|
|||||
|
بيان اتحاد علماء بلاد الشام حول مجزرة مدينة عدرا العمالية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فإن من أعظم ما ابتلى به الإسلام في التاريخ أن يقوم أدعياؤه فيحاربوه باسمه، ويشوهوه بممارسات تقترن بشعاراته. ومن المؤسف أن يرضى بعض من يدّعي الإسلام أن يغدو أداة لتشويه الإسلام باسم الإسلام، ومسخ حقيقة الجهاد القدسية بدعوى الجهاد، فيمارس أنواع الجرائم الهمجية التي تتبرأ منها الوحوش في الغابات وتنأى عنها كل أصناف المخلوقات ليمارسها أناس بأشنع صورة يمكن أن يسجلها التاريخ. ديننا الذي قال الله تعالى في بيان حقيقة رسالته: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ ديننا الذي قال فيه ربنا للنبي (ص): ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ وقد صح أن رسول الله(ص) كان إذا بعث جيشاً قال: ((انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيرا، ولا امرأة)). كيف يستقيم أن يدّعي القتلة المجرمون أنهم مسلمون وهم يمارسون ما تبرأ الوحوش من فعله، كيف يستقيم أنهم أصحاب هدف شريف وهم ينفّذون مخطط العدو في تدمير البلاد وقتل العباد، كيف يستقيم أنهم مسلمون وقد ارتكبوا ويرتكبون المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء هنا وهناك، وآخرها ما فعلته أيديهم الآثمة بحق أهل مدينة عدرا العمالية من قتل وحرق ورمي من شواهق الأبنية للمدنيين العزل وللنساء والأطفال.... إن التاريخ سيسجل هذه الجريمة التي ارتكبها خوارج العصر الإرهابيون العملاء، في صفحة سوداء لم يسبق لها نظير في تاريخ البشرية. سمعنا بمحاكم التفتيش وفظائعها وبغير ذلك من الجرائم التي سجلها التاريخ في صحائف الإجرام، وتبقى هذه الجريمة الأسوأ لوحشيتها وقسوتها، ولأنها ترتكب باسم الإسلام تشويهاً للإسلام، وتمزيقاً لقيمه السامية. إن اتحاد علماء بلاد الشام ليدعو العالم المتمدن ومسلمي العالم لاتخاذ الموقف الحازم تجاه هذه الجريمة الهمجية وأمثالها ومَن وراءَها من أصحاب القلوب السوداء الحاقدين على الإنسانية وعلى قيم الحق والخير في العالم، وهو يدعو سائر علماء العالم الإسلامي للاطلاع على ما أفضت إليه فتاوى ذوي الضلالة من أصحاب الفكر التضليلي المشوه للإسلام والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. قال تعالى: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾. **************************************************************** بيان حول الفساد وبروز التجاذبات السياسية تعليقاً على السجال الفاضح في البلد أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي: الظاهر أن العاصفة التي هبت على لبنان حاملة معها الرحمة بالأمطار العزيزة علينا أدت مهمة أخرى إذ فضحت تآمر المسؤولين على أموال البلد ونهبهم لخزينته، هذا النهب الذي يأتي مخالفاً للقيم الأخلاقية والإنسانية أولاً وللدستور ثانياً، وإن كان من تحرك يجب أن يقوم في هذه اللحظات فإن التحرك الأفضل هو السعي لتقديم كل هؤلاء إلى محاكمات عادلة وإيقاع أشد العقوبات بهم. المواطن اليوم يسأل لماذا غرقنا في نفق مطار بيروت؟ الجواب جاء الاعتماد لم يفتح. ثم يسأل المواطن لماذا نحن مهددون بإنقطاع الكهرباء؟ فيأتي الجواب مرة أخرى لأن وزارة المال لم تفتح اعتماد الفيول، وفجأة يأتي خبر كالصاعقة على هذا المواطن المهدد بحياته بأن رئيس الحكومة متواطئاً مع رئيس الجمهورية ووزير المال يفتحون اعتماداً للمحكمة الدولية غير الشرعية ولا القانونية ولا الدستورية، ومن أين؟ من احتياطي الموازنة ومن دون حاجة لاجتماع مجلس الوزراء ومن دون المرور بالطرق القانونية ومن دون أن نعرف هل أن نقل اعتماد من احتياطي الموازنة سيُبقي فيها ما يحتاجه المواطن؟!! لنا أن نسأل هل هذه الحقيقة التي يبحثون عنها زوراً وبهتاناً منذ تسعة سنوات أهم من حياة آلاف بل عشرات آلاف المواطنين؟!! ثم تأتي ثالثة الأسافي بوزير يتهم آخر بالسرقة والاعتداء على المال العام فاحدهم بنى مرفأ غير شرعي عندما كان وزيراً للأشغال كما قال عنه الوزير الحالي فرد عليه باتهامه بأنه أيضاً بنى مرفأ آخر غير شرعي، فأين نحن ذاهبون؟؟!!! هذا البلد بات في أسفل لائحة الدول الفاسدة وما زال الطقم السياسي هو هو والقضاء يتسلط على الضعيف ويترك القوي المسؤول وهي أولى علامات سقوط الدول ونتمنى أن تثبت النيابة العامة المالية جدارة في اتخاذ قرارات حاسمة في حق المرتكبين بعد أن فتحت الملف. إن الوضع في لبنان يحتاج إلى ثورة شاملة وإلى إنتاج حكومة وحدة وطنية تضع أسس إرجاع الاستقرار للبلد وحمايته من الأخطار المحدقة به وعلى الرئيس المكلف إما أن يؤلف حكومة وطنية جامعة تضم كل الأطياف السياسية في البلد بحسب حجمها في المجلس النيابي أو أن يرحل مع احترامنا الكامل له. **************************************************************** بيان حول الأوضاع السياسية في لبنان عقد تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الأسبوعي وصدر عنه البيان التالي: لم يعد مقبولاً أن تبقى حالة الجمود تسيطر على الأوضاع السياسية في البلد، ولم يعد المواطن يتحمل السجال العقيم الذي يدور بين المسؤولين حول أتفه الأمور والتي وصلت إلى حد اتهام بعضهم بعضاً "بسرقات مفضوحة وإهمال واضح" وليس مقبولاً أن يُستغفل الشعب وتمُرر صفقات كتلك التي يتُحدث عنها لتمويل المحكمة الدولية غير النـزيهة والتي تفوح منها رائحة الرشاوى والفساد. ولا يجوز أن يبقى البلد معطلاً نتيجة للضغط السعودي في اتجاه عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية. فما ذنب المواطن في لبنان ليدفع ثمن حنق وغضب وحقد بعض القيادات في السعودية، فلنحزم أمرنا ونأخذ قراراتنا بأنفسنا وبالتالي فإننا في تجمع العلماء المسلمين ندعو لما يلي: أولاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤلفة من خمسة عشر وزيراً من الثامن من آذار وحلفائهم الذين يشملون التيار الوطني الحر والوزير وليد جنبلاط وخمسة عشر وزيراً من الرابع عشر من آذار وحلفائهم ومن ضمنهم رئيس الجمهورية. ثانياً: الدعوة للإسراع في إعداد قانون انتخاب عادل على أساس النسبية. ثالثاً: الإسراع في تهيئة الأجواء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ورفض التمديد مطلقاً ومهما كانت الأسباب. رابعاً: أن تتفرغ الحكومة المقبلة لحل القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يُعاني منها البلد وخاصة قضية اللاجئين السوريين. **************************************************************** بيان اتحاد علماء بلاد الشام حول إقالة القرضاوي قال تعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾، قال رسول الله(ص): "طوبى لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر". الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد... فإن