه استُعمل 12 مليار شيكل لبناء قدرة ما لم نستعملها البتة. إن كل قدرة طورت في الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة استُخدمت وسنستخدمها في جميع خطط العمل الممكنة. وقد أنشأنا قدرات كثيرة جداً. وجد هنا مسار زيادة قوة غير متصل بالضرورة بالـ 12 مليارا تلك".

س: لكن لماذا لا تحولون جزءا من النفقات المخصصة لبناء القوة الإستراتيجية إلى أهداف أخرى تعوزكم؟

- اللواء إيفن: "أقول لك إنه ستوجد موارد أقل في السنة القادمة. فسيكون عدد قوات الجيش الإسرائيلي أقل وستقل ساعات الطيران. اقتطعنا في كل مكان، لكن ينبغي ألا يوجد سوء فهم: فسلاح الجو سيعرف كيف يعمل حيث يجب ومتى يجب في كل سيناريو. والذي أُنفق على تطوير القدرات سيظل يتطور".

س: أنتم قلبتم الهرم. خذ أجور العاملين في الخدمة الدائمة من الميزانية السنوية: إنها 10 مليارات شيكل. لكنكم تنفقون على استعداد الجيش 2.7 مليار شيكل، فأين التناسب؟

- اللواء إيفن: "ينفق الجيش الإسرائيلي على الأجور أقل مما تنفق منظمات مشابهة في إسرائيل وفي العالم كله. فالنفقة على الأجور – لا على مخصصات التقاعد – لمن يخدمون الخدمة الدائمة تبلغ نحوا من 40% من ميزانية الجيش الإسرائيلي".

س: لا يؤمن الجيش بأن الضفة ستشتعل في هذه السنة كما حدث في الانتفاضتين اللتين عرفناهما. ولا يمنعنا ذلك من الاستعداد لأوضاع متطرفة قد تتدهور إلى هبة شعبية. وليس واضحا ماذا سيكون الزناد الذي سيشعل تلك الأوضاع المتطرفة. قد يكون ذلك مجموعة أعمال شغب أو صراعات داخلية وقد يكون الوضع الاقتصادي. ومهما يكن الأمر فان الخطط تقضي بأنه ينبغي وضع اللحاف على النار واللهب ما زال ضئيلا. ليس عند الجيش الآن أية خطط لزيادة القوات في الضفة في 2014. بالعكس، إن عدد القوات في الضفة سيقل بقدر ما بسبب محدودية الميزانية.

- اللواء إيفن: "سيوجب علي هذا استعمال القوة البشرية التي أملكها بصورة أكثف وأذكى"، يقول هار – ايفن. "سنستمر في تنفيذ اعتقالات في كل ليلة، وسنستمر في دخول مخيمات اللاجئين – على الرغم من تبادل إطلاق النار. وسنبذل جهداً أيضاً في مجال حماية المستوطنات الدائمة".

س: نحن في مشكلة صعبة. فقد وقعت في السنة الأخيرة في الضفة 65 حادثة تخريب تقريباً في مستويات خطورة مختلفة لم يُنذر بها من قبل قط.

- اللواء إيفن: "وستبقى تحدث أحداث كهذه دون إنذارات. إذا كنت تسألني فان الرد على منفذ العملية الفرد هو التشويش على قدراته في المستوى التكتيكي بحواجز مفاجئة ودوريات في ساعات غير معتادة ونشاط غير معتاد. وهم يفعلون ذلك في فرقة يهودا والسامرة ولا يحتاجون إلى هيئة القيادة العامة لتُبين لهم ما يفعلون".

س: هل سيفضي فشل المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين إلى انفجار في رأيك؟

- اللواء إيفن: "قلت من قبل إننا نستعد لحالات متطرفة أيضاً. لكن إذا كنت تسألني هل أنوي في تاريخ ما قُبيل نهاية المحادثات زيادة عدد القوات في المنطقة فان جوابي أنه ليس عندي تاريخ كهذا".

حينما يبلغ الأمر إلى موضوعات تنبعث منها رائحة الخلاف السياسي، فلا يوجد ضابط أكثر خبرة من اللواء يوآف هار – ايفن. فبعد أن خدم في مناصب تحتاج إلى الثقة في مكتبي رئيسي هيئة الأركان موفاز ويعلون أصبحت حواسه السياسية حادة بصورة جيدة، فهو يلاحظ الألغام ويلتف عليها. ويبدو أن قضية هرباز أيضاً كان لها دورها وأن الضباط الكبار تعلموا درساً. فالجيش حذر من كل ما يمكن أن يفسر بأنه انتقاد للمستوى السياسي وأنه اشتغال بشؤون سياسية مختلف فيها. هكذا يتصرف رئيس هيئة الأركان بني غانتس ويوافقه في ذلك كل مرؤوسيه. ولهذا حينما تثار قضية غور الأردن وحاجات دولة إسرائيل الأمنية في الغور يتحول اللواء ايفن للكلام بإيجاز.

