|
|||||
|
قلبي محترقٌ بالحزنِ ودخلتُ محرابي وآويتُ القناديل التي نامت طويلاً دون ضوء ها أنا استنشقُ الذكرى.. أسفُّ الرملَ.. هذا الماءُ في شفتيَّ.. وتلك مقاصلُ الموتى.. أفتش في مشاجبهم عن ترابِكَ أيها الوطنُ القتيل فأين ينام عنوانُ القصيدةِ.. وكيف يُقتلُ الجسدُ المسجى مرتين وتُحرَقُ الأرضُ التي حرر تربها الطيبون؟؟.. أم كيف تشتعل الأصابعُ وهي بعدُ سابحةٌ بهذا الماء؟؟... ما زلت أبحث بين جماجم الأحياء عن وطنٍ تلاحقه القنابل والرصاصة والخيانةٌ والدهاءْ كلما لاذت بعصمةِ الطفولة والنساء هربت طفولتُهم وراءَ الراحلين بلا وداع وشُيِّعَ الموتى الأحبةُ عند منحدرِ البداية كانت أناملُنا تفكُّ القيد.. كيف أضاعوا أيامنا بهذا الجبِّ أعواماً صاح القتيلُ بهم مراراً لم يجد شفة يبادلها الحوار جاء الصباحُ فغادر الموتى محطات الغياب وغادر الأحياءُ مقبرةً بحجمك أيها الوطن القتيل سارت جماجمهم بلا جثث وفرَّ الناسُ من هذا العذاب أدركتُ أن الموتَ تملاَّني طويلاً وهو يحلمُ باللقاء فطار كفي كي يحطّ على يديه.. وكنتُ أسير وحدي كانت الأجسادُ عاريةً تحدِّقُ في ذهول كيف احتضِنُ الأحبةَ.. واليدينُ بلا أصابع.. والعيونُ بلا محاجر والنزيفُ يصبُّ في نهر الرماد.. ما أغرب الأسماءَ.. كيف تجرَّدَتْ عنا بباب الجبِّ؟.. يحرّفون الشهادةَ فيضحى القاتلُ شهيداً!!.. من وقّع صكوكَ غفرانهم؟.. ومن ولاكم على الدماء تبيحون سفكها؟ من كانوا قبلكم من المغولِ فساداً في الأرض يعيثون كانوا يقتلون وكانوا يذبحون... وأنتم اليوم ترفعون الرأس المقطوعَ.. وتكبّرون؟؟... كانوا يحرقون هويةَ الإنسان ويفاخرون.. وأنتم.. كلَّ معلمٍ من معالم الحياةِ مماتاً تحيلوه كرمى لحقيرٍ ملعون. **** عند باب السفارةِ.. حيث الأشلاءُ تحدِّثُ أخبارها.. بأن ربك أوحى لها قلبي فاض به الحزنُ.. حدَّقتُ ملياً.. كان الدمعُ ملاذي.. والشعرُ زادي لا توجد غيرُ دموعٍ واقفةٍ في منتصف الشريان لا أحد حولي إلا حجرٌ يُمطِرُ أحزاناً وقيوداً قلبي محترقٌ بالحزنِ.. وروحي غائرةٌ في ماء القهرِ ها أنا أجلس في صمتي.. أتحدث مع أطيافٍ تمطرها عبوةُ الانتحارْ.. وأمد يدي.. ألمِسُ ورداً على كتف رضوان.. أجده دماً يعبق بالروح والريحان.. أنظر في الأعينِ.. لا أتذكَّرُ اسماً أو أحداً.. أتساءل من أغواكم بالقفز إلى ذاكرةٍ أتعبها النسيان.... *** في البدء رأيت شموعاً بين يَدَيْ شيخٍ هَرِمٍ وبيوتاً يغمرها النور.. ألمح شباكاً يخبو وأغانٍ تتدفق من مذياع مكسور امرأةً تبتكر الدمعةَ وتخبئها في صدر الصبر.. أو تشعلُ نيراناً وتغذِّيها من ورقِ العمرِ المتساقط هناك.. حيث الدويُّ الآثمُ.. حيث اللوحةُ ترسمها أشلاءُ مجنون.. في اللوحةِ.. غيمٌ وحمامٌ.. ورمادٌ وخراب.. أطفالٌ تبكي خلف آباءٍ يرحلونَ إلى المجهول وأحس يداً تتسلَّلُ من بين زحامِ الأشلاء تمتد إلى أقصى الروح كي تلتقطَ الجمرات.. وأنا.. ما زلت أبحثُ بين نثارِ الطريقِ عن دينٍ يفتي بقتل الناسِ وينثر الأشلاء على الطرقاتْ.
|
||||