الأزهر الشريف كان ولا يزال منارة العلم ومرجعاً من أهم مراجع الأمة الإسلامية العلمية والشرعية، وقد تغلب على محاولات كثيرة لتهميشه والعبث بدوره في المجتمع المصري خاصة وفي العالم الإسلامي عامة، وكان وما يزال المرجعية العلمية الوسطية التي تحافظ على تعاليم الإسلام من التطرف والتشدد والتكفير، وتغلب على كل محاولات النيل من مكانته وسلامة بناء مكوناته العلمية والهيمنة على قراره النابع من شعور رجاله بالمسؤولية عن كلمة الحق في بيان الحكم الشرعي، وحماية الأمة من الفتن التي يرسم مخططاتها من ينفذون البرامج الهادفة لتمزيق الأمة وتضليلها وبث روح الفتنة والتشرذم بين أبنائها. وقد أدى دوراً يشهده التاريخ له في لجم الفتنة التي ثارت في الشارع المصري، وكادت تعصف بالبلاد وترمي بها في أتون هيجان شعبي يضرب بها المصري أخاه المصري ليصل بشعب مصر إلى هاوية سحيقة، لا يدري أحد مدى أثارها المدمرة بالبلاد والعباد، في شعب يبحث عن الاستقرار والنمو والوئام. وفي الوقت الذي كان الأزهر يسعى في إخماد الفتنة السوداء التي كانت تهدد مصر شعباً ووطناً كان شيوخ الفتنة وفي مقدمتهم القرضاوي ينفخون في نارها ويؤججون أوارها رغبة منهم في رؤية الدماء والدمار، فهم وسائل يستخدمها أعداء الأمة، ألم يقل ربنا سبحانه عن اليهود: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾. لقد كان للأزهر الشريف ممثلاً بفضيلة الشيخ الأكبر الشيخ أحمد الطيب وإخوانه الأمناء على رسالة الأزهر والحريصين على سلامة الوطن والأمة موقفه التاريخي يوم وقف ضد تفاقم الفتنة التي أججها شيوخ الفتنة، فكان الأزهر الشريف النعمة الإلهية المتمثلة في قوله سبحانه (أَطْفَأَهَا اللهُ) كما ارتضى شيوخ الفتنة أن يكونوا الأداة التي تؤدي بالنيابة عن العدو مهمته في إيقاد نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد وليس موقف القرضاوي وشيوخ الفتنة جديداً في الساحة الإسلامية، فدماء الشعب السوري ثمرة مريرة لفتاواهم التي حرضت على إيقاد نار الفتنة وشجعت على القتل وسفك الدماء.
إن طرد القرضاوي من هيئة كبار العلماء قرار نابع من الشعور بالمسؤولية على الأمانة العلمية والدينية التي يحملها السادة علماء الأزهر، وقد بوأهم الله تعالى موقع المسؤولية عن الكلمة الطيبة التي تخمد الفتنة وتحقن الدماء. إن اتحاد علماء بلاد الشام يقدر لعلماء الأزهر الشريف موقفهم وقرارهم ويرجو لمصر الأمن والآمان والاستقرار والتقدم، وللأزهر الشريف الدور الفاعل في الهداية إلى الخير والحق والرشاد. **************************************************************** بيان تجمع العلماء حول ما يحدث في طرابلس تعليقاً على أحداث طرابلس أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي: "لم يعد مقبولاً ما يجري في طرابلس ولم يعد مقبولاً تعريض حياة المواطنين وأرزاقهم للخطر، وما يجري في طرابلس تجاوز حدود المنطق والضمير ليتحول إلى جريمة موصوفة بكل معنى الكلمة، إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع نتساءل: 1- أين هي المصلحة الإسلامية في كل ما يجري وإلى أي مستند شرعي استند هؤلاء الذين يدَّعون أنهم مؤمنون ملتزمون في تعريض حياة المواطنين للخطر وقطع الطرقات على الآمنين؟!! 