س: هل تعرف الخطط التي أعدها الجنرال ألين الذي تولى بناء الترتيبات الأمنية الإقليمية في فريق جون كيري التفاوضي وفيها تلك التي تتعلق بغور الأردن؟

- اللواء إيفن: "لم أر الوثيقة لكنني أعرف ما تم الاتفاق عليه. وأنا أعرف عمل مقر العمل الذي أعده الجيش الإسرائيلي والذي يتناول حاجات دولة إسرائيل الأمنية".

س: ما هي إذا توصية الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بحاجات إسرائيل الأمنية في غور الأردن؟

اللواء إيفن: "لا أنوي التطرق إلى ذلك. استطيع أن أقول لك شيئا عاما: فأنا أعتقد أنه يجب علينا أن نتكل على أنفسنا وأن نتعلم دروسا من الماضي فيما يتعلق بحماية الحدود وأن نتحقق من أن يكون لدولة إسرائيل قدرة على حماية نفسها".

س: قد يكون حزب الله أكبر تهديد محتمل. لكن قطاع غزة سيكون بحسب تقديرات الجيش الجبهة الأكثر قابلية للانفجار في سنة 2014، إنها الحلقة الأضعف التي يمكن أن تشعل مواجهة عسكرية في المنطقة.

- اللواء إيفن: "حماس مردوعة ونحن نرى ذلك، فهي لا تبادر إلى عمليات علينا بل إنها تجهد في منع عمليات. وهي تزيد في قوتها من جهة أخرى لا بواسطة التهريب لأن المصريين يمنعونها كثيرا. لكنها تصنع بنفسها قذائف صاروخية يبلغ مداها 70 كم".

س: هل يصنعون أيضاً صواريخ  لمدى أبعد؟

- اللواء إيفن: "سيحاولون الوصول إلى أكثر، وهذه معضلة تواجهنا في كل يوم وكل ساعة. إن الحادثة القادمة لن تنتهي عند غلاف غزة وهذا يوجب علي أن أعمل بأسرع وقت ممكن وبأكبر قوة ممكنة".

 س: لماذا تعتقدون أن غزة قابلة للانفجار كثيراً؟

- اللواء إيفن: "تتعرض حماس لضغط داخلي من السكان، والوضع الاقتصادي غير حسن فقد خسرت سند المصريين. وعلى العموم يوجد اتجاه ضعف الإخوان المسلمين وقل دعم الأتراك. ويوجد اليوم عدد أقل من عوامل الضبط لغزة، فكل واحد من هذه الضغوط يمكن أن يحشر حماس في الزاوية وحينها يتفجر الميدان".

س: هل من المحتمل إذا أن ترتفع درجة الحرارة في 2014 في الجنوب خصوصاً؟

- اللواء إيفن: "من الممكن جدا حدوث ذلك هناك. فيما يتعلق بـ 2014 أنا متفائل وواقعي أيضاً. إن عدم اليقين وعدم الاستقرار حول الحدود سيظلان يميزان السنة القريبة. لكنني متفائل لأن الشعور بالأمن الذي كان عند المواطنين في السنة الماضية سيظل يصاحبنا في رأيي في أشهر السنة الأولى على الأقل".

س: في مدة الأشهر الأخيرة وفي ذروة الصراع على ميزانية الأمن كان الجيش يُبين لنا صبح مساء أنه ليس عنده مال وأنه لا يستطيع التدرب والأكل والسفر ولا أي شيء آخر. وانطبع في ذهن المواطن أن الجيش كيس مثقوب يضيع منه كل شيء. وأخافونا بأن الجيش غير مستعد كما كان في 2006. هل هذه هي الصورة الحقيقية؟

- اللواء إيفن: "يجب أن نقول في صدق أنه إذا استمر واقع ميزانية 2014 في السنوات القادمة أيضاً فستتضرر قدرة الجيش".

س: أسألك عن 2014. هل يمكن أن نمضي لننام في هدوء؟ هل يوجد جيش مسلح ومستعد؟

- اللواء إيفن: "هل تسألني أيجب أن يمضي المواطنون قلقين مُسهدين؟ والجواب لا لأنه يوجد جيش قوي يعرف كيف يقوم بالمهمات التي أُلقيت عليه. إن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يعطي ردا جيدا – بل أجود من جيد – على كل تحدٍ يواجهه".

اعلى الصفحة