2- أين هي الدولة في كل ما يحصل هل هي في إجازة أو أنها باتت غير موجودة في طرابلس وبات الحكم لقادة المحاور الذين تربع منهم بالأمس شخص على كرسي قائد المنطقة العسكرية فحلَّ هو وأصحابه محل الدولة؟؟!! 3- هل أن ما يحصل اليوم في طرابلس سيغير المعادلة فيما يحصل في سوريا؟ وهل سيؤدي هذا القتال إلى تخفيف حدة المعارك هناك؟ إن العاقل يعرف إن كل ذلك لن يغير من المسار قيد أنملة فلماذا العبث بأرواح الناس وأملاكهم؟ 4- إن تجمع العلماء المسلمين كان قد طرح في جولة العبث الماضية نفس ما نسمع أنه يطرحه اليوم بعض المسؤولين السياسيين بأن يُعمل على تغيير كافة قادة الأجهزة الأمنية في طرابلس، على أن يقترن ذلك بقرار اعتقال أي مسلح يتواجد في الشارع وإطلاق النار عليه في حال عدم الامتثال، واقتحام الأماكن التي يُطلق منها النار، وفضح كل السياسيين الذين يمولون هذه المجموعات وصولاً إلى فرض الأمن بالقوة لأنه لا مجال للأمن بالتراضي. نؤكد هنا أنه لم يعد هناك مبرر لبقاء رئيس الحكومة المكلف منتظراً الإيعاز السعودي لتأليف الحكومة بل عليه إما المبادرة لتأليفها على أساس يرضى عنه كل اللبنانيين وصيغة 9+9+6 هي المثلى أو ليعلن اعتذاره كي يُبحث عن غيره. **************************************************************** بيان حول اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس تعليقاً على اغتيال القائد الشهيد الحاج حسان هولو اللقيس أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي: لقد أثبت اغتيال القائد الشهيد الحاج حسان هولو اللقيس إن المعركة مع العدو الصهيوني معركة مستمرة على كل الصعد وخاصة الأمنية، وإن العدو يستغل انشغال الأمة بالفتن الداخلية التي اصطنعها له كي ينفذ مشاريعه الكبرى التي تستهدف الاستيلاء نهائياً على أرض فلسطين وتهويدها، فمن استمراره بالاستيطان إلى مشروع برافر إلى سعيه مع بعض الدول الخليجية للتخريب على الانجاز التاريخي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في موضوع الاتفاق النووي. إن الأخ القائد الشهيد كان هدفاً للعدو الصهيوني منذ فترة طويلة وقد فشل هذا العدو في اغتياله أثناء عدوان تموز واستمر في جهاده وعمله الدؤوب في مواجهة هذا العدو الغاشم إلى أن نجح اليوم في اغتياله، وهنا فإننا في تجمع العلماء المسلمين نتساءل هل هذه العملية هي باكورة التفاهم الأمني بين الكيان الصهيوني وحكام آل سعود وهل أصبحت الخلايا الأمنية المرتبطة ببندر بن سلطان في خدمة الأهداف الصهيونية على صعيد المقاومة فتوفر لها المعلومات وهي تنفذ، ومن حقنا اليوم أن نسأل الدولة اللبنانية عن موقفها من التعاون الصهيوني مع حكام آل سعود والذي تجلى من خلال ما صرح به الوليد بن طلال من الطلب من الصهاينة ضرب المفاعل النووي الإيراني مع ما يعني ذلك من تحريض على خط المقاومة، ما يفرض اتخاذ موقف منه ومن دولته. إن أخطر ما في هذه العملية هو أن تحول في إطار الصراع المذهبي وسيسعى العدو الصهيوني لإظهارها بهذا المظهر. ونحن نقول إن المسألة محصورة في الصراع مع العدو الصهيوني وهي ترجمة للصراع المحتدم اليوم بين نهجين نهج المقاومة الذي تمثله إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ونهج الاستسلام الذي يمثله الكيان الصهيوني ومن يدور في فلكه من حكام الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الأوروبية. إلى الشهيد الرحمة ولأهله الصبر والسلوان.
|
||||